الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وإنّه ليس اليوم مسلم غيري وغيرك) قال في فتح الباري: يشكل عليه كون لوط كان معه، كما قال تعالى:{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} ، قال:(ويمكن أن)(1) يجاب بأن مراده ليس مسلم بتلك الأرض التي وقع له فيها ما وقع، ولم يكن لوط معه إذ ذاك.
***
[باب في الظهار]
(1) في ج: "ولكن".
(يتَّايع بي) التّتياع بمثنّاة تحتيّة قبل العين المهملة، الوقوع في الشرّ من غير فكرة ولا رويّة.
(أنت بذاك) قال الخطّابي: معناه أنت الملمّ بذاك وأنت المرتكب له.
(بتنا وحشين) أي: مقفرين ما لنا طعام، يقال رجل وحش بالسكون إذا كان جائعًا لا طعام له، وقد أوحش إذا جاع.
(بعرق) بفتح الرّاء زنبيل (1) منسوج من نسائج الخوص.
(وكان رجلًا به لمم) قال الخطّابي وابن الأثير: اللّمم ههنا الإلمام بالنساء وشدّة الحرص عليهنّ والتوقان إليهنّ، وليس من الخبل والجنون، فإنّه لو ظاهَرَ في تلك الحال (لم يلزمه شيء)(2)، واللّمم في غير هذا طرف من الجنون يلمّ بالإنسان، أي يقرب منه ويعتريه.
قلت: ينافي هذا التفسير، ما في مستدرك الحاكم وسنن البيهقي عن عائشة قالت:"إنّ جميلة كانت امرأة أوس بن الصامت وكان امرؤ (3) به لمم، فإذا اشتدّ لممه ظاهر من امرأته"، وما في طبقات ابن سعد [عن عمران (بن) (4) أنس] (5) قال:"كان أوّل من ظاهر في الإسلام أوس بن الصامت وكان به لمم، وكان يفيق أحيانًا فلاحى امرأته خولة بنت ثعلبة في بعض صحواته، فقال: أنت عليّ كظهر أمي ثمّ (ندم) (6) " الحديث، فعرف بهذا أنّ اللّمم هنا هو الخبل، وأن الظهار وقع في زمن إفاقته منه.
***
(1) الزّنبيل: القفة والجراب، والوعاء الذي يحمل فيه.
(2)
في أ: "لم يكن فيه شيء"، وفي معالم السنن:"لم يكن يلزمه شيء".
(3)
في ج: "رجلا".
(4)
في أ: "عن".
(5)
في طبقات ابن سعد 2/ 428 (ط: دار الفكر 1414 هـ/ 1994 م): "عن عمران بن أبي أنس عن أبيه".
(6)
في أ: "قدم".