الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السابع: من ثمرات الإخلاص
1 -
زيادة الإيمان، لقوله تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} قال السعدي: [{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا} بالإيمان والانقياد، واتباع ما يرضي الله {زَادَهُمْ هُدًى} شكرًا منه تعالى لهم على ذلك، {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} أي: وفقهم للخير، وحفظهم من الشر، فذكر للمهتدي جزاءين: العلم النافع، والعمل الصالح](1)(2)
2 -
نقاء القلب من الحقد والغِل والخيانة، لقوله صلى الله عليه وسلم:«ثلاث لا يغل عليهن (3) قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم» (4)
(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (787).
(2)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (787). ') ">
(3)
قوله: (ثلاث لا يغل عليهن) لا يغل: بفتح الياء وضمها وبكسر الغين، فالأول: من الغل: الحقد والشحناء، والثاني: من الأغلال: الخيانة. المعنى: أن المؤمن لا يخون في هذه الثلاثة، ولا يدخله دغل يزيله عن الحق حين يفعل شيئا من ذلك. انظر شرح سنن ابن ماجه (21، 219).
(4)
أخرجه الترمذي في الجامع الصحيح 5/ 34، 35، كتاب العلم، باب:(7) ما جاء في الحث على تبليغ السماع، رقم الحديث (2658)، وأخرجه ابن ماجه - بلفظ قريب منه- في سننه 2/ 1015، 1016، كتاب المناسك، باب:(76) الخطبة يوم النحر، رقم الحديث (3056)، وقد صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 2/ 1145، 1146، رقم الحديث (6766).
قال ابن القيم: [أي: لا يبقى فيه غل، ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة، بل تنفي عنه غله، وتنقيه منه، وتخرجه عنه، فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل، وكذلك يغل على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تملؤه غلاًّ ودغلاًّ، ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه: بتجريد الإخلاص والنصح ومتابعة السنة](1)
3 -
انقطاع كثرة الوساوس والرياء، كما قال تعالى عن الشيطان:{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} ، قال البغوي في معنى {الْمُخْلَصِينَ}:[المؤمنين الذين أخلصوا لك الطاعة والتوحيد، ومَن فَتَح اللام، أي: مَنْ أخلصتَه بتوحيدك واصطفيته](2) وقال أبو سليمان الداراني: [إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء].
4 -
قَبول الأعمال من الله تعالى، لما روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه
(1) مدارج السالكين 2/ 90. ') ">
(2)
معالم التنزيل 4/ 381. ') ">
قال: «قال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليُذْكَر، ويقاتل ليرى مكانه، مَن في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللًَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (1) ولما روى أبو أمامة رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا شيء له ". فأعادها ثلاث مرات، يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا شيء له " ثم قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتُغِيَ به وجهه» (2)
5 -
إدراك الأجور الكثيرة من الله تعالى وإن عجز عن العمل، لما ثبت في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال: (إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم). قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: "وهم بالمدينة حَبَسَهم العُذْرُ» (3)
(1) صحيح البخاري 4/ 51، كتاب الخُمُس، باب:(10) من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره، وصحيح مسلم 3/ 1512، كتاب الإمارة، باب (42) من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، الحديث (149)، بلفظ قريب منه.
(2)
سنن النسائي 6/ 25 كتاب الجهاد، باب من غزا يلتمس الأجر والذكر. وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1/ 118، رقم الحديث (52).
(3)
صحيح البخاري 5/ 136، كتاب المغازي، باب (81).
ويدل على ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ» (1) وقوله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ"(2)
6 -
الانتفاع بالعمل الصالح وإن قَلَّ، كما قال تعالى:{إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ} قال ابن كثير: [أي: بَدَّلوا الرياء بالإخلاص، فينفعهم العمل الصالح وإن قل]
7 -
احتساب الأجر عند الله تعالى، لما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد رضي الله عنه:«ولستَ بنافق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا آجرك الله بها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك» (3)
(1) صحيح مسلم 3/ 1517، كتاب الإمارة، باب (46)، استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، رقم الحديث (1908).
(2)
صحيح مسلم 3/ 1517، كتاب الإمارة، باب (46)، استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، رقم الحديث (1909).
(3)
صحيح البخاري 4/ 267، كتاب مناقب الأنصار، باب:(49) قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمض لأصحابي هجرتهم.
8 -
تحول المباحات إلى قربات لله عز وجل، كما قال صلى الله عليه وسلم:«وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ". قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ» (1)
9 -
تعظيم الأجور عند الله تعالى، لقوله تعالى:{إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} ، ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَاّ الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ» (2)
10 -
مغفرة الذنوب من الله تعالى، كما ورد في البَغِيّ التي سَقَت كلبًا، فغفر الله لها (3)
11 -
إجابة الدعاء وتفريج الكروب في الدنيا، كما ثبت في الحديث
(1) صحيح مسلم 2/ 697، 698، كتاب الزكاة، باب (16)، بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، رقم الحديث (1006).
(2)
صحيح البخاري 8/ 177، 178، كتاب التوحيد، باب (23) قول الله تعالى /30/ 403 L70 L4 L4 /403 تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ /30، وقوله جل ذكره /30/ 403 L35 L10 L10 /403 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ /30.
(3)
انظر صحيح البخاري 4/ 100، كتاب بدء الخلق، باب:(17)، إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، وصحيح مسلم 4/ 1761، كتاب السلام، باب:(41)، فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، الحديث (154).
الصحيح في قصة أصحاب الغار الثلاثة (1)
12 -
تثبيت الله المخلصين الصادقين، كما أخبر الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه بقوله:{إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .
13 -
محبة الل عز وجل للمخلص، وكذلك محبة أهل السماء له، ووضع القَبُول له في الأرض، لقوله صلى الله عليه وسلم:«إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ» (2)
14 -
النجاة من مضلات الفتن، كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام:{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} .
(1) صحيح البخاري 3/ 37، 38، كتاب البيوع، باب (98) إذا اشترى شيئا لغيره بغير إذنه فرضي، وأخرجه مسلم - بلفظ قريب منه- في صحيحه 4/ 2099، 2100، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب:(27) قصة أصحاب الغار الثلاثة، والتوسل بصالح الأعمال، الحديث (100).
(2)
صحيح البخاري 4/ 79، كتاب بدء الخلق، باب (6) ذِكْر الملائكة صلوات الله عليهم.
15 -
النصر والتمكين على الأعداء، لقوله صلى الله عليه وسلم:«إنما يَنْصر اللهُ هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم» (1)
16 -
حسن الخاتمة، ومن ذلك ما ورد في الحديث الصحيح في الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم أراد أن يتوب، فبسبب إخلاصه لله تعالى في التوبة، قُبِض هو مُقْبِل بقلبه إلى الله تعالى (2)
17 -
الإظلال في ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله حيث قال صلى الله عليه وسلم:«وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» (3)
18 -
النجاة من عذاب الآخرة، كما قال تعالى في حق طائفة من المخلِصين:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} .
(1) سنن النسائي 6/ 45، كتاب الجهاد، باب الاستنصار بالضعيف. وقد صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/ 470، رقم الحديث (2388).
(2)
انظر صحيح مسلم 4/ 2118، كتاب التوبة، باب:(8) قبول توبة القاتل، وإن كثر قتله، رقم الحديث (2766)، وانظر تعطير الأنفاس من حديث الإخلاص (340 - 342).
(3)
صحيح البخاري 2/ 116، كتاب الزكاة، باب:(16) الصدقة باليمين.