الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: حَدِيثِ أَبرَصَ وأَعْمَى وأَقْرعَ في بني إسْرائيلَ
1866 -
(3464) - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِم، حَدَّثَنَا هَمَّام، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَبي عَمْرَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. (ح) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّام، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عَمْرَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ: أَنهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى، بَدَا لِلَّهِ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْن حَسَن، وَجِلد حَسَن، قَدْ قَذِرَني النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ، فَأُعْطِيَ لَونًا حَسَنًا وَجِلدًا حَسَنًا. فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإبِلُ -أَوْ قَالَ: الْبقَرُ، هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ، أنَّ الأَبْرَصَ وَالأَقْرع، قَالَ أَحَدُهُمَا: الإبِلُ، وَقَالَ الآخَرُ: الْبَقَرُ-، فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ. فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا. وَأَتَى الأَقْرَعَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شعَر حَسَن، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا، قَدْ قَذِرَني النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ، وَأُعْطِيَ شعرًا حَسَنًا. قَالَ: فَأَيُ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبقَرُ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ بَقَرةً حَامِلًا، وَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا. وَأَتَى الأَعْمَى، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي، فَأبصِرُ بِهِ النَّاسَ. قَالَ: فَمَسَحَهُ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَه. قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ. فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا، فَأُنْتِجَ هذَانِ، وَوَلَّدَ هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إبلٍ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بقر، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَم. نُمَّ إِنَّهُ أتى الأَبْرَصَ فِي صورَتهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُل مِسْكِين، تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي
سَفَرِي، فَلَا بَلَاغ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ بِكَ، أَسأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ، وَالْجِلْدَ الْحَسَن، وَالْمَالَ، بَعِيرًا أتبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَري. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْحُقُوقَ كثِيرَة. فَقَالَ لَهُ: كأنِّي أَعْرفك، أَلَمْ تكُن أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ، فَقِيرًا، فَأَعْطَاكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كابِرٍ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كاذِبًا، فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ، وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورتهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، فَردَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كاذِبًا، فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأتى الأَعْمَى فِي صُورتهِ، فَقَالَ: رَجُل مِسْكِين وَابْنُ سَبِيلٍ، وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَري، فَلَا بَلَاغ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ بِكَ، أَسألكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شاةً أتبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَري. فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى، فَردَّ اللَّهُ بَصَرِي، وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ! لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ؛ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ، وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ".
(وحدثني محمد، قال: ثنا (1) عبد الله بنُ رجاءٍ): قال الحافظ أبو ذر: هذا مما يشبه أن يكون محمدًا الذهلي، والبخاري قد روى عن عبد الله بن رجاء، ولكن هذا (2) الحديث عنده عن محمد، عن عبد الله بن رجاء (3).
(بدا لله أن يبتليهم): قال ابن قرقول: ضبطناه عن متقني شيوخنا: "بدأ" -بالهمز-، ورواه كثير من الشيوخ بغير همز، وهو خطأ؛ لما فيه من
(1) في "ع" و"ج": "أنبأ".
(2)
في "م": "هذه".
(3)
انظر: "التنقيح"(2/ 749).
معنى البداء، وهو ظهور شيء بعد أن لم يكن (1) قبلُ، وهو محال في حق الله تعالى، إلا أن يتأوَّل: أراد.
و (2) في "صحيح مسلم": "أراد الله"(3).
وقيل: معنى بدأ -بغير همز-: سَبقَ في علم الله تعالى، فأراد فعلَه وإظهاره (4).
(قذِرني الناس (5)): -بكسر الذال-؛ أي: عَدُّوني مستَقْذَرًا، وكرهوني.
(ناقة عُشَراء): أي: أتى على حملها عشرةُ أشهر، وهي من أَنْفَسِ (6) الإبل.
(فأعطاه شاةً والدًا): أي: ذاتَ ولد.
(فأُنتج هذان): قال السفاقسي: كذا وقع، والذي ذكره أهل اللغة: نُتجَتِ الناقةُ: -بضم النون- ونَتَجَها أهلُها، وقال: أَنْتَجَتِ الفرسُ: حملت، فهي نَتوجٌ، ولا يقال (7): مُنْتِجٌ (8).
(1)"لم يكن" ليست في "ع".
(2)
الواو ليست في "ج".
(3)
رواه مسلم (2964).
(4)
انظر: "التنقيح"(2/ 749 - 750).
(5)
في "ع": "الله".
(6)
في "ع": "نفس".
(7)
"ولا يقال" ليست في "ع".
(8)
انظر: "التنقيح"(2/ 750)، و"التوضيح"(19/ 620).