الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: إن الله يحب أن يرى أثر نعمه على عباده
527 -
وعن عمران بن حُصَينٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن اللهَ يُحِبُّ إذا أَنْعَمَ على عبدٍ نِعمَةً أن يَرَى أثرَ نِعمَتِه عليه" رواه البيهقي.
رواه البيهقي 3/ 271 قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس الدوري حدثنا روح حدثنا شعبة عن الفضيل بن فضالة عن أبي رجاء العطاردي قال: خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز فقلنا: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبس هذا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يحب
…
" فذكره. الحديث.
قلت: رجاله لا بأس بهم.
وفي الباب عن عمرو بن شعيب ومالك بن نضلة الجشمي وأبي هريرة وزهير بن أبي علقمة الضبعي:
أولًا: حديث عمرو بن شعيب رواه الترمذي (2820) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان بن مسلم حدثنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده".
قال الترمذي 8/ 44: هذا حديث حسن. اهـ.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي إذا سلم من تدليس قتادة، وأما حديث عمرو بن شعيب فهو من أعلى درجات الحسن كما سبق (1).
ثانيًا: حديث مالك بن نضلة الجشمي رواه أبو داود (4063) وأحمد 3/ 473 والحاكم 4/ 201 كلهم من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص الجشمي عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دُونٍ. فقال: "ألك مال؟ " قال: نعم. قال: "من أيّ المال؟ " قال قد أتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق. قال: "فإذا آتاك الله مالًا فَلْيُرَ أثرُ نعمةِ الله عليك وكرامتِهِ".
ورواه عن أبي إسحاق جمع من الثقات منهم معمر وزهير وإسرائيل وشعبة.
وعند أحمد 3/ 473 من طريق شعبة قال أبو إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص فذكره بنحوه.
قلت: رجاله لا بأس بهم، وإسناده قوي.
قال الحاكم 4/ 201: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأبو إسحاق السبيعي وصف بالتدليس لكن صرح بالتحديث عند أحمد كما سبق.
ثالثًا: حديث أبي هريرة رواه البيهقي في "الشعب" 2/ 231 من طريق حاتم بن يونس الجرجاني حدثنا إسماعيل بن سعيد الجرجاني
(1) راجع باب: صفة مسح الرأس.
حدثنا عيسى بن خالد البلخي حدثنا ورقاء عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل إذا أنعم على عبدٍ نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه، ويكره البؤس والتباؤس، ويبغض السائل الملحف، ويحب الحي العفيف المتعفف".
قلت: إسماعيل بن سعيد الجرجاني ومن فوقه لا بأس بهم لكن الحديث أعله البيهقي فقال: في هذا الإسناد ضعيف. اهـ.
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 3/ 310 لما نقل تضعيف البيهقي: لم يظهر لي وجهه
…
ثم قال: هو حديث صحيح له شواهد تشهد لصحته. اهـ.
رابعًا: حديث زهير بن أبي علقمة الضبعي رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 426 - 427 والطبراني في "الكبير" 5 / رقم (5308) كلاهما من طريق سفيان عن أسلم المنقري عن زهير بن أبي علقمة الضبعي قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل سيئ الهيئة. فقال: "ألك مال؟ " قال: نعم من كل أنواع المال. قال: "فلْيُرَ عليك فإن الله عز وجل يحب أن يرى أثره على عبده حُسنًا ولا يحب البؤس والتباؤس" هذا لفظ الطبراني وعند البخاري بلفظ: "إن الله يحب أن يرى أثره على عبده".
وطريق الطبراني إلى سفيان هو بشر بن موسى حدثنا خلاد بن يحيى عنه به.
قلت: رجاله ثقات كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 132: وإسناده قوي غير أنه أعل بالإرسال.
ومال الألباني حفظه الله في "السلسلة الصحيحة" 3/ 311: إسناده صحيح. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 16: وروى البخاري في "التاريخ" من طريق أسلم المنقري عن زهير بن علقمة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن يرى أثره على عبده". قال البخاري: لا أراه إلا مرسلًا، وأخرجه الطبراني من هذا الوجه إلا أنه قال: عن زهير بن أبي علقمة الضبعي. وقال: رواه علي بن قادم عن الثوري فقال في روايته: عن زهير الضبابي فالله أعلم. اهـ.
قلت: فرَّق الطبراني بين زهير بن علقمة الثقفي نزيل الكوفة ويقال: البجلي، وبين زهير بن أبي علقمة الضبعي، وقال أيضًا الطبراني: كان ينزل الكوفة، وذكر هذا الحديث في مسنده، وذكر حديثًا آخر فيه قصة امرأةٍ مات لها ابنٌ وذلك في مسند زهير البجلي، أما البخاري فقد ذكر هذا الحديث في ترجمة زهير بن علقمة البجلي ولم يترجم للآخر، وساوى بينهما الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 15 فقال: زهير بن علقمة ويقال: ابن أبي علقمة البجلي أو النخعي. اهـ. ثم ذكر له الحديثين، والله أعلم.
* * *