الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(نهى عن بيع الولاء وهبته)(1) قال الخطّابي: قال ابن الأعرابي: كانت العرب تبيع ولاء مواليها وتأخذ عليه المال، فنهى عن ذلك.
* * *
[باب في المولود يستهلّ ثمّ يموت]
(إذا استهلّ المولود) أي: صاح (ورّث) قال البيهقي في سننه: رواه ابن خزيمة عن الفضل بن يعقوب الجزري عن عبد الأعلى بهذا الإسناد مثله (2)، وزاد موصولًا بالحديث:"تلك طعنة الشيطان، كل بني آدم نائل منه تلك الطعنة إلّا ما كان من مريم وابنها فإنّها لمّا وضعتها أمّها قالت: إنّي أعيذها بك وذريّتها من الشّيطان الرّجيم فضرب دونها بحجاب وطعن فيه".
* * *
[باب في الحِلف]
(1) في سنن أبي داود المطبوع: "وعن هبته".
(2)
في ج: "ومثله".
(لا حلف في الإسلام، وأيّما حلف كان في الجاهليّة لم يزده الإسلام إلّا شدّة) قال في النّهاية: أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التّعاضد والتّساعد والاتّفاق، فما كان منه في الجاهليّة على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد النّهي عنه بقوله:"لا حلف في الإسلام"، وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام، كحلف المطيّبين وما جرى مجراه فذاك الذي قال فيه:"وأيّما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام الا شدّة".
(حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دارنا) قال الخطّابي: كان سفيان بن عيينة يقول: معناه آخى، ولا حلف في الإسلام كما جاء به الحديث.
قال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: الأخوّة على قسمين، حقيقية ومجازية، فالحقيقية هي المشابهة، يقال: هذا أخو هذا لأنّه شابهه في كونه خرج من البطن الذي خرج منه ومن الظهر أيضًا، ثمّ إنّ آثار الأخوّة الحقيقية المعاضدة والمناصرة، فتستعمل الأخوّة في هذه الآثار من باب التعبير بالسبب عن المسبّب، ومن ذلك قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ، هو خبر معناه الأمر، أي لينصر بعضهم بعضًا، وقوله صلى الله عليه وسلم:"المؤمن أخو المؤمن" خبر بمعنى الأمر، ولمّا كانت الأخوّة الحقيقية منقسمة إلى أعلى المراتب كالشّقيق، وإلى ما دون ذلك كالأخ للأب أو للأم، كانت الأخوّة المجازيّة كذلك، فالأخوّة الناشئة عن الإسلام هي المرتبة الدّنيا من الأخوّة المجازية ثمّ إنّها كملت بالمؤاخاة التي سنها النبيّ صلى الله عليه وسلم بمؤاخاته بين جماعة
من أصحابه، ومعنى مؤاخاته عليه السلام أنّه أمرهم أمر ندب أن يعين كلّ واحد أخاه على المعروف، ويعاضده وينصره، فصار المسلمان في هذه الأخوّة الثانية في أعلى مراتب الأخوّة المجازيّة، كما أنّ الشقيق في أعلى مراتب الأخوّة الحقيقيّة.
فإن قيل: هذه الأخوّة مستفادة من أصل الإسلام، فإنّ دين الإسلام يقتضي المعاونة على كلّ برّ، فهذا الأمر الثاني مؤكّد لا منشئ لأمر آخر؟ قلنا: بل هو منشئ لأمر آخر لأنّه لا يستوي من وعدته بالمعروف بين المسلمين، ومن لم تعده، فإن الموعود قد وجد في حقّه سببان، الإسلام والمواعدة، وهذه الأخوّة هي التزام ومواعدة، ولا شكّ أنّ طلب الشّارع للوفاء بالخبر الموعود به أعلى رتبة من طلب الخير الذي لم يعد به، فقد تحقق طلب لم يكن ثابتًا بأصل الإسلام، وفيها فائدة أخرى، وهي أنّ هذا العزم المتجدّد من هذا الوعد يترتّب عليه من الثواب على عدد معلوماته، لقوله صلى الله عليه وسلم:"ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتب له حسنة"، ولا شكّ أنّ هذا ثواب عظيم، وكذلك كلّ وعد بخير فإنّه يثاب على عزمه ووعده ما لا يثاب على العزم المتلقّى عن أصل الإسلام. انتهى.
* * *