الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: جامع في سنن الخطبة
466 -
وعن سَمُرَة بن جُندَبٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَستغفِرُ للمؤمنينَ والمؤمناتِ كلَّ جُمُعَةٍ. رواه البزار بإسناد لين.
رواه البزار كما في "كشف الأستار"(641) وفي "مختصر زوائد البزار على الكتب الستة" لابن حجر 1/ 295 قال: حدثنا خالد بن يوسف ثنا أبو يوسف بن خالد ثنا جعفر بن سعد بن سمرة عن خبيب بن سليمان عن أبيه -سليمان بن سمرة- عن سمرة بن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات كل جمعة.
قال البزار عقبه: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد. اهـ
قلت: إسناده ضعيف جدًّا وهو مسلسل بالضعفاء والمجاهيل لأن خالد بن يوسف بن خالد السمتي ضعيف كما قال الذهبي في "الميزان" 1/ 648.
وأورده ابن عدي في "الكامل" 3/ 45.
وأشد منه ضعفا والده يوسف بن خالد بن عمير السمتي فهو متهم هالك.
قال عبد الله بن أحمد عن ابن معين: كذاب خبيث عدو الله تعالى، رجل سوء، رأيته بالبصرة لا يُحدِّث عن أحد فيه خير. اهـ.
وقال الدوري عن ابن معين: كذاب زنديق لا يكتب حديث. اهـ.
وقال أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث، أنكرت قول ابن معين فيه: زنديق، حتى حُمِلَ إليَّ كتابٌ قد وَضَعه في التَّجَهم ينكر فيه الميزان في القيامة؛ فعلمت أن ابن معين لا يتكلم إلا عن بصيرة وفهم. اهـ.
وقال عمرو بن علي: يكذب. اهـ.
وقال البخاري: سكتوا عنه. اهـ.
وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث. ضعيف الحديث اضرب على حديثه. اهـ.
وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. اهـ.
أما خبيب بن سليمان فهو مجهول كما قال ابن حزم.
وقال عبد الحق: ليس بقوي. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 3/ 116: قرأت بخط الذهبي: لا يعرف. اهـ.
وقال الذهبي في "الميزان" 2/ 649: لا يعرف، وقد ضعف. اهـ.
وقال أيضًا 2/ 407 في ترجمة جعفر بن سعد بن سمرة: خبيب بن سليمان بن سمرة يجهل حاله عن أبيه.
ونقل عن عبد الحق الأزدي أنه قال: خبيب ضعيف، وليس جعفر ممن يعتمد عليه. اهـ.
وجزم الحافظ ابن حجر في "التقريب"(1700) بأنه: مجهول.
وأما جعفر بن سعد بن سمرة فقد ذكره ابن حبان في "الثقات".
وجزم ابن حزم بأنه مجهول.
وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي. اهـ.
وقال ابن القطان: ما من هؤلاء من يعرف حاله -يعني جعفرًا وشيخه وشيخ شيخه- ثم قال: وقد جهد المحدثون فيهم جهودهم
…
اهـ.
وأما سليمان بن سمرة بن جندب فقد فقال عنه أبو الحسن بن القطان: حاله مجهولة. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(2569): مقبول. اهـ. أي في المتابعات.
وأعل الحديث الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 190 - 191 بأن فيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف، وفي إعلاله هذا قصور كما سبق.
وفي قول الحافظ ابن حجر في "البلوغ": رواه البزار بإسناد لين فيه تجوز؛ لأنه كما يظهر من حال رواته أن الإسناد ضعيف جدًّا.
ورواه الطبراني في "الكبير" 7/ 261: من طريق محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة ثنا جعفر بن سعد بن سمرة به.
* * *
466 م- وعن جابر بن سَمُرة رضي الله عنهما: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في الخُطْبة يقرأ آياتٍ من القرآن، ويُذكر الناسَ. رواه أبو داود وأصله في مسلم.
رواه أبو داود (1101) قال: حدثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان قال: حدثني سماك عن جابر بن سمرة. قال: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قصدًا وخطبته قصدًا. يقرأ آيات من القرآن ويُذكر الناس.
قلت: إسناده لا بأس به ورجاله ثقات غير أنه اختلف في سماك بن حرب.
قال صالح بن أحمد عن أبيه: سماك أصح حديثًا من عبد الملك بن عمير. اهـ.
وقال أبو طالب عن أحمد: مضطرب الحديث. اهـ.
وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة. قال: وكان شعبة يضعفه، وكان يقول في التفسير: عكرمة ولو شئت أن أقول له: ابن عباس لقاله. اهـ.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين سئل عنه ما الذي عابه؟ قال: أسند أحاديث لم يسندها غيره وهو ثقة. اهـ.
وقال ابن عمار: يقولون: إنه كان يغلط، ويختلفون في حديثه. اهـ.
وقال يعقوب بن شيبة: قلت لابن المديني: رواية سماك عن عكرمة؟ فقال: مضطربة. اهـ.
وقال ابن المبارك: سماك ضعيف في الحديث. اهـ.
قلت: الذي يظهر أنه ضعيف الحديث عن عكرمة وإذا انفرد تأني في حديثه وحديث القدماء عنه قوي مثل شعبة وسفيان.
لهذا قال يعقوب: روايته عن عكرمة خاصة مضطربة وهو في غير عكرمة صالح وليس من المتثبتين، ومن سمع منه قديمًا مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم، والذي قاله ابن المبارك إنما نرى أنه فيمن سمع منه بآخرة. اهـ.
وهذا مذهب قوي ويؤيده قول البزار في "مسنده": كان رجلًا مشهورًا لا أعلم أحدًا تركه، وكان قد تغير قبل موته. اهـ.
وقال جرير بن عبد الحميد: أتيته؛ فرأيته يبول فرجعت ولم أسأله عن شيء. قلت: قد خرف. اهـ.
قلت: فهذا قول معاصره وإن كان في جرحه هذا نظر، لكن يؤخذ منه أن سماع القدماء عنه قوي. والله أعلم.
وأصل الحديث في مسلم مختصرًا كما قال الحافظ في "البلوغ". فقد رواه مسلم 2/ 589 من طريق أبي الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما، يقرأ القرآن ويذكِّر الناس.
فقد رواه مسلم 2/ 591 قال: حدثنا حسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كنت أُصلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا.
ورواه أيضًا مسلم 2/ 591 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا: حدثنا محمد بن بشر حدثنا زكرياء، حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات فكانت صلاته قصدًا وخطبته قصدًا.
وقد سبق ذكر أحاديث الباب في باب: ما جاء في القراءة في خطبة الجمعة.
* * *