الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما أن الإيمان يوصف بالحق تأكيدًا لصدق صاحبه فيه قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} ، فهذه الآيات بنيت لنا كيف يكون الإيمان الصادق من الإيمان الكاذب، مع ما بينته من صفات المؤمنين والمنافقين ليجتهد من وفقه الله تعالى للخير بسلوك طريق الإيمان والتمسك به، والحذر من طريق الغواية والبعد عنه
المطلب الثاني: الصدق في الإخلاص
للإخلاص منزلة عظيمة في دين الله تعالى، ولذا جاءت الكتب كلها بأصل واحد، ودين واحد، فما أمروا في سائر الشرائع إلا أن يعبدوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ظاهرًا وباطنًا (1) (2) قال الله تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}
(1) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (931، 932).
(2)
انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (931، 932). ') ">
وكما قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ، وفي بيان معنى هذه الآية قال ابن كثير:[{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} أي: ثوابه وجزاءه الصالح، {فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا}، ما كان موافقًا لشرع الله {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبل، لا بد أن يكون خالصًا لله، صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم](1) وقد أمر الله تعالى عباده أن يكونوا على درجة من الصدق في إخلاص جميع أعمالهم له سبحانه وتعالى فقال: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} . وقال الله عز وجل في الحديث القدسي: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» (2) وكذلك أكّد هذا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «قال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليُذْكَر، ويقاتل
(1) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 5/ 200. ') ">
(2)
صحيح مسلم 4/ 2289، كتاب الزهد والرقائق، باب:(5) من أشرك في عمله غير الله، الحديث (2985).