الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلاصة وتطبيقات:
نخلص من عرض نظريتي إريكسون حول مراحل النمو النفسي الاجتماعي، ونظرية ما رشيا حول إحدى هذه المراحل، وهي مرحلة الهوية التي تقابل مرحلة المراهقة، إلى أنَّ كلتا النظريتين قد تناولت النموَّ في إطار التفاعل الاجتماعي الذي يعايشه الفرد في السياق الأسرى والبيئي والثقافي الذي ينشأ فيه ويتشرَّب قيمه وسلوكياته، ومن ثَمَّ فإنه تطبيقًا لمتضمنات النظريتين في السياق التربوي، ينبغي الإشارة إلى بعض جوانب التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي نمارسها:
1-
السيطرة: فكثير من الأسر تغلِّب جانب السيطرة في تربية الأبناء، أو تنشئ النبات على التوافق مع الإحباط، وتعلُّم الانصياع للقيود المفروضة، مما يؤثِّر
حتمًا على النمو النفسي الاجتماعي وتشكيل الهوية في الرشد؛ حيث تتكوَّن صورة الذات على أساس آراء الآخرين وأحكامهم.
2-
العيب والشعور بالذنب: وهي أساليب رئيسية في تنشئة الطفل في العائلة العربية؛ حيث ينشأ عنها عقاب ذاتي يحبط القدرة على النقد الذاتي الذي يصعب اكتسابه وتنميته.
3-
النزعة إلى الاعتمادية: حيث تربِّي كثير من الأسر أبناءها إلى سنٍّ متقدِّم على الكبار، ثم يتوقع منهم المساندة والرعاية، ولا يطيق الفرد فصم العلاقة مع الأسرة، ويبذل جهدًا لتجنب انقطاع العلاقة مع الأفراد ذوي الدلالة في حياته.
4-
التوجُّه نحو الآخرين: فكثير من الأطفال يتربون على ميكانيزم القمع؛ لعدم إيذاء مشاعر الآخرين ولضمان ألّا تؤذي مشاعره هو نفسه، رغم أنه قد لا يثق في الآخرين وفي صدق سلوكهم.
5-
القلق والاستجابة للأزمات: إذ يحتل الخوف من العقاب لعدم اتباع التعليمات حتَّى في المواقف الضاغطة، ويتبع معظم الأطفال خطين متعارضين: إما الإنكار، أو تجنّب الموقف من خلال القمع والنسيان كوسيلة لتخفيف القلق.
6-
البواعث والدوافع: فالرغبة في النجاح الأكاديمي والمهني والاجتماعي هي الدافع الأساسي الذي يربى عليه الأطفال والشباب، وأصبح الآن هناك رغبة قوية في التفوق ولو على حساب الآخرين، وهو ما ينسي الفرد غيره، وقد يزيد من حِدَّة مشاعر عدم الثقة والعداوة نحو الآخرين.
إن مثل هذه الجوانب السائدة في التنشئة العربية تحتاج إلى إعادة نظر وتقييم في ضوء نظريات علم نفس النمو من أجل نمو نفسي اجتماعي متوافق، وتشكيل هوية في إطار الثقافة العربية الإسلامية، والقيم والمعايير الأخلاقية المتعارف عليها.