الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل الذي يقبض الروح مَلَكُ الموت وحده
؟
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/الإيمان بالملائكة والجن
التاريخ 12/04/1425هـ
السؤال
هل ملك الموت (سيدنا عزرائيل) يقبض الأرواح بمفرده أم أن ذلك يتم بمعاونين من الملائكة الكرام، وفي هذه الحالة فما دورهم، كيف يقوم هذا الملك بقبض أرواح الملايين في لحظة واحدة مثل الكوارث كالزلازل والبراكين وانفجار قنبلة ذرية
…
الخ، هل يتواجد في لحظة واحدة في مكانين؟ وأين تذهب الروح بعد الموت؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
قال الله -تعالى-: " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون"[السجدة:11]، وقال تعالى:"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم"[النحل:28]، وقال تعالى:" الذين تتوفاهم الملائكة طيبين"[النحل:32] ومذهب أهل السنة والجماعة أن ملك الموت واحد، وله أعوان كما هو ظاهر هذه الآيات وكما دلت على ذلك السنة عن النبي-صلى الله عيه وسلم- كما في حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه الطويل الذي رواه أبو داود (4753) والنسائي (2001) وابن ماجة (1549) وفيه أن ملك الموت يقبض روح العبد، ثم لا تدعها الملائكة الذين معه -ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب- بل يأخذونها ويضعونها فيما معهم من الكفن والحنوط، ثم روح المؤمن يصعد بها وتفتح لها أبواب السماء، وروح الكفار تغلق دونها أبواب السماء كما قال الله -تعالى-:"لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط" الآية [الأعراف:40] ، والإيمان بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين ومن معه من الملائكة هو من الإيمان بالملائكة الذي هو أحد أصول الإيمان ويجب أن يعلم أن الملائكة أعطاهم الله من القدرة والتصرف والتدبير ما لا تحيط به عقول البشر، فهذا جبريل عليه السلام يأتي بالوحي من عند الله في لحظات، وذلك حين يُسأل الرسول-صلى الله عليه وسلم فلا يكون عنده جواب، فيأتيه الجواب من عند الله -سبحانه- في الحال، فلا يجوز أن نقيس قدرة ملك الموت على قدرة الناس، والله سبحانه وتعالى الذي هو على كل شيء قدير هو الذي يعطي القدرة، فلا يمتنع أن يجعل ملك الموت قادراً على قبض العديد من الأرواح بل الألوف أو مئات الألوف في وقت واحد، والواجب الإيمان والتسليم بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وإن لم تدركه عقولنا وتحيط به، فأحوال عالم الغيب فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، فها هي المخترعات الحديثة التي خلق الله أسبابها وكشفها للعباد وأقدرهم على التصرف فيها قد
كانت ضرباً من الخيال، بل ولم تكن تخطر على البال، ولا تزال باهرة ومحيرة للعقول، كما في أجهزة الاتصال والإعلام التي تبث الأصوات والصور إلى ملايين أجهزة الاستقبال، فسبحان الذي خلق هذا الوجود، وعلم العباد، وكشف لهم ما شاء من أسرار، وما هذه القُدرة وهذه العلوم إلا شيء يسير بالقياس إلى ما في الغيب، قال تعالى:" وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"[الإسراء:85] وقد ورد في السؤال اسم ملك الموت وأنه عزرائيل وهذه التسمية مشهورة ولكنها لم تثبت. وإنما الذي ثبت من أسماء الملائكة جبريل وميكائيل واسرافيل ومالك خازن النار وكذلك منكر ونكير وهما الملكان الموكلان بسؤال الميت في قبره. والله أعلم.