الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• فمن هذا مثلًا: ما يرويه حبان بن علي العنزي، عن إسماعيل بن رافع، عن دويد بن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الرجس النجس الخببث المخبث الشيطان الرجيم، وإذا خرج قال: "الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى فيَّ قوته، وأذهب عني أذاه".
أخرجه الطبراني في الدعاء (367 و 370)، وابن السُّني (25)، ومن طريقهما ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 98 و 219)(المجلس 38 و 43).
ووقع في روايةٍ للطبراني، وعنه ابن حجر: ذكر نافع في الإسناد بين دويد وابن عمر.
قال ابن حجر في الموضع الأول: "حسن غريب" وفي الثاني: "غريب".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، دويد بن نافع: قال أبو حاتم: "شيخ"، وقال ابن حبان:"مستقيم الحديث، إذا كان دونه ثقة"[التهذيب (3/ 35)]، والراوي عنه هنا: ليس بثقة، ودويد دمشقي سكن مصر، ولا يحتمل تفرد مثله عن نافع المدني، ولا إرساله عن ابن عمر، قال ابن حجر في النتائج (1/ 219):"وأما دويد فوثق، لكنه لم يسمع من ابن عمر".
وإسماعيل بن رافع: منكر الحديث [التهذيب (1/ 308)، الميزان (1/ 227)].
وحبان بن علي: ضعيف [التقريب (217)].
واكتفى الحافظ بقوله: "ففي السند ضعف وانقطاع".
• ومنه أيضًا: ما رُوي عن أبي ذر مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصح: أنه كان إذا خرج من الخلاء، قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى، وعافاني.
انظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 27/ 45)، علل الدارقطني (6/ 235/ 1096)، العلل المتناهية (539)، عمل اليوم والليلة للنسائي (9/ 195/ 12003 - تحفة الأشراف)، مصنف ابن أبي شيبة (1/ 12/ 10) و (6/ 115/ 29907)، الأوسط لابن المنذر (1/ 359/ 326)، الدعاء للطبراني (372)، عمل اليوم والليلة لابن السُّني (22).
***
18 - باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء
31 -
. . . يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه، وإذا أتى الخلاء فلا يتمسح بيمينه، وإذا شرب فلا يشرب نفسًا واحدًا".
• شاذ بهذا للفظ، وهو متفق عليه بلفظ:
"ولا يتنفس في الإناء" بدل "فلا يشرب نفسًا واحدًا".
هذا الحديث متفق على صحته، مخرج في الذكر والدعاء برقم (263)[البخاري (153 و 154 و 5630)، مسلم (267) (1/ 225) (3/ 1602)].
لكن انفرد هنا عند أبي داود وغيره: أبان بن يزيد العطار [وهو: ثقة] بهذا اللفظ: "فلا يشرب نفسًا واحدًا".
ورواه جماعة الثقات من أصحاب يحيى بن أبي كثير: هشام الدستوائي [وهو: ثقة ثبت، أثبت أصحاب يحيى]، وأيوب السختياني، وهمام بن يحيى، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، وحجاج الصواف، وعلي بن المبارك، والأوزاعي، ومعمر:
ثمانيتهم رووه عن يحيى بغير هذا اللفظ، ولفظ الجماعة:"ولا يتنفس في الإناء" ولفظ أيوب: "نهى أن يتنفس في الإناء".
ورواية الجماعة هي المحفوظة، ورواية أبان هاتيك شاذة، والله أعلم [راجع: تحفة الأشراف (9/ 251)، الإتحاف (4/ 122)، التوضيح لابن الملقن (4/ 148)].
***
32 -
. . . ابن أبي زائدة قال: حدثني أبو أيوب -يعني: الأفريقي-، عن عاصم، عن المسيَّب بن رافع ومعبد، عن حارثة بن وهب الخُزاعي، قال: حدثتني حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل شماله لما سوى ذلك.
• حديث حسن، والمحفوظ: عن سواء عن حفصة.
أخرجه ابن حبان (12/ 5227/31)، والحاكم (4/ 109)، وأبو يعلى في المسند (12/ 470 و 484/ 7042 و 7060)، وفي المعجم (222)، والطبراني في الكبير (23/ 203/ 346)، والدارقطني في الأفراد (5/ 372/ 5782 - أطرافه)، والبيهقي (1/ 112).
قال ابن حبان: "أبو أيوب اسمه: عبد الله بن علي الأفريقي".
وقال الدارقطني: "تفرد به أبو أيوب الأفريقي عبد الله بن علي بن مهران، عن عاصم، عن المسيب بن رافع ومعبد كليهما، عن حارثة بن وهب عنها".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله:"في سنده مجهول".
يعني بذلك: أبا أيوب الأفريقي، فقد ذكره في الميزان (2/ 463)، والمغني (3274)، والكاشف (1/ 576) مقتصرًا على تليين أبي زرعة له، وكأنه لم يطلع على قول ابن معين فيه:"ليس به بأس"، وذِكْرِ ابن حبان له في ثقاته [تاريخ ابن معين (2/ 320)، الثقات (7/ 21)، التهذيب (4/ 404)].
لكن قول أبي زرعة: "ليس بالمتين، في حديثه إنكار، هو ليِّن": جرح مفسر يقدم على تعديل ابن معين وابن حبان المجمل، وذلك لما عند أبي زرعة في ذلك من زيادة علم لم يطلعا عليها [الجرح (5/ 116)].
ومع ما فيه من ضعف فإنه قد خولف في إسناده، فقد اختلف على عاصم بن أبي النجود في هذا الإسناد اختلافًا شديدًا:
1 -
فقد رواه أبو أيوب الأفريقي عنه به هكذا.
2 -
ورواه حماد بن سلمة: ثنا عاصم بن بهدلة، عن سواء الخزاعي، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه اضطجع على يده اليمنى، ثم قال:"رب قني عذابك يوم تبعث عبادك" ثلاث مرار.
وكان يجعل يمينه لأكله وشربه، ووضوئه وثيابه، وأخذه وعطائه، ويجعل شماله لما سوى ذلك.
وكان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر: الاثنين والخميس، والاثنين من الجمعة الأخرى.
أخرجه هكذا مطولًا أو طرفًا منه:
أبو داود (2451)، والنسائي في المجتبى (4/ 203/ 2365) وقال:"عن أم سلمة" بدل "حفصة"، و (2366) وقال:"عن حفصة"، وفي عمل اليوم والليلة (561)، وأحمد (6/ 287) واللفظ له. وإسحاق بن راهويه (4/ 191/ 1987)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 323/ 26531) و (6/ 39/ 29309)، وفي الأدب (245)، وعبد بن حميد (1544)، وأبو يعلى (12/ 465 و 476 و 483 و 484/ 7034 و 7047 و 7058 و 7059)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 882/ 987)(28 5 - المنتقى)، والطبراني في الكبير (23/ 204/ 352)، وابن السني (728 و 729)، والبيهقي في السنن (4/ 294)، وفي الشعب (3/ 30 و 389/ 2786 و 2787 و 3850)، وفي فضائل الأوقات (298).
3 -
ورواه زائدة بن قدامة، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن حفصة به، وفيه الأطراف الثلاثة مختصرًا، وزاد بعضهم في الإسناد:"عن سواء" بعد المسيب.
أخرجه مطولًا ومختصرًا:
النسائي في المجتبي (4/ 203 - 204/ 2367)، وفي عمل اليوم والليلة (764)، وأحمد (6/ 287)، وابن أبي شيبة (1/ 140/ 1616) و (2/ 300/ 9228) و (5/ 324/ 26535)، وعبد بن حميد (1545)، وأبو يعلى (12/ 7037/466)، والطبراني في الكبير (23/ 203 / 347)، وابن السني (730)، وابن حزم في المحلى (7/ 17).
4 -
ورواه أبان بن يزيد العطار: ثنا عاصم، عن معبد بن خالد، عن سواء، عن حفصة به مطولًا.
أخرجه مطولًا أو طرفًا منه:
أبو داود (5045)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (762)، وأحمد (6/ 288)، والطبراني في الكبير (23/ 216/ 394)، وابن السني (732)، والبيهقي في الشعب (4/ 174 - 175/ 4709).
5 -
ورواه سفيان الثوري، عن عاصم، عن المسيب، عن سواء الخزاعي، عن حفصة به مختصرًا.
أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 203/ 2364)، وفي عمل اليوم والليلة (763)، وابن خزيمة (3/ 298/ 2116)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (3/ 394/ 690)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 885/ 989)، وابن السني (731)، والدارقطني في العلل (15/ 200/ 3946)، وابن البخاري في مشيخته (2/ 1075 - 1076/ 587).
• تنبيه: وقع عند النسائي في المجتبى، وابن خزيمة، وأبي علي الطوسي:"عن عائشة" بدل "حفصة"، وهو وهم من يحيى بن اليمان العجلي؛ فإنه: صدوق، لكنه يخطئ كثيرًا، ويهم على الثوري ويحدث عنه بعجائب [انظر: التهذيب (4/ 401)، الميزان (4/ 416)].
• تابع الثوري على هذا الوجه بطرف الصوم فقط: قيس بن الربيع [حديثه يكتب في المتابعات والشواهد].
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 204/ 353).
قلت: وهذا الاضطراب إنما هو من عاصم بن بهدلة فإن في حفظه شيء [انظر: التهذيب (4/ 131)]، والذين رووا عنه هذا الاختلاف كلهم ثقات؛ عدا أبي أيوب الأفريقي وقيس بن الربيع، وهم: سفيان الثوري وزائدة بن قدامة وأبان العطار وحماد بن سلمة.
ويحتمل أن يكون عاصمًا أخذه عن المسيب بن رافع ومعبد بن خالد الجهني القدري كليهما، وأخذاه عن سواء الخزاعي، فهو الذي رواه عن حفصة، وأما ذكر حارثة بن وهب في الإسناد فهو وهم محض.
وعلى هذا ففي الإسناد ضعف؛ لأجل سواء الخزاعي، فإنه لم يوثقه معتبر، ولما فيه من الجهالة، فقد روى عنه اثنان: المسيب بن رافع، ومعبد بن خالد الجهني، وذكره ابن حبان في ثقاته، لكن احتجاج النسائي وابن خزيمة به مما يرفع حاله [التهذيب (2/ 130)]،
كما أن لحديثه هذا شواهد تعضده، وترفعه إلى درجة الحسن والقبول، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (15/ 200): "ويشبه أن يكون عاصم سمعه من المسيب ومن معبد جميعًا".
وقال النووي في المجموع (1/ 445): "رواه أبو داود وغيره بإسناد جيد".
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 146): "هذا حديث حسن"، ثم قال متعقبًا تصحيح الحاكم له:"وفي تصحيحه نظر؛ لأن في أبي أيوب الأفريقي -واسمه عبد الله بن علي- مقالًا، مع الاضطراب من عاصم في سنده، وقد تكلموا في حفظه، وإنما قلت: حسن؛ لاعتضاده بما قبله" قلت: يعني: حديث عائشة الآتي، وصحح إسناد النسائي في الفتح (11/ 115).
• قلت: وفي هذا الحديث ثلاثة أطراف:
أما الأول: "رب قني عذابك يوم تبعث عبادك": فهو حديث صحيح، جاء من حديث البراء وابن مسعود وحذيفة وأنس وعلي وعائشة وحفصة، وهو مخرج في الدعاء برقم (159).
وأما الطرف الثاني: "وكان يجعل يمينه لأكله وشربه
…
": فقد صح معناه من حديث عائشة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن -ما استطاع- في شأنه كله: في طهوره وترجله وتنعله"، وهو حديث متفق عليه [البخاري (168 و 426 و 5380 و 5854 و 5926)، مسلم (268)] وسيأتي في سنن أبي داود برقم (4140) إن شاء الله تعالى، وهو مخرج في الدعاء برقم (67)، ومن شواهده أيضًا حديث عائشة الآتي.
وأما الطرف الثالث: في هيئة صيام الثلاث من كل شهر، فسيأتي الكلام عليه عند الحديث رقم (2452) إن شاء الله تعالى.
***
33 -
. . . عيسى بن يونس، عن ابن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عائشة قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى.
• منقطع، وهو حسن لغيره.
لم ينفرد به عيسى بن يونس، بل تابعه عليه: عبدة بن سليمان، وغندر محمد بن جعفر، وأبو أسامة حماد بن أسامة.
أخرجه أحمد (6/ 265)، وإسحاق (3/ 936/ 1639)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 15 و 17/ 761 و 762)، والبيهقي (1/ 113)، والبغوي في شرح السُّنَّة (1/ 368 و 424/ 182 و 217).
وخالفهم:
أ- محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن رجل، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عائشة
…
نحوه.
أخرجه أحمد (6/ 265)، والبيهقي (1/ 113).
ب- عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه، وهو الحديث الآتي:
***
34 -
. . . عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
• متصل شاذ، والمحفوظ منقطع، وهو حسن لغيره.
أخرجه أحمد (6/ 265)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 113)، وفي الشعب (5/ 77/ 5840).
قلت: رواية الجماعة أولى بالصواب؛ فإن ابن أبي عدي ممن سمع من ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، قاله يحيى بن سعيد القطان [ضعفاء العقيلي (2/ 112)، التهذيب (3/ 353)].
وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف: وإن كان من أروى الناس عن ابن أبي عروبة، وممن روى له مسلم عنه؛ إلا أن الإمام أحمد يرى بأنه ممن سمع من سعيد بعد الاختلاط [التهذيب (3/ 353)، الكواكب النيرات (25)، الكامل (3/ 393)، سؤالات المروذي لأحمد (254)][وانظر: سؤالات الآجري (3/ 223) ففيه قول الإمام أحمد: "عبد الوهاب أقدم" يعني: من عبد الله بن بكر السهمي]، وقال يحيى بن معين:"قلت لعبد الوهاب: سمعت من سعيد في الاختلاط؟ قال: سمعت منه في الاختلاط وغير الاختلاط، فليس أميز بين هذا وهذا"[شرح علل الترمذي (2/ 747)]، وعبد الوهاب الخفاف: صدوق يخطئ.
وأما عبدة بن سليمان: فهو ثقة ثبت، وقد أخبر عن نفسه بأنه سمع من سعيد في الاختلاط، إلا أن ابن معين قال:"وأثبت الناس سماعًا منه عبدة بن سليمان"، وقد جُمع بينهما بأن عبدة إنما أراد بقوله بيان اختلاط سعيد وأنه لم يحدث عنه بما سمعه منه في الاختلاط [انظر: الكامل (3/ 394)، التقييد والإيضاح (428)، الكواكب النيرات]، وقال أحمد بأن سماع عبدة منه جيد، وكذا قال في سماع عيسى بن يونس، قال:"سماع عيسى منه جيد، سمع منه بالكوفة"[شرح العلل (2/ 744)].
وأما غندر محمد بن جعفر: فاختلف في سماعه من سعيد أكان قبل الاختلاط أو بعده، فقال ابن مهدي بأنه سمع منه بعد الاختلاط، وذكر ابن عدى هذا القول لابن مكرم فأنكره، وكذا أنكره عمرو بن علي الفلاس، وسأل ابن الجنيد ابن معين عن سماع غندر فقال ابن معين:"زعموا أنه لم يسمع منه إلا في الصحة، وأن أول من عرف اختلاط سعيد بن أبي عروبة: غندر"[انظر: الكامل. شرح العلل. التقييد والإيضاح. سؤالات ابن الجنيد (71)].
وقيل: إن أبا أسامة كتب عن سعيد بالكوفة، وروى له مسلم من روايته عن سعيد [شرح العلل. الكواكب النيرات].
وعلى هذا فرواية هؤلاء الأربعة: عبدة وعيسى وأبي أسامة وغندر [وهم ثقات،
وفيهم من وصف بأنه أثبت الناس سماعًا من ابن أبي عروبة، وسمع منه قبل الاختلاط]: أولى بالصواب من رواية ابن أبي عدي الذي لم يسمع منه إلا في الاختلاط، ومن رواية الخفاف الذي لم يميز بين هذا وهذا، والله أعلم.
رواه أربعتهم عن ابن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عائشة به، منقطعًا، وهو الصواب.
فإن قيل: رجح الدارقطني في العلل (14/ 285/ 3627) رواية ابن أبي عدي، فيقال: إنما رجحها على رواية الخفاف وحده، وهو لم يتعرض لرواية هؤلاء الأربعة ولم يذكرها في وجوه الاختلاف، وروايتهم مقدمة بلا شك على رواية الخفاف وابن أبي عدي.
فإن قيل: قد وصف ابن أبي عروبة بالتدليس، فيقال: فلا يعلل هذا الإسناد بتدليس ابن أبي عروبة، فإن الذين وصفوه بالتدليس إنما عابوا عليه روايته عن أقوام لم يسمع منهم، وعلى هذا فإن عنعنته مقبولة فيمن عُلم أنه سمع منهم [انظر: التهذيب (3/ 354) وغيره] ولذلك ذكره ابن حجر في المرتبة الثانية فيمن احتمل الأئمة تدليسه [تعريف أهل التقديس (50)]، وقد قال الإمام أحمد:"أروى الناس عن أبي معشر: ابن أبي عروبة"[العلل (5248)]، وأبو معشر: هو زياد بن كليب: ثقة.
وإنما يعلل هذا الحديث بالانقطاع بين إبراهيم بن يزيد النخعي وعائشة، فإنه دخل عليها وهو صغير، ولم يسمع منها شيئًا [المراسيل (1)، جامع التحصيل (13)، تحفة التحصيل (19)]، وسيأتي حديث بهذا الإسناد (243)، ونقلت هناك أقوال الأئمة في ذلك.
قال النووي في المجموع (1/ 445): "حديث صحيح، رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح"، وصححه أيضًا في الخلاصة (386).
وقال العراقي في طرح التثريب (2/ 67): "رواه أبو داود بإسناد صحيح".
وانظر: الأحكام الوسطى (1/ 132)، بيان الوهم (2/ 211/ 196) و (5/ 261/ 2461).
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 143): "هذا حديث غريب"، وتعقب قول النووي في الأذكار، وفي المجموع (2/ 117):"بإسناد صحيح" بقوله: "والتحرير أنه حسن، فإن فيه علتين: الاختلاف على سعيد في وصله وإرساله، وفي زيادة راوٍ على السند الموصول" ثم ذكر أن الدارقطني رجح رواية ابن أبي عدي ثم قال: "وإنما قلت أن الحديث حسن لاعتضاده بالحديث الذي بعده، والله أعلم" يعني: حديث حفصة المتقدم.
[وانظر: التلخيص (1/ 198)، الإرواء (1/ 131) وصححه].
وهو كما قال الحافظ، حسن لغيره، فإن رجاله ثقات إلا أنه منقطع، ويعتضد بحديث حفصة المتقدم.
• ورُوي بإسناد آخر:
رواه محمد بن فضيل، قال: ثنا الأعمش، عن رجل [وفي رواية: عن بعض