الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رعاية النمو الجنسي النفسي في هذه النظرية
…
رعاية النمو الجنسي النفسي هو ضوء النظرية:
ونحن بصدد تناول نظرية التحليل النفسي في عرضها للنمو الجنسي فإن من أهم واجبات المربيين لرعاية النمو الجنسي النفسي للطفل في ضوء هذه النظرية مراعاة ما يلي:
1-
إن عملية العقاب البدني للطفل الصغير على النظافة وضبط الإخراج، أو حتى حرمانه من الأشياء التي يحبها، أو حرمانه من العطف والاهتمام، لا تؤدي إلّا إلى نتيجة عكسية سلبية.
2-
تحتاج عملية تربية الطفل إلى صبر وحكمه، فمثلًَا يجب انتظار اكتمال نضج الأغشية الحساسة في العام الثاني، أو عند بلوغ 18 شهرًا تقريبًا حتى تكون لدى الطفل القدرة على التحكم الذاتي في الإخراج وضبطه، ومن الأجدر توعية الطفل بقيمة النظافة والتعوّد عليها، وتحبيبه فيها بكل الوسائل المحفزة المعززة لهذا السلوك المطلوب، بدون إجبار أو تهديد.
3-
لا يجب إظهار الاهتمام البالغ بعملية الإخراج، الأمر الذي يستشف الطفل من خلاله أن الإخراج قيمة في ذاته، ويتعامل مع الآخرين من هذا المنطلق، ويؤثر في شخصيته فيما بعد.
4-
يجب توضيح الفروق الجسمية والجنسية بين الجنسين توضيحًا سليمًا مبسطًا للطفل، وخاصة عندما يبلغ الطفل سن "المرحلة الجنسية المبكرة"، ويكثر من التساؤلات عن هذه الفروق "مثل تكوين الجنين في بطن الأم، كيفية إنجاب الأطفال، الفروق التشريحية بين الذكر والأنثى
…
إلخ".
5-
يجب على الآباء والمربين ألّا يهملوا الإجابة على استفسارات الأطفال المبكرة حتى لا يحبطوا من اهتمامهم وحب استطلاعهم ومعرفتهم للأشياء من حولهم، وحتى لا يسوء سلوكهم نتيجة لجهلهم بالنواحي الجنسية.
6-
لا يجب اعتبار سلوك الأبناء تجاه الآباء خطأ فاحشًا، وخاصة بعد معرفة أن هذا السلوك شيء تلقائي وطبيعي، والأفضل ألّا نعطي هذا السلوك الأهمية البالغة، بل يجب أن نساعد الطفل على شغل اهتمامه بأشياء أخرى.
7-
مساعدة الطفل في تجنّب تثبيت سلوكه نحو الوالد من الجنس الآخر، سواء شعوريًّا أو لا شعوريًّا، ويجب ألّا نتيح الفرصة للطفل لإظهار تودُّده وتمسكه بالأب أو الأم من الجنس الآخر.
8-
وعلى الآباء مراعاة ألّا يلاحظ الأطفال أيّ سلوك جنسي أو عاطفي يقوم به الآباء، حتى لا تزداد حدة العقدة الأوديبية لدى الأطفال، وحتى لا يحدث تثبيت للأشكال السلبية لهذه العقدة مدى الحياة، وما يصحبه من صراع الحب والكراهية تجاه الأب والأم وعدم التحرر منها.
9-
كما أن الإفراط والتفريط في التعامل مع الأطفال، والحماية المسرفة من جانب الآباء، أو التسلط الشديد المفروض على الأطفال، كل ذلك يؤثر في إمكانية استقلال الطفل وتثبيته بتلك الأشكال السلبية للعقدة الأوديبية. بمعنى: إنه لا يجب على الوالدين مساعدة الطفل على زيادة الترابط القائم على أسس جنسية في المرحلة الجنسية المبكرة بزيادة التدليل أو بالقول والعمل، فهذا السلوك يساعد على خلق عقد أوديبية شاذّة لدى الأطفال.
10-
مساعدة الطفل على التخلّص من عقدة أوديب بالطريقة السليمة، وذلك بتلقين الطفل وتوعيته بالقيم الاجتماعية والمثل العليا والاستجابة لنداء الضمير، وكذا إحساس الطفل بقيمة شخصية الأب ليحتذيها ويتقمصها.
11-
كما يجب أن يكون للأسرة ولجميع الجماعات من جهة أخرى خط سلوكي واضح؛ حيث ينشأ الطفل وتتشكّل شخصيته في الجماعة، فلا يتعين على إحدى تلك الجماعات التي تنمي مثلًا سلوكًا ما لدى الطفل، والذي ترى فيه الجماعة الأخرى استهجانًا وتحريمًا، حتى لا يحدث الاضطراب والانفصام في شخصية الطفل منذ الصغر، والذي يشكل أفكاره واتجاهاته من خلال مَنْ حوله من أفراد وهيئات وجماعات.