الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: إنّما أراد بهذا تفضيل العمل في العشر من ذي الحجة، فإنّه لا ينقص في الأجر والثواب عن شهر رمضان.
***
[باب إذا أخطأ القوم الهلال]
(فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحّون) قال الخطّابي: معنى الحديث أنّ الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد، فلو أنّ قومًا اجتهدوا فلم يروا الهلال إلّا بعد الثّلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد، ثمّ ثبت عندهم أنّ الشهر كان تسعًا وعشرين، فإنّ صومهم وفطرهم ماض ولا عتب عليهم، وكذا في الحج إذا أخطأوا يوم عرفة فإنّه ليس عليهم إعادته، وتجزيهم أضحاهم كذلك، وهذا تخفيف من الله سبحانه ورفق بعباده.
***
[باب في التقدّم]
(هل صمت من سرر (1) شعبان) إلى آخره. قال الخطابي: كان بعض أهل العلم يقول في هذا الحديث أنّ سؤاله سؤال زجر وإنكار، لأنّه نهى أن يستقبل الشهر بصوم يوم أو يومين. قال: ويشبه أن يكون هذا الرّجل قد أوجبه على نفسه بنذر، فلذلك قال له في سياق الحديث (فإذا أفطرت) يعني من رمضان (فصم يومين) فاستحبّ له الوفاء بهما.
وقال عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب: في بعض الرّوايات هل صمت من سرّة هذا الشهر، كأنّه أراد وسطه، لأنّ السرّة وسط قامة الإنسان.
(صوموا الشهر وسرّه) قال في النهاية: الشهر الهلال، سمّي به لشهرته وظهوره، أراد صوموا أوّل الشهر وآخره.
وقال في حرف السين في قوله "وسرّه": أي: أوّله، وقيل مستهلّه، وقيل وسطه، وسرّ كلّ شيء جوفه، فكأنّه أراد الأيّام البيض. قال الأزهري: لا أعرف السرّ بهذا المعنى، إنّما يقال سِرّ (2) الشهر وسراره وسرره وهو آخر ليلة يستسِرُّ الهلال بنور الشّمس.
(1) في طبعة الدعاس والشيخ محيي الدين: "شهر".
(2)
في النهاية: "سِرار".