الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للسابقين المقرَّبين.
فأمَّا
(1)
مرتبة أصحاب اليمين، فأداءُ
(2)
الواجبات، وتركُ المحرّمات، مع ارتكاب المباحات وبعض المكروهات، وترك بعض المستحبّات.
وأمّا مرتبة المقرَّبين، فالقيامُ بالواجبات والمندوبات، وتركُ المحرَّمات والمكروهات؛ زاهدون فيما لا ينفعهم في معادهم، متورِّعون عمّا يخافون ضرره. وخاصَّتُهم قد انقلبت المباحاتُ في حقِّهم طاعاتٍ وقرباتٍ بالنِّيّة، فليس في حقِّهم مباحٌ متساوي الطّرفين، بل كلُّ أعمالهم راجحةٌ. ومَن دونهم يترك المباحاتِ مشتغلًا عنها بالعبادات، وهؤلاء يأتونها
(3)
طاعاتٍ وقرباتٍ. ولأهل هاتين المرتبتين درجاتٌ لا يحصيها إلّا الله تعالى.
فصل
و
رحى العبوديّة تدور على خمس عشرة قاعدةً
، من كمَّلَها كمَّلَ مراتبَ العبوديّة.
وبيانها: أنّ العبوديّة منقسمةٌ على القلب، واللِّسان، والجوارح. وعلى كلٍّ منها عبوديّةٌ تخُصُّه. والأحكام التي للعبوديّة خمسةٌ: واجبٌ، ومستحبٌّ، وحرامٌ، ومكروهٌ، ومباحٌ. وهي لكلِّ واحدٍ من القلب، واللِّسان، والجوارح.
فواجب القلب منه متّفَقٌ على وجوبه، ومختلَفٌ فيه.
فالمتّفَقُ على وجوبه: كالإخلاص، والتّوكُّل، والمحبّة، والصَّبْر،
(1)
العبارة: "مرتبةٌ
…
فأما" ساقطة من النسخ ما عدا ع لانتقال النظر.
(2)
ما عدا ع: "بأداء"، تصحيف.
(3)
تحرَّف في ش، فكتب بعضهم في هامشها:"يقلبونها ظ". وفي هامش م: "خ يقلبونها".
والإنابة، والخوف، والرّجاء، والتّصديق الجازم، والنِّيّة للعبادة، وهذه قدرٌ زائدٌ على الإخلاص، فإنّ الإخلاص هو إفراد المعبود عن غيره. ونيّة العبادة لها مرتبتان: إحداهما: تمييز العبادة عن العادة. والثّانية: تمييز مراتب العبادات بعضها عن بعضٍ. والأقسامُ الثّلاثةُ واجبةٌ.
وكذلك الصِّدقُ. والفرقُ بينه وبين الإخلاص: أنّ للعبد مطلوبًا وطلبًا، فالإخلاصُ توحيد مطلوبه، والصِّدقُ توحيد طلبه. فالإخلاص: أن لا يكون المطلوبُ منقسمًا، والصِّدق: أن لا يكون الطَّلبُ منقسمًا. فالصِّدقُ بذل الجهد، والإخلاصُ إفراد المطلوب.
واتّفقت الأمّة على وجوب هذه الأعمال على القلب من حيث الجملة.
وكذلك النُّصح في العبوديّة، ومدارُ الدِّين عليه. وهو بذل الجهد في إيقاع العبوديّة على الوجهِ المحبوبِ للرَّبِّ المرضيِّ له. وأصل هذا واجبٌ، وكمالُه مرتبةُ المقرَّبين.
وكذلك كلُّ واحدٍ من هذه الواجبات القلبيّة، لها
(1)
طرفان: واجبٌ مستحَقٌّ وهو مرتبة أصحاب اليمين، وكمالٌ مستحبٌّ وهو مرتبة المقرَّبين.
وكذلك الصّبرُ واجبٌ باتِّفاق الأمّة. قال الإمام أحمد رضي الله عنه: الصَّبرُ
(2)
في تسعين موضعًا من القرآن، أو بضعًا وتسعين
(3)
. وله طرفان
(1)
كذا في الأصل وغيره بدلًا من "له".
(2)
ع: "ذكر الله الصبرَ".
(3)
كذا في النسخ يعني: أو ذكر بضعًا وتسعين موضعًا. وقد عزاه المصنف إلى الإمام أحمد في "عدة الصابرين" مرة بلفظ "تسعين"(ص 129) وأخرى (ص 210)"نحو تسعين" وسيأتي مثله في منزلة الصبر (2/ 445). وانظر: "طريق الهجرتين"(2/ 577)، و"مجموع الفتاوى" (10/ 39). والمصنف نفسه نقل في "بدائع الفوائد" قول الإمام أحمد فيما رواه المروذي: "في القرآن اثنان وثمانون موضعًا الصبر محمود، وموضعان مذموم
…
". فهذه أربعة وثمانون موضعًا. وفي "قوت القلوب" (1/ 331) عن بعض العلماء: "في نيف وتسعين موضعًا". والصواب أنها 103 موضع.
أيضًا: واجبٌ مستحقٌّ، وكمالٌ مستحبٌّ.
وأمّا المختلف فيه فكالرِّضا، فإنَّ في وجوبه قولان
(1)
للفقهاء والصُّوفيّة، والقولان لأصحاب أحمد
(2)
. فمن أوجبه قال: السُّخط حرامٌ، ولا خلاص عنه إلّا بالرِّضا، وما لا خلاص عن الحرام إلّا به فهو واجبٌ. واحتجُّوا بأثر:"من لم يصبر على بلائي، ولم يرضَ بقضائي، فليتّخذ ربًّا سوائي"
(3)
.
ومن قال: هو مستحبٌّ، قال: لم يجئ الأمر به في القرآن ولا في السُّنّة،
(1)
كذا في جميع النسخ، وقد غيَّره بعضهم في ل إلى "قولين".
(2)
انظر: "التحفة العراقية"(ص 55) و"منهاج السنة"(3/ 204) وسيحكيهما المصنف عن شيخه في منزلة الرضا (2/ 477). وانظر أيضًا: "شفاء العليل"(ص 278)، و"عدة الصابرين"(ص 49).
(3)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 320) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 411 - 412) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3047) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 81) وغيرهم من طريق سعيد بن زياد: حدثني أبي زيادُ بنُ فائد، عن أبيه فائد بن زياد، عن جده زياد بن أبي هند، عن أبي هند الداري. وهذه نسخة تفرد بها سعيد هذا، قال ابن حبان: "لا أدري البلية ممن هي؛ أمِنْه، أو من أبيه، أو جده، لأن أباه وجدَّه لا يعرف لهما رواية إلا من حديث سعيد
…
"، وقال الحافظ في "اللسان" (3/ 454): باطل، وانظر: "الضعيفة" (505). وله شواهد أخرى ضعيفة وواهية لا يفرح بها. ينظر: "الأوسط" للطبراني (7273، 8370) و"السلسلة الضعيفة" (506، 747).
بخلاف الصَّبْر فإنّ الله أمر به في مواضع كثيرةٍ من القرآن
(1)
. وكذلك التّوكُّل: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23]. وأمر بالإنابة، فقال:{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} [الزمر: 54]. وأمر بالإخلاص كقوله: {أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]، وقوله:{(13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ}
(2)
[غافر: 14]. وكذلك الخوف كقوله: {فَلَا تَخَافُوهُمْ واخْشَوْنِ}
(3)
[آل عمران: 175]، وقوله:{فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَخَافُونِ}
(4)
[المائدة: 44]، وقوله:{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40]. وكذلك الصِّدق، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]. وكذلك المحبّة، وهي أفرَضُ الواجبات، إذ هي قلبُ العبادة المأمور بها، ومخُّها وروحُها. وأمّا الرِّضا فإنّما جاء في القرآن مدحُ أهله والثّناءُ عليهم، لا الأمرُ به.
قالوا: وأمّا الأثر المذكور فإسرائيليٌّ، لا يحتجُّ به.
قالوا: وفي الحديث المعروف عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إن استطعتَ أن تعمل لله بالرِّضا مع اليقين فافعل. فإن لم تستطع فإنَّ في الصَّبر على ما تكره النّفس خيرًا كثيرًا
(5)
"، وهو في بعض "السُّنن"
(6)
.
(1)
ع: "من كتابه".
(2)
في النسخ كلها: "فاعبدوا"، وهو سهو.
(3)
هكذا في النسخ: "وخافوني" بالياء على قراءة أبي عمرو وصلًا.
(4)
"واخشوني" أيضًا بالياء على قراءة أبي عمرو وصلًا.
(5)
ق، ع:"خير كثير"، والمثبت من غيرهما.
(6)
الذي في "بعض السنن" هو أصل هذا الحديث: "احفظ الله يحفظك
…
"، فقد أخرجه الترمذي (2516) وغيره من رواية حَنَش الصنعاني عن ابن عباس مرفوعًا، ولكن ليس فيه هذه الفقرة. وإنما أخرجه بهذه الزيادة هنَّاد في "الزهد" (536) والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (274) والبيهقي في "شعب الإيمان" (9528) من رواية عمر مولى غُفرة عن ابن عباس رضي الله عنهما. وعمر مولى غفرة ضعيف، والحديث ضعَّفه الألباني في "الضعيفة" (5107).
قالوا: وأمّا قولكم: "لا خلاص عن التسخُّط إلّا به"، فليس بلازمٍ، فإنّ مراتب النّاس في المقدور ثلاثةٌ: الرِّضا وهو أعلاها، والسُّخط وهو أسفلها، والصَّبر عليه بدون الرِّضا به وهو أوسطها. فالأولى للمقرَّبين السّابقين، والثّالثة للمقتصدين، والثّانية للظّالمين
(1)
. وكثيرٌ من النّاس يصبر على المقدور فلا يتسخَّطه
(2)
، وهو غير راضٍ به، فالرِّضا أمرٌ آخر.
وقد أشكل على بعض النّاس اجتماعُ
(3)
الرِّضا مع التّألُّم، وظنّ أنّهما متنافيان، وليس كما ظنَّه. فالمريضُ الشّاربُ للدّواء الكريه متألِّمٌ به راضٍ به. والصّائمُ في نهار رمضان
(4)
في شدّة الحرِّ متألِّمٌ بصومه راضٍ به. والبخيلُ متألِّمٌ بإخراج زكاته راضٍ بها. فالتّألُّمُ كما
(5)
لا ينافي الصّبر، لا ينافي الرِّضا به.
وهذا الخلاف بينهم إنّما هو في الرِّضا بقضائه الكونيِّ. وأمّا الرِّضا به ربًّا
(1)
ل، م، ج:"والثانية للمقتصدين، والثالثة للظالمين"، ومن ثم وضع بعضهم فوق "الثالثة" و"الثانية" في الأصل حرف الميم علامة المقدَّم والمؤخَّر، وهو غلط.
(2)
ع: "فلا يتسخَّط".
(3)
لفظ "اجتماع" ساقط من ش، وكان ساقطًا من الأصل أيضًا ثم استدرك في هامشه.
(4)
ع: "شهر رمضان".
(5)
ج: "كما أنه"، وقد زاد بعضهم "أنه" في هامش ق أيضًا.
وإلهًا والرِّضا بأمره الدِّينيِّ، فمتّفَقٌ على فرضيّته. بل لا يصير العبد مسلمًا إلّا بهذا الرِّضا: أن يرضى بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّدٍ رسولًا
(1)
.
ومن هذا أيضًا: اختلافهم في الخشوع في الصّلاة، وفيه قولان للفقهاء، وهما في مذهب أحمد وغيره. وعلى القولين اختلافُهم في وجوب الإعادة
(2)
على من غلب عليه الوسوسة في صلاته. فأوجبها ابنُ حامدٍ من أصحاب أحمد
(3)
، وأبو حامدٍ الغزاليُّ في "إحيائه"
(4)
. ولم يوجبها أكثر الفقهاء، واحتجُّوا بأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر من سها في صلاته بسجدتي السّهو ولم يأمره بالإعادة مع قوله: "إنّ الشّيطان يأتيه في صلاته، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا حتّى يظلّ
(5)
الرّجل إن يدري كم صلّى"
(6)
. ولكن لا نزاع أنّ هذه الصّلاة لا يثاب منها إلّا بقدر حضور قلبه وخشوعه، كما قال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنّ العبد لينصرف من الصّلاة ولم يُكتَبْ له إلّا نصفُها، ثلثُها، ربعُها"
(7)
حتّى بلغ
(1)
وانظر ما يأتي في منزلة الرضا.
(2)
ق، م:"العيادة"، وكذا كان في ل ثم أصلح. وبعده في ل، م، ج:"عليه على من" وقد زاد بعضهم "عليه" فوق السطر في ق، وهو خطأ.
(3)
انظر: "الشرح الكبير" لابن أبي عمر (1/ 676) و"مجموع الفتاوى"(22/ 604).
(4)
وكذا نقل عنه شيخ الإسلام كما في "الفتاوى الكبرى"(5/ 339)، و"مجموع الفتاوى" (22/ 612) ولكن أبا حامد مع اشتراطه الخشوع وحضور القلب لم يصرِّح بإعادة الصلاة في "الإحياء" (1/ 160). وانظر:"المجموع" للنووي (4/ 102 - 103، 106) و"منهاج السنة"(5/ 195).
(5)
رسمه في ق، ش، ج، ع:"يضل".
(6)
أخرجه البخاري (1231) ومسلم (389) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(7)
أخرجه أحمد (18894) وأبو داود (796) والنسائي في "الكبرى"(615) والبيهقي في "السنن الكبير"(2/ 281) وغيرهم من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عمر بن الحكم عن عبد الله (أو: عبد الرحمن) بن عَنَمة عن عمار بن يسار رضي الله عنهما مرفوعًا. وعمر بن الحكم صدوق، وعبد الله بن عنمة مختلف في صحبته وكذلك في روايته .. وقد صحّح العراقي إسناده في "تخريج الإحياء"(1/ 120)، والحديث حسَّنه الألباني. وقد روي من أوجه مختلفة، ينظر للتفصيل:"السنن الكبير"(2/ 281) و"صحيح أبي داود - الأم"(3/ 382 - 385).
عشرها. وقال ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما: ليس لك من صلاتك إلّا ما عقلتَ منها
(1)
. فليست صحيحةً باعتبار ترتُّب كمال مقصودها عليها، وإن سمِّيت صحيحةً باعتبار أنّا لا نأمره بالإعادة. ولا ينبغي أن يُطلَق لفظُ الصِّحّة عليها، فيقال: صلاةٌ صحيحةٌ، مع أنّه لا يثاب
(2)
فاعلُها
(3)
.
والقصد أنَّ هذه الأعمالَ واجبَها ومستحبَّها هي عبوديّةُ القلب، فمن عطَّلَها فقد عطَّلَ عبوديّةَ المَلِك، وإن قام بعبوديّة رعيّته من الجوارح.
والمقصود أن يكون مَلِكُ الأعضاء قائمًا بعبوديّته لله تعالى، هو ورعيّته.
وأمّا المحرَّمات التي عليه، فكالكبر، والرِّياء، والعُجْب، والحسد،
(1)
عزاه إلى ابن عباس شيخ الإسلام في مواضع كثيرة من كتبه. انظر مثلًا: "الفتاوى الكبرى"(2/ 5، 8، 221، 226)، و"منهاج السنة"(6/ 217) والإحالات السابقة آنفًا. وسيأتي مرة أخرى في منزلة الخشوع وقد ذكره في "كتاب الصلاة"(ص 256) على أنه حديث مرفوع. وقد نقله صاحب "عوارف المعارف"(ص 168) عن عمار بن ياسر رضي الله عنه مرفوعًا، ولعله اعتمد على صاحب "الإحياء"(1/ 161) الذي غرَّه سياق الكلام في "قوت القلوب"(2/ 170).
(2)
ع: "لا يثاب عليها".
(3)
سيأتي تفصيل أدلَّة القولين مع الترجيح في منزلة الخشوع (2/ 201).
والغفلة، والنِّفاق. وهي
(1)
نوعان: كفرٌ، ومعصيةٌ. فالكفر: كالشّكِّ، والنِّفاق، والشِّرك، وتوابعها. والمعصية نوعان: كبائر، وصغائر.
فالكبائر: كالرِّياء، والعجب، والكبر، والفخر، والخيلاء، والقنوط من رحمة الله تعالى، واليأس من رَوح الله، والأمن من مكر الله، والفرح والسُّرور بأذى المسلمين، والشّماتة بمصيبتهم، ومحبَّته
(2)
أن تشيع الفاحشة فيهم، وحسدهم على ما آتاهم الله من فضله، وتمنِّي زوال ذلك عنهم، وتوابع هذه الأمور التي هي أشدُّ تحريمًا من الزِّنى، وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظّاهرة، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلّا باجتنابها والتّوبة منها، وإلّا فهو قلبٌ فاسدٌ، وإذا فسد القلب فسد البدن.
وهذه الآفات إنّما تنشأ من الجهل بعبوديّة القلب، وترك القيام بها. فوظيفة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على القلب قبل الجوارح، فإذا جَهِلَها وترَكَ القيامَ بها امتلأ بأضدادها ولا بدّ. وبحسب قيامه بها يتخلَّص من أضدادها.
وهذه الأمور ونحوها
(3)
قد تكون صغائر في حقِّه، وقد تكون كبائر، بحسب قوّتها وغلظها، وخفّتها ورقّتها
(4)
.
ومن الصّغائر أيضًا: شهوة المحرّمات وتمنِّيها. وتفاوتُ درجات الشّهوة في الكبر والصِّغر بحسبِ تفاوتِ درجات المشتهى. فشهوة الكفر
(1)
ش: "وهو"، من سهو الناسخ.
(2)
م، ش، ع:"ومحبة". وفي ج: "والمحبة".
(3)
"ونحوها" ساقط من ش.
(4)
ع: "ودقَّتها".