الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة النظم
بسم الله الرحمن الرحيم
1 -
الحمد لله الذي قدَ اَرسلا
…
نبيَّه معلما للجهلا
2 -
ففصَّل الدينَ المبينَ القَيِّما
…
وللصراط المستقيم رسما
3 -
ولم يدع لسائل سؤالا
…
ولا لمستشكل استشكالا
4 -
بل نشر الأمر على رأس الثُّمام
…
للعارفين بمقاصد الكلام
5 -
صلى وسلم عليه الله
…
والال والصحب ومن تلاه
6 -
وصحبه رووا على تَقَصِّي
…
جميعَ أمره بدون نقص
7 -
وعلماء التابعين نقلوا
…
عن هؤلاء كل ما قد حملوا
8 -
وهكذا نسأله سبحانه
…
إسباغَه عليهمُ رضوانَه
الحمد لغة: الوصف بالجميل اختيارا أو لا، فعلا أو لا، على فعل جميل اختياري، وليس للشرع فيه اصطلاح، إذ لو كان لأوقف عليه.
والإرسال: البعث، والنبي: فعيل بمعنى مفعول مشتق من النبإ، وهو الخبر المهم.
والمعلم: اسم فاعل من علّمتَ فلانا الشيء إذا لقنته إياه وجعلته يعلمه، والجهلاء: جمع جاهل صفة مشبهة من الجهل، وهو عدم المعرفة بالشيء ويسمى هذا جهلا بسيطا، ويقابله الجهل المركب، وهو اعتقاد خلاف الواقع، وفصّل الشيء: بينه وأوضحه، والدين: الشرع والمنهاج الذي بعثت به الرسل للإنسان ليسير عليه في حياته، والمُبين: الظاهر، والقيم: وصف على وزن فَيْعِل من القيام، ومعنى ذلك البناء: قوة الاتصاف بالمصدر كهيّن، وليّن، وبيّن، وديّن، وكيّس، وصيّن، وسيّء، وشيّق، والقيام في الأصل: المثول والانتصاب، ويطلق مجازا على الاعتدال وعدم الانحراف، وهو المقصود هنا، والصراط: الطريق، حقيقي في الحسي مجاز في المعنوي، والمستقيم: الذي لا ميل فيه ولا اعوجاج، ورسم البناء: خط حدوده وتفاصيله، كأنه يعني بالشطر الأول جزئيات الشرع، وبالثاني الكليات والقواعد التي يجري عليها الاستنباط والاجتهاد، واستشكل فلان الأمر: أورد عليه إشكالا، والإشكال: اللبس في المعنى، ونشر الخبر: أذاعه، ونشر الثوب: بسطه، ورأس الشيء: أعلاه، والثمام - بضم الثاء -: جنس نباتات عشبية تحته أنواع عديدة، يقولون: هذا على رأس الثمام، وعلى طرف الثمام، وعلى طرف العصا، وعلى حبل الذراع، إذا أرادوا قربه وسهولة أخذه، لأن الثمام لا يطول وليس له شوك، فالمنشور عليه في متناول الكبير والصغير، والقوي والضعيف، والمقاصد: جمع مقصد بكسر الصاد: اسم مكان من قصد الشيء إذا أراده، والصلاة من الله سبحانه وتعالى: الإنعام، ومن العبد طلبه، سواء كانت على نبي أو غيره، وكل ما ذكروه فيها يرجع إلى هذا قاله الهلالي، وذكر الحطاب أنها وإن كانت بمعنى الإنعام إلا أنها تدل على معنى زائد على ذلك وهو التعظيم، والسلام من الله سبحانه و تعالى: الإنعام بالسلامة، ومن العبد: طلبه، وآل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في الدعاء، قال عبد الحق: أعرف لمالك - رحمهما الله تعالى
- أنهم كل من تبع دينه، وقيل آله: أتقياء أمته، ولو فسر هنا بأزواجه وذريته لم يكن بعيدا، اعتبارا ببعض ألفاظ الصلاة الواردة في الصحيح، والله سبحانه و تعالى أعلم.
وأما آله في الزكاة فهم بنوا هاشم، أو هم وبنوا المطلب.
والصحب: اسم جمع من الصحبة، وهي الملازمة، وأصحابه صلى الله تعالى عليه وسلم: كل من اجتمع به اجتماعا متعارفا من المؤمنين، من غير ارتداد بعد آخر رؤية، سواء كان مميزا أو لا، فشرف الصحبة حاصل بمطلق الاجتماع مع الإيمان، وبين صحبة الشرف، وصحبة الرواية عموم وخصوص من وجه، فرسول هرقل مثلا صحابي رواية، وشرف الصحبة غير ثابت له، وكذلك من ارتد بعد متوفاه صلى الله تعالى عليه وسلم ثم راجع الإسلام، فمرويه له حكم رواية الصحابي، بخلاف نحو محمد بن أبي بكر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ فهو صحابي شرفا فقط، ومروياته مراسيل.
وتلاه: تبعه، يعني من اتبع شرعه، وتقصى فلان الأمر: بلغ أقصاه وأبعده في البحث عنه، وسبحان قال القرطبي رحمه الله تعالى: اسم موضوع موضع المصدر وهو غير متمكن، لأنه لا يجري بوجوه الإعراب، ولا تدخل عليه الألف واللام، ولم يجر منه فعل، ولم ينصرف، لأن في آخره زائدتين، تقول: سبحت تسبيحا وسبحانا، مثل كفرت اليمين تكفيرا وكفرانا، ومعناه التنزيه والبراءة لله سبحانه وتعالى من كل نقص، فهو ذكر عظيم لله سبحانه وتعالى لا يصلح لغيره، إلى أن قال: والعامل فيه على مذهب سيبويه الفعل الذي من معناه، لا من لفظه، إذ لم يجر من لفظه فعل، وذلك مثل قعد القرفصاء، واشتمل الصماء، فالتقدير عنده أنزه الله سبحانه وتعالى تنزيها، فوقع سبحان الله مكان قولك تنزيها.
والإسباغ: مصدر أسبغ إذا أتم، والسابغ: الضافي، ومنه قوله سبحانه وتعالى: (أن اعمل سابغات (والرضوان بكسر الراء وبضمها: الرضى، وهو مصدر رَضِيَ: نقيض سَخِط، والاسم: الرِّضاء بالمد.
9 -
هذا وقد رام لسان الحال
…
بالرغم من تكاثر الأشغال
10 -
نظما لباكورة مذهب إمام
…
مدينة النبي أفضل الانام
11 -
صلى وسلم عليه الله
…
والال والصحب ومن تلاه
12 -
أعني رسالة الامام القَرَوِي
…
من كان ذا علم وفضل مولوي
13 -
فجئت من ذلك بالميسور
…
رغما من القصور والتقصير
14 -
محاذيا له ولا أغيِّر
…
منه الذي خالفه المختصر
15 -
ولا أكرر وقد أزيد
…
بذكر أمر ذكره مفيد
16 -
مع الجنوح للوضوح فالوضوح
…
ألشيخ قد كان إليه ذا جنوح
17 -
لأنه يخاطب المبتدئين
…
وذاك منه يقتضي القول المبين
هذا: كلمة يؤتى بها للانتقال من غرض إلى غرض، ورام فلان الشيء: طلبه، واللسان: جارحة معروفة، وهي من الإنسان آلة النطق والذوق، ولسان حال الشيء: وضعه الذي هو عليه، وحال الشيء صفته التي يتصف بها في الوقت، والمراد أن الوضع الراهن يستدعي نظم الكتاب المسمى بالرسالة، ليتيسر حفظه، وذلك لما له من خطر في المذهب، وقد ذكر ابن ناجي ـ رحمه الله تعالى ـ أن الشيخ لما أتمها بعث بنسخة منها إلى أبي بكر الأبهري ـ رحمهما الله تعالى ـ ففرح بها وأشاع خبرها بين الناس، وأثنى عليها، وعلى مؤلفها، وأمر ببيعها ليحسن بثمنها إلى الواصل بها، وقال لا تباع إلا وزنا بوزن، ففعل ذلك، فجاء وزنها ثلاثمائة دينار ونيفا، ومدحها القاضي أبو محمد عبد الوهاب بقوله:
رسالة علم صاغها العلم النهد
…
قد اجتمعت فيها الفرائض والزهد
أصول أضاءت بالهدى فكأنما
…
بدا لعيون الناظرين بها الرشد
وفي صدرها علم الديانة واضح
…
وآداب خير الخلق ليس لها ند
لقد أم بانيها السداد فذكره
…
بها خالد ما حج واعتمر الوفد
وقوله: بالرغم الباء فيه بمعنى على، يقال: فعلت كذا على رغم فلان، أي على كرهه ومساءته، ثم توسع فيه فاستعمل في مطلق المخالفة، والتكاثر: التزايد، والأشغال: الأعمال، والنظم: الكلام الموزون المقفى، والباكورة: مؤنث الباكور، وهو المعجل الإدراك من كل شيء، والإدراك: النضج، وكانوا يسمون الرسالة باكورة السعد، والمذهب: اسم مكان من الذهاب، وهو ما يراه المجتهد من الأحكام الشرعية باجتهاده، أو يخرجه أصحابه على أصوله وقواعده، والإمام: المقتدى به، والمدينة: المصر، جمعه مُدُن ومدائن، من مَدَن بالمكان مُدونا إذا أقام به، والمدينة: علم بالغلبة على مدينة النبي ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ المنورة بأنواره صلى الله تعالى عليه وسلم، وأفضل: أشرف وأكرم، والأنام: الخلق، جمعه آنام وأنيم، وأعني: مضارع من عَنى الشيء عَنْيا وعِناية: قصده وأراده، والقروي: نسبة إلى القيروان - بفتح الراء وبضمها - مدينة على بعد مائة وستين كيلو مترا من مدينة تونس، اختطها عقبة بن نافع الفهري ـ رحمه الله تعالى ـ سنة إحدى وخمسين، يقال إنه وجدها غيضة كثيرة الأشجار، مأوى الوحوش والحيات، فأمر بقطع الشجر وحرقه، وبنى بها جامعه المعروف، وبها قبر الصحابي الجليل أبي زمعة عبيد بن أرقم البلوي، وهو من الذين بايعوا بيعة الرضوان، استشهد سنة أربع وثلاثين من الهجرة.
والنسبة إلى القيروان قَرَوِي بالتحريك، وقيرواني على الأصل، والقيروان في الأصل كلمة أعجمية بمعنى الكتيبة.
والإمام القروي هو أبو محمد عبد الله بن أبي زيد، شيخ المغرب إليه انتهت رئاسة المذهب، قال القاضي عياض ـ رحمه الله تعالى ـ: حاز رئاسة الدين والدينا، ورحل إليه من الأقطار، ونجُب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تآليفه، حج وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره، وكان يسمى مالكا الأصغر، يقال: إنه ألف هذا الكتاب وهو ابن سبعة عشر عاما، وقيل ثمانية عشر عاما، قال سيدي زروق رحمه الله تعالى: ويحكى أنه انهدم حائط بيته وكان يخاف من الشيعة فربط في موضعه كلبا، فقيل له في ذلك، فقال: لو أدرك مالك زمانك لاتخذ أسدا ضاريا، كذا سمعته من شيخنا أبي عبد الله القوري رحمه الله تعالى، وذكروا أن محرزا بن خلف العابد المعروف، شيخ العلم بأريانة ثم قرطاج، الذي لقب بسلطان الصالحين، قصد ذات يوم إلى زيارة الشيخ ابن أبي زيد ـ رحمهما الله تعالى ـ وكان يقصده للزيارة، فلما دخل إلى داره أتوه بابنة له ـ أعني الفقيه أبا محمد ابن أبي زيد ـ ليدعو لها، وكانت قد أقعدت، فدعا لها وقامت على قدميها ومشت من ساعتها، فكثر التعجب من ذلك، فقال: والله العظيم ما قلت إلا بحرمة أبيها عندك اكشف ما نزل بها، فشفاها الله تعالى ببركة أبيها.
كذا في كتاب معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، للشيخين أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله الأنصاري الأسيدي المشهور بالدباغ، وقاسم بن عيسى بن ناجي التنوخي القيرواني المتقدم الذكر.
ويقال إن محرزا هذا هو الذي طلب من الشيخ أن يضع له كتاب الرسالة ليلقنه للأولاد، وقد كان الشيخ محرز مؤدبا، وتوفي الشيخ أبو محمد يوم الاثنين عند الزوال، آخر يوم من شعبان، سنة ست وثمانين وثلاثمائة، عن ست وسبعين سنة، وصلى عليه الشيخ أبو الحسن القابسي بالريحانية عند باب أصرم، يوم الثلثاء، في جمع لا يحصون، ودفن بداره، وروي عنه أنه لما سمع بوفاته سقط على الأرض، وقال: الآن انكشفت عورتي، لما كان ينوب عنه في الفتوى، وبكى عليه حتى كاد يعمى، والموْلَوِي: المنسوب إلى المولى سبحانه وتعالى، يراد بذلك أنه غير مكتسب، والميسور: السهل، ضد المعسور، والقصور عن الشيء: العجز عن بلوغه، والمراد هنا عدم الأهلية للقيام بما يستدعيه الحال، والتقصير: التفريط والتكاسل، والمحاذاة: المقابلة والموازاة، والمختصَر: اسم مفعول من الاختصار وهو الإيجاز، وقد صار في الأزمنة المتأخرة علما بالغلبة على مختصر سيدي خليل - رحمه الله تعالى - يشير بذلك إلى أنه لا يفعل ما فعله بعض من نظم هذا الكتاب من العدول إلى ما يعتمده سيدي خليل - رحمه الله تعالى - عند اختلاف الكتابين في المسألة، والجُنوح: مصدر جنَح - بفتح النون - إلى الشيء إذا مال إليه، والشيخ: الذي انتهى شبابه وظهر عليه الشيب، ورئيس القوم وإن لم تكبر سنه، ومن أخذتَ عنه العلم، جمعه: شيوخ وأشياخ وشِيخَة وشِيخان ومشْيَخة، والمبتدئين: جمع مبتدئ - بالكسر - اسم فاعل من الابتداء، وهو أول الاشتغال بالشيء، ويقتضي: مضارع من الاقتضاء، وهو الاستدعاء والاستيجاب، والقول: الكلام، والمبين: الظاهر، والمعنى أن مقام التعليم - ولا سيما تعليم المبتدئين - يستدعي من المعلم المبالغة في التوضيح
18 -
والاقتضاب ليس مستطابا
…
إذا المقام يقتضي الإطنابا
19 -
منَ اَجل ذاك كنت ذا إيثار
…
له على الحسن والاختصار
20 -
حتى يكون الفهم ذا سهوله
…
لذوي الابتداء والطفوله
21 -
وحفظ الانظام به تذكُّر
…
الاحكام يقصد إذا تستحضر
22 -
فإن يك المراد ليس ظاهرا
…
يدخلْ بذكرها عناء آخرا
23 -
فالنظم حيث كان ذا تعقيد
…
كان بلية على البليد
24 -
وغيره منه كذاك يقع
…
بورطة لوقته تُضيع
25 -
لكنني لمَ اَذكر العقائدا
…
إذ قول الاشياخ بها توحدا
26 -
مع اَن جل ما له الشيخ ذكر
…
من الضروري الذي قد اشتهر
الاقتضاب: تأدية المعنى بألفاظ قليلة مجملة، أصله الاقتطاع، والمستطاب: المستحسن، والمقام: الحال، والإطناب: تأدية المعنى بألفاظ تزيد عما يقتضيه تصويره، والمعنى أن الإيجاز غير مستحسن في المقام الذي يناسبه الإطناب، والمراد بكونه غير مستحسن أنه غير بليغ، إذ بلاغة الكلام بمجيئه على الوجه المناسب للمقام المسوق فيه، والإيثار: التفضيل، والحسن: نقيض القبح، والاختصار: الإيجاز، والفهم: تصور الشيء وإدراكه، والابتداء: الشروع، والطُّفولة والطُّفولية والطفل بفتحتين: حالة الطِّفل، والطفل: الولد حتى يبلغ جمعه أطفال، والحفظ: الاستيعاب في الذهن والذاكرة، والأنظام: جمع نظم، وهو الكلام الموزون المُقَفَّى، والأحكام: جمع حكم، وهو في العرف العام: إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه، وفي الاصطلاح الشرعي ينقسم إلى تكليفي ووضعي، فالأول صفة فعل المكلف من الطلب أو الإذن، والثاني ما وضع علامة للأول، والعناء: مصدر عَنِي - بكسر النون - إذا تعب ونصب، والمراد أنه إذا خرج من عناء الاستحضار دخل في عناء التفهم أيضا، بخلاف المعنى الظاهر فإنه بمجرد ذكره للنظم فيه يعرف الحكم، والتعقيد: إيراد المتكلم الكلام على وجه يكون معه غير بين الدلالة، والبلية: البلوى والمصيبة، والبليد صفة مشبهة من البلادة، وهي فتور الطبع وركود الذهن، والورطة: الأمر الصعب الذي يتعسر الخروج منه، وتضيع: تفني، والعقائد: جمع عقيدة، وهي ما يعقد عليه القلب تدينا، بأن يجزم به جزما لا يقبل التغير، وتوحد: اتحد، وجل الشيء بضم الجيم: أكثره ومعظمه، والجل بالكسر: الجليل، يقال رجل جِل أي: جليل، والضروري: ما لا يتوقف حصوله على نظر وكسب لبداهته، والمعنى أن معظم العقائد النقلية التي ساق الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ ضروري عند الطالب.
27 -
وأسأل الله علا إتمامه
…
ونفعَه لكل من قد رامه
28 -
وأن يكون رغم كلِّ ما أخل
…
مقتضيا رضوانَه علا وجل
29 -
لنا، ومن لنا، ومن به عُني
…
درسا وتدريسا بكل زمن
30 -
وأن يحقق لنا المطالبا
…
أجمعَها الذلول والمستصحبا
31 -
وأن يقينا منَ اَنواع البلا
…
فهُو حسب من عليه اتكلا
32 -
يا رب بالوهاب والبر المجيب
…
وبالكريم والسميع والقريب
33 -
وسائر الأسماء ما علمتا
…
منها وما بعلمه استأثرتا
34 -
فلتستجب يا ربنا دعاءي
…
ولا تخيب أبدا رجاءي
35 -
وصلينْ رب على المشفَّع
…
وآله وصحبه والتابعي
36 -
كأطيب الذي من الصلاة
…
سئلتَ في الذي مضى والاتي
37 -
وكأتمها كذاك كمَّا
…
وسلمنْ سلامك الأتما
قوله: علا هو فعل من العلو، وهو التنزه والتقدس، والإتمام: الإكمال، والنفع: نقيض الضر، ونفعه بكذا أفاده به وأوصل إليه خيرا، وكل: لفظ يفيد استغراق أفراد ما يضاف إليه، وأخل بالشيء: أفسده، وجل جلالا وجلالة: عظم وتنزه، وعني بالأمر: اهتم به، يلزم بناؤه للمفعول وإن كان بمعنى المبني للفاعل، وبناؤه للفاعل لغة قليلة، وعليها قول الشاعر:
عانٍ بأخراها طويل الشغل
وذلك أن اسم الفاعل إنما يصاغ من المبني للفاعل، فعلى اللغة المشهورة إنما يقال: أنا معني بكذا، والدرس: مصدر درس الكتاب - بالتخفيف - إذا قرأه وأقبل على حفظه، والتدريس: مصدر درَّس - بالتشديد - وهو تعليم وتلقين المعارف، ويحقق: يتم وينجز، والمطالب: جمع مطلب: اسم مكان من الطلب، وقد اشتهر التجوز به عن المطلوب بعلاقة الظرفية، وأجمع: لفظ يؤكد به كل ما يصح افتراقه حسا أو معنى، والذلول: السهل الانقياد، ومن الطرق الممهد، جمعه: أذلة وذلل، والمستصعب: اسم مفعول من استصعب فلان الأمر إذا وجده صعبا أو اعتقده صعبا، ويقِيَنا: يحفظنا ويجيرنا، وأنواع: جمع نوع بفتح النون: الصنف من كل شيء، وأما بضم النون فهو العطش، ومنه قولهم: رماه الله تعالى بالجوع والنوع، والبلا: مصدر بمعنى الاختبار والامتحان، وحسب: اسم بمعنى كاف، يقال رجل حسبك من رجل، أي: كافيك، واتكل: فعل من الاتكال، والاتكال عليه سبحانه وتعالى: الاستسلام إليه، وعرّف الصوفية التوكل بأنه طرح البدن في العبودية، وتعلق القلب بالربوبية، والمعول في تعريفه ما أشار إليه في المطهرة بقوله:
أما التوكل فأن تباشرا
…
الاسباب معْ شهودك المدبرا
والرب: المالك، ولا يطلق معرفا إلا للملك الحق المبين، جمعه: أرباب وربوب، والنسبة إليه ربي ورباني ورَبوبي، والاسم الربوبية، والوهاب: من أسمائه سبحانه وتعالى الحسنى، ومن معناه كثرة النعم ودوام العطاء، والبر أيضا من أسمائه سبحانه وتعالى الحسنى وكذلك المجيب والكريم والسميع والقريب، والبر من معناه كونه المحسن إلى كل الخلق، والمجيب من معناه أنه الذي يجيب دعوة كل من دعاه من بر وفاجر، والكبير من معناه أنه الذي يصغر عند ذكر وصفه كل شيء، والكريم من معناه أنه الذي يعطي ما شاء، كيف شاء، لمن شاء، متى شاء، والسميع من معناه أنه الذي يعلم السر وأخفى، والقريب من معناه أنه الذي لا يحجب منه شيء ولا يخفى عليه شئ، قال جل من قائل): وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون (وقال جل من قائل: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (وقال صلى الله تعالى عليه وسلم: " يا أيها الناس اربَعوا على أنفسكم لستم تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم
…
(1)
"
(1)
متفق عليه.
وقوله: سائر معناه باقي أو عامة وجميع، والأسماء: جمع اسم وجمع الجمع أسامي وأسام، واستأثر بالشيء: اختص به، وقد جاء عنه صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: " ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي في يدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله تعالى همه، وأبدله مكان همه فرجا، قالوا يا رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ: ألا نتعلم هذه الكلمات؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها
(1)
.
وقوله: فلتستجب دعاءي، فعل من استجاب استجابة، والاستجابة: قبول الدعاء وقضاء الحاجة، والدعاء: الرغبة والابتهال، وأبدا: ظرف زمان لتأكيد المستقبل نفيا وإثباتا، والأبد: الدهر الطويل غير المحدود، يقال: الدنيا أمد والآخرة أبد، جمعه: آباد وأبود، والرجاء: تعلق القلب بحصول محبوب في المستقبل، والمشفع: مقبول الشفاعة، والتابعي: المنسوب إلى التابع أو التابعة، وهو اللاحق جمعه: تُبَّع وتُبَّاع وتَبَعَة - بحركات - والتابعي في الاصطلاح هو من صحب صحابيا ولا يكفي مجرد اللقي، وقيل من لقي صحابيا، وعليه عمل الأكثرين من أهل الحديث الشريف، وأطيب: أفعل من طاب بمعنى حسن وجاد ولَذَّ طِيبا وطِيبة - بكسر الطاء فيهما - وأتم: أفعل من التمام، وهو الكمال، والكَم بفتح الكاف: المقدار، وبالضم: مُدخَل اليد ومُخرجها من الثوب، وبالكسر: الغلاف الذي يحيط بالزهر ونحوه.
(1)
رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وسنده ضعيف.