الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: قال بعض العلماء الواو في قوله: "ولا حرج" للحال، ومعناه حدّثوا ما لم يكن ثَمّ حرج، والحرج ههنا الكذب، سمّي حرجًا لأدائه إلى عذاب الله الذي هو حرج، فهو من باب إطلاق اسم المسبّب على السبّب، وقال بعضهم:"ولا حرج" معناه: أنّ هذا الأمر ليس للإيجاب فلا حرج عليكم إن تركتم الحديث، والأوّل أحسن، لأنّ الشّارع لمّا علم من الناس أنّهم يتحدّثون في هذين البابين كثيرًا، وكثرة الحديث مظنّة الكذب، قال: حدّثوا ما لم يكن كذبًا، وهو جار على القواعد الشرعيّة، وعلى الثاني (يوهم)(1)(أنّما يتحدّث بكلّ ما يريد)(2)، وهذا على خلاف القواعد. انتهى.
(ما يقوم إلّا إلى عظم صلاة) قال في النهاية: عظم الشيء أكبره، كأنّه (أراد)(3) ما يقوم إلّا إلى الفريضة.
* * *
[باب في القصص]
(1) في أ: "توهم".
(2)
في أ: "أنّا نتحدّث بكلّ ما نريد".
(3)
في ج: "قال".
(لا يقص إلّا أمير أو مأمور أو مختال) قال الخطّابي: بلغني عن ابن شريح أنّه كان يقول هذا في الخطبة، وكان الأمراء يَلُون (1) الخطب فيعظون الناس ويذكّرونهم فيها، فأمّا المأمور فهو من يقيمه الإمام خطيبًا، وأمّا المختال فهو الذي نصب نفسه لذلك من غير أن يؤمر (به)(2) طلبًا للرئاسة.
وقال في النهاية: أي لا ينبغي ذلك إلّا لأمير يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا، أو مأمور بذلك فيكون حكمه حكم الأمير، ولا يقص تكسّبًا، أو يكون القاصّ مختالًا يفعل ذلك تكبّرًا على الناس، وقيل أراد الخطبة. انتهى.
ثمّ قال الخطّابي: وقد قيل إنّ المتكلّمين على الناس ثلاثة أصناف، مذكّر وواعظ وقاصّ، فالمذكّر الذي يذكّر الناس آلاء الله ونعماءه ويبعثهم (به)(3) على الشكر له، والواعظ يخوّفهم بالله وينذرهم عقوبته فيردعهم به عن المعاصي، والقاصّ هو الذي يروي لهم أخبار الماضين ويسرد عليهم القصص فلا يأمن أن يزيد فيها وينقص، والمذكّر والواعظ مأمون عليهما هذا المعنى.
(تهملان)(4) أي: تفيضان (5) من الدّمع.
(1) في معالم السنن: "يتلون".
(2)
في معالم السنن: "له".
(3)
غير موجود في ب.
(4)
في ب: "يهملان".
(5)
في ب: "يفيضان".