الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث التاسع: إثبات صفة الغنى لله تعالى
لقد دلت السورة على إثبات صفة الغنى المطلق ـ للباري جل وعلا ـ في آية واحدة منها، وهي قوله تعالى:
هذه الآية الكريمة من السورة أثبتت صفة الغنى التام المطلق لله ـ حل وعلا ـ من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته سبحانه وتعالى فصفة الغنى لله سبحانه وتعالى ثابتة بنص القرآن والسنة، وغناه ـ سبحانه ـ لازم لذاته.
جاء في النهاية في أسماء الله ـ تعالى ـ "الغني" هو الذي لا يحتاج إلى أحد في شيء، وكل أحد يجتاح إليه، وهذا هو الغنى المطلق، ولا يشارك الله ـ تعالى ـ فيه غيره، ومن أسمائه ـ تعالى ـ "المغني" وهو الذي يغني من يشاء من عباده1 أ. هـ.
وجاء في المفردات في غريب القرآن: "الغنى يقال على ضروب":
أحدها: عدم الحاجات وليس ذلك إلا الله ـ تعالى ـ وهو المذكور في قوله: {وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} 2 وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} 3.
1- النهاية في غريب الحديث والأثر: 3/390.
2-
سورة الحج آية: 64.
3-
سورة فاطر آية: 15.
الثاني: قلة الحاجات وهو المشار إليه بقوله: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} 1.
الثالث: كثرة القنيات بحسب ضروب الناس ومنه قوله تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} 2 أي: لهم غنى النفس، ويحسبهم الجاهل أن لهم القنيات لما يرون فيهم من التعفف والتلطف"أ. هـ3.
فالذي يستفاد من التعريف اللغوي لاسمه ـ تعالى ـ "الغني" أن الله ـ تعالى ـ متصف بصفة الغنى المطلق من جميع الوجوه فلا يتطرق إليه نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنياً لأن غناه ـ سبحانه ـ من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقاً، قادراً رازقاً، محسناً، فلا يحتاج إلى أحد بحال من الأحوال فهو ـ تعالى ـ الغني الذي بيده خزائن الأرض والسموات، وهو الذي يغني جميع خلقه غنى عاماً وهو الذي يغني خواص خلقه بما يفيض على قلوبهم من حقائق الإيمان ومعرفتهم ربهم معرفة تامة تزيدهم إيماناً ويقيناً، فجميع الخلائق مفتقرة إليه سبحانه وتعالى في وجودها فلا وجود لها إلا به، ومفتقرة إليه في قيامها فلا قوام لها إلا به ـ جل وعلا ـ فهو القيوم، القائم بنفسه فلا يحتاج إلى شيء القيم لغيره فلا قوام لشيء إلا به، والقائم على غيره، المدبر لأمور خلقه، فالله ـ تعالى ـ له الغنى المطلق الكامل، وكل الخلق فقراء إلى الله، وقد وردت آيات كثيرة تبين هذا المعنى وتثبته:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} 4 في هذه الآية: "يخبر ـ تعالى ـ بغنائه عما سواه، وبافتقار المخلوقات كلها إليه وتذللها بين يديه فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ} أي: هم محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات وهو ـ تعالى ـ الغني عنهم بالذات ولهذا قال عز وجل: {وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} 5 أي: هو المنفرد بالغنى وحده لا شريك له، وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله ويقدره ويشرعه"6.
1- سورة الضحى آية: 8.
2-
سورة البقرة آية: 273.
3-
المفردات للراغب ص366، وانظر "المنهاج في شعب الإيمان للحليمي" 1/196.
4-
سورة فاطر آية: 15.
5-
سورة فاطر آية: 15.
6-
تفسير ابن كثير 5/577.
وهاتان الآيتان: أخبر الله ـ تعالى ـ بهما أن الأمم التي مضت حل بهم من النكال والوبال ما لا يقادر قدره بسبب تكذيبهم رسله، والكفر بهم وبما جاؤوا به من الحق المبين، فكأن أفكارهم السيئة أملت لهم أنهم يضرون الله بعملهم ذلك ولم يفكروا بأنه ـ تعالى ـ غني عن إيمان جميع خلقه وعبادتهم فهو ـ سبحانه ـ "غني حميد" غير محتاج إلى العالم ولا إلى عباداتهم وهو المحمود ـ سبحانه ـ من جميع الخلائق بلسان المقال والحال وهو ـ سبحانه ـ لا تضره معصية العاصين، ولا تزيده طاعة الطائعين وقال تعالى:{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ الله لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} 2 ففي هذه الآية: بيان من الله ـ تعالى ـ أن كل ما في السموات وما في الأرض من الأشياء ملك له، وهو غني عما سواه، وكل شيء فقير إليه عبد لديه ـ فسبحانه ـ من غني كريم.
وقال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ الله أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ} 3.
قال ابن جرير حول هذه الآية: "قل يا محمد لهؤلاء المشركين العادلين بربهم الأوثان والأصنام والمنكرين عليك إخلاص التوحيد لربك الداعين إلى عبادة الآلهة والأوثان، أشيئاً غير الله ـ تعالى ـ أتخذ ولياً أستنصره وأستعينه على النوائب والحوادث"4 أ. هـ.
فالله ـ جل وعلا ـ هو الذي يحتاج إليه الخلائق ويلجئون إليه لينصرهم ويعينهم على ما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم لأنهم عاجزون فقراء إلى الله ـ تعالى ـ لا يستطيعون تحقيق مصالحهم إلا بعونه ـ تعالى ـ لهم ونصره إياهم.
1- سورة التغابن آية: 5 ـ 6.
2-
سورة الحج آية: 64.
3-
سورة الأنعام آية: 14.
4-
جامع البيان عن تأويل آي القرآن: 7/158.
هذه الآية: بين الله ـ تعالى ـ فيها أنه ما خلق الجن والإنس إلا ليوحدوه ـ سبحانه ـ ويفردوه بالعبادة لأنه لخالق لهم، والموجد لهم من العدم وهو الذي حباهم بأصناف النعم ثم بين ـ تعالى ـ في الآية الثانية أنه مستغن عن عباده وأنه لا يريد منهم منفعة كما تريد السادة من مواليهم بل هو الغني على الإطلاق الرازق المعطي سبحانه وتعالى.
وقد أنكر الله على اليهود حين نسبوا الفقر إلى الله ونسبوا الغنى إلى أنفسهم الحقيرة العاجزة التي لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً وحكم بكفرهم، لأنهم نفوا صفة الغنى عن الرب سبحانه وتعالى الذي خزائنه لا تنفد فقال تعالى:{لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} 2.
ـ فتعالى الله الكريم ـ عن مقالة اليهود وأشباههم علواً كبيراً، ورد الله عليهم في موضع آخر حين زعموا أن يد الله مغلولة فرد عليهم بأن يديه مبسوطتان، سحاء الليل والنهار لا تغيضها نفقة، ولعنهم على مقالتهم الجائرة {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَاّ كَذِباً} 3.
كما أنه ـ تعالى ـ رد على المنافقين حين تآمروا فيما بينهم على أن لا ينفقوا على الصحابة الملتفين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم كي يتفرقوا من حوله ويتركوه وحيداً ولم يدركوا أن الصحابة الذين كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما نزلت بهم النكبات والكوارث فإنهم لا يتزعزعون لأن إيمانهم راسخ لا يتزحزح كالجبال الرواسي، ورد الله على المنافقين بأنهم لا يملكون شيئاً وأن خزائن السموات والأرض بيده ـ سبحانه ـ.
1- سورة الذاريات آية: 56 ـ 58.
2-
سورة آل عمران آية: 181.
3-
سورة الكهف آية: 5.
4-
سورة المائدة آية: 64.
فهذه الآيات التي قدمنا ذكرها فيها الإخبار منه ـ تعالى ـ بكمال غناه عن خلقه وأنه لا يزيد في غناه طاعة من أطاعه ولا ينقص من غناه معصية من عصاه.
وبينت أنه ـ سبحانه ـ لم يخلق الخلق لحاجته إليهم، وأنه لو شاء لذهب بهم وأتى بغيرهم، وأخبر ـ تعالى ـ بأنهم فقراء إليه لا غنى لهم عنه في نفس من أنفاسهم وكلهم يعلم ذلك، مقرين به، وأنهم لم يكونوا موجودين حتى أوجدهم وليس لهم قدرة من أنفسهم ولا غيرها إلا بما أقدرهم الله عليه فإنه ـ سبحانه ـ الغني الفعال لما يريد، كما أن تلك الآيات تتضمن الرد على القائلين أن علة افتقار الخلائق إليه ـ سبحانه ـ إنما هو الحدوث فلا تحتاج إليه ـ سبحانه ـ إلا في حال الإحداث.
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ في صدر رده على الجهمية والمعتزلة القائلين بأن علة افتقار الخلائق إلى ربها إنما هو الحدوث فلا تحتاج إليه ـ سبحانه ـ إلا في حال الإحداث، وفي رده على ابن سيناء وطائفة الذين يقولون بأن علة افتقار الخلائق إلى ربها إنما هو الإمكان الذي يظن أنه يكون بلا حدوث، بل يكون المعلول قديماً أزلياً، ويمكن افتقارها في حال البقاء بلا حدوث. فقد بين رحمه الله بطلان هذين القولين: وقرر بأن الإمكان والحدوث متلازمان كما عليه جماهير العقلاء من الأولين والآخرين، وحتى القدماء من الفلاسفة كأرسطو وأتباعه فإنهم يقولون: إن كل ممكن فهو محدث، ولم يخالف في هذا إلا ابن سيناء وطائفة، ولذلك إخوانهم من الفلاسفة أنكروا عليهم رأيهم كابن رشد3 وغيره
…
إلى أن قال رحمه الله والمخلوقات مفتقرة إلى الخالق فالفقر
1- سورة المنافقون آية: 7.
2-
سورة الإسراء آية: 10.
3-
هو: محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي أبو الوليد الفيلسوف من أهل قرطبة اشتغل بعلم الفلسفة وترجمها إلى العربية، وله مؤلفات كثيرة في فنون مختلفة. ولد سنة عشرين وخمسمائة، وتوفي سنة خمس وتسعين وخمسمائه. انظر ترجمته في: شذرات الذهب 4/320، والأعلام للزركلي 6/612.
وصف لازم لها دائماً لا تزال مفتقرة إليه، والإمكان والحدوث دليلان على الافتقار لأن هذين الوصفين جعلا الشيء مفتقراً، بل فقر الأشياء إلى خالقها لازم لها لا يحتاج إلى علة، كما أن غنى الرب لازم لذاته لا يفتقر في اتصافه بالغنى إلى علة، وكذلك المخلوق لا يفتقر في اتصافه بالفقر إلى علة بل هو فقير لذاته لا تكون ذاته إلا فقيرة فقراً لازماً لها ولا يستغني إلا بالله. وهذا معنى "الصمد" وهو الذي يفتقر إليه كل شيء ويستغنى عن كل شيء بل الأشياء مفتقرة من جهة ربوبيته ومن جهة إلهيته فما لا يكون به لا يكون، وما لا يكون له لا يصلح ولا ينفع ولا يدوم وهذا تحقيق قوله تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِياك نَسْتَعِينُ} 1.
وقال العلامة ابن القيم رحمة الله ـ تعالى ـ عليه بعد أن ذكر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} 2.
بين ـ سبحانه ـ في هذه الآية أن فقر العباد إليه أمر ذاتي له فغناه وحمده ثابت له لذاته لا لأمر أوجبه، وفقر من سواه إليه ثابت له لذاته، لا أمر أوجبه فلا يعلل هذا الفقر بحدوث ولا إمكان، بل هو ذاتي للفقير، فحاجة العبد إلى ربه لذاته لا لعلة أوجبت تلك الحاجة كما أن غنى الرب ـ سبحانه ـ لذاته لا لأمر أوجب غناه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
والفقر لي وصف ذات لازم أبدا
…
ًكما أن الغنى أبداً وصف له ذاتي
فالخلق فقير محتاج إلى ربه بالذات لا بعلة وكل ما يذكر ويقرر من أسباب الفقر والحاجة فهي أدلة على الفقر والحاجة لا علل لذلك إذا ما بالذات لا يعلل فالفقير بذاته محتاج إلى الغني بذاته وما يذكر من إمكان وحدوث واحتياج فهي أدلة على الفقر لا أسباب له ولهذا كان الصواب في مسألة علة احتياج العالم إلى الرب ـ سبحانه ـ غير القولين اللذين تذكرهما الفلاسفة والمتكلمون، فإن الفلاسفة قالوا: علة الحاجة الإمكان، والمتكلمون قالوا: علة الحاجة الحدوث. والصواب أن الإمكان والحدوث متلازمان وكلاهما دليل الحاجة والافتقار وفقر العالم إلى الله ـ سبحانه ـ أمر ذاتي لا يعلل فهو فقير بذاته إلى ربه الغني بذاته ثم يستدل بإمكانه وحدوثه وغير ذلك من الأدلة على هذا الفقر، والمقصود أنه ـ سبحانه ـ أخبر عن حقيقة العباد وذواتهم بأنها فقيرة إليه ـ سبحانه ـ كما أخبر عن ذاته
1- مجموع الفتاوى 5/514 ـ 515 والآيتان رقم 4 ـ 5 من سورة الفاتحة.
2-
سورة فاطر آية: 15.
المقدسة، وحقيقته أنه غني حميد، فالفقر المطلق من كل وجه ثابت لذواتهم وحقائقهم من حيث هي فيستحيل أن يكون العبد إلا فقيراً، ويستحيل أن يكون الرب ـ سبحانه ـ إلا غنياً كما أنه يستحيل أن يكون العبد إلا عبداً ويستحيل أن يكون الرب إلا رباً" أ. هـ1.
وأما الأحاديث الدالة على أن الله متصف بصفة الغنى فكثيرة جداً.
منها: حديث أبي ذر رضي الله ـ تعالى ـ عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ـ ربه ـ قال تعالى: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه"2.ومنها حديث: عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل ثم قال: "إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم" ثم قال: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم مالك يوم الدين
…
لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله
1- طريق الهجرتين ص6 ـ 7.
2-
رواه مسلم في صحيحه 4/1994 ـ 1995.
لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين" رواه أبو داود وقال: هذا حديث غريب إسناده جيد1.
والذي نخلص إليه مما تقدم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أن الله ـ تعالى ـ متصف بصفة الغنى المطلق، فلا يحتاج إلى شيء وأن جميع الخلائق محتاجون إليه وفقراء إليه في كل أمر من أمورهم، فلا قوام لهم إلا به ـ تعالى ـ في كل حركاتهم وسكناتهم وفي كل لحظة من لحظاتهم، وفي كل نفس من أنفاسهم فلا غنى لهم عنه طرفة عين.
1- سنن أي داود 1/267.