الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العجلي يشبه أن يكون ممن يضع الحديث؛ لأن هذين الحديثين: باطلان بأسانيدهما، ولا يبلغ عنه غيرهما".
وقد قال فيه الدارقطني أيضًا: "كان يضع الحديث"[للسان (2/ 362)].
2 -
الهيثم بن جميل: ثنا عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الخلاء التفت يمينًا وشمالًا، ولم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.
أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 287).
وقال: "وهذا منكر بهذا الإسناد، وإن كان عبد الكريم: ضعيفًا".
قلت: عبد العزيز وعبد الكريم: ضعيفان [اللسان (4/ 34)، التقريب (619)].
* * *
7 - باب كراهية الكلام عند الخلاء [وفي نسخة: عند الحاجة]
15 -
. . . عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض، قال: حدثني أبو سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يخرج الرجلانِ يضربانِ الغائطَ كاشفينِ عن عورتهما يتحدثانِ؛ فإن الله عز وجل يمقت على ذلك".
قال أبو داود: هذا لم يسنده إلا عكرمة بن عمار.
• المحفوظ: مرسل، ورواية عكرمة وهم
أخرجه النسائي في الكبرى (1/ 70/ 32 و 33)، وابن ماجه (342)، وابن خزيمة (71)، وابن حبان (4/ 270/ 1422)، والحاكم (1/ 157)، وأحمد (3/ 36)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 340)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 46)، والبيهقي (1/ 99)، والخطيب في التاريخ (12/ 122)، وفي الموضح (2/ 345)، والبغوي في شرح السُّنَّة (1/ 381/ 190)، والمزي في التهذيب (11/ 213).
وقد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير:
1 -
فرواه عكرمة بن عمار [صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب. التقريب (687)]:
واختلف عليه أيضًا:
أ- فرواه عبد الرحمن بن مهدي وسفيان الثوري [الإمامان الجليلان جبلا الحفظ والإتقان، وعبد الملك بن الصباح المسمعى [صدوق. التقريب (623)، وعبد الله بن رجاء الغداني [صدوق يهم قليلًا. التقريب (505)]. وأبو حذيفة النهدي موسى بن مسعود
[صدوق سيئ الحفظ، وكان يصحف. التقريب (985)]. وسلم بن إبراهيم الوراق [ضعيف. التقريب (396)]. وإسماعيل بن سنان [صدوق، قال أبو حاتم: "ما بحديثه بأس"، وقال الدارقطني: "بصري صالح"، الجرح (2/ 176)، سؤالات البرقاني (8)]:
سبعتهم عن عكرمة به هكذا، مع اختلاف بينهم في تسمية هلال بن عياض.
ب- وخالفهم: عبيد بن عقيل [صدوق. التقريب (651)]، فرواه عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يخرج اثنان إلى الغائط فيجلسا كاشفين عن عورتهما؛ فإن الله يمقت على ذلك".
أخرجه النسائي في الكبرى (1/ 70/ 31)، والطبراني في الأوسط (2/ 65/ 1264).
وهذا وهمٌ ظاهرٌ من عبيد بن عقيل حيث سلك الجادة والطريق السهل، ورواية الجماعة هي الصواب؛ لا سيما وفيهم الثوري وابن مهدي.
2 -
ورواه الأوزاعي الإمام عبد الرحمن بن عمرو [كان لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير ولم يكن عنده فيه كتاب، إنما كان يحدث به من حفظه ويهم فيه، قاله الإمام أحمد. شرح علل الترمذي (269)].
واختلف عليه أيضًا:
أ- فرواه عبد الملك بن الصباح [صدوق]: ثنا الأوزاعي، عن يحيى، عن هلال بن عياض، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا تغوط الرجلان فليتوار أحدهما عن صاحبه ولا يتحدثان على طوقهما؛ فإن الله يمقت عليه".
أخرجه الخطيب في التاريخ (12/ 122).
ب- ورواه مسكين بن بكير [صدوق يخطئ. التقريب (937)]، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن [يعني: ابن ثوبان العامري المدني]، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تغوط الرجلان فليتوارَ كل واحد منهما عن صاحبه، ولا يتحدثان على طوقهما؛ فإن الله يمقت على ذلك".
أخرجه ابن السكن في صحيحه [ذكره ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (5/ 260)].
ج- ورواه الوليد بن مسلم [ثقة، من أثبت أصحاب الأوزاعي، وأعلمهم بحديثه]، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.
أخرجه الحاكم (1/ 158)، وعنه: البيهقي (1/ 100).
ورواية الوليد: أولى بالصواب من روايتي عبد الملك بن الصباح، ومسكين بن بكير؛ فإنه أثبت منهما في الأوزاعي؛ قال مروان بن محمد الطاطري:"كان عالمًا بحديث الأوزاعي"[الجرح والتعديل (9/ 16)، التهذيب (9/ 168)].
ولا يقال هنا بأن الوليد عنعنه ولم يصرح فيه بالسماع من الأوزاعي؛ وذلك لأن الوليد لم ينفرد بروايته عن الأوزاعي، والوليد إذا دلَّس فإنما يريد تجويد السند، وهنا رواية
الوليد مرسلة بينما رواية صاحبيه عن الأوزاعي مسندة، ثم إنه قد توبع على هذه الرواية كما سيأتي مما يؤكد بأن الوليد قد حفظ الحديث ولم يدلسه.
إذا تبين هذا علمت خطأ ابن السكن في تصحيح حديث جابر الشاذ؛ إذ يقول: "رواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن عياض عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأرجو أن يكونا صحيحين" وقد صحح حديث جابر أيضًا: ابن القطان الفاسي إذ يقول: "وإنما يصح من حديث جابر"[بيان الوهم والإيهام (5/ 260)] والحق أنه شاذ، وقد قال ابن حجر في البلوغ (1/ 27): [وصححه ابن السكن وابن القطان، وهو معلول" فأصاب.
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث عكرمة بن عمار -في المحفوظ عنه-، وحديث الأوزاعي -في الراجح عنه، وهي رواية الوليد المرسلة- فقال أبو حاتم:"الصحيح هذا -يعني: حديث الأوزاعي-، وحديثُ عكرمة وهمٌ"[العلل (1/ 41/ 88)].
3 -
ورواه أبان بن يزيد العطار [ثقة، مقدم في يحيى بن أبي كثير على غيره، مثل همام والأوزاعي وعكرمة وغيرهم. شرح علل الترمذي (269)]، عن يحيى بن أبي كثير، عن النبي صلى الله عليه وسلم. مرسلًا.
أخرجه أبو داود [تحفة الأشراف (3/ 477/ 4397) وانظر: نسخة محمد عوامة (1/ 156/ 16)].
وبذلك تتفق رواية أبان مع رواية الأوزاعي -من رواية الوليد بن مسلم عنه- على إرسال هذا الحديث، وأنه هو المحفوظ.
وهذا يؤكد ما قاله أبو داود في حديث عكرمة إذ يقول: "هذا لم يسنده إلا عكرمة، وهو مرسل عندهم. حدثنا أبو سلمة: حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ نحو حديث عكرمة، ثم قال: وعكرمة في يحيى ليس بذاك"[التحفة (3/ 477)].
وهو نفس ما ذهب إليه أبو حاتم في قوله: "الصحيح هذا -يعني: حديث الأوزاعي-، وحديثُ عكرمة وهمٌ".
وقال عبد الحق الإشبيلي: "لم يسنده غير عكرمة بن عمار، وقد اضطرب فيه"[الأحكام الوسطى (1/ 85)].
وانظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 143 و 271/ 852 و 1018)، علل الدارقطني (11/ 296/ 2294).
وأما قول الحاكم: "هذا حديث صحيح من حديث يحيى بن أبي كثير"؛ فليس بشيء، إذ لم يسنده عنه سوى عكرمة بن عمار، وأما من هو أثبت منه في يحيى فقد أرسله، أعني: أبانًا والأوزاعي.
• وقد أُعلَّ حديثُ عكرمة أيضًا بالاضطراب في سنده ومتنه:
أما الاضطراب في سنده: فقد قال ابن مهدي وعبد الله بن رجاء وعبد الملك بن