الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صيغة الجمع في القرآن
المجيب د. ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات
التاريخ 3/6/1423
السؤال
في بعض الآيات التي أعجز عن فهمها، وأسهل مثال:"إنا أعطيناك الكوثر"(إنا) للجمع، والله واحد أحد فرد صمد.
كيف ذلك، وكثير من الآيات تحمل (إنا) وكأن مجموعة تكتب القرآن؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب، وعلى مجاري كلامهم وتراكيب ألفاظهم يقول -تعالى-:"بلسان عربي مبين"[الشعراء:195] ومن الأساليب الجارية على ألسنتهم كثيراً التعبير عن الواحد المفرد بضمير الجمع، ولهذا الأسلوب عندهم مقاصد من أشهرها: التعظيم والتفخيم كالذي يجري كثيراً على ألسنة الملوك والرؤساء من قول أحدهم: أمرنا بكذا، وعزمنا على كذا، ونحو ذلك، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة ما يدل على استعمال هذا الأسلوب، منها: ما أخرجه البخاري وغيره في خبر وفاة إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون" البخاري (1303) ومسلم (2315) ، ومثل ذلك ما وقع في خبر أسرى هوازن كما أخرجه البخاري (2308) وغيره لما أراد النبي ردهم إلى أهلهم، قال:"إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن" الحديث، وفي القرآن الكريم وردت آيات كثيرة على هذا الأسلوب كالتي ذكرها السائل والقصد فيها التعظيم، وكقوله -تعالى-:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"[الحجر:9] ، هذا وبالله التوفيق.