المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ١

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌1 - كتاب الطهارة

- ‌1 - باب التخلي عند قضاء الحاجة

- ‌2 - باب الرجل يتبوأ لبوله

- ‌3 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

- ‌4 - باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة

- ‌5 - باب الرخصة في ذلك

- ‌6 - باب كيف التكشف عند الحاجة

- ‌7 - باب كراهية الكلام عند الخلاء [وفي نسخة: عند الحاجة]

- ‌8 - باب في الرجل يردُّ السلام وهو يبول

- ‌9 - باب في الرجل يذكر الله تعالى على غير طهر

- ‌10 - باب الخاتم يكون فيه ذكر الله تعالى يدخل به الخلاء

- ‌11 - باب الاستبراء من البول

- ‌12 - باب البول قائمًا

- ‌13 - باب في الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده

- ‌(1/ 1843/160 - 1847).***14 -باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها

- ‌15 - باب في البول في المستحم

- ‌16 - باب النهي عن البول في الجحر

- ‌17 - باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء

- ‌18 - باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء

- ‌19 - باب الاستتار في الخلاء

- ‌20 - باب ما يُنهى عنه أن يُستنجى به

- ‌21 - باب الاستنجاء بالحجارة

- ‌22 - باب الاستبراء

- ‌23 - باب في الاستنجاء بالماء

- ‌ 251).***24 -باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى

- ‌25 - باب السواك

- ‌ 208)].***26 -باب كيف يستاك

- ‌27 - باب في الرجل يستاك بسواك غيره

- ‌28 - باب غسل السواك

- ‌29 - باب السواك من الفطرة

- ‌38)].***30 -باب السواك للذي قام من الليل

- ‌31 - باب فرض الوضوء

- ‌32 - باب الرجل يجدد الوضوء من غير حدث

- ‌33 - باب ما ينجس الماء

- ‌ 343)].***34 -باب ما جاء في بئر بضاعة

- ‌35 - باب الماء لا يجنب

- ‌36 - باب البول في الماء الراكد

- ‌37 - باب الوضوء بسؤر الكلب

- ‌ 304)].*** •38 -باب سؤر الهرة

- ‌39 - باب الوضوء بفضل وضوء المرأة

- ‌40 - باب النهي عن ذلك

- ‌41 - باب الوضوء بماء البحر

- ‌42 - باب الوضوء بالنبيذ

- ‌43 - باب أيصلي الرجل وهو حاقن

- ‌44 - باب ما يجزئ من الماء في الوضوء

- ‌4).***45 -باب الإسراف في الماء

- ‌46 - باب في إسباغ الوضوء

- ‌47 - باب الوضوء في آنية الصفر

الفصل: ‌3 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم بال، فقلنا: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة، فسمع ذلك، فقال:"ألم تعلموا ما لقِيَ صاحبُ بني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم البولُ قطعوا ما أصابه البولُ منهم، فنهاهم، فعذب في قبره".

أخرجه أبو داود (22)، والنسائي (1/ 27/ 30)، وابن ماجه (346)، والحاكم (1/ 294)، وأحمد (4/ 196)، والحميدي (882)، وابن أبي شيبة (3/ 51)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 52/ 2588)، وأبو يعلى (932)، والبيهقي (1/ 104).

وهذا إسناد صحيح، إن كان زيد بن وهب سمعه من عبد الرحمن بن حسنة، فإن زيدًا: ثقة مخضرم.

• وأما الاستتار من البول: فثابت في أحاديث، منها:

حديث ابن عباس: قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله".

متفق عليه [البخاري (216 و 218 و 1361 و 1378 و 6052 و 6055)، مسلم (292)].

* * *

‌3 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

4 -

قال أبو داود: حدثنا مُسدَّد بن مُسَرْهَد: ثنا حماد بن زيد وعبد الوارث، عن عبد العزيز بن صُهَيْب، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء -قال عن حماد-: قال: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك -قال عن عبد الوارث-: قال: أعوذ بالله من الخُبُث والخبائث".

• متفق عليه

أخرجه من طريق حماد بن زيد:

مسلم (375)، وأبو عوانة (1/ 184/ 577)، وأبو نعيم في مستخرجه (1/ 408/ 824)، والترمذي (6)، والدارمي (1/ 180/ 669)، وأبو يعلى (7/ 34/ 3940)، وأبو العباس السراج في مسنده (27)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (466 و 1896)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1427)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 324/ 258)، والطبراني في الدعاء (359)، والبيهقي في السنن (1/ 95)، وفي الدعوات الكبير (55)، والرافعي في التدوين (3/ 223).

قال الترمذي: "حسن صحيح".

وأخرجه من طريق عبد الوارث بن سعيد:

النسائي في الكبرى (7/ 7617/125) و (9/ 9819/34)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (5)، والطبراني في الدعاء (359)، والبيهقي في السنن (1/ 95).

* * *

ص: 24

5 -

. . . شعبة، عن عبد العزيز -هو: ابن صهيب-، عن أنس، بهذا الحديث، قال:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك" وقال شعبة مَرَّة: "أعوذ بالله".

وقال وهيب عن عبد العزيز: "فليتعوذ بالله".

• متفق عليه

أخرجه من طريق شعبة:

البخاري (142 و 6322)، وأبو عوانة (1/ 184/ 576)، والترمذي (5)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(6)، وابن حبان (4/ 253/ 1407)، وابن الجارود (28)، وأحمد (3/ 282)، وأبو يعلى (7/ 19/ 3914)، وأبو العباس السراج في مسنده (26)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1426 و 3318)، والطبراني في الدعاء (359)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (17)، وابن المقرئ في الأربعين (12)، والبغوي في شرح السُّنَّة (1/ 186/376)، والذهبي في السير (11/ 467).

قال الترمذي: "حديث أنس أصح شيء في هذا الباب وأحسن".

ولم أقف على من وصله من طريق وهيب.

• ورواه أيضًا عن عبد العزيز بن صهيب: إسماعيل بن علية، وسعيد بن زيد، وهشيم بن بشير، وحماد بن سلمة، ومعمر بن راشد، وزكريا بن يحيى بن عمارة [وهم: ثقات]، وحماد بن واقد [ضعيف]:

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (692)، وعلقه في الصحيح (142)، ومسلم (375)، وأبو نعيم في مستخرجه (1/ 408 و 409/ 824 - 826)، والنسائي (19)، وابن ماجه (298)، وابن حبان (4/ 253/ 1457)، وأحمد (3/ 99 و 101 و 282)، وابن أبي شيبة (1/ 11/ 1) و (6/ 29898/114)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (4)، وأبو يعلى (7/ 10 و 19 و 20 و 29/ 3902 و 3914 و 3915 و 3931)، وأبو العباس السراج في مسنده (28 و 29)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1427 و 2467 و 3318)، والطبراني في الدعاء (359)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (17)، وابن المقرئ في الأربعين (12)، والبيهقي في السنن (1/ 95).

ولفظ إسماعيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: "أعوذ بالله من الخبث والخبائث"، وفي لفظ:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك".

ولفظ هشيم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف قال: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".

ولفظ سعيد: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".

ص: 25

وشذ معمر، فقال في أوله:"إن هذه الحشوش محتضرة"، ودخل له متن حديث زيد بن أرقم الآتي في حديث أنس.

والحديث مخرج في الذكر والدعاء برقم (52) فليراجع.

* * *

6 -

. . . قتادة، عن النصر بن أنس، عن زيد بن أرقم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن هذه الحشوشُ محتضرةٌ، فإذا أتى أحدُكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث".

• حديث صحيح

اختلف فيه على قتادة:

1 -

فرواه شعبة عنه، واختلف عليه:

أ- فرواه عبد الرحمن بن مهدي، وغندر محمد بن جعفر، وخالد بن الحارث، ومحمد بن أبي عدي، وأبو داود الطيالسي، والنضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وعمرو بن مرزوق، وحجاج بن محمد الأعور:

تسعتهم [وهم ثقات، وفيهم أثبت أصحاب شعبة: ابن مهدي وغندر وخالد بن الحارث]: عن شعبة، عن قتادة: سمعت النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، به مرفوعًا.

أخرجه أبو داود (6)، والترمذي في العلل الكبير (3)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (75)، وابن ماجه (296)، وابن خزيمة (69)، وابن حبان (1408)، والحاكم (1/ 187)، وأحمد (4/ 369 و 373)، والطيالسي (679)، والبزار (10/ 223/ 4312)، وأبو يعلى (13/ 182/ 7219)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (3488)، والطبراني في الكبير (5/ 204/ 5099)، وفي الدعاء (361)، والبيهقي (1/ 96)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 287)، وغيرهم.

ب- وخالفهم: عيسى بن يونس [وهو: ثقة]: فرواه عن شعبة، عن قتادة، عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، به مرفوعًا؛ فشذ بذلك عن الجماعة.

أخرجه ابن حبان (1406).

ورواية الجماعة هي الصواب.

تابع شعبة على هذا الوجه: سعيد بن بشير في رواية عنه:

قال ابن بشران في الأمالي (781): أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد: ثنا عبيد بن عبد الواحد البزار: ثنا أبو الجماهر: ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم به مرفوعًا.

وإسناده حسن إلى أبي الجماهر محمد بن عثمان، عبيد بن عبد الواحد بن شريك

ص: 26

البزار: قال الدارقطني وابن المنادي: "صدوق"، وقال أبو سعيد السمعاني:"وهو صدوق، أحد الثقات"، وذكره ابن حبان في الثقات [سؤالات الحاكم (154)، الثقات (8/ 434)، تاريخ بغداد (11/ 99)، الأنساب (1/ 337)، السير (13/ 385)، اللسان (5/ 355)]، وأبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان: قال البرقاني والخطيب: "صدوق"، ونعته الذهبي بالإمام المحدث الثقة مسند العراق [تاريخ بغداد (5/ 45)، السير (15/ 521)]، وقد اختلف فيه على أبي الجماهر، ويأتي ذكر الوجه الثاني بعد حديث ابن أبي عروبة.

2 -

ورواه سعيد بن أبي عروبة، واختلف عليه:

أ- فرواه إسماعيل ابن علية [ثقة حافظ، ذكر العجلي أنه سمع من ابن أبي عروبة في الصحة. شرح العلل (2/ 745)]، عن سعيد، عن قتادة، عن النضر، عن زيد، به مرفوعًا.

أخرجه النسائي (76)، والطبراني في الكبير (5100)، وفي الدعاء (362).

ب- وخالفه: يزيد بن زريع [ثقة ثبت، سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه، وهو من أثبت الناس فيه. الكواكب النيرات (25)، سؤالات ابن بكير (55)، شرح العلل (2/ 743)]، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف [صدوق ربما أخطأ، وهو من أروى الناس عن ابن أبي عروبة. وممن سمع منه قبل الاختلاط وبعده، ولم يميز بينهما. التقريب (633)، الكواكب (25)، شرح العلل (2/ 747)]، وعبدة بن سليمان [ثقة ثبت. وهو أثبت الناس سماعًا من ابن أبي عروبة، قاله ابن معين، وقال أحمد: "سماع عبدة منه جيد"]، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى [ثقة. قال ابن عدي بأنه أروى الناس عن ابن أبي عروبة]، وأسباط بن محمد [ثقة، وهو: أحبُّ إلى أحمد من الخفاف، في ابن أبي عروبة]، ومحمد بن بكر البرساني [صدوق يخطئ، روى له مسلم عن ابن أبي عروبة، وجوَّد أحمد سماعه من ابن أبي عروبة]، وعلي بن عاصم [صدوق يخطئ ويصر]:

سبعتهم [وفيهم أثبت أصحاب ابن أبي عروبة ممن سمع منه قبل الاختلاط]، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم، به مرفوعًا.

أخرجه النسائي (77 و 78)، وابن ماجه (296 م)، والحاكم (1/ 187)، وأحمد (4/ 373)، وابن أبي شيبة (1/ 11/ 2) و (6/ 114/ 29899)، والبزار (10/ 223/ 4313)، وأبو يعلى (13/ 180/ 7218)، والطبراني في الكبير (5115)، وفي الدعاء (363)، والخطيب (13/ 301).

ورواية الجماعة هي الصواب، والله أعلم.

وتابعه على هذا الوجه: سعيد بن بشير؛ وهو ضعيف.

أخرجه الطبراني في الكبير (5114)، وفي مسند الشاميين (2694)، وفي الدعاء (364).

ص: 27

قال: حدثنا الحسن بن جرير الصوري [روى عنه جماعة من الأئمة والمصنفين، ولم يُذكر بجرح، بل نعته الذهبي بالإمام المحدث. إكمال ابن ماكولا (4/ 277)، تاريخ دمشق (13/ 42)، الأنساب (3/ 168)، السير (13/ 442)]: ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي: ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد به مرفوعًا.

وأبو الجماهر: ثقة، فلا أدري ممن الوهم، لكن الدارقطني لما ذكر رواية سعيد بن بشير هذه في العلل (12/ 131) جعله متابعًا لشعبة في قوله: عن النضر بن أنس، عن زيد، والله أعلم.

• وحاصل ما تقدم: أن المحفوظ عن شعبة: قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم. والمحفوظ عن ابن أبي عروبة: قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم.

قال الترمذي في العلل الكبير:"سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ وقلت له: روى هشام الدستوائي مثل رواية سعيد بن أبي عروبة: عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن هذه الحشوش محتضرة".

ورواه معمر مثل ما روى شعبة: عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم.

قلت لمحمد: فأي الروايات عندك أصح؟ قال: لعل قتادة سمع منهما جميعًا عن زيد بن أرقم، ولم يقضِ في هذا بشيء".

وقال في الجامع (5):"وحديث زيد بن أرقم: في إسناده اضطراب، روى هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة، فقال سعيد: عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم، وقال هشام الدستوائي: عن قتادة عن زيد بن أرقم، ورواه شعبة ومعمر عن قتادة عن النضر بن أنس، فقال شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عن النضر بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو عيسى: سألت محمدًا عن هذا؟ فقال: يحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعًا".

قلت: إذا أمكن ترجيح رواية الأكثر والأحفظ، أو الجمع بين الروايات؛ فلا اضطراب حينئذٍ، فقد اتفق شعبة وابن أبي عروبة ومعمر وسعيد بن بشير على الواسطة، وأسقطها الدستوائي، وعليه فرواية من أثبت الواسطة أصح، ومعمر وسعيد بن بشير: ليسا بذاك في قتادة، فيبقى الترجيح بين رواية شعبة وابن أبي عروبة، وكلاهما حافظ ثبت في حديث قتادة، وعلى هذا فقول البخاري هو الصواب.

وقد قدَّم أبو زرعة الرأزي حديث عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، على حديث زيد بن أرقم للاختلاف فيه، وقال بأن حديث أنس أشبه عنده [العلل لابن أبي حاتم (1/ 17/ 13)].

وقال البزار:"وهذا الحديث قد اختلفوا في إسناده عن قتادة، فقال شعبة: عن قتادة

ص: 28

عن النضر عن زيد، وقال معمر: عن قتادة عن النضر بن أنس عن أبيه، وقال ابن أبي عروبة: عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد، وقال حسام بن مِصَك: عن قتادة عن القاسم بن ربيعة عن زيد بن أرقم".

وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل (12/ 131/ 2520)، ثم قال:"ويشبه أن يكون القول: قول شعبة ومن تابعه".

قلت: الأشبه عندي قول البخاري، فقد اختلف فيه حافظان لحديث قتادة، على قتادة، وهو ثقة ثبت حافظ، يحتمل من مثله التعدد في الأسانيد، وعليه: فكلا الإسنادين محفوظ، إسناد شعبة، وإسناد ابن أبي عروبة، والله أعلم.

• وروي عن منصور بن المعتمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم به مرفوعًا، أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 162)، بإسناد غريب جدًّا عن منصور، ولا يثبت عنه.

3 -

ورواه معمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس بن مالك، به مرفوعًا.

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (29)، والطبراني في الدعاء (355)، وعلقه العقيلي في الضعفاء (3/ 371)، والبيهقي في السنن (1/ 96).

قال البيهقي: "وهو وهم".

قلت: فإن معمرًا جلس إلى قتادة وهو صغير، فلم يحفظ عنه الأسانيد، قال الدارقطني:"معمر: سيئ الحفظ لحديث قتادة"[علل الدارقطني (4/ ق 40)، شرح العلل (2/ 698)].

4 -

ورواه قطن بن نسير: ثنا عدي بن أبي عمارة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، به مرفوعًا.

أخرجه العقيلي (3/ 371)، والطبراني في الأوسط (3/ 161/ 2803)، وفي الدعاء (356).

زاد في أول الدعاء: "بسم الله" وفي آخره: "ومن الشيطان الرجيم".

قال العقيلي: "وتابعه إسماعيل بن مسلم على هذه الرواية، وإسماعيل دونه"، وتأتي روايته بعد هذه.

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة عن أنس: إلا عدي، تفرد به قطن".

وقال في الدعاء: "لم يقل أحد ممن روى هذا الحديث عن قتادة في متنه: "بسم الله" إلا عدي بن أبي عمارة".

وقال الدارقطني في الأفراد [أطرافه (2/ 163)]: "غريب من حديث قتادة عنه، تفرد به عدي عنه".

وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 195): "هذا حديث غريب من هذا الوجه".

قلت: وهدا منكر من حديث قتادة، سلك فيه الجادة والطريق السهل، وعدي بن أبي

ص: 29

عمارة الذارع الجرمي القسام: قال فيه الإمام أحمد: "شيخ"، وقال ابن معين وأبو حاتم:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي:"في حديثه اضطراب"، وعدَّ الدارقطني هذا الحديث من أوهامه، وعدَّه ابن حجر من أغلاطه [تاريخ ابن معين للدوري (4/ 316/ 4574)، الجرح والتعديل (7/ 4)، ضعفاء العقيلي (3/ 370)، الثقات (7/ 292)، تاريخ أسماء الثقات (1072)، علل الدارقطني (12/ 130/ 2520)، الأنساب (4/ 496)، اللسان (4/ 185)]، والمعروف في هذا عن قتادة: ما رواه أثبت الناس فيه: شعبة وابن أبي عروبة.

5 -

ورواه إسماعيل بن مسلم المكي، عن الحسن وقتادة، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل الخلاء:" [بسم الله]، اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم".

وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".

أخرجه البزار (13/ 220/ 6702)، وابن جرير الطبري في التفسير (8/ 32)، والطبراني في الأوسط (8/ 345/ 8825)، وفي الدعاء (365)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (18).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا إسماعيل بن مسلم".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الحسن وقتادة إلا إسماعيل بن مسلم، تفرد به: عبد الرحيم بن سليمان"، قلت: تابعه: عبد الرحمن بن محمد المحاربي عند الطبري.

وخالفهما: علي بن مسهر، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير [وهم ثقات]: فرووه عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أنس به، ولم يذكروا قتادة فيه.

ذكره الدارقطني في العلل (12/ 130/ 2520).

وخالفهم: محمد بن فضيل [صدوق]: حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم".

أخرجه ابن فضيل في الدعاء (37).

قلت: وهذا اضطراب من إسماعيل بن مسلم المكي في إسناد هذا الحديث ولفظه، وهو: ضعيف، عنده عجائب، ويروي عن الثقات المناكير [العلل ومعرفة الرجال (2/ 352/ 2556)، ضعفاء العقيلي (1/ 92)، الكامل (1/ 283)، التهذيب (1/ 167)].

وقد تابع ابن فضيل على الوجه الأخير مرسلًا، وهو المحفوظ عن الحسن:

هشام بن حسان [ثقة، من أصحاب الحسن]، عن الحسن؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء، قال:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرجيم".

ص: 30