الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في النهي عن لبس الثوب المعصفر بالحمرة
528 -
وعن علي رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عن لُبْسِ القَسِّيِّ والمُعَصْفَرِ. رواه مسلم.
رواه مسلم 3/ 1648 وأبو داود (4044) والترمذي (1725) كلهم من طريق مالك عن نافع عن إبراهيم بن حُنين عن. أبيه عن علي بن أبي طالب به مرفوعًا وتمامه: وعن تختم الذهب وعن قراءة القرآن في الرُّكوع.
* * *
529 -
وعن عبد الله بن عَمرٍو رضي الله عنهما رأَى عَلَيَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثَوبَينِ مُعَصْفَرَينِ، فقال:"أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بهذا؟ " رواه مسلم.
رواه مسلم 3/ 1647 قال: حدثنا داود بن رشيد حدثنا عمر بن أيوب الموصلي حدثنا إبراهيم بن نافع عن سليمان الأحول عن طاووس عن عبد الله بن عمرو قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين، قال:"أأمُك أمرتك بهذا؟ " قلت: أغسِلُهما. قال: "بل أحرِقْهُما".
530 -
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها أخرجَتْ جُبَّةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مَكفُوفَةَ الجَيبِ والكُمَّينِ والفَرْجَينِ بالدِّيباجِ. رواه أبو داود وأصله في مسلم. وزاد: كانت عند عائشة حتى قُبِضَت، فَقَبَضْتُها، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُها فنحنُ نَغْسِلُها للمرضَى يُستشفَى بها. وزاد البخاري في "الأدب المفرد": وكان يلبسها للوفد والجمعة.
رواه أبو داود (4054) قال: حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا المغيرة بن زياد حدثنا عبد الله أبو عمر مولى أسماء بنت أبي بكر قال: رأيت ابن عمر في السوق اشترى ثوبًا شاميًّا فرأى فيه خيطًا أحمر فرده، فأتيت أسماء فذكرت ذلك لها فقالت: يا جارية، ناوليني جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت جبة طيالسة مكفوفة
…
قلت: رجاله لا بأس بهم غير أن المغيرة بن زياد البجلي اختلف فيه.
قال البخاري: قال وكيع: كان ثقة.
وقال غيره: في حديثه اضطراب. اهـ.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: مضطرب الحديث منكر الحديث أحاديثه مناكير. اهـ.
وعن يحيى بن معين: ليس به بأس، له حديث واحد منكر. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عنه فقالا: شيخ.
قلت: يحتج به. قالا: لا، وقال أبي: هو صالح صدوق ليس بذاك القوي بابة مجالد، يحول اسمه من كتاب "الضعفاء" للبخاري. اهـ.
وقال أبو زرعة في موضع آخر: في حديثه اضطراب. اهـ.
وقال أبو داود: صالح. اهـ.
وقال النسائي: ليس به بأس وقال في موضع آخر: ليس بالقوي. اهـ.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مستقيم إلا أنه يقع في حديثه كما يقع في حديث من ليس به بأس من الغلط وهو لا بأس به. اهـ.
ورواه مسلم 3/ 1641 قال: حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الملك عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر وكان خالد ولد عطاء. قال: أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر. فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة: العلم في الثوب أو ميثرة الأرجوان، وصوم رجب كله. فقال لي عبد الله: أما ما ذكرت من رجب؛ فكيف بمن يصوم الأبد، وأمَّا ما ذكرت من العلم في الثوب فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما يلبس الحرير من لا خلاق له" فخفت أن يكون العلم منه. وأما ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة عبد الله؛ فإذا هي أرجوان فرجعت إلى أسماء فخبرتها فقالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت إلى جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج.
فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت. فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يُستشفَى بها.
فائدة: الأرجوان هو صبغ أحمر شديد الحمرة.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(348) قال: حدثنا مسدد عن يحيى عن عبد الملك العرزمي قال: حدثنا عبد الله مولى أسماء قال: أخرجت إليَّ أسماء جبة من طيالسة عليها لبنة شبر من ديباج، وإن فرجيها مكفوفان به. فقالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبسها للوفود ويوم الجمعة.
قلت: رجاله لا بأس بهم.
وفي الباب عن البراء بن عازب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعمرو بن شعيب ورافع بن خديج وامرأة من بني أسد:
أولًا: حديث البراء بن عازب سبق تخريجه في باب: ما جاء في تحريم لباس الحرير والذهب على الرجال وقدر ما يجوز.
ثانيًا: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رواه مسلم 2/ 1647 والنسائي 8/ 203 وأحمد 2/ 162، 207 كلهم من طريق هشام الدستوائي عن يحيى حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث، أن ابن معدان أخبره، أن جبير أخبره، أن عبد الله بن عمرو بن العاص أخبره قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبين معصفرين فقال: "إن هذه من ثياب الكفَّار فلا تلبسها".
ثالثًا: حديث عمرو بن شعيب رواه أبو داود (4066) وابن ماجه (3603) وأحمد 2/ 196 كلهم من طريق هشام الغاز عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال: هبطنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنيَّة فالتفت إليَّ وعليَّ ريطة مُضرَّجة بالعصفر فقال: "ما هذه الريطة عليك؟ " فعرفت ما كره، فأتيت أهلي وهم يسجرون تنورًا لهم فقذفتها فيه ثم أتيته من الغد، فقال:"يا عبد الله، ما فعلت الرَّيطة؟ " فأخبرته. فقال: "أفلا كسوتها بعض أهلك فإنه لا بأس به للنساء".
ورواه عن هشام عيسى بن يونس وأبو المغيرة.
قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي وسبق الكلام على سلسلة عمرو بن شعيب وأنها حسنة (1) وعيسى بن يونس ثقة رواه عنه مسدد ورواه الإمام أحمد عن أبي المغيرة كلاهما عن هشام به.
رابعًا: حديث رافع بن خديج رواه أبو داود (4070) وأحمد 3/ 463 كلاهما من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن رجل من بني حارثة عن وافع بن خديج قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر؛ فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رواحلنا وعلى إبلنا أكسية فيها خيوط عِهْنٍ حُمرٍ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أرى هذه الحمرة قد علتكم" فقمنا سراعًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفر بعض إبلنا؛ فأخذنا الأكسية فنزعناها عنها.
قلت: إسناده ضعيف فيه راو لم يسم.
خامسًا: حديث امرأة من بني أسد رواه أبو داود (4071) قال: حدثنا ابن عوف الطائي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبي. قال
(1) راجع باب: صفة مسح الرأس.
ابن عوف الطائي: وقرأت في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم -يعني ابن زرعة- عن شريح بن عبيد عن حبيب بن عبيد عن حريث بن الأبح السليحي أن امرأة من بني أسد قالت: كنت يومًا عند زينب امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصبغ ثيابًا لها بمغرةٍ فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما رأى المغرة رجع فلما رأت ذلك زينب علمت أن رسول الله قد كره ما فعلت؛ فأخذت فغسلت ثيابها ووارت كل حمرة، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع فاطلع؛ فلما لم ير شيئًا دخل.
قلت: إسناده ليس بالقوي؛ فإن محمد بن إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي الحمصي.
قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًا. حملوه على أن يحدث فحدث. اهـ.
وقال الآجري: سئل أبو داود عنه فقال؛ لم يكن بذاك. قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حي وسألت عمرو بن عثمان عنه فذمه. اهـ.
لكن في هذا الإسناد وقف محمد بن عوف على أصل إسماعيل.
لهذا قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 9/ 52: في ترجمة محمد بن إسماعيل فلما نقل قول أبي داود السابق قال: أخرج أبو داود عن محمد بن عوف عنه عن أبيه عدة أحاديث لكن يروونها بأن محمد بن عوف رآها في أصل إسماعيل. اهـ.
وأما إسماعيل بن عياش فهو ثقة حافظ لكن روايته عن الحجازيين معلولة (1) قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عنه: ثقة فيما روى عن الشاميين وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم. اهـ.
قلت: شيخه في هذا الإسناد هو ضمضم بن زرعة الحضرمي وهو شامي من أهل حمص فبهذا يسلم الحديث من العلتين السابقتين لكن أعل أيضًا بأن في إسناده حديث بن الأبح السليحي مجهول روى له أبو داود حديثًا واحدًا.
وقال أبو حاتم: مجهول. اهـ.
* * *
(1) راجع باب: منع الجنب من قراءة القرآن، وباب: جامع في سجود السهو.