الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في أن الخطيب يخطب عَلى قوس
471 -
وعن الحَكمِ بن حَزْنٍ رضي الله عنه قال: شهدنا الجُمُعةَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقام مُتَوَكِّئًا على عَصا أو قَوْسٍ. رواه أبو داود.
رواه أبو داود (1096) قال: حدثنا سعيد بن منصور ثنا شهاب بن خراش حدثني شعيب بن رُزَيقٍ الطائفي. قال: جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الحكم بن حَزْنٍ الكُلفيُّ فأنشأ يحدثنا قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعةٍ أو تاسع تسعةٍ؛ فدخلنا عليه. فقلنا: يا رسول الله زرناك فادع الله لنا بخير؛ فأمر بنا أو أمر لنا بشيء من التمر، والشأنُ إذ ذاك دون؛ فأقمنا بها أيامًا شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكئًا على عصًا أو قوس. فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال:"أيها الناس .. إنكم لن تطيقوا، أو لن تفعلوا كل ما أُمرتم به، ولكن سددوا وأبشروا".
ورواه ابن خزيمة 2/ 352 وأحمد 4/ 212 والبيهقي 3/ 206 كلهم من طريق شهاب به.
قلت: رجاله لا بأس بهم وإسناده قوي.
قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 69: إسناده حسن فيه شهاب بن خراش وقد اختلف فيه، والأكثر وثقوه وقد صححه ابن السكن وابن خزيمة. اهـ.
قلت: شهاب بن خراش قال ابن المبارك وابن عمار والمدائني: ثقة. اهـ.
وقال أحمد وأبو زرعة: لا بأس به. اهـ.
وقال ابن معين: ثقة. اهـ.
وقال العجلي وأبو زرعة: ثقة. اهـ.
وقال أبو حاتم صدوق لا بأس به. اهـ.
وقال ابن عدي: له أحاديث ليست بالكثيرة وفي بعض رواياته ما ينكر عليه. اهـ.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 757: رواه أبو داود بأسانيد حسنة. اهـ.
وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 78: هذا سند حسن وفي شهاب وشعيب كلام يسير لا ينزل الحديث به عن رتبة الحسن. لا سيما وله شاهدان أحدهما عن سعد القرظ والآخر مرسلًا، أخرجه الشافعي 1/ 162 والبيهقي وهو مرسل صحيح. اهـ.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن الزبير وفاطمة بنت قيس وسعد القرظ وخالد العدواني وابن عباس:
أولًا: حديث جابر بن عبد الله رواه أحمد 3/ 314 قال: حدثنا أبو معاوية ثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة قبل الخطبة في العيدين بغير أذان ولا إقامة. قال: ثم خطب الرجال وهو متوكئ على قوس ثم أتى النساء
فخطبهن وحثهنَّ على الصدقة. قال: فجعلن يطرحن القرطة والخواتيم والحلي إلى بلال. قال: ولم يصل قبل الصلاة ولا بعدها.
قلت: رجاله ثقات غير أن زيادة "متوكيء على قوس" شاذة.
وأصل الحديث في "الصحيحين" من غير ذكر الزيادة؛ بل إنه مخالف للفظ هذا الحديث لأنه عندهما بلفظ: "النبي صلى الله عليه وسلم كان متوكئًا على بلال".
فقد أخرجه البخاري (978) ومسلم 2/ 603 كلاهما من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قام يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة. ثم خطب الناس؛ فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل وأتى النساء فذكرهن، وهو يتوكأ على يد بلال باسط ثوبه
…
ثم أيضًا في إسناد أحمد: عبد الملك بن أبي سليمان أحد الأئمة لكن عرف بمخالفة ابن جريج وابن جريج مقدم عليه.
قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب 6/ 353: قال صالح بن أحمد عن أبيه: عبد الملك من الحفاظ إلا أنه كان يخالف ابن جريج وابن جريج أثبت منه عندنا. اهـ.
ثم إنه رواه الأئمة عن عبد الملك بن أبي سليمان به، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متوكئًا على بلال.
فخالفوا أبو معاوية كما سبق عند أحمد.
فقد رواه عنه عبد الله بن نمير كما عند مسلم 2/ 603.
وجرير عند الفريابي في "أحكام العيدين" رقم الحديث (5)، (95 - 99).
ويعلى بن عبيد عند الفريابي والدارمي 1/ 314، 316.
وإسحاق بن يوسف الأزرق عند البيهقي 3/ 296.
ويحيى بن سعيد عند النسائي 3/ 82، 186.
كلهم عن عبد الملك بن أبي سليمان به بلفظ: "قام متوكئًا على بلال".
ثانيًا: حديث عبد الله بن الزبير رواه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 377 والبزار كما في "مختصر زوائد مسند البزار" 1/ 294 وفي "كشف الأستار"(639) كلاهما من طريق عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بمخصرة في يده.
قال البزار: لا نعلمه إلا عن ابن الزبير ولا له عنه إلا هذا الطريق. اهـ.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه ابن لهيعة وهو ضعيف كما سبق (1).
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 187.
تنبيه: قال صاحب القاموس: المِخْصَرَة كمِكنسة ما يتوكأ عليه كالعصا ونحوه وما يأخذه الملك يشير به إذا خاطب والخطيب إذا خطب.
(1) راجع باب: نجاسة دم الحيض.
ثالثًا: حديث فاطمة بنت قيس رواه مسلم 4/ 2261 قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج بن الشاعر كلاهما عن عبد الصمد -واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد- حدثنا أبي عن جدِّي عن الحسين بن ذكوان، حدثنا ابن بريدة حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحَّاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأوَلِ فقال: حدثيني حديثًا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تُسنديه إلى أحدٍ غيره. فقال: لئن شئت لأفعلن
…
وفيه ذكر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في قصة حديث الجساسة وفي آخره قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر "هذه طيبة. هذه طيبة. هذه طيبة -يعني المدينة- ألا هل كنت حدَّثتكم ذلك؟ " فقال الناس: نعم
…
ورواه مسلم 4/ 2264 قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي، أبو عثمان حدثنا قُرَّة حدثنا سيار أبو الحكم حدثنا الشعبي قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس.
فذكرت الحديث، وفيه قالت: فكأنما أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأهوى بمخصرته إلى الأرض، وقال:"هذه طيبة" يعني المدينة.
رابعًا: حديث البراء بن عازب رواه أحمد 4/ 282 - 283 وابن أبي شيبة 2/ 158 كلاهما من طريق أبي الجناب الكلبي حدثنا يزيد بن البراء بن عازب عن البراء بن عازب قال: كُنَّا جلوسًا في المصلى يوم أضحى فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلَّم على الناس ثم قال:
"إن أوّل نسك يومكم هذا الصلاة". قال: فتقدم فصلى ركعتين ثم سلم ثم استقبل الناس بوجهه وأعطى قوسًا أو عصا فاتكأ عليه فحمد الله وأثنى عليه وأمرهم ونهاهم وقال: "من كان منكم عجَّل ذبحًا فإنما هي جَزَرَةٌ أطعمها أهلَه إنما الذبح بعد الصلاة" فقام إليه خالي أبو بردة بن نيار فقال:
…
وأصل الحديث في "الصحيحين" من غير ذكر العصا والقوس.
والحديث بهذا الإسناد ضعيف لأن فيه أبا الجناب يحيى بن أبي حية الكلبي ضعيف.
قال ابن سعد: كان ضعيفًا في الحديث. اهـ.
وقال أبو موسى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن أبي جناب قط. اهـ.
وقال علي بن المديني: كان يحيى بن سعيد يتكلم فيه وفي أبيه. اهـ.
وقال البخاري وأبو حاتم: كان يحيى القطان يضعفه. اهـ.
وقال أبو نعيم: لم يكن بأبي جناب بأس إلا أنه كان يدلس. اهـ.
وقال ابن عمار: ضعيف. اهـ.
خامسًا: حديث سعد القرظ المؤذن رواه ابن ماجه (1107) قال: حدثنا هشام بن عمَّار بن سعد حدثني أبي عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب في الحرب خطب على قوسٍ. وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا لأن إسناده فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ المؤدب.
قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ضعيف. أهـ.
وقال البخاري: فيه نظر. اهـ.
وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم. اهـ.
وكذلك في إسناده سعد بن عمار بن سعد القرظ المؤذن يروي عن أبيه لا يعرف حاله ولا حال أبيه.
قال ابن القطان: لا يعرف حاله ولا حال أبيه. اهـ.
ولهذا أعله البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" فقال: إسناده ضعيف لضعف أولاد سعد وأبيه عبد الرحمن. اهـ.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 797: رواه ابن ماجه والبيهقي بإسناد ضعيف. اهـ.
سادسًا: حديث خالد العدواني رواه أحمد 4/ 335 قال: ثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله بن الإمام أحمد وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا مرواد بن معاوية الفزاري عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الرحمن بن خالد العدواني عن أبيه: أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النصر. قال: فسمعته يقرأ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} حتى ختمها قال: فوعيتهما في الجاهلية وأنا مشرك. ثم قرأتها في الإسلام. قال: فدعتني ثقيف. فقالوا: ماذا سمعت من
هذا الرجل فقرأتها عليهم. فقال: من معهم من قريش. نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقول حقًّا لتبعناه.
ورواه ابن خزيمة 3/ 140 - 141 من طريق مروان بن معاوية عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي به.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي تكلم فيه.
قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: صالح. اهـ.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي لين الحديث بابةُ طلحة بن عمرو وعبد الله بن المؤمل وعمر بن راشد. اهـ.
وقال النسائي: ليس بذاك القوي يكتب حديثه. اهـ.
وقال عثمان بن سعيد عن ابن معين: ضعيف. اهـ.
وقال في موضع آخر: صويلح. اهـ.
وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: ليس به بأس. اهـ.
وقال البخاري: فيه نظر. اهـ.
وحكى ابن خلفون أن ابن المديني وثقه. اهـ.
وقال الدارقطني: يعتبر به. اهـ.
وأما عبد الرحمن بن خالد العدواني فقد قال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 248 عبد الرحمن بن خالد بن جبل العدواني عن أبيه وله صحبة وعنه عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي
قال الحبشي: مجهول. قلت -أي الحافظ-: صحح ابن خزيمة حديثه ومقتضاه أن يكون عنده من الثقات. اهـ.
سابعًا: حديث ابن عباس رواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب "أخلاق النبي" ص 121 قال: حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي نا محمد بن هارون نا معاوية بن عمرو نا أبو إسحاق الفزاري عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبهم يوم الجمعة في السفر متوكئًا على قوس قائمًا.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا؛ لأن فيه الحسن بن عمارة البجلي مولاهم الكوفي وهو متروك كما سبق (1).
ثم أيضًا الحكم لم يسمع من مقسم إلا أربعة أو خمسة أحاديث ليس هذا منها (2).
* * *
(1) راجع باب: التيمم لكل صلاة، وباب: مدة القصر.
(2)
راجع باب: الحجامة للصائم.