المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌38)].***30 -باب السواك للذي قام من الليل - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ١

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌1 - كتاب الطهارة

- ‌1 - باب التخلي عند قضاء الحاجة

- ‌2 - باب الرجل يتبوأ لبوله

- ‌3 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

- ‌4 - باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة

- ‌5 - باب الرخصة في ذلك

- ‌6 - باب كيف التكشف عند الحاجة

- ‌7 - باب كراهية الكلام عند الخلاء [وفي نسخة: عند الحاجة]

- ‌8 - باب في الرجل يردُّ السلام وهو يبول

- ‌9 - باب في الرجل يذكر الله تعالى على غير طهر

- ‌10 - باب الخاتم يكون فيه ذكر الله تعالى يدخل به الخلاء

- ‌11 - باب الاستبراء من البول

- ‌12 - باب البول قائمًا

- ‌13 - باب في الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده

- ‌(1/ 1843/160 - 1847).***14 -باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها

- ‌15 - باب في البول في المستحم

- ‌16 - باب النهي عن البول في الجحر

- ‌17 - باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء

- ‌18 - باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء

- ‌19 - باب الاستتار في الخلاء

- ‌20 - باب ما يُنهى عنه أن يُستنجى به

- ‌21 - باب الاستنجاء بالحجارة

- ‌22 - باب الاستبراء

- ‌23 - باب في الاستنجاء بالماء

- ‌ 251).***24 -باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى

- ‌25 - باب السواك

- ‌ 208)].***26 -باب كيف يستاك

- ‌27 - باب في الرجل يستاك بسواك غيره

- ‌28 - باب غسل السواك

- ‌29 - باب السواك من الفطرة

- ‌38)].***30 -باب السواك للذي قام من الليل

- ‌31 - باب فرض الوضوء

- ‌32 - باب الرجل يجدد الوضوء من غير حدث

- ‌33 - باب ما ينجس الماء

- ‌ 343)].***34 -باب ما جاء في بئر بضاعة

- ‌35 - باب الماء لا يجنب

- ‌36 - باب البول في الماء الراكد

- ‌37 - باب الوضوء بسؤر الكلب

- ‌ 304)].*** •38 -باب سؤر الهرة

- ‌39 - باب الوضوء بفضل وضوء المرأة

- ‌40 - باب النهي عن ذلك

- ‌41 - باب الوضوء بماء البحر

- ‌42 - باب الوضوء بالنبيذ

- ‌43 - باب أيصلي الرجل وهو حاقن

- ‌44 - باب ما يجزئ من الماء في الوضوء

- ‌4).***45 -باب الإسراف في الماء

- ‌46 - باب في إسباغ الوضوء

- ‌47 - باب الوضوء في آنية الصفر

الفصل: ‌38)].***30 -باب السواك للذي قام من الليل

ولحديث أبي هريرة في الفطرة أسانيد أخرى [انظر: الأدب المفرد للبخاري (1257 و 1293 و 1294)، موطأ مالك (2/ 921/ 1641)، سنن النسائي (8/ 128 و 129/ 5043 و 5044)، مسند أبي يعلى (11/ 476/ 6595)، المعجم الأوسط للطبراني (1/ 114/ 355)، علل الدارقطني (8/ 142/ 1461)، أمالي ابن بشران (445)، التمهيد (21/ 56)، تاريخ بغداد (5/ 4‌

‌38)].

***

30 -

باب السواك للذي قام من الليل

55 -

. . . أبو وائل، عن حذيفة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.

• متفق عليه.

أخرجه البخاري (245 و 889 و 1136)، ومسلم (255)، وأبو عوانة (1/ 165/ 482 - 485)، وأبو نعيم في المستخرج (1/ 313 - 314/ 592 - 595)، والنسائي (1/ 8/ 2) و (3/ 212/ 1621 - 1624)، وابن ماجة (286)، والدارمي (1/ 185/ 685)، وابن خزيمة (136 و 1149)، وابن حبان (3/ 354 و 357/ 1072 و 1075) و (6/ 326/ 2591)، وأحمد (5/ 382 و 395 و 397 و 402 و 407)، والطيالسي (409)، والحميدي (441)، وابن أبي شيبة (1/ 155/ 1783 و 1784)، والسري بن يحيى في حديثه عن شيوخه عن الثوري (83)، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (199)، والبزار (7/ 276 و 293 و 298/ 2861 و 2886 و 2894)، وابن نصر في قيام الليل (110 - مختصره)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (2597)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 151/ 2570)، وابن الأعرابي في المعجم (1/ 260 / 478) و (2/ 688/ 1387)، وأبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات"(866)، والطبراني في الأوسط (3/ 203/ 2927) و (6/ 81/ 5858)، وفي الصغير (1043)، وابن المقرئ في المعجم (745)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 180)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 96)، والبيهقي في السنن (1/ 38)، وفي المعرفة (1/ 152/ 48)، وفي الشعب (2/ 381/ 2114 و 2115)، والخطيب في التاريخ (3/ 147) و (11/ 98)، والبغوي في شرح السُّنَّة (1/ 395/ 202)، وابن عساكر في التاريخ (12/ 259) و (14/ 32).

وفي رواية للبخاري: كان إذا قام للتهجد من الليل. وفي رواية لمسلم: إذا قام ليتهجد.

***

ص: 206

56 -

. . . حماد: أخبرنا بهز بن حكيم، عن زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُوضع له وَضوؤُه وسواكه؛ فإذا قام من الليل تخفى، ثم استاك.

• حديث صحيح

أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 365/ 342)، والطبراني في الأوسط (1/ 160/ 502)، والبيهقي (1/ 39).

وهذا إسناد صحيح؛ قال ابن منده: "وإسناده مجمع على صحته"، وقال ابن الملقن:"رواه أبو داود بإسناد جيِّد"[البدر المنير (1/ 708)، التلخيص (1/ 105)]، وانظر: علل ابن أبي حاتم (21).

وأصله في صحيح مسلم (746) من رواية: قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، في حديث طويل وشاهده: فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك وبتوضأ، وبصلي تسع ركعات

الحديث.

وسيأتي تخريجه مستوفى إن شاء الله تعالى في سنن أبي داود برقم (1342 - 1349).

***

57 -

. . . همام، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرقد من ليلٍ ولا نهارٍ فيستيقظ؛ إلا تسوَّك قبل أن يتوضأ.

• حديث منكر بزيادة: ولا نهار

أخرجه أحمد (6/ 121 و 160)، وإسحاق (3/ 776/ 1401)، وابن سعد (1/ 483)، وابن أبي شيبة (1/ 155/ 1791)، والطبراني في الأوسط (4/ 40/ 3557) و (7/ 59/ 6843)، والبيهقي (1/ 39)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (4/ 1382).

وقع في رواية أحمد: همام، قال: حدثني علي بن زيد، قال: حدثتني أم محمد، أن عائشة حدثتها.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن علي بن زيد إلا همام، ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد".

قلت: وإسناده ضعيف؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان، وجهالة أم محمد امرأة والد ابن جدعان، وليست بأمه، اسمها أمية بنت عبد الله، ويقال: أمينة، قال العراقي:"مجهولة عينًا وحالًا، تفرد عنها ابن زوجها علي"[فيض القدير (5/ 185)][وذكرها الذهبي في المجهولات من النساء في الميزان (4/ 604)].

ص: 207

وعلى هذا فزيادة (ولا نهار): منكرة؛ لتفرد أم محمد بها عن عائشة رضي الله عنها، ولم يروه عن أم محمد سوى علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.

• وأما تسوكه صلى الله عليه وسلم إذا قام من نوم الليل ليتهجد: فثابت في أحاديث: منها: حديث حذيفة [تقدم برقم (55)]، وحديث ابن عباس [وسيأتي]، وحديث عائشة [تقدم برقم (56)].

وله طريق أخرى ظاهرها الصحة:

يرويه همام بن يحيى: حدثنا هشام بن عروة، قال: حدثني أبي، أن عائشة حدثته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقد، فإذا استيقظ تسوك، ثم توضأ، ثم صلى ثمان ركعات، يجلس في كل ركعتين فيسلم، ثم يوتر بخمس ركعات، لا يجلس إلا في الخامسة، ولا يسلم إلا في الخامسة.

أخرجه الحاكم (1/ 305) مختصرًا، وأحمد (6/ 123)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 176/ 2634)، وأبو بكر الأنباري في جزء من حديثه (81 - منتقى)، والبيهقي (3/ 28).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

قلت: إسناده صحيح، ولم يخرجا لهمام شيئًا بهذا الإسناد، سوى ما علقه البخاري برقم (2071).

وهذا الحديث قد رواه جماعة عن هشام فلم يذكروا فيه موضع الشاهد:

رواه سفيان الثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، ووكيع بن الجراح، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبد الملك بن جريج، ووهيب بن خالد، وأبو عوانة، والليث بن سعد، وعلي بن مسهر [(13) وهم ثقات حفاظ]، ومعمر بن راشد [ثقة ثبت في الزهري وطاووس، ويهم في حديث هشام وغيره]، وجعفر بن عون [صدوق]، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أبي عامر المدني [صدوق يهم]، ومسلمة بن سعيد بن عبد الملك [صالح. انظر: الجرح والتعديل (8/ 266)، اللسان (8/ 58)] [(17)]:

عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلا في آخرها.

وفي رواية: كان يوتر بخمس سجدات لا يجلس بينهن، حتَّى يجلس في الخامسة، ثم يسلم.

وفي أخرى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر منها بخمس، لا يجلس في شيء من الخمس، حتَّى يجلس في الآخرة فيسلم.

أخرجه مسلم (737)، وأبو عوانة (2/ 57/ 2296 - 2298)، وأبو نعيم في مستخرجه (2/ 333/ 1673)، وأبو داود (1338)، والترمذي (459)، وقال:"حسن صحيح"، وأبو

ص: 208

علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(436)، والنسائي في المجتبى (3/ 240/ 1717)، وفي الكبرى (1/ 243 و 420/ 247 و 434) و (2/ 158 و 163/ 1411 و 1424)، وابن ماجة (1359)، والدارمي (1/ 448/ 1581)، وابن خزيمة (2/ 140 و 141/ 1076 و 1077)، وابن حبان (6/ 192 - 194/ 2437 - 2445)[وفي بعض أسانيده من اتهم، فلم أعتبر بمتابعته]، والشافعي في الأم (1/ 140 - 141) و (7/ 254)، وفي المسند (213)، وأحمد (6/ 55 و 64 و 161 و 205 و 230)، وإسحاق بن راهويه (2/ 132/ 616)، والطيالسي (1449)، وعبد الرزاق (3/ 27/ 4667)، والحميدي (195)، وابن نصر في الوتر (37 و 40 - مختصره)، وأبو يعلى (8/ 22/ 4526)، وأبو بكر بن أبي داود في مسند عائشة (76)، وابن المنذر (5/ 175/ 2633)، والطحاوي (1/ 284)، وابن عدي (4/ 183)، وابن المقرئ في المعجم (279)، وتمام في الفوائد (1430)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 250)، وابن حزم في المحلى (3/ 42 - 43 و 46)، والبيهقي في السنن (3/ 27)، وفي المعرفة (2/ 317/ 1395)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 77/ 965)، وقال:"حديث صحيح"، وابن عساكر في التاريخ (41/ 33) و (58/ 23)، وابن الجوزي في التحقيق (665).

وانظر: مسائل أحمد رواية ابنه عبد الله (328 و 329)، الاستذكار (2/ 100)، التمهيد (22/ 119)، فتح الباري لابن رجب (6/ 194)، البدر المنير (4/ 305).

قلت: وعلى هذا فرواية همام شاذة، والصواب: رواية الجماعة بدون موضع الشاهد: كان يرقد، فإذا استيقظ تسوك، ثم توضأ.

• وفي الباب أيضًا: عن عائشة، وابن عمر، وأبي أيوب، وأنس، ومعاوية، وصفوان بن المعطل.

ولا يصح من ذلك شيء، ولولا الإطالة لذكرتها بأسانيدها، ولكن في الصحيح غنية، والحمد لله [انظر: البدر المنير (1/ 708 - 715)، التلخيص (1/ 63)].

***

58 -

.. حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس، قال: بِتُّ ليلةً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما استيقظ من منامه أَتى طَهوره، فأخذ سواكه فاستاك، ثم تلا هذه الآيات:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]، حتَّى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ فأتى مصلاه فصلى ركعتين، ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه فنام، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين، ثم أوتر.

ص: 209

قال أبو داود: رواه ابن فضيل عن حصين، قال: فتسوَّك، وتوضأ، وهو يقول:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190] حتَّى ختم السورة.

• أخرجه مسلم، وأصله متفق عليه

أخرجه مسلم (763/ 191)، وأبو عوانة (2/ 54/ 2292)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 362/ 1749)، وأبو داود (58 و 1353 و 1354)، والنسائي (3/ 237/ 1755)، وابن خزيمة (1/ 229 - 235/ 448 و 449)، وأحمد (1/ 373)، وعبد بن حميد (672)، وابن المنذر (3/ 68/ 1246)، والطحاوي (1/ 287)، والطبراني في الكبير (10/ 278/ 15653)، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (762)، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (79)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (294)، والبيهقي في الدعوات الكبير (64)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 14/ 906)، وفي تفسيره (1/ 385)، وابن عساكر في التاريخ (54/ 363 و 364).

وهذا لفظ هشيم واختصره أبو داود فلم يذكر فيه الدعاء، ولفظ ابن فضيل عند مسلم، وبنحوه عن أبي عوانة وخالد بن عبد الله الطحان وزائدة بن قدامة وعبد الله بن إدريس، عن حصين به:

عن عبد الله بن عباس: أنَّه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ، فتسوَّك وتوضأ، وهو يقول:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)} [آل عمران: 190]، فقرأ هؤلاء الآيات حتَّى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين، فأطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتَّى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات، ست ركعات، كل ذلك يستاك ويتوضأ، ويقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر بثلاث، فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة، وهو يقول:"اللَّهُمَّ اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللَّهُمَّ أعطني نورًا".

• وقد تابع حصين بن عبد الرحمن على هذا الوجه:

سفيان الثوري: فرواه عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنَّه قام من الليل فاستَنَّ، ثم صلى ركعتين، ثم نام، ثم قام فاستَنَّ، ثم توضأ فصلى ركعتين، حتَّى صلى ستًّا، ثم أوتر بثلاث، وصلى ركعتين.

أخرجه النسائي (3/ 236/ 1704)، وأحمد (1/ 350)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (579).

من طريق معاوية بن هشام القصار عن الثوري به.

وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم في التتبع (170)؛ لأجل الاختلاف فيه على حبيب بن أبي ثابت في إسناده ومتنه، وقد أشار إلى ذلك النسائي أيضًا (3/ 236 و 238/ 1704 و 1706)، وانظر: فتح الباري (2/ 484).

ص: 210

وسوف يأتي الكلام عليه مفصلًا في موضعه من سنن أبي داود (1353 و 1354) إن شاء الله تعالى.

• ورواه أيضًا منصور بن المعتمر [ثقة ثبت، لكن الإسناد إليه لا يصح]، والمنهال بن عمرو [صدوق، والإسناد إليه صحيح]، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه بنحوه مطولًا، وموضع الشاهد منه: ثم قام فبال، ثم استن بسواكه، ثم توضأ، ثم قام فصلى.

أخرجه أبو عوانة (2/ 55 / 2293)، والحاكم (3/ 536)، وابن أبي الدنيا في التهجد (516)، وأبو يعلى (4/ 419/ 2545)، والطحاوي (1/ 286 - 287)، والطبراني في الكبير (10/ 275 و 276/ 10648 و 10649)، وفي الدعاء (759 و 760)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 208).

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".

قلت: لم يخرج مسلم للمنهال شيئًا، وما له في البخاري سوى موضعين، وإسناده جيد.

وأصل الحديث وموضع الشاهد منه، وهو: الاستياك عند القيام من نوم الليل لأجل الصلاة: حديث صحيح متفق عليه من حديث ابن عباس، وهو مخرج في أحاديث الدعاء برقم (44) و (64) فراجعه.

• ومما ينبغي التنبيه عليه:

أن محمد بن أبي ليلى [وهو سيئ الحفظ جدًّا] قد روى هذا الحديث فزاد فيه ما ليس منه: رواه ابن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده ابن عباس، قال: سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلةً حين فرغ من صلاته أو في رواية: بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته ممسيًا، وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فلما صلى ركعتي الفجر، قال]: "اللَّهُمَّ إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري [وفي رواية: شملي]، وتلُمُّ بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، [وتبيض بها وجهي]، وتلهمني بها رشدي، وترُدُّ بها أُلفَتي، وتعصمني بها من كل سوء، اللَّهُمَّ أعطني إيمانًا ويقينًا ليس بعده كفر، ورحمةً أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللَّهُمَّ إني أسألك الفوز في العطاء [وفي رواية: عند اللقاء، وفي أخرى: عند القضاء]، ونُزُلَ الشهداء، وعَيْشَ السعداء، والنصر على الأعداء، اللَّهُمَّ إني أنزل بك حاجتي، وإن قَصُرَ رأيي، وضعُف عملي، افتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور، ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور، أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، ومن فتنة القبور، اللَّهُمَّ ما قَصُرَ عنه رأيي، ولم تبلغه نيتي، ولم تبلغه مسألتي، من خير وعدته أحدًا من خلقك، أو خير أنت مُعْطِيه أحدًا من عبادك، فإني أرغب إليك فيه، وَأَسْأَلُكَهُ برحمتك رب العالمين، اللَّهُمَّ ذا الحبل الشديد، والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنّة يوم الخلود، مع المقربين الشُّهود، الرُّكَّع السجود،

ص: 211

الموفين بالعهود، إنك رحيم ودود، وأنت تفعل ما تريد، اللَّهُمَّ اجعلنا هادين مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك، وعدوًا لأعدائك، نحب بحبك من أحبك، ونعادي بعداوتك من خالفك، اللَّهُمَّ هذا الدعاء، وعليك الاستجابة، وهذا الجهد، وعليك التُّكلان، اللهم اجعل في نورًا في قبري، ونورًا في قلبي، ونورًا من بين يدي، ونورًا من خلفي، ونورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، ونورًا من فوقي، ونورًا من تحتي، ونورًا في سمعي، ونورًا في بصري، ونورًا في شعري، ونورًا في بشري، ونورًا في لحمي، ونورًا في دمي، ونورًا في عظامي، اللَّهُمَّ أعظم في نورًا، وأعطني نورًا، واجعل لي نورًا، سبحان الدي تَعَطَّف العزَّ وقال به، سبحان الذي لبِس المجد وتكرم به، سبحان الَّذي لا ينبغي التسبيح إلا له، [سبحان الذي أحصى كل شيء فعلمه]، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام".

أخرجه الترمذي (3419)، وابن خزيمة (2/ 166/ 1119)، وابن نصر في قيام الليل (77 - مختصره)، والطبراني في الكبير (10/ 283/ 10668)، وفي الأوسط (4/ 95/ 3696)، وفي الدعاء (482)، وابن عدي في الكامل (3/ 90)، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (80)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 210)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 111)، وابن عساكر في التاريخ (17/ 157 - 159)، والمزي في تهذيب الكمال (8/ 424)، والذهبي في الميزان (2/ 14).

قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ليلى من هذا الوجه".

وقال أبو نعيم: "لم يسق هذا الحديث بهذا السياق والدعاء عن علي بن عبد الله إلا داود ابنه، تفرد به عنه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى".

• تابع ابن أبي ليلى عليه: الحسن بن عمارة [[وهو: متروك]، عن داود بن علي به، وقال في أوله: أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الدعوات من الليل، وهو جالس حين يفرغ من الوتر.

أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (46)، وابن حبان في المجروحين (1/ 230 - 231)، وابن عدي في الكامل (3/ 90)، والبيهقي في الدعوات الكبير (69)، وابن عساكر في التاريخ (17/ 160).

قال ابن حبان: "هذا باطل".

• ورواه أيضًا: نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة الحمصي [وهو: ضعيف جدًّا. التهذيب (4/ 220)، سؤالات البرذعي (2/ 705)،: ثنا أبي: ثنا داود بن علي به، مطولًا مع زيادات، منها: ولما كان في جوف الليل خرج إلى الحجرة فقلب في أفق السماء وجهه، ثم قال:"نامت العيون، وغارت النجوم، والله حي قيوم".

أخرجه تمام في الفوائد (1318)، وابن عساكر في التاريخ (17/ 161).

ص: 212