الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لايحاسب العبد على الوساوس ما لم يعمل أو يتكلم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في السابعة والعشرين من العمر قبل إلقائي لسؤالي عليكم وفقكم الله سأحكي لكم حكايتي
منذ سنة تقريبا مرض أحد إخوتي بمرض وكان قد أدخل للمستشفى وطلبوا منا أن يرقد بالمستشفى لإجراء بعض الفحوصات حيث إنهم يشتبهون في خلايا غير طبيعية بالدم وكنا لا نعلم شيئا وفي اليوم الثاني في الصباح ذهبت إلى المستشفى وكنت أقول للطبيب كيف النتائج إن شاء الله إنكم انتهيتم منها وهل باستطاعتي أن آخذ أخي معي الآن ففاجأني الدكتور عندما رأى مني هذا البرود بأن أخي مصاب بسرطان الدم وأنه أدخل الآن لأخذ العينات المطلوبة والذي على أثره أخذت في البكاء ولأني أول من عرف وكيف أخبر أهلي بعدها بدأت حالتي تزداد سوءا حيث سقطت مرة بإحدى الزيارات الأولى له بالمستشفى وأصبت بتشنجات بجسمي نقلت على أثرها للطوارئ لأخذ المهدئات اللازمة وأخذت فترة حوالي الأسبوع لا أستطيع زيارته حيث كل ما أقبلت على المستشفى تشل أقدامي عن المشي وبفضل من الله تمكنت من زيارته ولكني بعد فترة أصبت بحالة اكتئاب وهذه بدايتي الحقيقية حيث كان غالب ما يحصل لي من أفكار عن الله وعن قدرته وأشياء كثيرة وكنت عندها أبكي بحرارة ليس من ما في ولكن خوفي من الله أن يحاسبني على شيء خارج عن إرادتي وأنا مؤمن إيمانا خالصا بالله وبقدرته ولكن لا أستطيع منع عقلي عن التفكير بهذا الشيء بعدها ذهبت لطبيب نفسي ولأحد المشايخ للرقية ولله الحمد تحسنت حالتي بعد حوالي ثمانية أشهر وعدت كما كنت حيث أوقفت العلاج لكنها أحيانا وبفترات متقطعة ترجع هذه الأفكار وأنا قادر على السيطرة عليها ولكن الخوف من الله أن يحاسبني عليهاهو هاجسي الوحيد.... كذلك من فترة وقبل شهر تقريبا خطبت وملكت على إحدى قريباتي والتي أحببتها حبا كبيرا ولله الحمد وزواجي بعد ثلاثة أشهر إن شاء الله ولكن الشيطان والأفكار رجعت هذه المرة ليست للتشكيك في قدرة الله بل في زواجي وأني سوف أطلق وأكثر ما يتعبني إذا قال إنك سوف تقول لها أنت طالق وخوفي أن تفكيري بهذا الشيء يوقع الطلاق من غير إرادتي حيث إنه من الأمور التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث جدهن جد وهزلهن جد أو كما قال صلى الله عليه وسلم وإني في حالة نفسية سيئة عند توارد هذه الأفكار
…
ولم أوقف الدعاء بأن الله يشفيني ويخلصني مما في ولكن أردت أن أسأل جزاكم الله عني كل خير هل أنا بهذه الأفكار آثم أو علي شيء وأنا والله قادر على أن لا ألقي لها بالاً ولكن خوفي من الله وحدوده أن أكون قد تجازوتها أو أحاسب على أفكاري فيما يصيبني في زواجي.....
أفيدوني أفادكم الله وسدد على الدرب خطاكم
أخوكم في الله عبد الرحمن]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما أصابك هو من وساوس الشيطان ومكائده التي يلقيها في قلب المؤمن ليحزنه بها، ويفسد عليه حياته وإيمانه
…
فعليك أن تكثر من ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه والمداومة على دعائه ولا تلقي بالاً لهذا النوع من الأفكار، وأشغل نفسك عنها بما ينفعك في دينك وفي دنياك وبمصاحبة الأخيار، ولعلاج الوسواس نرجو أن تطلع على الفتويين: 2082 / 3171.
ومن فضل الله تعالى على هذه الأمة أنه لم يواخذها أو يحاسبها على مجرد الأفكار والخواطر والوساوس التي يلقيها الشيطان ما لم تعمل بها أو تتكلم.
فقد ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لأمتي عن ما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1425