الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس
482 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفِطرُ يومَ يُفطِرُ الناسُ والأضحَى يومَ يُضَحِّي الناسُ" رواه الترمذي.
رواه الترمذي (802) قال: حدثنا يحيى بن موسى حدثنا يحيى بن اليمان عن معمر عن محمد بن المنكدر عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكرته.
قلت: رجاله لا بأس بهم غير يحيى بن يمان العجلي أبو زكريا اختلف فيه.
قال زكريا الساجي: ضعفه أحمد، وقال: حدث عن الثوري بعجائب. اهـ.
وقال حنبل بن إسحاق عن أحمد: ليس بحجة. اهـ.
وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: ليس يثبت لم يكن يبالي أي شيء حدث. كان يتوهم الحديث. اهـ.
وقال عثمان الدارمي عن يحيى بن معين أرجو أن يكون صدوقًا. اهـ.
وقال عبد الخالق بن منصور عن ابن معين: ليس به بأس اهـ.
وقال عبد الله بن علي بن المديني: كان فلج فتغير حفظه.
وقال يعقوب بن شيبة: كان صدوقًا كثير الحديث وإنما أنكر عليه أصحابنا كثرة الغلط وليس بحجة خولف. .. اهـ.
وقال النسائي: ليس بالقوي. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال: ربما أخطأ وكان متقشفًا. اهـ.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ وهو في نفسه لا يتعمد الكذب إلا أنه يخطيء ويشتبه عليه. اهـ.
وقد اختلف في سماع محمد بن المنكدر من عائشة.
قال الترمذي 3/ 144: سألت محمدًا قلت له: محمد بن المنكدر سمع من عائشة؟ قال: نعم. يقول في حديثه: سمعت عائشة. ثم قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 9/ 419: قال ابن معين وأبو بكر البزار لم يسمع من أبي هريرة وقال أبو زرعة: لم يلقه. وإذا كان كذلك فلم يلق عائشة لأنها ماتت ما قبله. اهـ.
وللحديث شاهد كما سيأتي.
ورواه الشافعي في "الأم" 1/ 230 قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال حدثني عبد الله بن عطاء بن إبراهيم مولى صفية بنت عبد المطلب عن عروة بن الزبير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون".
قلت: شيخ الشافعي إبراهيم بن محمد متروك، كما سبق (1).
* * *
483 -
وعن أبي عُمَيرِ بنِ أنسٍ، عن عُمومةٍ له مِن الصحابة: أن ركبًا جاؤوا؛ فشَهِدوا أنَّهم رأوا الهلال بالأمسِ، فأمرَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُفطِرُوا وإذا أصبحُوا أنْ يَغدُوا إلى مُصَلّاهُم. ورواه أحمد وأبو داود، وهذا لفظه، وإسناده صحيح.
رواه أحمد 5/ 57 - 58 وأبو داود (1157) كلاهما من طريق محمد بن جعفر ثنا شعبة عن جعفر بن أبي وحشية أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من أصحاب رسول الله: أن ركبًا جاؤوا
…
فذكره.
ورواه النسائي 3/ 80 قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا شعبة به، وفيه زيادة فأمرهم أن يفطروا بعدما ارتفع النهار ....
ورواه ابن ماجه (1653) قال. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا هشيم عن أبي بشر.
ورواه البيهقي 3/ 316 من طريق هشيم عن أبي بشر به.
قلت: إسناده قوي ورجاله ثقات. وأبو عمير بن أنس بن مالك الأنصاري. قال ابن عبد البر: مجهول، وفيما قاله نظر.
(1) راجع باب: المني يصيب الثوب، وباب: الدعاء عند الفراغ من التلبية.
فقد ذكره ابن سعد في "الطبقات" 7/ 192 وقال: كان ثقة قليل الحديث اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وجزم الحافظ في "التقريب"(8281) بأنه ثقة.
ولهذا لما نقل الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 103 قول ابن عبد البر: عمير مجهول قال: عرفه من وثقه مثل ابن سعد وابن حبان، وبهذا يتم الجواب عن تجهيل من جهله. اهـ.
ولهذا صححه بعض الأئمة.
قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 93: صححه ابن المنذر وابن السكن وابن حزم. اهـ.
وقال أيضًا: وعلق الشافعي القول به على صحة الحديث؛ فقال ابن عبد البر: أبو عمير مجهول. كذا قال: وقد عرفه من صحح له. اهـ.
وقال أيضًا الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 2/ 206: وصحح حديثه أبو بكر بن المنذر وغير واحد. اهـ.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 838: صحيح، رواه أبو داود والنسائي وآخرون بأسانيد صحيحة. اهـ.
وقال أيضًا: عمومة أبي عمير لا تضر جهالة أعيانهم؛ لأن الصحابة كلهم عدول. اهـ.
وقال البيهقي 3/ 316: هذا إسناد صحيح، وبمعناه رواه شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية وعمومة أبي عمير من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكونون إلا ثقات فقد قال الشافعي: لو ثبت ذلك قلنا به، وقلنا أيضًا فإن لم يخرج بهم من الغد خرج بهم من بعد الغد وقلنا يصلي في يومه بعد الزوال
…
اهـ.
وصحح الحديث الألباني في "الأوراء" 3/ 102.
وفي الباب عن أبي هريرة ومرسل عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد وعطاء وأثر عن عمر بن عبد العزيز:
أولًا: حديث أبي هريرة رواه أبو داود (2324) قال: حدثنا محمد بن عبيد ثنا حماد في حديث أيوب عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه قال: "وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، وكل عرفة موقف، وكل منى منحر، وكل فجاج مكة منحر، وكل جمعٍ موقف".
قلت: رجاله ثقات. ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عائشة كما قال ابن معين في "التاريخ" 2/ 540 وأبو زرعة وقد سبق بحثه في الحديث الأول من كتاب العيدين.
ورواه ابن ماجه (1660) قال: حدثنا محمد بن عمر المقرئ ثنا إسحاق بن عيسى ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون".
قلت: رجاله لا بأس بهم؛ غير أن محمد بن عمر المقرئ لم أميزه.
وقال المزي: لم أجد له ذكرًا في غير هذا الحديث، ويحتمل أن يكون محمد بن عمر المقرئ الدوري. اهـ.
وتبعه الحافظ ابن حجر في "التقريب"(6172) فقال: محمد بن عمر بن أبي عمير المقرئ عن إسحاق الطبَّاع لا يعرف، ولعله محمد بن أبي عمر الدُّوري. اهـ.
ورواه الترمذي (697) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد حدثني عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصُّوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. اهـ.
قلت: رجاله لا بأس بهم غير عثمان بن محمد بن المغيرة الأخنسي اختلف فيه.
فقد وثقه ابن معين.
وقال ابن المديني: روى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أحاديث مناكير. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
ونقل الترمذي عن البخاري أنه وثقه.
وقال النسائي في "السنن": ليس بذاك القوي. اهـ.
وأما إسحاق بن جعفر بن محمد فقد قال عنه عثمان الدارمي عن ابن معين: ما أراه كان إلا صدوقًا. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ. اهـ.
والحديث ما حسنه النووي في "الخلاصة" 2/ 839 فقال: رواه أبو داود والترمذي وآخرون بأسانيد حسنة. اهـ.
ثانيًا: مرسل عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد رواه البيهقي 5/ 176 قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الجنيد ثنا الحسن بن عرفة ثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن السفاح بن مطر عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة اليوم الذي يعرف الناس فيه".
قلت: أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الجنيد لم أجد له ترجمه.
والسفاح بن مطر الشيباني ذكره ابن حبان في "الثقات".
وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 323 والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 212 ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأما عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد فهو تابعي ثقة ووهم من ذكره في الصحابة.
وقد صحح البيهقي هذا المرسل فقال 5/ 176: هذا مرسل جيد أخرجه أبو داود في "المراسيل". اهـ.
ثالثًا: مرسل عطاء رواه الشافعي في "الأم" 1/ 230 وعنه رواه البيهقي 5/ 176 من طريق الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مسلم
ابن خالد عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: رجل حج أول ما حج فأخطأ الناس بيوم النحر أيجزئ عنه؟ قال: نعم. أي لعمري أنها لتجزئ عنه. قال الشافعي: وأحسبه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون". وأراه قال: "وعرفة يوم تعرفون".
قلت: رجاله ثقات، غير مسلم وهو ابن خالد المخزومي الزنجي كما صرح باسمه البيهقي وقد تكلم فيه وهو فقيه. اهـ.
وتعلم الشافعي الفقه منه.
قال عنه ابن المديني: ليس بشيء. اهـ.
وقال البخاري: منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به يعرف وينكر. اهـ.
وقال ابن عدي: حسن الحديث وأرجو أنه لا بأس به. اهـ.
وقال ابن سعد: توفى في خلافة هارون سنة ثمانين ومئة بمكة، وكان كثير الغلط في حديث، وكان في هديه نعم الرجل ولكنه كان يغلط. اهـ.
وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة. قال عثمان ويقال: إنه ليس بذاك في الحديث. اهـ.
وقال يعقوب بن سفيان: سمعت مشائخ مكة يقولون: كان لمسلم بن خالد حلقة أيام ابن جريج وكان يطلب ويسمع ولا يكتب؛ فلما احتيج إليه وحدث كان يأخذ سماعه الذي قد غاب عنه، يعني فضعف حديثه لذلك. اهـ.
وهذا المرسل شك في رفعه لكن هو إن لم يكن مرسل فهو أثر عن عطاء.
رابعًا: أثر عمر بن عبد العزيز رواه البيهقي 3/ 317 قال: أخبرنا أبو سعيد يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا معن بن عيسى ثنا محمد بن هلال التمار: أن عمر بن عبد العزيز شهد عنده على هلال الفطر من آخر النهار، فأمر الناس أن يفطروا وأن يخرجوا للعيد من الغد.
قلت: محمد بن هلال التمار إن كان هو محمد بن هلال بن أبي هلال المدني مولى بني كعب فهو ثقة؛ لأنه يروي عن عمر بن عبد العزيز وعنه معن بن عيسى.
وإن كان غيره فلا أدري من هو.
وشيخ البيهقي لم أجد من ترجم له.
وأما محمد بن الحسن بن كوثر أبو بحر البربهاري قال البرقاني: كان كذابًا. اهـ.
وقال أبو نعيم: كان الدراقطني يقول لنا: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبتُه حَسْبُ. اهـ.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه نظر. اهـ.
وقال أبو الحسن بن الفرات: كان مخلطًا، وظهر منه في آخر عمره أشياء منكرة، وكانت له أصول كثيرة جيدة، فخلط ذلك بغيره. وغلبت الغفلة عليه. اهـ.
وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 519: معروف واه اهـ.