الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمقصودُ: ذكرُ الفسوق الذي لا يُخرج إلى الكفر.
والفسوقُ الذي تجب التَّوبةُ منه أعمُّ من الفسق الذي تُرَدُّ به الرِّوايةُ والشَّهادةُ. وكلامنا الآن فيما تجب التَّوبة منه. وهو قسمان: فسقٌ من جهة العمل، وفسقٌ من جهة الاعتقاد.
ف
فسقُ العمل
نوعان: مقرونٌ بالعصيان، ومفردٌ.
فالمقرونُ بالعصيان: هو ارتكابُ ما نهى الله عنه. والعصيانُ: هو عصيانُ أمره، كما قال تعالى:{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} [التحريم: 6]. وقال موسى لأخيه: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ
(1)
أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} [طه: 92]. وقال الشَّاعر:
أمرتُك أمرًا حازمًا
(2)
فعصيتَني
…
فأصبحتَ مسلوبَ الإمارة نادما
(3)
فالفسقُ أخصُّ بارتكاب النَّهي، ولهذا يطلق عليه كثيرًا، كقوله:{وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} [البقرة: 282]. والمعصيةُ أخصُّ بمخالفة الأمر كما تقدَّم. ويطلَق كلٌّ
(4)
منهما على صاحبه، كقوله تعالى:{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}
(1)
هكذا في النسخ على قراءة أبي عمرو ونافع وصلًا.
(2)
ما عدا الأصل: "جازمًا"، تصحيف.
(3)
للحضين بن المنذر الرَّقَاشي مع بيت آخر في "الوحشيات"(ص 57) و"حماسة البحتري"(ص 173) و"تاريخ الطبري"(6/ 396). وقد استشهد المؤلف بصدر البيت في "الفوائد"(ص 176).
(4)
ش: "كل واحد".