الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وقال إبراهيم بن حمزة: مثل زِرِّ الحَجَلَة): قيل: إنّه خالف بتقديم الزاي على الراء، وقيل: إنّه خالف في ضمّ الحاء، فرواه بفتح الحاء والجيم، وهي: الكَلَّة التي تكون على السرير (1).
* * *
باب: صِفَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
1900 -
(3544) - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَكانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام يُشْبِهُهُ، قُلْتُ لأَبي جُحَيْفَةَ: صِفْهُ لِي. قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ قَدْ شَمِطَ. وَأَمَرَ لنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثَ عَشْرَة قَلُوصًا، قَالَ: فَقُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ نقبِضَهَا.
(قد شَمِط): -بفتح الشين المعجمة وكسر الميم-: بياضٌ في شعر يخالط سوادَهُ.
(بثلاث (2) عشر قلوصًا): كذا في الأصول، والقَلوصُ: الأنثى من الإبل، فمن ثَمَّ قال السّفاقسيُّ وغيره: المعهودُ في مثله: ثلاثَ (3) عَشْرَ [ةَ] قلوصًا (4).
(1) المرجع السابق، (2/ 760).
(2)
في "ج": "ثلاثة".
(3)
"ثلاث" ليست في "ج".
(4)
انظر: "التوضيح"(20/ 132).
قلت: ولا يبعد التذكيرُ على إرادة التّأويل.
1901 -
(3545) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبٍ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَرَأَيْتُ بَيَاضًا مِنْ تَحْتِ شَفَتِهِ السُّفْلَى الْعَنْفَقَةَ.
(العنفقة): هو العُثْنُون (1)، وهو ما (2) بين الشفة السفلى والذَّقَن.
* * *
1902 -
(3547) - حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنس بْنَ مَالِكٍ يَصِفُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ رَبْعَةً مِن الْقَوْمِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ، وَلَا آدَمَ، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ، وَلَا سَبْطٍ رَجِلٍ، أنزِلَ عَلَيْهِ وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيتهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ. قَالَ رَبِيعَةُ: فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ، فَإِذَا هُوَ أحْمَرُ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ.
(رَبْعة): -بسكون الباء وفتحها-، وقد فسره في الحديث بقوله:"ليس بالطَّويل (3) ولا بالقصير (4) ".
(1) في "ع" و "ج": "العيون".
(2)
في "ج": "وما".
(3)
في "ج": "بطويل".
(4)
في "م": "بقصير".
(أزهر اللون): هو البياض المَشُوبُ بالحمرة، وقيل: هو الأبيضُ.
(ليس بأبيضَ): يريد: أنه ليس بأبيضَ أَمْهَقَ.
[وقال القاضي: وقع في البخاري من رواية المروزي: "أزهرَ اللونِ أمهقَ"]، (1)، وهو خطأ (2).
(ليس بجَعْدٍ قَطَطٍ): -بفتح الطاء وكسرها-؛ أي: ليس بجعدٍ شديدِ الجعودة كشعر السودان.
(ولا سَبط): -بسكون الباء وكسرها-؛ أي: ولا مسترسِلِ الشعر.
قال الهروي: الشعرُ الجعدُ غيرُ السبط محمودٌ؛ لأنّ السبوطةَ أكثرُها في شعور العجم (3).
(رَجِلٌ): أي مُسَرَّحُ الشعرِ مسترسلُه، وهو بالرفع على القطع، وعند الأصيلي بالرّفع والخفض، [فوجه الرفع ما تقدم، ووجه الجرّ: الخفضُ على](4) الجِوار على بعده؛ إذ لا يصح أن يكون وصفًا للسبطِ المنفيِّ (5) عن صفة شعره عليه الصلاة والسلام (6).
(أُنزل عليه وهو ابنُ أَربعين): هو قول الأكثرين.
(1) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(2)
انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 318).
(3)
انظر: "التوضيح"(20/ 136).
(4)
ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج".
(5)
في "ع": "النفي".
(6)
انظر: "التنقيح"(2/ 761).
وقيل: أُنزل عليه بعدَ أربعين (1) وعشرةِ أيام.
وقيل: وشهرين، وذلك يوم (2) الاثنين لسبعَ عشرةَ خلت من شهر رمضانَ.
وقيل: لسبع (3).
وقيل: لأربع وعشرين ليلة، فيما ذكره ابن عساكر (4).
(فلبث بمكةَ عشر سنين): قال الزّركشي: هذا على قول أَنس، والصحيحُ: أنه أقام بمكة ثلاثَ عشرةَ؛ لأنّه تُوفي وعمرُه ثلاثٌ وستون (5)، ويلزم من قولِ أنسِ: أنّه (6) تُوفي وهو ابن ستين؛ إذ لا خلاف أنّ (7) إقامته بالمدينة كانت عشرًا (8).
قلت: الجرأة على تخطئة الصّحابي (9) صعبٌ شديد، لاسيّما ولكلامه محملٌ صحيح، وييانه: أنّ أنسًا رضي الله عنه لم يقل: فلبث بمكة عشر سنين، واقتصر على هذا، حتّى نعترض عليه بذلك الاعتراض؛ وإنّما قال: فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، فلا ينافي أن يكون أقامَ بها أكثرَ من
(1) في "ج": "الأربعين".
(2)
في "ع": "ليوم".
(3)
"وقيل: لسبع" ليست في "ع".
(4)
انظر: "التوضيح"(20/ 136).
(5)
في "ج": زيادة "سنة".
(6)
في "ج": "وأنه".
(7)
في "ع" و"ج": "في أن".
(8)
انظر: "التنقيح"(2/ 761).
(9)
في "ع": "البخاري".
هذه المدّة، ولكنه لم ينزل عليه إلا في العشر، ولا يخفى أنّ الوحي فَتَرَ في ابتداء الأمر (1) سنتين ونصفًا (2)، على ما قدمناه أوّلَ (3) الكتاب، وأنَّه أقام ستةَ أشهر في ابتداء الوحي يرى الرؤيا الصالحة، فهذه ثلاثُ سنينَ لم يوحَ إليه في بعضها [أصلًا، وأوحي إليه في بعضها](4) في المنام، فيُحمل قولُ أنسٍ على أنّه لبث بمكة ينزل إليه الوحيُ في اليقظة عشرَ سنين، واستقامَ الكلام، ولم يتجه اعتراضٌ (5) بأنه يلزم وفاته ابنَ ستين، وقد أسلفنا هذا في بدء الوحي، فراجعه.
وقد وقفت بعد هذا في متن البخاري قبل كتاب الأدب بأوراقٍ يسيرة على ما يقدح في هذا التوجيه، وقد ذكرته في هذا التعليق بعد باب قص الشارب بسطور، فانظره ثمة.
* * *
1903 -
(3548) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنس، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلَيْسَ بِالآدَمِ، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ،
(1) في "ج": "ابتداء الوحي".
(2)
وهذا التأويل مأخوذ عن السهيلي، وهو مبني على صحة الخبر المنقول في هذا. وانظر:"فتح الباري"(8/ 150).
(3)
في "ع": "من أول".
(4)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(5)
في "ع": "إعراض".
بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، فتوَفَّاهُ اللَّهُ، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيته عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ.
(ليس بالطويل البائن): أي: المفرط في طوله (1)، فهو اسم فاعل من بان؛ أي: ظهر، أو من بان؛ أي: فارق سواه بإفراط طوله (2).
(ولا بالأبيض (3) الأمهق): قال الهروي: الأمهق الشديد البياض إلى زرقة كلون الجص، وفي هذا أنه يقال (4):[أبيض، بخلاف ما يقول بعض الناس: أنه لا يقال](5) إلا في الأرض، وقد قال أبو طالب:
وأبيضَ يستسقى الغمامُ بوجهه
…
ثَِمالُ اليتامى عصمةٌ للأرامل (6)
* * *
1904 -
(355) - حَدَّثَنَا يَحْيىَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْج قَالَ: أَخْبَرَبي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ:"ألمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ الْمُدْلِجِيُّ لِزَيْدٍ وَأسُامَةَ -وَرَأَى أَقْدَامَهُمَا-: إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الأَقْدَامِ مِنْ بَعْضٍ".
(1)"في طوله" ليست في "ع".
(2)
انظر: "التنقيح"(2/ 761).
(3)
في "ع": "الأبيض".
(4)
في "ع": "لا يقال".
(5)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(6)
انظر: "التنقيح"(2/ 761).
(تبرق أسارير وجهه): يعني خطوط وجهه وتكسُّرها، واحدها سِر، بكسر السين، وجمعه أسرار؛ فأسارير جمع الجمع.
(إن بعض هذه الأقدام من بعض): استدل بهذا الحديث فقهاء الحجاز ومن تبعهم على أصل من أصولهم؛ وهو العمل بالقيافة، حيث يشتبه إلحاق الولد بأحد الواطئين في طهر واحد، لا في كل الصور، بل في بعضها، ووجه الاستدلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُرَّ بذلك.
قال الشافعي رحمه الله: ولا يُسرُّ بباطل، وخالف أبو حنيفة وأصحابه، واعتذارهم عن الحديث أنه لم يقع منه إلحاق متنازع فيه، ولا هو وارد في محل النزاع؛ فإن أسامة كان لاحقًا بفراش زيد من غير منازع له فيه (1)، وإنما كان الكفار يطعنون في نسبه؛ لتباينٍ بين لونه ولون (2) أبيه في السواد والبياض، فلما غطيا رءوسهما وبدت أقدامهما وألحق محرز أسامة بزيد، كان ذلك إبطالًا لطعن الكفار بسبب اعترافهم بحكم القيافة، وإبطال طعنهم حق، فلم يسر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بحق.
والأولون يجيبون: بأنه وإن كان ذلك واردًا في صورة خاصة، إلا أن له جهة عامة، وهي دلالة الاشتباه على الأنساب، فتأخذ هذه الجهة من الحديث ويعمل بها (3).
(1)"فيه" ليست في "ع".
(2)
في "ع" و"ج": "وبين لون".
(3)
انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (4/ 72).
1905 -
(3556) - حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ بُكَيْر، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْن شهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعْبٍ: أَن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كأنه قِطعَةُ قَمَرٍ، وَكنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ.
(حتى كأنه قطعةُ قمر): يُسأل عن وجه عدوله عن تشبيه وجهه بالقمر إلى تشبيهه بقطعة قمر، وكنت أسمع عن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني رحمه الله: أنه كان يقول: وجهُ العدول: هو أن القمر فيه قطعة يظهر فيها سواد، وهو المسمَّى صلى الله عليه وسلم بالكَلَف، فلو شبه (1) بالمجموع؛ لدخلت هذه القطعةُ في المشبه به، وغرضُه إنما هو (2) التشبيه (3) على أكمل الوجوه، فلذلك قال: كأنه قطعة قمر، يريد: القطعةَ (4) الساطعةَ الإشراق، الخاليةَ من شوائب الكدر.
* * *
1906 -
(3558) - حَدَّثَنَا يَحيى بْنُ بُكَيْر، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُس، عَنِ ابْنِ شهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ
(1) في "ج": "شيء".
(2)
"هو" ليست في "ج".
(3)
في "ع": "التشبه".
(4)
"يريد القطعة" ليست في "ع".
-رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْدِلُ شَعَرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُؤُوسَهُمْ، فَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ.
(يسدُل شعره): -بضم الدال وكسرها-؛ أي: يرسل شعرَ ناصيته على جبهته.
(يفرقون): بكسر الراء وضمها.
(ثم فرَق): -بالتخفيف-؛ أي: شعرَ رأسه كله، فألقاه إلى جانبي الرأس، ولم يبق منه على جبهته.
(وكان يحب موافقة أهل الكتاب فيما (1) لم يؤمر فيه بشيء): أي: لأنهم كانوا على بقية في دين الرسل، فأحبَّ موافقتهم فيما لم يحرفوه؛ عملا بقوله تعالى:{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]، ويحتمل أن يكون فرق (2) بعدما أسدل لأمرٍ أُمر به؛ لأنه كان لا ينطق عن الهوى.
* * *
1907 -
(3559) - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِل، عَنْ مَسْرُوق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ:"إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا".
(1) في "ع": "فيها".
(2)
في "ع" و"ج": "فوق".
(عن أبي حمزة): بحاء مهملة وزاي.
* * *
1908 -
(3561) - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّاد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أليَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطُّ، أَطْيَبَ مِنْ رِيح أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(ما مسِست): بكسر السين.
(ولا شمِمت): بكسر الميم.
(أو عَرْفًا): هو (1) الرائحة الطيبة.
* * *
1909 -
(3564) - حَدَّثَنَا قُتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ الأَسْدِيِّ، قَالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ، فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى نرى إِبْطَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرٌ: بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.
(ابن بحينة الأَسْدي): -بتسكين السين-، وأصله: الأَزْدي؛ لأنه من أَزْد شنوءةَ، فأبدلت الزاي سينا.
قال الزركشي: وقد وهم البخاري حيث ظنه الأسَدي -بفتح السين- (2) ".
(1) في "ع" و"ج": "وهو".
(2)
انظر: "التنقيح"(2/ 763).
1910 -
(3565) - حَدَّثَنَا عبدُ الأَعْلَى بْن حَمادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْن زُريع، حَدَّثَنَا سعيد، عَن قَتَادَةَ: أَنَّ أَنسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُم: أَن رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَان لَا يَرفَع يَدَيهِ في شَيْءٍ مِن دُعَائِهِ، إِلا فِي الاِستِسْقَاء؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَرفَعُ يَديْهِ حَتَى يرى بَيَاض إِبْطَيْهِ.
(حتى نرى): بالنون في بعض النسخ، مبني للفاعل، وبالياء المضمومة في (1) بعضها، على البناء للمفعول.
(بياض إبطيه). بالنصب والرفع، على حسب الروايتين المتقدمتين.
* * *
1911 -
(3568) - وَقَالَ اللَّيْث: حَدَّثَنِي يُونس، عن ابْن شهَاب: أَنهُ قَالَ: أَخبَرَنِي عُرْوَةُ بْن الزبَيْرِ، عَن عَائِشةَ: أَنَّها قَالت: أَلَا يعجِبُكَ أبو فُلَانٍ؟ جَاءَ فَجَلَس إِلَى جَانِبِ حُجْرتِي يُحَدِّث عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسمِعُنِي ذَلِكَ، وَكنتُ أُسَبِّحُ، فَقَامَ قَبْلَ أَن أَقضي سبحتي، وَلَوْ أَدْركْتُهُ، لَرددت عَلَيهِ، إِن رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم يَكن يَسرد الْحَدِيثَ كَسَردكم.
(ألا يُعْجِبُك): بضم الياء وسكون العين وكسر الجيم خفيفة.
ويروى: بفتح العين وكسر الجيم مشددة (2).
(أبو فلان، جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث): هو أبو هريرة رضي الله عنه.
(1) في "ع": "وفي".
(2)
انظر: "التنقيح"(2/ 763).