الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في تقصير الخطبة وقول بعد الثناء: أما بعد
449 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا خَطَبَ احمرَّت عيناه، وعلا صوتُه، واشتدَّ غضبُه، حتَّى كأنه مُنذِرُ جيشٍ يقول: صَبَّحَكُم ومَسّاكُم، ويقول:"أما بَعدُ، فإن خيرَ الحديثِ كِتابُ الله، وخيرَ الهَدْيِ هديُ محمدٍ، وشَرِّ الأُمورِ مُحدَثاتُها وكُلُّ بِدعَةٍ ضَلَالةٌ". رواه مسلم.
وفي رواية له: كانت خُطبَةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة: يَحمَدُ اللهَ ويُثنِي عليه، ثم يقول على إثرِ ذلك، وقد علا صوتُه.
وفي رواية له: "مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضَلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادِيَ له". وللنسائي: "وكُلُّ ضَلالةٍ في النّارِ".
رواه مسلم 2/ 592 قال: حدثني محمد بن المثني حدثنا عبد الوهاب بن حميد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله به مرفوعًا باللفظ الأول.
ورواه مسلم 2/ 592 - 593 قال: حدثنا عبد الله بن حميد حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان بن بلال حدثني جعفر بن محمد به بلفظ: كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة: يحمد الله
…
.
ورواه أيضًا مسلم 2/ 593 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن جعفر به مرفوعًا وفيه "من يهده الله فلا مضلّ له. ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب الله
…
".
ورواه النسائي 3/ 188 - 189 قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله قال: أنبأنا ابن المبارك عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله به مرفوعًا وفيه "وكل محدثةٍ بدعةٍ وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
* * *
450 -
وعن عمّار بن ياسر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ طُولَ صلاةِ الرَّجُلِ وقِصَرَ خُطبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِن فِقْهِهِ" رواه مسلم.
رواه مسلم 2/ 594 قال حدثني سريج بن يونس حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن واصل بن حيان قال أبو وائل خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان؛ لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفّست! فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن طول صلاة الرّجل وقصر خطبته مئنة من فقهه؛ فأطيلوا الصّلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحرًا".
ورواه أبو داود (1106) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا العلاء بن صالح عن عدي بن ثابت عن أبي راشد عن عمار بن ياسر قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقصار الخطب
قلت: أبو راشد مجهول لم يرو عنه غير عدي بن ثابت.
وقد ذكره ابن حبان في "الثقات".
ورمز له الحافظ ابن حجر في "التقريب"(8089): مقبول. اهـ.
لكن توبع كما سبق عند مسلم.
قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 274: قال محمد: حديث عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اقصروا الخطب" هو حديث صحيح. اهـ.
وحسنه الألباني في "الإرواء" 3/ 79.
وفي الباب عن ابن عباس وجابر بن سمرة وعدي بن حاتم وعائشة وعمرو بن تغلب وأبي حميد الساعدي والمسور بن مخرمة:
أولًا: حديث ابن عباس رواه مسلم 2/ 593 قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثني كلاهما عن عبد الأعلى قال ابن المثني حدثني عبد الأعلى -وهو أبو همام- حدثنا داود عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن ضمادًا قدم مكة. وكان من أزد شنوءه. وكان يرقي من هذه الرّيح. فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: "إنّ محمدًا مجنون".
فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يديّ. قال: فلقيه. فقال: يا محمد! إني أرقي من هذه الريح. وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضلّ له. ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله أما بعد
…
اهـ.
وروى البخاري (927) قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا ابن الغسيل قال: حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وكان آخر مجلس جلسه متعطفًا ملحفة على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دسمة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"أيها الناس إليّ" فثابوا إليه. ثم قال: "أما بعد، فإن هذا الحي من الأنصار يَقِلُّون ويكثر الناس
…
".
ثانيًا: حديث جابر بن سمرة رواه مسلم 2/ 591 قال: حدثنا حسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكانت صلاته قصدًا وخطبته قصدًا.
ثالثًا: حديث عدي بن حاتم رواه مسلم 2/ 594 وأبو داود (1099) وأحمد 4/ 256 و 379 كلهم من طريق سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عديّ بن حاتم؛ أن رجلًا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فقد غوى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله" قال ابن نمير: "فقد غوى".
وهذا اللفظ ليس فيه دلالة ظاهرة على الباب. ولكن وضعه النووي في تبويبه لمسلم في هذا الباب. وذكرته اقتداءً به. والله أعلم.
رابعًا: حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رواه البخاري (922) قال: وقال محمودٌ: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة
قال: أخبرتني فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: دخلت على عائشة والناس يصلون
…
فذكرت قصه كسوف الشمس
…
وفيه قالت: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس، فخطب الناس وحمد الله بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد:
…
".
قلت: الذي يظهر أن قول البخاري: "قال محمود" ليس بتعليق بل هو متصل؛ لأن محمود هو ابن غيلان وهو أحد شيوخ البخاري لهذا قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 405: وذكره هنا عن محمود وهو ابن غيلان أحد شيوخه بصيغة "قال محمود" وكلام أبي نعيم في "المستخرج" يشعر بأنه قال: حدثنا محمود. اهـ.
خامسًا: حديث عائشة رواه البخاري (924) قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة أن عائشة أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل ودخل في المسجد، فصلّى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلّوا معه فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّوا بصلاته فلمّا كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبّح. فلما قضي الفجر أقبل على الناس فتشهّد ثم قال:"أما بعد، فإنه لم يخف عليّ مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها".
سادسًا: حديث عمرو بن تغلب رواه البخاري (923) قال: حدثنا محمد بن معمر قال: حدثنا أبو عاصم عن جرير بن حازم قال:
سمعت الحسن يقول: حدثنا عمرو بن تغلب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالًا وترك رجالًا؛ فبلغه أنّ الذين ترك عتبوا؛ فحمد الله ثم أثنى عليه. ثم قال: "أما بعد، فوالله إني لأعطي الرجل
…
".
سابعًا: حديث أبي حميد الساعدي رواه البخاري (925) قال: حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزّهريّ قال: أخبرني عروة عن أبي حميد الساعديّ أنه أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عشيّة بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: "أما بعد
…
".
قال البخاري: تابعه أبو معاوية وأبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أبي حميد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أما بعد" تابعه العدني عن سفيان في "أمّا بعد".
ثامنًا: حديث المسور بن مخرمة رواه البخاري (926) قال حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزّهري قال: حدثني عليّ بن حسين عن المسور بن مخرمة قال. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول: "أما بعد
…
".
قال البخاري: تابعه الزبيدي عن الزّهري. اهـ
* * *