الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل (الستير) من أسماء الله
المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات
التاريخ 25/12/1424هـ
السؤال
إلى فضيلة الشيخ سلمان: -حفظه الله-:
قرأت في بعض المنتديات أن الحديث الذي يدل على أن من أسماء الله الستير منقطع بين عطاء ويعلى رضي الله عنهما، وأن تصحيح الشيخ الألباني لهذا الحديث لا يسلم، فهل هذا الكلام صحيح؟ ولو صح فلا يكون اسم الستير من أسماء الله سبحانه وتعالى، وإذا كان كذلك فهل يكون من صفاته؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فأقول وبالله التوفيق:
مما ينبغي أن يعلم أن أسماء الله -تعالى- ليست محصورة بعدد معين، يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في القواعد المثلى ص13-14: (أسماء الله -تعالى- غير محصورة بعدد معين لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك
…
" الحديث رواه أحمد (3712) وابن حبان (972) في المستدرك (1/509-510) والحاكم، وهو صحيح، وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحد حصره ولا الإحاطة به، فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة" البخاري (2736) ، ومسلم (2677) ، فلا يدل على حصر أسماء الله بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة، أو نحو ذلك) ، وقال أيضاً: (ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم-تعيين هذه الأسماء، والمروي في تعيينها ضعيف) ، وأما ما سألت عنه من درجة الحديث، فالحديث خرجه أبو داود في سننه كتاب: الحمام، باب: النهي عن التعري برقم (4012) ، (4/302) عن عطاء عن يعلى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يغتسل بالبراز بلا إزار، فصعد المنبر، فحمد لله، وأثنى عليه ثم قال: "إن الله عز وجل حييٌّ ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر" وخرجه أبو داود أيضاً في الحديث بعده برقم: 4013، (4/302-303) ، والنسائي (1/200) ، والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات (ص113) ، والإمام أحمد في المسند (4/424) ، وغيرهم.
ومن المحققين من صححه كالألباني، ومنهم من حسنه، وأما القول بأن في إسناده انقطاعاً بين عطاء ويعلى رضي الله عنه-فإن الحديث قد ورد من طريق آخر عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه -رضي الله عن- عن النبي- صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود، والنسائي، ومسند الإمام أحمد، وعند البيهقي في الأسماء والصفات.
وكثيراً ما يرد في عبارات المحققين من العلماء إيراد هذا وأمثاله في حق الله -تعالى-، فيقال: إن الله بر يحب الأبرار، عدل يحب أهل العدل، حييٌّ ستير يحب أهل الحياء والستر، عفو يحب من يعفو عن عباده، ويغفر لهم، صادق يحب الصادقين، رفيق يحب الرفق، جواد يحب الجود وأهله
…
إلخ..
ما يذكر في حق الله -تعالى- من ذلك، وانظر على سبيل المثال شرح العمدة في الفقه لابن تيمية (1/ 401) ، والوابل الصيب لابن القيم (1/54) ، وشفاء العليل (1/105-263)،وطريق الهجرتين (1/214) . ويقول ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وهو الحييّ فليس يفضح غيره *** عند التجاهر منه بالعصيان
لكنه يلقي عليه ستره *** فهو الستير وصاحب الغفران
وهو الحليم فلا يعاجل غيره *** بعقوبة ليتوب من عصيان
انظر شرح قصيدة ابن القيم (2/227) ، وعلى هذا فلا حرج من إيراد هذا في حق الله -تعالى- والله الموفق.