الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التداوي بلبن الحمير
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو الحكم الشرعي فيمن تناول حليب الحمير كعلاج للسعال الحاد؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في حكم شرب لبن الحمير للتداوي فمنعه بعضهم وأباحه آخرون، قال ابن مفلح في الآداب: وقال في رواية حنبل في ألبان الأتن: لا تشرب ولا لضرورة، ونقل عنه ابن منصور وجماعة في مريض وصف له دواء يشربه مع ألبان الأتن: لا تشربه. وروى أبو بكر بن أبي شيبة بإسناده عن الحسن أنه سئل عن ألبان الأتن فقال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحومها وألبانها.
وذكر الحطاب في مواهب الجليل عن ابن رشد عن مالك: إنه لا بأس بالتداوي بلبن الأتان مراعاة للخلاف في جواز أكلها حكى ذلك ابن حبيب عن مالك وسعيد بن المسيب والقاسم وعطاء وروى إباحة التداوي بها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلى إجازة ذلك ذهب ابن المواز انتهى.
قال ابن مايابي الشنقيطي في نظمه لنوازل العلوي مشيرا إلى قول مالك فيها:
ولبن الحمير للدواء * أجازه الإمام ذو اللواء
ومثله في لبن الخيول * مع البغال قاله الجزولي
وكذا أجازه الشافعية بناء على قاعدتهم في جواز التداوي بالنجس من الأبوال كما نص عليه الشربيني في مغني المحتاج، قال النووي في المجموع: وإن كان ينتفع به في التداوي حل التداوي به. أي للنجس.
واختلف الأحناف فيه فمنهم من أجازه للتداوي ومنهم من منعه، قال الحموي في غمز عيون البصائر: وفي اللآلئ التداوي بلبن الأتان إذا أشار إليه ولا بأس به. قال صدر الشهيد: وفيه نظر، لأن لبنها حرام، والاستشفاء بالحرام حرام. انتهى. قلت هذا يخالف ماذكر في التداوي بالدم والبول انتهى. ويجب حمله على ما إذا لم يوجد ما يقوم مقامه. وكذا قال الزيلعي في تبيين الحقائق.
وخلاصة القول في ذلك أن التداوي به جائز إذا تعين دواء دفعا للحرج والمشقة في تركه وما جعل عليكم في الدين من حرج ولكثرة فوائده قال ابن مفلح في الآداب: قد ذكر الأطباء أن لبن الأتن قليل الدسومة رقيق يشد الأسنان واللثة إذا تمضمض به بخلاف غيره من الألبان، جيد للسعال والسل ونفث الدم إذا شرب حليبا حين يخرج من الضرع وينفع من الأدوية القتالة والزحير وقروح الأمعاء وهو غير موافق لأصحاب الصداع والطنين والدود.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الثاني 1427