الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرز الجوشن الكبير
المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
العقائد والمذاهب الفكرية/ نواقض الإيمان/السحر والرقى والتمائم والطيرة
التاريخ 19/7/1424هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، رأيت بعض الناس يقتنون كتيبات صغيرة تحمل اسم (حرز الجوشِن الكبير) ، وقد استغربت منها، فما الحكم في اقتنائها واتخاذها حرزاً من العين وغير ذلك؟ هل تعتبر هذه الكتيبات من التمائم؟ علماً أنها تحتوي على أدعية وأحاديث منسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أعرف درجة صحتها..، فأرجو منكم الرد والتوضيح؛ حتى يزول اللبس، وإن كانت من البدع.. فهل من نصيحة نوجهها لهؤلاء الناس الذين يقتنونها دون أن يعلموا أنها كذلك؟ أرجو أن يكون السؤال واضحاً، جزاكم الله خير الجزاء، ووفقكم لما يحب ويرضى.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فبخصوص السؤال عن الكتيبات الصغيرة التي تحمل اسم: (حرز الجوشن الكبير) فهذه لا أعرفها ولم أرها ولا أدري ما محتواها، ولكن الغالب الأعظم في مثل هذه الكتيبات أنها من التمائم، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"من تعلق تميمة فلا أتم الله له" رواه أحمد (17404) وابن حبان في صحيحه (6086) وغيرهما من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، ولا تخلو عادة من البدع إن سلمت من الشرك والعياذ بالله.
ثم حتى لو كانت آيات قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة فإنه لا يجوز تعليقها وإتخاذها حرزاً بمثل هذه الحالة في الصحيح من قولي العلماء، وقد اختلف الصحابة رضي الله عنهم في المعلق من القرآن، والأكثر على منع ذلك، لما يترتب عليه من المحاذير الشرعية، ومنها دخول الخلاء بالآيات القرآنية وغير ذلك من المحاذير.
والتحرز من العين ليس بتعليق التمائم حتى وإن كانت آيات وأحاديث صحيحة، وإنما بما وصف النبي صلى الله عليه وسلم وبما شرع كقراءة المعوذتين وآية الكرسي وسورة الإخلاص ونحوها، والالتزام بالأوراد الشرعية، وإن كان المطلوب تحريزه صغيراً لا يحسن القراءة فليقرأ عليه وليه الكبير، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين
…
" رواه البخاري (3371) ، وقال صلى الله عليه وسلم "ما تعوذ بمثلهن أحد " رواه النسائي (5430) وأصله في مسلم (814) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنهما.
ونصيحتي للأخ السائل الحذر من مثل هذه الكتيبات والحروز المجهولة، فهذا أسلم لدينه وأبرأ لجسده، وأحفظ له من الشياطين، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.