الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(والأبتر): هو ما لا ذَنَبَ له، وقيل: حية قصيرةُ الذنب، والبُتْر: شِرارُ الحَيَّات.
(يطمسان البصر): أي: يخترمانه ويذهبان به.
(ويسقطان (1) الحبل): قيل: أراد الجنين، ويؤيده الرواية الآتية:"ويسقطُ الوَلَدَ"(2)؛ أي: إذا نظرتها أمه.
قال الداودي: وإنما أمر بقتلها؛ لأن الجنيَّ لا يتمثل (3) بها، وإنما نهى عن ذوات البيوت؛ لأن الجنيَّ يتمثل بها.
(وأمر أن يُؤْذن ثلاثاً): [قال الداودي: يعني: ثلاثة أيام، وهو بعيد](4)(5).
* * *
باب: خَيْرِ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجبَالِ
1789 -
(3301) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَناَ مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّناَدِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالإبِلِ،
(1) كذا في نسخة، وفي رواية أبي ذر الهروي عن الكشميهني:"ويَسْتَسْقِطانِ"، وهي المعتمدة في النص.
(2)
رواه البخاري (3134).
(3)
في "ع": "يتمسك".
(4)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(5)
انظر: "التنقيح"(2/ 721).
وَالْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ".
(رأس الكفر نحوَ المشرق): بنصب نحوَ؛ لأنه ظرف، وهو مستقر في محل رفع على أنه خبر المبتدأ؛ أي: رأسُ الكفر في جهة المشرق.
(والفدَّادين): من بلغَتْ إبلُه مئتين فصاعداً إلى الألف، وهم جُفاةٌ أهلُ خيلاءَ وإعجابٍ بأنفسهم من معالجتهم الإبلَ.
وقال الخطابي: إن رويته بتشديد الدال، فهو جمع فَدَّاد، [وهو الشديد الصوت، من فَدَّ يَفِدُّ: إذا رفع صوتَه](1)، وإن رويته بتخفيفها، فهو جمع الفَدَّان: وهو آلةُ الحرث، وإنما ذم (2) ذلك؛ لأنه يَشْغَلُ عن أمر الدين، ويُلهي عن أمر الآخرة، فيكون معها قساوةُ القلب (3).
* * *
1790 -
(3302) - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ، فَقَالَ:"الإِيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا، أَلَا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْناَبِ الإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْناَ الشَّيْطَانِ، فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".
(الإيمانُ يَمانٍ): أي: منسوبٌ إلى أهل اليمن، فقيل: هو على ظاهره.
(1) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(2)
"ذم" ليست في "ع".
(3)
انظر: "أعلام الحديث"(3/ 1521).
وقيل: كان عليه السلام حين قال هذا القول بأرض تبوك، وكانت المدينة ومكة والحجاز من جهة اليمن، فقال ذلك في المدينة وما والاها (1) إلى أرض اليمن، وقيل: أراد: المدينةَ ومكةَ.
وقال أبو عبيد: إنما بدأ الإيمان من مكة؛ لأنها مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثُه، ثم هاجر إلى المدينة، ويقال: إن مكة من أرض تهامة، وتهامة من أرض اليمن، ولهذا تسمى مكةُ وما وليها من أرض اليمن: التهائمَ، فمكةُ على هذا يمانيةٌ.
وقيل: أراد الأنصار؛ لأنهم يمانون، وقد نصروا المؤمنين وآووهم، فنسب الإيمان إليهم (2).
وأغربُ من هذا قولُ الحكيم الترمذي: إنه إشارة إلى أُويس القرني.
قال ابن الصلاح: ولو جمع أبو عبيد ومن سلك سبيلَه طرقَ هذا (3) الحديث كما جمعها مسلمٌ وغيرُه وتأملوها، لصاروا إلى غير ما ذكروه، ولَمَا (4) تركوا الظاهر، ولقضوا بأن المراد: اليمنُ وأهلُه على ما هو المفهوم من إطلاق ذلك؛ إذ من ألفاظه: "أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ"، والأنصارُ من جملة المخاطَبين بذلك، فهم إذن غيرُهم (5).
وكذا: "جَاءَ أَهْلُ اليَمَنِ"، وإنما جاء حينئذ غيرُ الأنصار، ثم إنه وَصَفَهم
(1) في "م": "ولاها".
(2)
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/ 161).
(3)
"هذا" ليس في "م".
(4)
في "ع": "ولو".
(5)
في "ع": "غيركم".
بما يقضي بكمال أَيمانهم، ورتَّب عليه:"الإيمان يمان"، فكان (1) ذلك إشارةً إلى إيمانِ مَن أتاه من أهل اليمن، لا إلى أهل مكة والمدينة، ولا مانعَ من إجراء الكلام على ظاهره، وحملُه على أهل اليمن حقيقةٌ؛ لأن من اتصف بشيء، وقوي إيمانه به، وتأكد اضطلاعه به، نُسب ذلك الشيءُ إليه إشعاراً بتميزه، فكذا حالُ أهل اليمن حينئذ، وحالُ الوافدين منهم في حياته وفي أعقابه؛ كأويس القرني، وأبي مسلم الخولاني، وشبههما ممن سَلِمَ قلبهُ، وقوي إيمانهُ، فكانت نسبةُ الإيمان إليهم بذلك إشعاراً بكمال إيمانهم، من غير أن يكون في ذلك نفيٌ له عن غيرهم، فلا منافاةَ بينه وبين قوله:"الإيمانُ في أَهْلِ الحِجَازِ"، ثم المراد بذلك: الموجودون منهم حينئذ، لا كلُّ أهل اليمن في كل زمان؛ فإن اللفظ لا يقتضيه. وهذا هو الحق في ذلك (2).
(عند أُصولِ أذناب الإبل): يعني: أنهم يبعدون عن الأمصار، فيجهلون معالمَ دينِهم.
(في ربيعةَ ومضرَ): يعني: مَنْ بالعراقِ منهما (3).
* * *
1791 -
(3303) - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكاً، وَإِذَا
(1) في "ع": "وكان".
(2)
انظر: "التوضيح"(19/ 240 - 241).
(3)
في "ع": "منها".
سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَاناً".
(صياح الدِّيَكَة): -بكسر الدال وفتح الياء-: جمع ديك.
* * *
1792 -
(3304) - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَناَ رَوْحٌ، أَخْبَرَناَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ -أَوْ أَمْسَيْتُمْ-، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ باباً مُغْلَقاً".
(فَحُلُّوهم): -بحاء مهملة-؛ من الحل، وبخاء معجمة مفتوحة (1)؛ من التخلية.
* * *
1793 -
(3305) - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَإِنِّي لَا أُرَاهَا إِلَاّ الْفَأْرَ، إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الإِبِلِ، لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ، شَرِبَتْ". فَحَدَّثْتُ كَعْباً، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ لِي مِرَاراً، فَقُلْتُ: أَفَأَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟
(وما (2) أُراها إلا الفأر): بضم همزة "أُراها"، وإسكان همزة "الفأْر".
(1)"مفتوحة" ليست في "ع".
(2)
نص البخاري: "لا".
1794 -
(3307) - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ابْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهَا بِقَتْلِ الأَوْزَاغِ.
(بقتل الأوزاغ): جمع وَزَغٍ، ووَزَغٌ: جمعُ وَزَغَةٍ، أو اسمُ جنسٍ جمعيٌّ لها.
* * *
1795 -
(3310) - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقُشَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ، ثُمَّ نَهَى، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم هَدَمَ حَائِطاً لَهُ، فَوَجَدَ فِيهِ سِلْخَ حَيَّهٍ، فَقَالَ:"انْظُرُوا أَيْنَ هُوَ؟ "، فَنَظَرُوا، فَقَالَ:"اقْتُلُوهُ"، فَكُنْتُ أَقْتُلُهَا لِذَلِكَ.
(سَلْخ حية): بفتح السين، وكسرها، وقواه بعضهم بأنه اسمٌ لا مصدرٌ.
* * *
1796 -
(3313) - فَحَدَّثَهُ أَبُو لُبابةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ الْبُيُوتِ، فَأَمْسَكَ عَنْهَا.
(جِنَّان البيوت): -بكسر الجيم وتشديد النون-، الجنان: التي تأوي إلى البيوت، وتكون فيها، جمعُ جانّ (1).
(1) انظر: "التنقيح"(2/ 723).