الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
46 - باب في إسباغ الوضوء
97 -
. . . منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قومًا وأعقابهم تلوح، فقال:"ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء".
• حديث صحيح.
أخرجه مسلم (241/ 26)، وأبو عوانة (1/ 194 و 210/ 617 - 619 و 681)، وأبو نعيم في المستخرج (1/ 304/ 568)، والنسائي (1/ 78 و 89/ 111 و 142)، وابن ماجه (450)، والدارمي (1/ 192/ 706)، وابن خزيمة (1/ 83 - 84/ 161)، وابن حبان (3/ 335/ 1055)، وأحمد (2/ 193 و 201)، والطيالسي (4/ 46/ 2404)، وأبو عبيد في الطهور (359)، وابن أبي شيبة (1/ 32/ 269)، والسري بن يحيى في حديث الثوري (85 و 90)، والبزار (6/ 353 - 354/ 2362)، وابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 474/ 11523 و 11524 و 11526 و 11527)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 38 و 39)، وفي أحكام القرآن (42 و 43)، وابن حزم في المحلى (2/ 57)، والبيهقي في السنن (1/ 69)، وفي المعرفة (1/ 167/ 71)، وفي الشعب (3/ 6/ 2718)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 284 - إحياء التراث).
ولفظ مسلم: رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حتى إذا كنا بماء بالطريق، تعجل قوم عند العصر، فتوضؤوا وهم عجال، فانتهينا إليهم، وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ديل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء".
وأبو يحيى الأعرج: هو مصدع المعرقب: وثقه العجلي وابن شاهين، وذكره العقيلي وابن عدي في الضعفاء ولم يأتيا بما يضعِّفه أو يجرحه، وقال ابن حبان في المجروحين:"كان ممن يخالف الأثبات في الروايات، وينفرد عن الثقات بالألفاظ الزيادات مما يوجب ترك ما انفرد منها، والاعتبار بما وافقهم فيها"، وقال ابن حزم:"وهو: مجرح، قطعت عرقباه في التشيع"، وقال الجوزجاني:"كان زائغًا، حائدًا عن الطريق"، وتعقبه ابن حجر في التهذيب بقوله:"يريد بذلك ما نسب إليه من التشيع، والجوزجاني مشهور بالنصب والانحراف فلا يقدح فيه قوله"، وقال ابن حجر في التقريب:"مقبول"، وأحسن الذهبي تلخيص القول فيه حيث قال في الميزان:"صدوق، قد تكلم فيه"، وفي الكاشف:"صدوق" [انظر: تاريخ الدوري (2/ 567)، التاريخ الكبير (8/ 65)، الجرح والتعديل (8/ 429)، الضعفاء الكبير (4/ 266)، الكامل (6/ 468)، معرفة الثقات (1729)، تاريخ أسماء الثقات (1407)، المحلى (9/ 388)، المجروحين (3/ 39) (2/ 379 - ط حمدي
السلفي)، أحوال الرجال (249)، التهذيب (8/ 186)، الميزان (4/ 118)، الكاشف (2/ 267)، التقريب (945)]، ومصدع لم ينفرد هنا بهذا الحديث بل توبع عليه:
• فقد رواه أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو، قال: تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر سافرناه، فأدركَنا وقد أرهقتنا الصلاة، صلاة العصر، ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته:"ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثًا.
أخرجه البخاري (60 و 96 و 163)، ومسلم (241/ 27)، وأبو عوانة (1/ 196 و 210/ 622 و 682)، وأبو نعيم في مستخرجه (1/ 303/ 566)، والنسائي في الكبرى (3/ 447/ 5885 و 5886)، وابن خزيمة (1/ 86/ 166)، وأحمد (2/ 211 و 226)، والبزار (6/ 355/ 2363)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 39)، وفي أحكام القرآن (41)، وابن حزم في المحلى (2/ 56)، والبيهقي (1/ 68 - 69)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 284)، والبغوي في شرح السُّنَّة (1/ 313/ 220)، وفي التفسير (2/ 16)، والجوزقاني في الأباطيل (1/ 328/519)، وابن السمعاني في أدب الأملاء (49)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (15/ 189)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 159/ 149)، وابن دقيق العيد في الإمام (1/ 600).
• ورواه شعبة، عن أبي بشر، عن رجل من أهل مكة، عن عبد الله بن عمرو، بنحوه مرفوعًا مختصرًا.
أخرجه أحمد (2/ 205)، وابن جرير (4/ 474/ 11525).
فلم يسمه شعبة، وهو يوسف بن ماهك، فإنه مكي، ثقة.
أفاده ابن حجر في تعجيل المنفعة (1596).
وقد روى هذا الحديث: أبو هريرة، وعائشة، وجابر، وعبد الله بن الحارث بن جزء، وخالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص، وغيرهم ممن يأتي ذكرهم:
1 -
أما حديث أبي هريرة، فله طريقان:
• الأول:
يرويه محمد بن زياد، عن أبي هريرة: أنه رأى قومًا يتوضؤون من المطهرة فقال: أسبغوا الوضوء، فإني سمعت أبا القاسم يقول:"ويل للعراقيب من النار"، وفي رواية:"ويل للأعقاب من النار".
أخرجه البخاري (165)، ومسلم (242)، وأبو عوانة (1/ 211/ 687)، وأبو نعيم (1/ 303 و 305/ 567 و 569)، والنسائي (1/ 77/ 110)، والدارمي (1/ 192/ 707) وقال:"هذا أعجب إليَّ من حديث عبد الله بن عمرو"، وابن حبان (3/ 368/ 1088)، وابن الجارود (78 و 79)، وأحمد (2/ 228 و 284 و 406 و 407 و 409 و 430 و 467
و 471 و 482 و 498)، وإسحاق (1/ 128 و 129/ 48 و 49)، والطيالسي (4/ 228/ 2608)، وعبد الرزاق (1/ 21/ 62)، وابن أبي شيبة (1/ 32/ 270)، وأبو عبيد في الطهور (360)، والبزار (16/ 278/ 9474)، وابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 472/ 11500 - 11505)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1127)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 406/ 402)، والطحاوي (1/ 38)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 253/ 1288)، وأبو الشيخ في ذكر الأقران (375)، وابن المقرئ في المعجم (559)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 64)، والبيهقي (1/ 69)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 282)، والخطيب في المدرج (1/ 158 - 164)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 160/ 150).
وقد وهم أبو قطن عمرو بن الهيثم القطعي وشبابة بن سوار الفزاري في روايتهما هذا الحديث عن شعبة فأدرجا قول أبي هريرة: أسبغوا الوضوء، في الحديث المرفوع.
وفصله -وهو الصواب-: أبو داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وآدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد، ومحمد بن جعفر غندر، وهشيم بن بشير، ويزيد بن زريع، والنضر بن ضميل، ووكيع بن الجراح، ومعاذ بن معاذ، وغيرهم، وكذلك فصله من روى الحديث عن محمد بن زياد غير شعبة. انظر: الفصل للخطيب.
• الثاني:
يرويه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للأعقاب من النار".
أخرجه مسلم (242/ 30)، وأبو عوانة (1/ 212/ 688)، وأبو نعيم (1/ 305/ 570)، والترمذي (41) وقال:"حسن صحيح"، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(36)، وابن ماجه (453)، وابن خزيمة (1/ 84/ 162)، وأحمد (2/ 282 و 389)، وعبد الرزاق (1/ 21/ 63)، وابن جرير (11506 و 11507)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 38)، وفي أحكام القرآن (44)، والطبراني في الأوسط (1/ 217/ 709).
2 -
وأما حديث عائشة، فله عنها طرق:
• الأولى:
يرويها سالم بن عبد الله النصري -ويقال له: سالم سَبَلان، وسالم مولى النصريين، ومولى مالك بن أوس، ومولى أوس، ومولى دوس، ومولى شداد، وغير ذلك- قال: دخلت على عائشة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - يوم توفي سعد بن أبي وقاص، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها، فقالت: يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ويل للأعقاب من النار".
أخرجه مسلم (240)، وأبو عوانة (1/ 95 1 و 210/ 620 و 621 و 683 و 684)، وأبو نعيم (1/ 306/ 572 - 574)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 110)، والترمذي في
العلل (23)، ومالك في الموطأ بلاغًا (1/ 19/ 35)، والشافعي في المسند (175)، وأحمد (6/ 81 و 84 و 99 و 112 و 258)، وإسحاق (2/ 535/ 1118)، والطيالسي (3/ 135 - 136/ 1656)، وأبو عبيد في الطهور (363 - 365)، وابن جرير (11508 - 11510 و 11513)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 38)، وفي أحكام القرآن (38)، والطبراني في الأوسط (5/ 278/ 5308)، وابن عدي (2/ 416)، والبيهقي في السنن (1/ 69 و 230)، وفي المعرفة (1/ 166/ 69)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 280 - 282)، والخطيب في الموضح (1/ 283 - 285)، وعبد الغني بن سعيد الأزدي في أوهام الحاكم (92 - 102)، وابن دقيق العيد في الإمام (1/ 602 - 603).
• وقد أخرج مسلم لهذا الحديث أربع طرق، الثالثة منها من رواية:
عكرمة بن عمار: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني -أو: حدثنا- أبو سلمة بن عبد الرحمن: حدثني سالم مولى المهري، قال: خرجت أنا وعبد الرحمن بن أبي بكر في جنازة سعد بن أبي وقاص فمررنا على باب حجرة عائشة
…
الحديث [مسلم (240/ 25)].
وهذه الرواية وهم من عكرمة بن عمار على يحيى، فإن المحفوظ عنه أنه يروي هذا الحديث عن سالم بلا واسطة، والمحفوظ عن أبي سلمة أنه يروي هذا الحديث عن عائشة بلا واسطة.
قال البخاري في التاريخ (4/ 109): "وقال عكرمة عن يحيى: حدثني أبو سلمة: حدثني أبو سالم المهري: ولا يصح".
وقد سئل أبو زرعة عن ثلاث طرق لهذا الحديث:
أ- الأوزاعي وحسين المعلم، عن يحيى، عن سالم، عن عائشة.
ب- عكرمة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي سالم مولى المهريين، عن عائشة.
ج- أبو نعيم، عن شيبان، عن يحيى، عن سالم، سمع أبا هريرة، أنه سمع عائشة.
فقال أبو زرعة: "الحديث: حديث الأوزاعي وحسين المعلم، وحديث شيبان وهم، وهم فيه أبو نعيم"[العلل (1/ 57 - 58/ 148)].
وقال في موضع آخر (1/ 67 - 68/ 178) في المقارنة بين الطريق الأولى والثالثة: "وهم شيبان، والصحيح: حديث الأوزاعي وحسين المعلم"، فلما سئل عما يرويه عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار، به؟ قال:"هكذا روى عمر بن يونس، والصحيح كما رواه الأوزاعي وحسين المعلم".
قلت: حديث أبي نعيم، عن شيبان، عن يحيى، عن سالم مولى دوس، أنه سمع أبا هريرة، أنه سمع عائشة .....
أخرجه المحاملي في أماليه (100).
وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد في العلل (4): "وهذا حديث قد خالف أصحابُ يحيى بن أبي كثير: عكرمة بن عمار.
رواه علي بن المبارك، وحرب بن شداد، والأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني سالم.
وقد قيل عن عكرمة في هذا الحديث: حدثني أبو سالم، وليس هو بمحفوظ.
وذكر أبي سلمة عندنا في حديث يحيى بن أبي كثير: غير محفوظ.
وقد روي عن أبي سلمة عن عائشة، من غير رواية يحيى بن أبي كثير، من غير ذكر سالم فيه لا.
وقال الدارقطني في العلل (14/ 333/ 3677): "يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه: فرواه عكرمة بن عمار، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن سالم، عن عائشة.
ووهم فيه عكرمة.
وخالفه حرب بن شداد، وعقيل بن خالد، وحسين المعلم، والأوزاعي، وشيبان: فرووه عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني سالم الدوسي، عن عائشة.
وهو الصحيح عن شيبان.
ورواه أبو نعيم، عن شيبان، عن يحيى، عن سالم، عن أبي هريرة، عن عائشة.
ولا يصح فيه: أبو هريرة، ولا قول عكرمة: عن أبي سلمة.
ورواه نعيم المجمر، وبكير بن الأشج، وعمران بن بشير، عن سالم سبلان، عن عائشة: مثل هذا".
وانظر: النكت الظراف (11/ 401)، وإتحاف المهرة (16/ 2/ 1085).
وقال الخطيب البغدادي في أوهام مسلم بن الحجاج من كتابه "موضح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 285): "كذا رواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، وهو وهم، والصواب: عن يحيى عن سالم نفسه، ولا وجه لإدخال أبي سلمة في الإسناد، وقول عكرمة أيضًا: عن مولى المهري: خطأ، إنما هو سالم الدوسي، كما ذكرناه عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير، ووافق شيبان على روايته: أبو عمرو الأوزاعي، وعلي بن المبارك، وحسين المعلم: فرووه جميعا عن يحيى عن سالم الدوسي".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (9/ 281): "وهذا خطأ، والله أعلم، والصواب في هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير: ما رواه عنه الأوزاعي وحرب بن شداد وحسين المعلم وشيبان، فإنهم اتفقوا فيه: فرووه عن يحيى عن سالم عن عائشة، ولا ذكر فيه لأبي سلمة، وليس حديث عكرمة بن عمار مما يرفع
…
" ثم ذكر وجهًا لتصحيحه ولا يصح.
• وممن وهم في هذا الحديث أيضًا على يحيى بن أبي كثير:
أيوب بن عتبة اليمامي أضعيف. التقريب (160)]، رواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن معيقيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للعراقيب من النار".
أخرجه أحمد (3/ 426) و (5/ 425)، وابن جرير (11522)، وابن قانع في المعجم (3/ 128)، والطبراني في الكبير (20/ 350/ 822).
وعلقه الترمذي في العلل الكبير (24 - ترتيبه) بعد أن أسند حديث ابن عجلان [الآتي ذكره]، وحديث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، ثم قال:"فسألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: حديث أبي سلمة عن عائشة [يعني: حديث ابن عجلان]: حديث حسن، وحديث سالم مولى دوس عن عائشة: حديث حسن، وحديث أبي سلمة عن معيقيب: ليس بشيء، كان أيوب لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه، فلا أحدث عنه. وضعف أيوب بن عتبة جدًّا".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (9/ 281): "وأما رواية أيوب بن عتبة عن يحيى عن أبي سلمة عن معيقيب: فخطأ لا شك فيه - والله أعلم -، وأيوب بن عتبة: ضعيف جدًّا، والصواب فيه: ما رواه الأوزاعي ومن تابعه، ورواية عكرمة بن عمار غير مرفوعة في هذا. والله أعلم".
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث أيوب بن عتبة هذا؟ فقال:: إنما هو عن يحيى عن سالم سبلان عن عائشة
…
" [العلل (1/ 73/ 194)].
• الثانية:
يرويها ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: توضأ عبد الرحمن بن أبي بكر عند عائشة، فقالت: يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [وبل للعراقيب من النار]، وفي رواية:"للأعقاب".
أخرجه الترمذي في العلل الكبير (22 - ترتيبه)، وابن ماجة (452)، وأبو عوانة (1/ 211/ 685 و 686)، وابن حبان (3/ 342/ 1059)، وأحمد (6/ 40 و 191)، والشافعي في المسند (175)، وفي اختلاف الحديث (170)، وعبد الرزاق (1/ 23/ 69)، والحميدي (161)، وابن أبي شيبة (1/ 32/ 267)، وأبو يعلى (7/ 400/ 4426)، وابن جرير (11511 و 11512)، وابن المنذر (1/ 406/ 403)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 38)، وفي أحكام القرآن (39)، والدارقطني في العلل (14/ 300/ 3640)، والبيهقي في المعرفة (1/ 167/ 70)، وابن عبد البر (9/ 281).
وهذا إسناد حسن.
قال البخاري: "حديث حسن"[علل الترمذي ص (35)، وتقدم نقل كلامه بتمامه].
• وانظر فيمن وهم فيه على ابن عجلان: المعجم لابن الأعرابي (1178)، علل الدارقطني (8/ 46/ 1405) و (14/ 299/ 3640).
• وقد تابع ابن عجلان عليه:
عبيد الله بن عمر العمري [الثقة الثَّبت]، فرواه عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: رأت عائشةُ عبدَ الرحمن يتوضأ
…
الحديث مثله.
أخرجه أبو عبيد في الطهور (362)، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر به.
ومن طريق أبي عبيد أخرجه: الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 414)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 70)، والمزي في التهذيب (23/ 368).
وهذا إسناد صحيح، على شرط الشيخين [انظر: البخاري (5861)، مسلم (782)]، فصح الحديث، والحمد لله.
• الثالثة:
يرويها هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للأعقاب من النار".
أخرجه أبو الحسن القطان في زوائده على ابن ماجة (451)، وأبو عوانة (1/ 212/ 690)، والطبراني في الأوسط (4/ 263/ 4149)، وأبو الشيخ ابن حيان فيما انتقاه عليه أبو بكر بن مردويه (85).
من طريق عبد السلام بن حرب، عن هشام به.
وهذا غريب من حديث هشام، ففي تفرد عبد السلام به عن هشام نظر، فإن عبد السلام وإن كان ثقةً حافظًا إلا أن له ما ينكر [التهذيب (5/ 219)، الميزان (2/ 614)]، وإن كان مثله يحتمل تفرده.
• وأما ما رواه عمر بن قيس المكي المعروف بسندل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ويخلل بين أصابعه، ويدلك عقبيه، ويقول:"خلِّلوا بين أصابعكم، لا يخلل الله تعالى بينها بالنار، وبل للأعقاب من النار".
أخرجه الدارقطني (1/ 95).
فهر منكر باطل من حديث الزهري؛ فإن سندل هذا: متروك، منكر الحديث.
3 -
وأما حديث جابر، فله طريقان:
• الأولى:
يرويها أبو إسحاق السبيعي، قال: سمعت سعيد بن أبي كرِب، قال: سمعت جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للعقب - أو: العراقيب - من النار".
وفي رواية: رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رِجْلِ رَجُلٍ منا مثل الدرهم لم يغسله، فقال:"ويل للعقب من النار".
أخرجه ابن ماجة (454)، وأحمد (3/ 369 و 390)، والطيالسي (3/ 342/ 1906)، وأبو عبيد في الطهور (366 و 367)، وابن أبي شيبة (1/ 32/ 271)، وأبو يعلى (4/ 52 و 110/ 2065 و 2145)، وابن جرير الطبري (4/ 473 - 474/ 11514 - 11519)، وابن المنذر (1/ 406/ 404)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 38)، وفي أحكام القرآن (40)، والطبراني في الأوسط (3/ 170/ 2830) و (6/ 12/ 5650)، وابن الغطريف في جزئه (6)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 25)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 283)، والمزي في التهذيب (11/ 42).
رواه عن أبي إسحاق به هكذا: شعبة، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وأبو الأحوص، ومحمد بن أبان، وعمر بن أبي زائدة، والحسن بن صالح، وعثمان بن زريق، وشريك [وفيهم أثبت أصحاب أبي إسحاق].
وهدا إسناد صحيح.
خالفهم: يزيد بن عطاء اليشكري [لين الحديث. التقريب (1080)]، فرواه عن أبي إسحاق، عن سعيد بن أبي كرب وعبد الله بن مرثد، عن جابر بن عبد الله به مرفوعًا.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 209)، وأحمد (3/ 393)، وأبو يعلى في المعجم (15).
وعبد الله بن مرثد هذا: لا يُدرى من هو [التعجيل (582)، الإكمال (480)]، والإسناد إليه لا يصح، بل منكر لمخالفته رواية الثقات من أصحاب أبي إسحاق.
وكذلك ما رواه أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي [قال أبو حاتم: "ليس بقوي"، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل (8/ 5)، الميزان (3/ 632)، اللسان (5/ 301)]، قال: نا يونس بن أبي إسحاق، عن أي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن جابر به مرفوعًا.
أخرجه الفاكهي في فوائده (158).
وعبد الله بن خليفة، قال الذهبي في الميزان (2/ 414):"لا يكاد يعرف"، وفي التقريب (503):"مقبول"، وهو الكوفي الهمداني: مجهول. ولا يصح إسناده، وهو منكر كالذي قبله.
• وأما الطريق الثانية:
فيرويها الأعمش، عن أبي سفيان، عن جاج، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا يتوضؤون فلم يمس أعقابهم الماء، فقال:"ويل للأعقاب من النار".
أخرجه أحمد (3/ 316)، وأبو عوانة (1/ 212/ 689)، وابن أبي شيبة (1/ 32/ 268)، وأبو يعلى (4/ 201 / 2308)، وابن جرير (11520 و 11521)، والطبراني في الصغير (2/ 60/ 781).
وهذا إسناد صحيح، لولا أن طلحة بن نافع أبا سفيان: روايته عن جابر وجادة، لم يسمع منه إلا أربعة أحاديث، وليس هذا منها، والباقي صحيفة أخذها، وهي صحيفة سليمان بن قيس اليشكري كانت عند امرأته بعد موته، فأخذها أصحاب جابر، ومنهم: أبو الزبير وأبو سفيان، وهي وجادة صحيحة احتج بها مسلم، واستشهد بها البخاري.
فإذا ضُم هذا الإسناد إلى الَّذي قبله: زاده صحة، فإن سعيد بن أبي كَرِب: قال أبو زرعة: "ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه اثنان، وأما قول ابن المديني:"لم يرو عنه غير أبي إسحاق، وهو مجهول"؛ فيرده ما أخرجه أبو عبيد في الطهور (368) قال: حدثنا حسان بن عبد الله، عن ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن سليمان بن كيسان، عن سعيد بن أبي كرب، عن جابر به مرفوعًا.
وهذا الإسناد وإن كان ضعيفًا لأجل ابن لهيعة، إلا أنَّه صالح في الشواهد والمتابعات، ثم إن سعيدًا لم ينفرد بهذا الحديث عن جاج، فقد تابعه عليه أبو سفيان طلحة بن نافع، ولا يقال بأنه ربما أخذه أبو سفيان من ابن أبي كرب، فإن ابن أبي كرب لم يرو عنه سوى أبي إسحاق السبيعي وسليمان بن كيسان أبي عيسى الخراساني [مقبول. التقريب (1187)]، فلم يُذكر في الرواة عنه طلحة بن نافع، والله أعلم.
4 -
وأما حديث عبد الله بن الحارث بن جزء:
فيرويه حيوة بن ضريح، عن عقبة بن مسلم: سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي: أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار".
أخرجه ابن خزيمة (1/ 84/ 163)، والحاكم (1/ 162)، والضياء في المختارة (9/ 214/ 203)، وأحمد (4/ 191)، وأبو عبيد في الطهور (361 و 369)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (182)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 286)، والحارث بن أبي أسامة (1/ 216/ 79 - زوائده)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 431 / 2484)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 38)، وفي أحكام القرآن (45 و 46)، والدارقطني (1/ 95)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1619/ 4075)، والبيهقي في السنن (1/ 70)، وفي المعرفة (1/ 168/ 72)، وابن عبد البر (9/ 283)، والخطيب في المتفق (1/ 706/ 413)، وفي تلخيص المتشابه (2/ 799)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 204).
رواه عن حيوة به هكذا مرفوعًا: الليث بن سعد، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، ونافع بن يزيد، وعبد الله بن لهيعة.
• وخالفهم عبد الله بن وهب، فرواه عن حيوة به موقوفًا.
أخرجه أحمد (4/ 190 - 191)، وابنه عبد الله في زياداته على المسند.
والمرفوع أصح؛ فإن رواته أكثر وأحفظ.
وهذا إسناد مصري صحيح، صححه ابن خزيمة والحاكم والضياء وابن عبد البر.
5 -
وأما حديث خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة:
فيرويه الوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش: كلاهما عن شيبة بن الأحنف الأوزاعي: ثنا أبو سلام الأسود: حدثني أبو صالح الأشعري: حدثني أبو عبد الله الأشعري: حدثه خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص: كل هؤلاء سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"أتموا الوضوء، ويل للأعقاب من النار".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 247 - 248)، وابن ماجة (455)، وابن خزيمة (1/ 332/ 665)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 372/ 494)، والآجري
في الأربعين (20)، والبيهقي (2/ 89)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 374) و (65/ 239)، والمزي في التهذيب (12/ 427).
وأخرجه بدون موضع الشاهد: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 456/ 635)، وأبو يعلى (13/ 140 و 333/ 7184 و 7350)، والطبراني في الكبير (4/ 115/ 3840)، وفي مسند الشاميين (2/ 426/ 1624)، وأبو الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث (278)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2774/ 6588 و 6589)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 7) و (23/ 246) و (53/ 41) و (67/ 35).
قال البخاري: "هو حديث حسن"[علل الترمذي (35)].
وقال أبو زرعة: "أبو صالح: لا يعرف اسمه، ولا أبو عبد الله يعرف اسمه"[العلل (1/ 58/ 149)].
وقال البوصيري: "هذا إسناد حسن، ما علمت في رجاله ضعفًا"[مصباح الزجاجة (1/ 66)].
وقال الهيثمي في المجمع (2/ 121): "وإسناده حسن".
قلت: إسناده ليس بالمشهور، رجاله كلهم شاميون ثقات، عدا شيبة بن الأحنف، روى عنه جماعة من الثقات من أهل بلده، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره أبو زرعة الدمشقي في نفر ذوي أسنان وعلم [التهذيب (3/ 662)، التقريب (442) وقال: "مقبول"].
• وفي الباب أيضًا، لكن مما لا يصح إسناده، وفي بعضها وهاء ضديد، من حديث:
6 -
أبو أمامة [مصنف ابن أبو شيبة (1/ 32/ 272)، الآحاد والمثاني (2/ 451/ 1251)، مسند الروياني (1240 و 1244)، تفسير الطبري (11528 و 11529)، المعجم الكبير للطبراني (9/ 289/ 8108 - 8112 و 8114 - 8116)، سنن الدارقطني (1/ 108)، سنن البيهقي (1/ 84)، علل ابن أبي حاتم (1/ 85/ 150 و 151)].
7 -
أبي ذر [مصنف عبد الرزاق (1/ 22/ 64)].
8 -
أَنس [الكامل لابن عدي (2/ 371)].
9 -
واثلة [الكامل لابن عدي (2/ 308)].
10 -
أبي سعيد [المتفق والمفترق (2/ 1039/ 636)].
• قال ابن عبد البر في التمهيد (9/ 284): "وأصح حديث في هذا الباب من جهة الإسناد: حديث أبي هريرة، وحديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، ثم حديث عائشة، فهو مدني حسن".
قلت: لو رتبنا الأحاديث من حيث الصحة لكانت كالآتي: حديث أبي هريرة [متفق عليه]، ثم حديث عبد الله بن عمرو [متفق عليه]، ثم حديث عائشة [انفرد به مسلم]، ثم حديث عبد الله بن الحارث بن جزء [صححه ابن خزيمة والحاكم والضياء]، ثم حديث جابر.
• ومن فقه هذا الحديث:
جاء في ألفاظ هذا الحديث: "ويل للأعقاب من النار"، "ويل للعراقيب من النار"، "ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار"، "ويل للعقب من النار".
فشمل الوعيد: العقب والعرقوب وبطن القدم، أما الأخير فمعروف، وأما العقب: فهو مؤخر القدم [القاموس (149) وغيره]، وأما العرقوب: فهو الوتر الَّذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق من ذوات الأربع، وهو من الإنسان فويق العقب [النهاية (3/ 221)]، وفي تهذيب اللغة (3/ 2411 - معجمه): جعقب [يعني: عصب، مُوَتَّر خلف الكعبين]، وفي الصحاح (1/ 185):"العصب الغليظ الموتر فوق عقب إنسان"، ونقله ابن الملقن في الأعلام (1/ 235).
1 -
قال الشافعي في اختلاف الحديث (170): "فلا يجزئ متوضئ إلا أن يغسل ظهور قدميه وبطونهما وأعقابهما وكعبيه معًا" وانظر: الرسالة (29).
قال الترمذي: "وفقه هذا الحديث: أنَّه لا يجوز المسح على القدمين إذا لم يكن عليهما خفان أو جوربان"[الجامع (41)].
وقد استدل عامة أصحاب الحديث بهذا الحديث على وجوب غسل الرجلين خلافًا للشيعة القائلين بالمسح، قال الأزهري في تهذيب اللغة (3/ 2508 - معجمه):"وهذا يدل على أن المسح على القدمين غير جائز، وأنه لا بد من غسل الرجلين إلى الكعبين؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لا يوعد بالنار إلا في ترك العبد ما فرض عليه، وهو قول أكثر أهل العلم".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (9/ 284): "في هذا الحديث من الفقه: إيجاب غسل الرجلين، وفي ذلك تفسير لقول الله صلى الله عليه وسلم: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6]، وبيان أنَّه أراد الغسل لا المسح، كان كانت قد قرئت: "وَأَرْجُلِكُمْ" بالجر، فذلك معطوف على اللفظ دون المعنى، والمعنى فيه الغسل على التقديم والتأخير
…
، ولو لم يكن الغسل واجبًا ما خوَّف من لم يغسل عقبيه وعرقوبيه بالنار؛ لأنَّ المسح ليس من شأنه الاستيعاب، ولا يبلغ به العراقيب ولا الأعقاب".
وقال البغوي في شرح السُّنَّة (1/ 313): "فيه دليل على وجوب غسل الرجلين في الوضوء، وهو المنقول من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعل الصحابة"، وذهبت الشيعة إلى أنَّه يمسح على الرجلين، ويحكى عن محمد بن جرير أنَّه قال: يتخير بين المسح والغسل لقوله سبحانه وتعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6]
…
".
قال ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 98): "وأما حكايته عن ابن جرير فغلظٌ بيِّن، وهذه كتبه وتفسيره كلُّه يكذب هذا النقل عليه، وإنما دخلت الشبهة لأنَّ ابن جرير القائل بهذه المقالة رجل آخر من الشيعة يوافقه في اسمه واسم أبيه، وقد رأيت له مؤلفات في أصول مذهب الشيعة وفروعهم".
وقال الذهبي في السير (14/ 277): "وبعضهم ينقل عنه أنَّه كان يجيز مسح الرجلين في الوضوء، ولم نر ذلك في كتبه".
قلت: قد اشتبه على البعض أن القائل بذلك هو الإمام العلم المجتهد أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري، دهانما هو الرافضي الخبيث: محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري: كان يضع للروافض، وله مؤلفات، قال العراقي في الذيل (637):"ولعل ما حكي عن محمد بن جرير الطبري من الاكتفاء في الوضوء بمسح الرجلين: إنما هو عن هذا الرافضي، فإنه مذهب الشيعة، والله أعلم"[وانظر: اللسان (7/ 26 و 29)].
وقد لخص العلامة محمد الأمين الشنقيطي ما ذهب إليه ابن جرير الطبري في تفسيره بقوله: "وجمع ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 471 - 476) بين قراءة النصب والجر، بأن قراءة النصب يراد بها غسل الرجلين؛ لأنَّ العطف فيها على الوجوه والأيدي إلى المرافق، وهما من المغسولات بلا نزاع، وأن قراءة الخفض يراد بها المسح مع الغسل، يعني: الدلك باليد أو غيرها"[أضواء البيان (2/ 12)].
ونص ابن جرير في تفسيره (4/ 471): "فوجه صواب قراءةِ من قرأ ذلك نصبًا: لما في ذلك من معنى عمومها بإمرار الماء عليها.
ووجه صواب قراءةِ من قرأه خفضًا: لما في ذلك من إمرار اليد عليهما أو قام مقام اليد مسحًا بهما" وإذا قرأت كلامه بتمامه ظهر لك مراده كما لخصه الشنقيطي.
2 -
ومن فقه هذا الحديث: أن الأعقاب إنما خصت بالذكر لصورة السبب - كما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو -، فيلتحق بها ما في معناها من جميع الأعضاء التي قد يحصل التساهل في إسباغها، لذا فقد جاء في الأحاديث الصحيحة الوعيد لمن لم يغسل العقب والعرقوب وبطن القدم لوقوع التساهل في عدم إيصال الماء إليها، وما في معناها له حكمها، إذ لا معنى للتخصيص بها [فتح الباري (1/ 321)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (1/ 236)، إحكام الأحكام (1/ 66)، وغيرها].
3 -
قال البغوي في شرح السُّنَّة (1/ 313): "ومعنى قوله: "ويل للأعقاب من النار": أصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها، كما قال الله صلى الله عليه وسلم: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]؛ أي: أهل القرية، وقيل: أراد أن العقب يخص بالعذاب إذا قصر في غسلها، والعقب: ما أصاب الأرض من مؤخَّر الرِّجْل إلى موضع الشراك"[وانظر: الإعلام (1/ 236) وغيره].
4 -
وقع في حديث ابن عمرو من رواية أبي يحيى: أن الإنكار عليهم كان لأجل عدم غسل الأعقاب "وأعقبهم تلوح لم يمسها الماء"، وفي رواية ابن ماهك: أن الإنكار كان بسبب المسح "فجعلنا نمسح على أرجلنا" فيجمع بينهما، بأن الفرض غسل القدمين، مع تعاهد الأعقاب والعراقيب وبطون الأقدام بمزيد عناية من الغسل لإيصال الماء إليها، والله أعلم [وانظر: الفتح (1/ 319)، إحكام الأحكام (1/ 66)، الأعلام (1/ 240)].
5 -
فيه حجة لأهل السُّنَّة أن التعذيب يقع على الجسد والروح معًا [الإعلام 1/ 241)].