الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رؤية الملائكة لله تعالى
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/الإيمان بالملائكة والجن
التاريخ 6/3/1425هـ
السؤال
هناك دليل يستشف منه عدم الرؤية، وهو قول الله -تعالى- في سورة غافر:"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ"[غافر:7] ، فكلمة يؤمنون به قد تكون إشارة إلى هذا المعنى، هل هذا صحيح؟.
الجواب
الحمد لله.
قوله سبحانه وتعالى عن الملائكة الذين يحملون العرش، والملائكة الحافين بالعرش، أنهم يؤمنون به لا يستلزم نفي رؤيتهم لله، أو رؤية بعضهم، أو رؤية غيرهم من الملائكة، كما أن الرؤية لا تنافي الإيمان، وكذلك التكليم من الله، فإبراهيم عليه الصلاة والسلام رأى كيف يحي الله الموتى وازداد بذلك إيماناً، كما قال -تعالى-:"وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي" الآية [البقرة:260] وموسى عليه الصلاة والسلام كلمه الله من وراء حجاب، فلم ينف عنه ذلك الإيمان، فالحاصل أنه لا منافاة بين الإيمان والرؤية، ويشهد لهذا أن موسى عليه السلام طلب من ربه النظر إليه ليزداد إيماناً "قال رب أرني أنظر إليك" [الأعراف:143] ، نعم الذي ينتفي مع الرؤيا هو الإيمان بالغيب بالنسبة لهذا المرئي، فحملة العرش ومن حول العرش يجوز أن يكونوا قد رأوا الله سبحانه وتعالى فحصل لهم أعلى مراتب اليقين، وكذلك المؤمنون إذا رأوا ربهم يوم القيامة انتقلوا من علم اليقين إلى عين اليقين، فإنهم إذا رأوا الله آمنوا به إيمان المشاهدة، وقرت أعينهم بذلك، نعموا برؤيته سبحانه وتعالى وسماع كلامه، قال -تعالى-:"وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"[القيامة:22-23] . فنسأل الله لذة النظر إلى وجهه الكريم، والله أعلم.