الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أختها تحادث شابا بالهاتف فماذا تصنع
؟
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ لقد كانت أختي - في سن المراهقة- تتحدث إلى شاب، واكتشفنا ذلك مؤخرا، ثم منعناها من ذلك حيث ضيقنا عليها من ناحية المكالمات الهاتفية فلم نسمح لها بالكلام مع أحد إلا أمامنا مع إقناعنا لها بسوء ما فعلت، ووعدتنا بعدم الاتصال به بعد ذلك، أما الوالد لم نستطع إخباره بالموضوع لأنه أولا: عنيف وقد يلجأ لطرق لا تحمد عقباها، وثانيا: هو مصاب بمرض القلب وقد لا يتحمل الصدمة فهو معروف بالغيرة الشديدة حتى في الأمور التي لم يحرمها الله ولا تستدعي للغيرة.. والآن اكتشفت أن أختي ما زالت على اتصال مع الشاب، وأنها تملك جوالا اشترته بالخفية، سحبنا منها الجوال ومنعتها الوالدة من الحديث مع أي أحد بالهاتف بتاتا، وبعد ذلك أصبحت تأتيها حالات إغماء وتغيرت حالها كثيرا. كلمناها وحاولنا إقناعها فقالت إنها مقتنعة تماما بكلامنا، لكنها قالت إنها حاولت مرارا أن تبقى على وعدها الأول معنا إلا أنها لم تستطع على ذلك. اتفقنا معها أخيرا على أن تكلمه أمامنا لعلمنا أنها لن تستطيع قطع علاقتها به فورا مهما حاولنا محاصرتها، ولكن قلنا تكلمه أمامنا وبشرط أن تخفف المكالمات حتى تقطعها نهائيا، وفعلا بدأت التخفيف فأصبحت تكلمه يوم بعد يوم، ثم كل ثلاثة أيام، ثم كل أربعة أيام، وفي آخر مرة كلمته قبل أسبوع، ثم ستبدأ تزيد أسبوع ويوم، أسبوع ويومين....الخ، هذا الحل الوحيد الذي وجدناه كي ننقذها مما هي فيه بحيث لا تعود له أبدا.. ولكني في نفس الوقت أشعر كأن ما نفعله هو تسليك لأمر محرم، وأشعر كأني أنا التي أقوم بما تقوم هي به كل ما كلمته، أصبحت أشعر أن علاقتي بالله بدأت تفسد، وأصبحت أتغيب عن التحفيظ لشدة حيائي مما أفعل فأنا طالبة أحضر رسالة ماجستير في قسم الكتاب والسنة، ومن أهل التحفيظ، فلا أستطيع أن أتخيل كيف أقدمت على ما أنا فيه، ولكني في نفس الوقت شعرت أن هذا هو الحل الوحيد لإنقاذها دون تدمير العائلة، لا أعرف إن أخبرت أبي ماذا ممكن يحصل والوضع كما ذكرته لكم سابقا بالنسبة له، أخاف أن يصيبه شيء أو أن يطلق والدتي أو أن يلجأ إلى قتلها مثلا وهذه كلها ليست حلولا، وربما عاندت أكثر واستمرت بطرق أخرى قد لا نعلمها، فأختي فتاة شديدة الذكاء بشكل فوق الطبيعي، عنده جدا، والأسوأ أنها الآن مراهقة، وفي نفس الوقت فيها الكثير من الخير، تحب الدين وتحب الملتزمات وحافظة ل28 جزء من القرآن الكريم، وتدافع دائما عن الإسلام إلا أنها ليست ملتزمة.. ولأجل الخصال الطيبة التي فيها أردنا مساعدتها.. أفيدوني أرجوكم فأنا في أزمة نفسية شديدة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح أختك وأن يهدينا وإياها سواء السبيل، وأن يصرف عنا وعنها نزغات الشيطان، ويجب أن تعلمي هذه الفتاة أن التحدث عبر الهاتف مع الشباب هو خطوة من خطوات الشيطان إلى الفجور، فكم قد سمعنا عن ضحايا الهواتف، ولتعلم أن هؤلاء الذي يتصيدون الفتيات عبر الهواتف ليسوا كما يقولون إنهم يحبون الفتاة، ولكنهم ذئاب بشرية وحيات خبيثة جلودها ملساء، وفي أنيابها السم، فهم إنما يستدرجون الفتيات بالكلام المعسول، ثم إذا غدروا الفتاة في عفتها رموها خائبة حسيرة بعد أن يصوروها بالفيديو حتى يكون ذلك سببا في الضغط عليها لترضخ لمثل هذا الأمر مرة أخرى، بل ومرات، نسأل الله العافية والستر.
فالواجب عليكم هو إخبارها بما ذكرناه ونهيها عن هذا الأمر بتاتا، وتهديدها بإخبار الوالد إن هي استمرت في ذلك، وما سمحتم لها به من الكلام مع هذا الشخص أمامكم أمر لا يجوز، وقد رأيت عاقبته في عباداتك ومعاملتك مع ربك، نسأل الله أن يحفظ عليك دينك، وننصحك بأخذ أختك هذه إلى المحاضرات والندوات التي تتحدث عن مثل هذه المواضيع، وكذلك يمكن أن تعطيها كتبا وأشرطة تتحدث عن هذا الموضوع، نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
والله أعلم.
…
...
…
...
…
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 صفر 1425