الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب المصائب
المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/الإيمان بالقدر
التاريخ 1/8/1423هـ
السؤال
أنا شاب ملتزم منذ سنين، ومنذ حوالي سنة ابتليت بابتلاءات كثيرة، فأريد أن أعرف السبب، هل من ذنب اقترفته؟ كأن يعاقبني الله على الذنوب الكبيرة، مثل التثاقل عن الصلاة، أو يعاقبني على التأخر عن الصلاة، فأعتقد أن الله يريدني أن أترقى في إيماني، هل هذا صحيح؟ وكيف أصبر على العقوبات؟ وكيف يزيلها الله عني؟
الجواب
الحمد لله وبعد، أخي في الله هنيئاً لك هذه النشأة المباركة، وهذا الالتزام المبكر، وأرجو أن تكون أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
…
وذكر منهم "شاب نشأ في عبادة ربه" والحديث رواه البخاري (660) ، واللفظ له، ومسلم (1031) .
وأما بخصوص السؤال فاعلم - حماك الله ووقاك من كل سوء - أنّ ما تعانيه هو ضرب من الفتور الذي قد يعتري بعض الملتزمين نتيجة عدم الاحتراز من بعض المحاذير الشرعية، أو تعاطي بعض المخالفات، أو الإسراف الشديد في ما أصله مباح، ممّا يؤدي إلى ضعف الهمة وغلبة الركون إلى العرض والمتاع الدنيوي الزائل، وأنت على علم بأنّ ذا القلب الحي، والإحساس المرهف، المتفاعل مع قضايا أمته، العازم على فعل كلّ ممكن لنصرتها والذب عن دينها ومكانتها سيكون مترقياً كلّ ساعة في إيمانه، بعيداً كلّ البعد عن بواعث الفتور، ذلك أنه صاحب رسالة وحامل مبدأ، وأمّا من كان ضعيف الهمة، محدود الطموح غايته أداء العبادة بصورة رتيبة، وحركة آلية فما أحراه بالتراجع - عياذاً بالله -، فخذ لنفسك - أخي الكريم - بالعزم والقوة؛ فالله يقول:" خذوا ما آتيناكم بقوة"[البقرة: 63] ، وكن ذا همة عالية، وطموح واسع، واحذر من التهاون بالفرائض أو التثاقل عنها؛ حتى لا تزل قدمك في وحل الخطيئة - لا سمح الله - وتخلص من الذنوب كلها - وأنت أدرى بها - بتوبة نصوح، حينها تجد طمأنينة القلب، وسلامة الخاطر، ويهجرك القلق والحرج والضعف، وفقك الله وأعانك.