الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأسماء الإدريسية
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات
التاريخ 04/04/1425هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت في كتاب اسمه في ملكوت الله مع أسماء الله، تأليف الشيخ/ عبد المقصود محمد سالم مؤسس (جماعة تلاوة القرآن الكريم) ، قرأت فيه عن الأسماء الإدريسية السهروردية، للشيخ/ شهاب الدين عمر السهروردي، وهي من أسماء الله -تعالى-، وقد ذكر المؤلف أن هذه الأسماء اشتهرت بسرعة الإجابة، حتى قيل إنها من أذكار الأنبياء السابقين، توارثها الذاكرون مع اختلاف الرواية حتى وصلت إلى الأمة المحمدية، فتداولتها جيلاً بعد جيل، وذاع فضلها في الآفاق، وقد ذكر المؤلف أنه تلقاها من الشيخ/ يوسف إسماعيل النبهاني، كما ذكر الشيخ/ عبد المقصود في كتابه أنه لا ضرر من قراءة الأسماء الإدريسية يومياً على سبيل الورد، وفي وقت الشدائد والأزمات، أو تقرأ إحدى عشر مرة بعد صلاة الفجر، أرجو إفادتي ونصحي بالتعريف بهذه الأسماء، ولماذا سميت بالأسماء الإدريسية؟ وعن صحة ما ورد في هذا الكتاب؟.وجزاكم الله عنا كل خير.
الجواب
الحمد لله، أسماء الله الحسنى إنما تستمد من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فلا طريق للعباد إلى معرفة أسمائه سبحانه إلا بالرجوع إلى ما أنزله الله على نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة، والله قد أغنانا بكتابه وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم عن كل ما سواهما، وكل ما يسمى الله به مما لم يرد به كتاب ولا سنة فلا يجوز اعتقاد أنه اسم لله، وما يروى عن الأنبياء السباقين عليهم الصلاة والسلام، والكتب السابقة أحسن أحواله أن يكون من جنس أخبار بني إسرائيل تعرض على كتاب الله، وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم فما دل على صدقه صدقناه، وما دل على كذبه كذبناه، وما لم يتبين فيه هذا ولا ذاك توقفنا فيه، كما قال – صلى الله عليه وسلم:"لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: "آمنا بالله وما أنزل
…
" [البقرة: 136] ، رواه البخاري (4485) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه"، وما ذكرتيه أيتها السائلة عن هذا الكتاب المسمى (بملكوت الله) يجب أن ينظر في هذه الألفاظ التي تسمى أو تعرف بالأسماء الإدريسية، ولعلهم يزعمون أنها مما جاء بها نبي الله إدريس عليه السلام، وما يزعمه هذا المؤلف من فضل هذه الأسماء الأظهر أنه من افتراءات الصوفية وبدعهم، ومزاعمهم التي لا يستندون فيها إلى برهان، ويؤيد ما ذكرت أن هذه الأسماء نسبها مؤلف الكتاب إلى عمر السهروردي، ويوسف النبهاني، فظاهر ما ذكر عنهما أنهما من شيوخ الصوفية فيجب الحذر من هذا الكتاب، أعني المسمى بملكوت الله، وعدم الاغترار بما ادعاه من فضل هذه الأسماء والأذكار، وهذه عادة أصحاب الطرق يبتدعون أذكاراً ويذكرون لها فضائل ما أنزل الله بها من سلطان، فعليك أيتها السائلة بالإقبال على كتاب الله، وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم، وكتب أهل العلم الموثوقين مثل (رياض الصالحين) ، و (الأذكار) للنووي، وأسماء الله، -ولله الحمد- موجودة ميسرة في القرآن، واقرئي
قوله تعالى: "هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم"[الحشر: 22] إلى آخر سورة الحشر، واقرئي آية الكرسي، وفي ذلك غنية لك عن هذه الكتب التي تقوم على الدعاوى الباطلة، فهي إذاً كتب ضلال وإضلال، وقانا الله وإياك شر المضلين، وهدانا بمنه وكرمه صراطه المستقيم. والله أعلم.