الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قال الوليد: سمعت أبا عمرو يعني الأوزاعي يقول: سرّه أوّله) قال الخطّابي: أنا أنكر هذا التفسير وأراه غلطًا في النقل، ولا أعرف له وجهًا في اللّغة، والصّحيح أنّ سرّه آخره، حدّثناه أصحابنا عن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ثنا محمود بن خالد الدمشقي عن الوليد عن الأوزاعي قال: سرّه آخره، وهذا هو الصّواب. قال: وأمّا قوله صوموا الشهر، فإنّ العرب تسمّي الهلال الشهر، تقول رأيت الشهر أي الهلال، وقال الشاعر:
والشهر مثل قلامة الظُّفْر
أي: الهلال، وإذا كان أوّل الشهر مأمورًا بصيامه في قوله:"صوموا الشهر" فقد علم أنّ الأمر بصيام سرّه هو غير أوّله.
وقال البيهقي: رواه غيره عن الأوزاعي أنّه قال: "سرّه آخره" وهو الصّحيح، وأراد به اليوم أو اليومين اللّذين يستتر فيهما القمر قبل يوم الشكّ، أو أراد به صيام آخر الشهر مع يوم الشكّ إذا وافق ذلك عادته في صوم آخر كلّ شهر، وقيل: أراد بسرّه وسطه، وسرّ كل شيء جوفه، فعلى هذا أراد أيام البيض. انتهى.
* * *
[باب وقت السحور]
(يستطير) أي: يعترض في الأفق وينتشر ضوءه هناك.
(ولا يهيدنّكم السّاطع المصعد) قال في النهاية: أي لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا عن السّحور فإنّه الصبح الكذّاب، وأصل الهَيْد الحركة، وقد هدت الشيء أهيدُه هيدا إذا حرّكته وأزعجته، والسّاطع المصعد، يعني الصبح الأوّل المستطيل. وقال الخطابي: لا يمنعكم الأكل، وأصل الهيد الزجر، والسّاطع المرتفع، وسطوعه ارتفاعه مصعدًا قبل أن يعترض.
(حتى يعترض لكم الأحمر) قال الخطابي: معناه أن يستبطن البياض المعترض أوائل حمرة، وذلك أنّ البياض إذا تتام طلوعه ظهرت أوائل الحمرة، والعرب تشبّه الصبح بالبلق في الخيل لما فيه من بياض وحمرة.
(إنّ وسادك إذن لعريض طويل) قال الخطّابي: فيه قولان؛ أحدهما: أنّه يريد أن نومك إذن لكثير وكنى بالوساد عن النوم إذ كان النائم يتوسّده، أو يكون أراد ليلك إذن طويل إذا كنت لا تمسك عن الأكل والشرب حتى يتبيّن لك سواد العقال من بياضه، والقول الآخر: أنّه كنى بالوساد عن الموضع الذي يضعه من رأسه وعنقه على الوساد إذا نام، والعرب تقول: