الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التشجيع
…
بين الإباحة والتحريم
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن أن أشجع فريقا أو منتخبا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التشجيع في الأصل أمر مباح لا شيء فيه، لما رواه البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: والنبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فلان، قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لكم لا ترمون؟ قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا فأنا معكم كلكم.
وفي هذا الحديث دلالة على جواز التشجيع لهذا الفريق أو ذاك أو هما معًا، إلا أنه ينبغي أن ننبه إلى أن التشجيع قد يعرض له ما يخرجه عن الإباحة إلى التحريم، وذلك مثل ما يشاهد اليوم من منكرات على مدرجات الملاعب من اختلاط فادح بين الرجال والنساء، وتضييع لأوقات الصلاة، وإهدار الأموال، وسب وشتم للفريق الآخر، بل ربما وصل الأمر بالمشجعين من الطائفتين إلى التشابك بالأيدي والعصي، وحتى استخدام السلاح الناري في بعض الأحيان.
والحقيقة التي لا مراء فيها أن التشجيع بهذه الصورة أمر محرم شرعاً لما ينطوي عليه من مخالفة واضحة للشرع.
والخلاصة أن المشجع إذا سلم من الأمور التي تخالف الشرع، وكان كل من اللعب والتشجيع خاضعاً للضوابط الشرعية فلا حرج حينئذٍ، ولكن توفر هذه الضوابط أمر عزيز، بل منعدم في الواقع، فالله المستعان. وراجع الفتوى رقم:
5921 والفتوى رقم:
17474.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1423