الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في إقطاع الأرضين]
(معادن القبلية) قال في النهاية: منسوبة إلى قَبَل بفتح القاف والباء، وهي من ناحية الفُرْع، وهو موضع بين مكّة والمدينة، هذا هو المحفوظ في الحديث، وفي كتاب الأمكنة "معادن القلبة" بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثمّ باء. وفي كتاب الهروي "معادن الجبلية"، والمشهور الأوّل.
(جلسها) بفتح الجيم، يريد نجدها، ويقال: لنجد جلس، قال الأصمعي: وكلّ مرتفع جلس.
(وغورها) بفتح الغين المعجمة، ما انخفض من الأرض، يريد أنَّه أقطعه رباها ووهادها.
(وحيث يصلح الزرع من قدس) قال في النّهاية: هو بضمّ القاف وسكون الدّال، جبل معروف، وقيل هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة. وفي كتاب الأمكنة "أنَّه قريس" قيل: قريس وقَرْس، جبلان قرب المدينة، والمشهور المرويّ في الحديث الأوّل.
(عن أبيض) بلفظ ضدّ الأسود (بن حمّال) بالحاء المهملة.
(المأربيّ) قال السّبكي في شرح المنهاج: بميم بعدها همزة ساكنة، يجوز تسهيلها ألفًا، بعدها راء مهملة مكسورة، نسبة إلى مأرب بلدة بلقيس باليمن.
(أنَّه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم) قال السّبكي: وفد عليه بالمدينة، وقيل: بل لقيه بمكّة في حجّة الوداع.
(فاستقطعه) أي: سأله أن يقطعه (الملح الذي بمأرب فقطعه له، فلمّا أن ولّى قال رجل من المجلس) قال السّبكي هو الأقرع بن حابس (أتدري ما قطعت له، إنّما قطعت له الماء العدّ) بكسر العين وتشديد الدّال المهملتين، وهو الكثير الدّائم الذي لا ينقطع ولا يحتاج إلى عمل، وأصله ما يأتي لأوقات معلومة فشبّه الملح به.
(فانتزع منه) قال القاضي أبو الطّيب: إنّما أقطعه على ظاهر ما سمعه منه، كمن استفتى في مسألة، وصوّرت له على خلاف ما هي عليه فأفتى، ثمّ بانت له بخلاف ما صوّرت عنده، فأفتى بخلاف ما سبق، لا يكون خطأ، وذلك الحكم ترتّب على حجّة (1) الخصم فتبيّن خلافها، وليس ذلك من الخطأ في شيء.
وقال السبكي: يحتمل أنّ إنشاء تحريم إقطاع المعادن الظاهرة إنّما كان لمّا ردّه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ويكون إقطاعه قبل ذلك إمّا جائزًا ونسخ، وإمّا على حكم الأصل، أو يكون الإقطاع كان مشروطًا بصفة، ويرشد إليه قوله في بعض الروايات "فلا إذن"، فإنَّه تبيّن أنَّه على خلاف الصفة المشروطة في الإقطاع.
قال: وقد قيل إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم استقاله، والظّاهر أنّ استقالته تطييب لقلبه تكرّمًا منه صلى الله عليه وسلم. وفي معجم الطبراني أنّ أبيض قال: "قد أقلته منه على أن
(1) في ج يمكن قراءتها: "جهة".
تجعله منِّي صدقة، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"هو منك صدقة"، وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم مبالغة في مكارم الأخلاق. انتهى.
(وسأله عمّا يحمى من الأراك، قال: ما لم تنله أخفاف الإبل) قال الخطّابي: ذكر أبو داود (عن محمَّد بن الحسن المخزومي أنَّه قال في معناه أنّ الإبل تأكل منتهى رؤوسها ويحمى ما فوقه)، وفيه وجه آخر وهو إنّما يحمى من الأراك ما بعد عن حضرة العمارة فلا تبلغه الإبل الرائحة إذا أرسلت في الرعي.
وقال في النهاية: أي ما لم تبلغه أفواهها، معناه أنّ الإبل تأكل منتهى ما تصل إليه أفواهها، لأنّها إنّما تصل إليه بمشيها على أخفافها فيحمى ما فوق ذلك. وقال الأصمعي: الخف الجمل المسنّ، أي ما قرب من الرعي لا يحمى بل يترك لشأن الإبل وما في معناها من الضعاف التي لا تقوى على الإمعان في طلب المرعى.
(أراكة في حظاري) قال في النهاية: أراد الأرض التي فيها الزّرع المحاط عليها كالحظيرة، وتفتح الحاء وتكسر، وكانت تلك الأراكة التي ذكرها في الأرض التي أحياها قبل أن يحييها، فلم يملكها بالإحياء وملك الأرض دونها إذا كانت مرعى للسارحة.
(بالدّهناء) موضع معروف ببلاد تميم.
(شخص بي) قال في النهاية: يقال للرجل إذا أتاه ما يقلقه قد شخص به، كأنّه رُفع من الأرض لقلقه وانزعاجه.
(مقيّد الجمل) قال الخطّابي: أي مرعى الجمل ومسرحه، فهو لا يبرح منه ولا يتجاوزه في طلب المرعى، وكأنّه مقيّد هناك.
(المسلم أخو المسلم) قال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام في أماليه: هذا خبر بمعنى الأمر.
(يسعهما الماء والشجر) قال الخطّابي: يأمرهما بحسن المجاورة، وينهاهما عن سوء المشاركة.
(ويتعاونان على الفتّان) يروى بفتح الفاء، صيغة مبالغة من الفتنة، أي الشيطان الذي يفتن الناس عن دينهم ويضلّهم، وبضمّها جمع فاتن ككاهن وكهّان، أي يعاون أحدهما الآخر على الذين يضلّون الناس عن الحقّ ويفتنونهم.