الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: فيه نظر.
(سَبِط الرأس): -بفتح السين وكسر الموحدة- قيده الجوهري (1).
قال صاحب "النهاية": السَّبْط -بسكون الباء-: الذي ليس فيه تعقُّد ولا نتوء (2).
* * *
باب: مَا جَاءَ في صِفَةِ الجَنَّةِ وَأَنَّها مَخْلُوقَةٌ
1765 -
(3241) - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ".
(سَلْم): بسين مفتوحة فلام ساكنة فميم.
(ابن زَرِير): بزاي مفتوحة فراء مكسورة فياء تحتية فراء.
قال عبد الرحمن بن مهدي: ابن رزين -براء مقدمة على الزاي والنون آخر الاسم-، فصُحِّفَ، ووقع لبعض رواة البخاري:"زُرَيْر" -بضم الزاي على التصغير-، حكاه الأصيلي عن بعضهم، والصواب الفتح، كما سبق (3).
* * *
(1) انظر "الصحاح"(3/ 1129)، (مادة: سبط).
(2)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 334).
(3)
انظر: "التنقيح"(2/ 715).
1766 -
(3242) - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِراً". فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللهِ؟!
(فإذا امرأة تتوضأ): قال ابن قتيبة: إنما هو شوهاء؛ لأن الجنة ليست بدار تكليف.
قال الزركشي: ولا في الجنة شوهاء، والوضوءُ لُغويٌّ، ولا مانعَ منه (1).
* * *
1767 -
(3245) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقهِمَا مِنْ وَرَاءَ اللَّحْم مِنَ الْحُسْنِ، لا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ، يُسَبِّحُونَ الله بُكْرَةً وَعَشِيّاً".
(1) انظر: "التنقيح"(2/ 716).
(ومجامرهم): أي: عودُ مجامرِهم، قاله الزمخشري (1).
وقال القاضي: مجامرُهم؛ أي: بخورُهم، وقد يكون جمعُ مِجْمَر؛ أي: الآلة التي يُتبخر بها، فسمي بها (2) البخور (3)، ويؤيد الأولَ الروايةُ الآتية:"وَقودُ مجامرِهم"(4)؛ كانه أرادَ: الجمرَ الذي يُطرح عليه.
وقال الإسماعيلي في "المستخرج": وفيه نظر، هل في الجنة نار (5)؟
قلت: يمكن أن يكون في الجنة نار لا تسلُّطَ لها إلا على إحراق ما يُتبخر به خاصَّةً، ولم يخلق الله فيها قوةً يتأذى بها من يمسُّها أصلاً، والقدرةُ صالحة لذلك، فهي إذن نافعةٌ لا ضارةٌ، ولا بُعْدَ في وجود مثلِ هذه النار في الجنة، ولا تُدفع الرواياتُ الثابتةُ بمثل هذا التشكيك.
(الأَلُوَّة): أجودُ العودِ الهنديِّ.
قال السفاقسي: فارسيٌّ معرب، وهو بفتح الهمزة وضمها، وقيل: وكسرها، ويخفف، ويشدد (6).
* * *
1768 -
(3246) - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَناَ شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّناَدِ،
(1) انظر: "الفائق"(3/ 333).
(2)
"بها" ليست في "ع".
(3)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 152).
(4)
رواه البخاري (3074).
(5)
انظر: "التنقيح"(2/ 716).
(6)
المرجع السابق، الموضع نفسه.
عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى إِثْرِهِمْ كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءَ لَحْمِهَا مِنَ الْحُسْنِ، يُسَبِحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيّاً، لَا يَسْقَمُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَبْصُقُونَ، آنِيَتُهُمُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَقُودُ مَجَامِرِهِمُ الأُلُوَّةُ -قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: يَعْنِي: الْعُودَ-، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ".
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الإِبْكَارُ: أَوَّلُ الْفَجْرِ، وَالْعَشِيُّ: مَيْلُ الشَّمْسِ أَنْ -تُرَاهُ- تَغْرُبَ.
(كأشدِّ كوكبٍ إضاءةً): قال الداودي: يعني: الزُّهْرَةَ (1).
(لكل امرئ منهم زوجتان). كذا هو في الروايات بالتاء، وهي لغة متكررة (2) في الأحاديثِ وكلامِ العرب، والأشهرُ حذفُها، وقد كان الأصمعي يُنكر دخولَ التاء، فذُكر له قولُ ذي الرُّمة:
أَذُو زَوْجَةٍ بِالمِصْرِ أَمْ ذُو خُصُومَةٍ
…
أَرَاكَ لَهَا بِالبَصْرَةِ العَامَ ثاوِيَا
فقال: إن ذا الرمة طالما أكلَ في دكاكين البقالين، فقيل له: فقد قال الفرزدق:
(1) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(2)
في "ع": "منكرة".
وإِنَّ الَّذِي يَسْعَى لِيُفْسِدَ زَوْجَتِي
…
كَسَاعٍ إِلَى أُسْدِ الشّرَى يَسْتَبيلُهَا (1)
فلم يحرْ جواباً (2).
(ورشْحُهم): بإسكان الشين المعجمة.
* * *
1769 -
(3256) - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ ابْنُ أَنَسٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَيُونَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَيُونَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ:"بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ، وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ".
[(يتراءون): ويروى: "يتراءيون".
(الدُّرِّيَّ): الشديدَ البياض في صفاء، يقال: بضم الدال وكسرها] (3).
(الغابرَ في الأفق من المشرق أو المغرب): الغابر: بغين معجمة وباء موحدة؛ أي: الذاهب في البُعد (4)، ولا يستشكل ذكرُ المشرق، مع أن
(1) في "ع": "يستليمها".
(2)
انظر: "التوضيح"(19/ 143).
(3)
ما بين معكوفتين لس في "ع".
(4)
في "ع": "أي الذاهب أي الذي في البعد".