المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: علامات النبوة في الإسلام - مصابيح الجامع - جـ ٧

[بدر الدين الدماميني]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الجِزيَةَ والموَادَعَةِ

- ‌باب: الوَصَاةِ بأَهْلِ ذِمَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب: مَا أَقْطَعَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ البَحْرَينِ، وَمَا وَعَدَ مِنَ البَحْرَينِ وَالجِزْيَةِ، وَلِمَنْ يُقْسَمُ الفَيءُ والجِزْيَةُ

- ‌باب: إِثْمِ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدَاً بِغَيرِ جُرْمٍ

- ‌باب: إِخْرَاجِ اليَهُودِ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ

- ‌باب: إذا غَدَرَ المُشْرِكُونَ بالمُسْلِمينَ هَلْ يُعْفَى عَنْهُم

- ‌باب: دُعَاءِ الإِمَامِ عَلَى مَنْ نَكَثَ عَهْدَاً

- ‌باب: أَمَانِ النِّسَاءِ وَجِوَارِهِنَّ

- ‌باب: ذِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ وَجِوَارِهِمْ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْناَهُمْ

- ‌باب: إِذَا قَالُوا: صَبَأْناَ، وَلَمْ يُحْسِنُوا: أَسْلَمْنَا

- ‌باب: الْمُوَادَعَةِ وَالْمُصَالَحَةِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بِالْمَالِ وَغَيْرِهِ، وَإِثْمِ مَنْ لَمْ يَفِ بِالْعَهْدِ

- ‌باب: مَا يُحْذَرُ مِنَ الغَدْرِ

- ‌باب: كَيْفَ يُنْبَذُ العَهْدُ إِلَى أَهْلِ العَهْدِ

- ‌باب: إِثْمِ مَنْ عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ

- ‌باب

- ‌باب: إِثْمِ الغَادِرِ لِلْبَرِّ والفَاجِرِ

- ‌كِتابُ بَدءِ الخَلْقِ

- ‌باب: مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم: 27]

- ‌باب: مَا جَاءَ في سَبْعِ أَرَضِينَ

- ‌باب: فِي النُّجُومِ

- ‌باب: صِفَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ

- ‌باب: مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ} [الفرقان: 48]

- ‌باب: ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ

- ‌باب: إِذَا قَالَ أَحدُكُمْ آمِيْنَ وَالمَلَائِكَةُ في السَّمَاءِ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

- ‌باب: مَا جَاءَ في صِفَةِ الجَنَّةِ وَأَنَّها مَخْلُوقَةٌ

- ‌باب: صِفَةِ النَّارِ وأَنَّها مَخْلُوقَةٌ

- ‌باب: صِفَةِ إِبْلِيْسَ وجُنُودِهِ

- ‌باب: ذِكْرِ الْجِنِّ وَثَوَابِهِمْ وَعِقَابِهِمْ

- ‌باب: قَولِ اللهِ عز وجل: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البقرة: 164]

- ‌باب: خَيْرِ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجبَالِ

- ‌باب

- ‌باب

- ‌كِتَابُ أَحَادِيث الأَنبيَاءِ

- ‌باب: خَلْقِ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ

- ‌باب: الأَرْوَاحِ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ

- ‌باب: قَولِ الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [هود: 25]

- ‌باب: ذِكْرِ إِدْرِيسَ عليه السلام

- ‌باب: قَولِ اللهِ عز وجل: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [هود: 50]

- ‌باب: قِصَّةِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ

- ‌باب: قوله الله عز وجل: {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]

- ‌باب: قوله: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} [الحجر: 51]

- ‌باب: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ} إلى قوله {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133]

- ‌باب: قول الله عز وجل: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [هود: 61]

- ‌باب: قول الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7]

- ‌باب: قَوْلُ اللَّهِ -جَلَّ ذِكْرُهُ-: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 51 - 52]

- ‌باب: قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه: 9]

- ‌‌‌بابِ:حَدِيثِ الخَضِرِ مَعَ مُوسَى عليهما السلام

- ‌بابِ:

- ‌باب: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} [الأعراف: 138]

- ‌باب: وَفَاةِ مُوسَى، وذِكْرِهِ بَعْدُ

- ‌باب: قول الله عز وجل: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} إلى قوله: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم:11 - 12]

- ‌باب: قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} إلى: {وَهُوَ مُلِيمٌ} [الصافات: 139 - 142]

- ‌باب: قَوْلِ اللَّهِ -جَلَّ ذِكرُهُ-: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163]

- ‌باب: قَولِ اللَّهِ تَعَالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30]

- ‌باب: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} إلى قوله: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} آل عمران:42 - 44]

- ‌باب: قَولِ اللَّه تَعَالَى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ} [آل عمران: 45]

- ‌باب: قول الله عز وجل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} [مريم: 16]

- ‌باب: نُزُولِ عِيْسَى ابنِ مَرْيَمَ عليه السلام

- ‌باب: مَا ذُكِرَ عَنْ بَني إَسْرَائِيلَ

- ‌باب: حَدِيثِ أَبرَصَ وأَعْمَى وأَقْرعَ في بني إسْرائيلَ

- ‌باب: حَدِيثِ الغَارِ

- ‌باب

- ‌كتاب المناقب

- ‌باب: قول الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات: 13]، وقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1] وما ينهى من دعوى الجاهلية

- ‌باب: مَنَاقِبُ قُرَيْشٍ

- ‌باب: نُزُولِ القُرْآنِ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ

- ‌باب

- ‌باب: ذِكْرِ أَسلَمَ وَغِفَارَ ومُزَينَةَ وجُهَيْنَة وأَشْجَعَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنْ دَعْوَة الجَاهِلِيةِ

- ‌باب: قِصَّةِ خُزَاعَةَ

- ‌باب: قِصَّةِ زَمْزَمَ

- ‌باب: قِصَّةِ الحَبَشِي، وقَولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَا بني أَرْفَدَةَ

- ‌باب: مَنْ أَحَبَّ أَنْ لَا يُسَبَّ نسبُهُ

- ‌باب: كُنْيةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب: خَاتَم النُّبُوةِ

- ‌باب: صِفَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَينُهُ ولَا يَنَامُ قَلْبُهُ

- ‌باب: عَلَامَاتِ النُّبوَّةِ في الإسْلَامِ

- ‌باب: قَولِ اللهِ تَعَالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146]

- ‌باب

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ

- ‌باب: فَضَائِلِ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ رَآهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَهْوَ مِنْ أَصْحَابِهِ

- ‌باب: قولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "سُدُّوا الأَبْوابَ إِلَّا بَابَ أبي بَكْرٍ

- ‌باب: قَولِ النَّبي صلى الله عليه وسلم: "لو كُنتُ مُتَّخِذًا خَلِيْلًا

- ‌باب: مَنَاقِبِ عُمَر بنِ الخَطَّابِ أَبي حَفصٍ القُرَشِيِّ العَدَويِّ رضي الله عنه

- ‌باب: مَنَاقِبِ عُثْمانَ بنِ عَفَّانَ أبي عمرٍو القُرشِيِّ رضي الله عنه

- ‌باب: قِصَّةِ البَيْعَةِ، والاتِّفَاقِ عَلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ

- ‌باب: مَنَاقِبِ عَليِّ بنِ أبي طَالِبٍ أبي الحَسَنِ القُرشيِّ الهَاشِمِّي رضي الله عنه

- ‌باب: مَنَاقِبِ جَعْفَر بنِ أَبي طَالِبٍ الهَاشِمِّي رضي الله عنه

- ‌باب: مَنَاقِب الزُّبَيرِ بنِ العَوَّامِ رضي الله عنه

- ‌باب: مَنَاقِبِ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ رضي الله عنه

- ‌باب: ذِكْرِ أَصْهَارِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم منهم أَبو العَاص بنِ الرَّبِيعِ

- ‌باب: مَنَاقِب زَيدِ بِن حَارِثَةَ مَولَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب: مَنَاقِب عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌باب: مَنَاقِبِ عَمَّارٍ وحُذَيفَةَ رضي الله عنهما

- ‌باب: مَنَاقِبِ الحَسَنِ والحُسَينِ رضي الله عنهما

- ‌باب: مَنَاقِبِ بِلالِ بنِ رَبَاح مَولَى أبي بَكْرٍ رضي الله عنهما

- ‌باب: مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ

- ‌باب: فَضْلِ عَائِشَةَ رضي الله عنها

- ‌باب: مَنَاقِبِ الأَنْصَارِ

- ‌باب: قَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم للأَنْصَار: "أَنْتُم أحبُّ النَاسِ إِليَّ

- ‌باب: أَتْباعِ الأَنْصَارِ

- ‌باب: فَضْلِ دُورِ الأَنْصَارِ

- ‌باب: قَولِ النَّبي صلى الله عليه وسلم للأَنْصَارِ: "اصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْني عَلَى الحَوْضِ

- ‌باب: دُعَاءِ النَّبي صلى الله عليه وسلم: "أَصْلحِ الأَنْصَارَ والمُهَاجِرة

- ‌باب: قَولِ اللهِ عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]

- ‌باب: قَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهم، وتَجاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ

- ‌باب: مَنَاقِبِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌باب: مَنْقَبةِ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه

- ‌باب: مَنَاقِبِ أَبي طَلْحَةَ رضي الله عنه

- ‌باب: مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌باب: تَزْوِيج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم خَدِيْجَة وفَضْلِهَا

- ‌باب: ذِكْرِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ الْعَبْسِيِّ رضي الله عنه

- ‌باب: ذِكْرِ هِنْدٍ بنتِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيعةَ رضي الله عنها

- ‌باب: حَديثِ زَيدِ بنِ عُمرِو بنِ نُفَيل

- ‌باب: بُنْيَانِ الكَعْبَةِ

- ‌باب: أَيَّامِ الجَاهِلِيَّةِ

- ‌باب: القَسَامةِ في الجَاهلِيَّةِ

- ‌باب: مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب: مَا لَقِي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وأَصْحَابُهُ مِنَ المُشْرِكينَ بمكَّةَ

- ‌باب: إِسْلَامِ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌باب: إِسْلَامِ أَبي ذَرِّ الغِفَارِيِّ رضي الله عنه

- ‌باب: إِسْلَامِ سَعِيْدِ بنِ زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌باب: إِسْلَامِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌باب: انْشِقَاقِ القَمَرِ

- ‌باب: هِجْرَةِ الحَبَشَةِ

- ‌باب: قِصَّةِ أَبي طَالِبٍ

- ‌باب: حَديثِ الإسْراءِ

- ‌باب: المِعْرَاجِ

- ‌باب: وُفُودِ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِمكَّةَ، وبَيْعَةِ العَقَبَةِ

- ‌باب: تَزْويج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ، وقُدُومِهَا المَدِينَةَ، وَبِنَائهِ بِهَا

- ‌باب: هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ

- ‌باب: مَقْدَمِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأَصْحَابِهِ المَدِيْنَةَ

- ‌باب: قَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمَّ أَمْضِ لأَصْحابي هِجْرَتَهُمْ

- ‌باب

- ‌باب: إِتْيَانِ اليَهُودِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حينَ قَدِمَ المدِيَنةَ

- ‌باب: إِسْلَامِ سَلْمَانَ الفَارِسيِّ

- ‌كِتابُ المَغَازِي

- ‌باب: غَزْوَةِ الْعُشَيرَةِ أَوِ الْعُسَيرَةِ

- ‌باب: ذِكْرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يُقْتَلُ بِبَدْرٍ

- ‌باب: قِصَّةِ غَزْوَةِ بَدْرٍ

- ‌باب: قوله تعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} إلى قوله {شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 9 - 13]

- ‌باب: عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْرٍ

- ‌باب: دُعَاءِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على كُفَّارِ قُرَيشٍ

- ‌باب: قَتْلِ أَبي جَهْلٍ

- ‌باب: فَضْلِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب: تَسْمِيةِ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي الْجَامِعِ الَّذِي وَضَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ

- ‌باب: حَدِيثِ بَنِي النَّضِيرِ، وَمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي دِيَةِ الرَّجُلَيْنِ، وَمَا أَرَادُوا مِنَ الْغَدْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2]

- ‌باب: قَتْلِ كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ

- ‌باب: قَتْلِ أَبي رَافعٍ عَبدِ اللهِ بنِ أَبي الحُقَيقِ

الفصل: ‌باب: علامات النبوة في الإسلام

‌باب: عَلَامَاتِ النُّبوَّةِ في الإسْلَامِ

1913 -

(3571) - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِير، سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ، فَأَدْلَجُوا لَيْلَتَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ الصُّبْح، عَرَّسُوا، فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ لَا يُوقَظُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَنَامِهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ، فَقَعَدَ أبَو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ، حَتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ وَصَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقوْمِ لَمْ يُصَلِّ مَعَنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قالَ:"يَا فُلَانُ! مَا يَمنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا؟ ". قَالَ: أَصَابتنِي جَنَابَةٌ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ، ثُمَّ صَلَّى، وَجَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في ركُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ عَطِشْنَا عَطَشًا شَدِيدًا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نسِيرُ، إِذَا نحنُ بِامْرَأَةٍ سَادِلَةٍ رِجْلَيْهَا بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ، فَقُلْنَا لَهَا: أَيْنَ الْمَاءُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا مَاءَ. فَقُلْنَا: كَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ الْمَاءِ؟ قَالَتْ: يَوْم وَلَيْلَة. فَقُلْنَا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: وَمَا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا مِنْ أَمْرِهَا حَتَّى اسْتَقْبَلْنَا بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثتهُ بِمِثْلِ الَّذِي حَدَّثتنَا، غَيْرَ أَنَّهَا حَدَّثتهُ أَنَّهَا مُؤْتمَة، فَأمَرَ بِمَزَادَتَيْهَا، فَمَسَحَ فِي الْعَزْلَاوَيْنِ، فَشَرِبْنَا عِطَاشًا أَرْبَعِينَ رَجُلًا حَتَّى رَوِينَا، فَمَلأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِداوَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ نسقِ بَعِيرًا، وَهْيَ تَكَادُ تَنِضُّ مِنَ الْمِاءِ، ثمَّ قَالَ:"هَاتُوا مَا عِنْدكمْ"، فَجُمِعَ لَهَا مِنَ الْكِسَرِ وَالتَّمْرِ، حَتَّى أتتْ أَهْلَهَا، قَالَتْ: لَقِيتُ أَسْحَرَ النَّاسِ، أَوْ هُوَ نبَيٌّ كَمَا زَعَمُوا، فَهَدَى اللَّهُ ذَاكَ الصِّرْمَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ، فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا.

ص: 212

(وكان لا يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من منامه): إنما ذلك؛ لما عسى أن يحدث (1) له فيه من (2) الوحي.

(فقعد أبو بكر عند رأسه، فجعل يكبر ويرفع صوته): ظاهره أن المكبر الرافع صوته هو (3) أبو بكر، لكن رواه مسلم، وفيه: أن الذي كبر ورفع صوته عمر، لا أبو بكر، وكذلك (4) رواه البخاري في التيمم (5).

(وجعلني النبي صلى الله عليه وسلم في ركوب بين يديه): كذا وقع: وجعلني؛ من الجعل، قيل: وصوابه: "عَجَّلَني"؛ أي: أمرني بالعَجلة، وكذا رواه مسلم (6):"ثم عجلني في ركب (7) بين يديه نطلبُ الماءَ وقد عَطِشْنا"(8).

والركوب: -بفتح الراء-: هو تذكير رَكوبة؛ وهو ما يُركب من الدواب، فعول بمعنى مفعول.

وقيل: صوابه بضم الراء، جمع راكب؛ كشاهد وشُهود (9).

قلت: لا وجه للتخطئة في الموضعين، فتأمله.

(1)"يحدث" ليست في "ج".

(2)

في "ع": "سنين".

(3)

في "ع": "وهو".

(4)

في "ج": "وكذا".

(5)

رواه البخاري (344)، ومسلم (682) عن عمران بن حصين رضي الله عنه.

(6)

في "ج": "رواه البخاري".

(7)

في "ج": "في ركوب".

(8)

رواه مسلم (682) عن عمران بن حصين رضي الله عنه.

(9)

انظر: "التنقيح"(2/ 765).

ص: 213

(مؤتمة): أي: ذاتُ أيتام.

(غير أنه لم يَسْقِ (1) بعيرًا): وذلك لأن الإبل تصبر (2) عن (3) الماء.

(وهي تكاد تنض): أي: تنشق فيخرج منها الماء؛ لشدة امتلائها، يقال: نَضَّ الماءُ من العين -بنون وضاد معجمة-: إذا نبعَ، وكذلك العَرَقُ، كذلك فسره الخطابي (4).

ويروى: "تبض" -بموحدة وضاد معجمة-؛ أي: تَقْطُر وتسيلُ قليلًا (5). وذكروا فيه روايات (6) كثيرة لم أتحقق كونها في البخاري، فلذلك أضربتُ عنها (7).

* * *

1914 -

(3572) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنس رضي الله عنه، قَالَ: أتيَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ وَهْوَ بالزَّوْرَاءِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الإنَاءِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبع مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فتَوَضَّأَ الْقَوْمُ. قَالَ قتادَةُ: قُلْتُ لأَنس: كَمْ كنْتُمْ؟ قَالَ: ثَلَاثَ مِئَةٍ، أَوْ زُهَاءَ ثَلاثِ مِئَةٍ.

(1) نص البخاري: "نَسْقِ".

(2)

في "ع" و"ج": "تسير".

(3)

في "ج": "على".

(4)

انظر: "أعلام الحديث"(3/ 1595).

(5)

انظر: "التوضيح"(20/ 170).

(6)

في "ع": "الروايات".

(7)

انظر: "التنقيح"(2/ 765).

ص: 214

(وهو بالزوراء): موضع بالمدينة.

(ينبع): بضم الباء وفتحها.

(أو زُهاء): -بضم الزاي والمد-؛ أي: قَدْرَ.

* * *

1915 -

(3576) - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبدُ العَزِيز بْنُ مُسلِم، حَدثَنَا حُصَيْن، عَن سالِم بْن أَبِي الْجَعدِ، عَن جَابِر بْنِ عبد الله رضي الله عنهما، قَآلَ: عَطِشَ الناسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَالنَّبي صلى الله عليه وسلم بين يَدَيْهِ ركوَة، فَتوَضَّأَ، فَجَهَشَ الناسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ:"مَا لكم؟ "، قَالُوا: لَيْس عِنْدَنَا مَاء نَتَوَضَّأُ وَلَا نشرب إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الركوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كأَمْثَالِ الْعُيُونِ، فَشَرِبْنَا وَتَوَضأْنَا. قُلْتُ: كم كنْتُم؟ قَالَ: لَو كنَا مِئَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كنَا خَمْس عَشرة مِئَةً.

(فجهش الناس): -بفتح الجيم والهاء-؛ أي: أسرعوا إلى الماء متهيئين لأخذه.

(كنا خمسَ عشرةَ مئة): قال الزركشي: ذُكر هذا لابن المسيب، فقال: وَهِمَ رحمه الله، حدثني أنهم كانوا أربعَ عشرةَ مئة، وعلى هذا مالكٌ، وأكثرُ الرواة، وقيل: كانوا ثلاث عشرة مئة، وكان عام الحديبية سنة ستٍّ (1).

* * *

1916 -

(3578) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن يُوسفَ، أَخبَرنَا مَالِك، عَن إِسْحَاقَ بن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي: أَنه سمعَ أَنس بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو

(1) انظر: "التنقيح"(2/ 766).

ص: 215

طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا، أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي، وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجدِ، وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ "، فَقُلْتُ: نعمْ. قَالَ: "بِطَعَامٍ". فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ: "قُومُوا". فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ! قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ. فَقَالَت: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ". فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمِ عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ". فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ". فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ". فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ". فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ -أَوْ ثَمَانُونَ- رَجُلًا.

(ولاثتني ببعضه): أي: لفَّتني ببعض خمارها الذي لَفَّتِ الخبزَ ببعضه.

(آرسلك أبو طلحة؟): بهمزة ممدودة على الاستفهام.

(هلمَّ يا أُمَّ سُليم): هَلُمَّ: -بميم مفتوحة مشددة- مع أن الخطاب لمؤنث،

ص: 216

وهذه لغة أهل الحجاز، يستوي فيها المذكر والمؤنث، والمفرد وغيره.

تقول: هلمَّ يا زيدُ، ويا هندُ، ويا زيدانِ، ويا هندانِ، ويا رجالُ، ويا نساء.

ولغة غيرهم إجراؤه على حسب حالِ المخاطب، فتقول: هلمي يا هندُ، وكذا رواه أبو ذر هنا:"هَلُمِّي يا أم سليم": بإثبات الياء (1).

(عُكَّة): -بضم العين-: وعاء السمن.

(فَأدَمتَهْ): أي: أصلحته بالإدام.

* * *

1917 -

(3579) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونها تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ الْمَاءُ، فَقَالَ:"اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ". فَجَاؤُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ:"حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ"، فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ كنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهْوَ يُؤْكَلُ.

(حَيَّ على الطَّهور المباركِ): أي: أقبلوا؛ مثل: حَيَّ على الصلاة، والطَّهور: بفتح الطاء.

وفيه: استعمالُ الطهور للطاهر غير المطهر، والمبارك: الذي أمدَّه الله ببركة نبيه.

(1) انظر: "التنقيح"(2/ 767).

ص: 217

1918 -

(3581) - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ: أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: أَنَّ أَصحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَرَّةً:"مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ، فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ أَوْ سَادِسٍ". أَوْ كَمَا قَالَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ، وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ وَثَلَاثَةً، قَالَ: فَهْوَ أَنَا وَأَبي وَأُمِّي -وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ: امْرَأَتِي وَخَادِمِي- بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ، أَوْ ضَيْفِكَ؟ قَالَ: أَوَ عَشَّيْتِهِمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ، فَغَلَبُوهُمْ، فَذَهَبْتُ فَاخْتَبَأْتُ، فَقَالَ: يَا غُنثَرُ! فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا، وَقَالَ: لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا. قَالَ: وَايْمُ اللَّهِ! مَا كنَّا نَأْخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ إِلَّا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا، وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْل، فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا شَيْءٌ أَوْ أَكْثَرُ، قَالَ لاِمْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ! قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي، لَهْيَ الآنَ أَكْثَرُ مِمَّا قَبْلُ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ. فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ الشَّيْطَانُ -يَعْنِي: يَمِينَهُ-، ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ. وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ، فَمَضَى الأَجَلُ، فَتَفَرَّقْنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنهُمْ أُنَاسٌ. اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ، غَيْرَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُمْ، قَالَ: أَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ. أَوْ كَمَا قَالَ.

ص: 218

(فتفرقنا): من التفرُّق، ويروى:"فتعَرَّفْنا" من العِرافَة (1).

* * *

1919 -

(3584) - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ -أَوْ رَجُلٌ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا؟ قَالَ: "إِنْ شِئْتُمْ". فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيَّ يُسَكَّنُ، قَالَ:"كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا".

(ألا نجعل لك منبرًا؟): تقدم الخلافُ فيمن عَمِلَه.

وقيل: إن اتخاذه كان في سنة سبع، وقيل: سنة ثمان (2).

* * *

1920 -

(3586) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ. حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيمَانَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتنَةِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ كَمَا قَالَ. قَالَ: هَاتِ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي

(1) انظر: "التنقيح"(2/ 767).

(2)

المرجع السابق، الموضع نفسه.

ص: 219

أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ". قَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كمَوْجِ الْبَحْرِ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! لَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا. قَالَ: يُفْتَحُ الْبَابُ أَوْ يُكْسَرُ؟ قَالَ: لَا بَلْ يُكْسَرُ. قَالَ: ذَاكَ أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ. قُلْنَا: عَلِمَ الْبَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ، إِنَّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ. فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ، وَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: عُمَرُ.

(فقال (1): من الباب (2)؟ قال: عمر): قال الزركشي: في تفسير حذيفةَ البابَ بعمرَ إشكال؛ فإن الواقع في الوجود يشهد أن الأَوْلى بذلك الباب أن يكون عثمانَ؛ لأن قتلَه هو السببُ الذي فَرَّقَ كلمةَ الناس، وأوقع (3) بينهم تلك الحروبَ العظيمة، والفتنَ الهائلة (4).

قلت: لا خفاء أن مبدأ الفتنة هو قتلُ عمر [رضي الله عنه جهرةً بين ظهراني المسلمين، ثم ازداد الأمرُ بقتل عثمان رضي الله عنه](5)، ولا معنى لمنازعة حذيفةَ صاحبِ سِرٍّ (6) رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن الباب هو عمر، ولعل ذلك من جملة الأسرار التي ألقاها إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وفي قوله:"إني حَدَّثته حديثًا ليس بالأغاليط" إيماءٌ إلى ذلك، فينبغي تلقِّي قوله بالقبول، وإنما

(1)"فقال" ليست في "ج"، وفي "ع":"قال".

(2)

في "ع": "بالباب".

(3)

في "ج": "ووافق".

(4)

انظر: "التنقيح"(2/ 768).

(5)

ما بين معكوفتين ليس في "ج".

(6)

في "ع" و"ج": "سنة".

ص: 220

يَحْمِلُ على الاعتراض على مثل هؤلاء السادة الجلة إعجابُ المعترض (1) برأيه، ورضاه (2) عن نفسه، فظنه أنه تَأَهَّلَ للاعتراض حتى على الصحابة، وهو دون ذلك كلِّه.

* * *

1921 -

(3587) - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَحَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ".

(نعالهم الشَّعَر): يعني -والله أعلم-: أنهم يصنعون حِبالًا من الشعر، ثم يصنعون منها نعالًا، وثيابًا يلبسونها (3)؛ كما قد (4) جاء في رواية مسلم:"يلبسون الشعر"(5).

* * *

1922 -

(3590) - حَدَّثَنِي يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ

(1) في "ع": "المعرض".

(2)

"رضاه" ليست في "م".

(3)

في "م": "يلبسون بها".

(4)

"كما قد" ليست في "ج" و"قد" ليست في "ع".

(5)

رواه مسلم (2912) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 221

السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا وَكَرْمَانَ مِنَ الأَعَاجِم، حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الأُنُوفِ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، وُجُوهُهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ".

(حتى تقاتلوا خُوزًا وكرمان): خوزًا (1): -بضم الخاء المعجمة (2) وبالزاي-، وكِرمان: -بكسر الكاف- معطوف على خوز، وهما بلدان معروفان بالشرق (3).

قال ابن دحية: قيدنا خوزًا (4) في البخاري بالزاي. وقيده الجرجاني: خور كرمان -بالراء المهملة- مضافًا إلى كرمان، وصوبه الدارقطني بالراء مع الإضافة، وحكاه عن الإمام أحمد بن حنبل، ونسب بعضهم هذا إلى التصحيف، وقيل: إذا أضيف، فبالمهملة لا غير، وإذا عطفته، بالزاي لا غير (5).

قال مغلطاي: وهما جيشان من الترك، وكان أوَّل خروج هذا الجيش متغلبًا في جمادى الأولى (6) سنة سبع عشرة وست مئة، فعاثوا في البلاد، وأظهروا في الأرض الفساد، وخرّبوا جميع المدائن حتّى بغداد، وربطوا خيولهم إلى سواري الجامع كما في الحديث، وعبروا الفرات، وملكوا أرض الشَّام في مدَّة يسيرة، وعزموا على دخولهم مصر، فخرج إليهم

(1)"خوزًا" ليست في "ع" و"ج".

(2)

"المعجمة" ليست في "ع".

(3)

في "ع": "بالمشرق".

(4)

في "ع": "خوازًا".

(5)

انظر: "التوضيح"(20/ 179 - 180).

(6)

في "ع" و"ج": "الأول".

ص: 222

ملكها قُطُز المظفّر، فالتقوا بعين جالوت، فكان له عليهم من النصر والظفر كما كان لطالوت (1)، فانجلوا عن الشام منهزمين، ورأوا (2) ما لم يشاهدوا (3) منذ زمان ولا حين، وراحوا خائبين خاسرين، أذلاءَ صاغرين، والحمد لله رب العالمين.

ثم إنهم في سنة ثمان وتسعين ملكَ عليهم رجلٌ يسمى محمود غازان (4)، يزعم أنه من أهل الإيمان، ملكَ جملةً من بلاد الشام، وعاثَ جيشُه فيها عيثَ عُبَّادِ الأصنام، فخرج إليهم الملكُ الناصرُ محمد، فكسرهم كسرًا ليس معه انجبار، وتفلل (5) جيش التتار (6)، وذهب معظمهم إلى النار وبئسَ القرار.

* * *

1923 -

(3591) - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَخْبَرَنِي قَيْسٌ، قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، فَقَالَ: صحبت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ، لَمْ أَكُنْ فِي سِنِيَّ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ:"بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَهُوَ هَذَا الْبَارِزُ". وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً:

(1) في "ع": "لجالوت".

(2)

في "ع": "وراء".

(3)

في "ج": "ورأوا ما شاهدوا".

(4)

في "ع": "غادان".

(5)

في "ع" و"ج": "وتقلقل".

(6)

في "ع" و"ج": "التناد".

ص: 223

وَهُمْ أَهْلُ الْبَازَرِ.

(وهو هذا البارز، وقال سفيان مرة: وهم أهل (1) البازَر): قيده الأصيلي بتقديم الزاي وفتحها في الموضعين، ووافقه ابنُ السكن وغيرُه، إلا أنهم ضبطوه بكسر الراء.

قال القابسي: يعني: البارزين لقتال أهل الإسلام؛ أي: الظاهرين في بَراز من الأرض.

وقيده أبو ذر في اللفظ: بتقديم الزاي على الراء وفتحها (2).

* * *

1924 -

(3593) - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ، فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حتَّى يَقُول الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ! هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ".

(حتى يقول الحجر: يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله): هذا في زمان عيسى عليه الصلاة والسلام.

* * *

1925 -

(3595) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ

(1) في "ع": "من أهل".

(2)

انظر: "التنقيح"(2/ 768 - 769).

ص: 224

حَاتِمٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ، فَشَكَا قَطْعَ السَّبِيلِ. فَقَالَ:"يَا عَدِيُّ! هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ "، قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا. قَالَ:"فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ، حَتَى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ" -قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ؟ "وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى". قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ: "كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ، فَلَا يَجدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ. فَيَقُولَنَّ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا، وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ". قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَةِ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ، فَبِكَلِمَةٍ طَيَّبَةٍ". قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ، لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم:"يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ".

(لترَيَن الظعينة): أي: المرأة؛ استعارة من اسم هَوْدَجها.

(ترتحل من الحِيرة): -بكسر الحاء المهملة-: مدينة النُّعمان، معروفة من بلاد العراق.

(فأين دُعَّار طَيِّئٍ): -بالدال والعين المهملتين- جمع داعِر، وهم قطاع الطريق؛ من قولهم: عودٌ داعِرٌ: إذا كان كثيرَ الدخان.

ص: 225

قال الجواليقي: والعامة تقوله بالذّال المعجمة، وإنما هو بالمهملة (1).

(الذين قد سَعَّروا البلادَ): أي: ملؤوها شرًا وفسادًا، وهو مستعار من استعارِ النار، وهو توقُّدُها والتهابُها.

* * *

1926 -

(3595) - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ، حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ: سَمِعْتُ عَدِيًّا: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(مُحِلُّ بنُ خليفة): بميم مضمومة وحاء مهملة مكسورة، وقد مر.

* * *

1927 -

(3596) - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبي الْخَيْر، عَنْ عُقبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا، فَصلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ:"إِنَّي فَرَطُكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، إِنَّي وَاللَّهِ! لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنَّي قَدْ أُعْطِيتُ خَزَائِنَ مَفَاتِيحِ الأَرْضِ، وَإِنَّي وَاللَّهِ! مَا أَخَافُ بَعْدِي أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا".

(ابن شُرَحْبِيل): بشين معجمة مضمومة فراء مفتوحة (2) فحاء (3) مهملة

(1) انظر: "التنقيح"(2/ 769).

(2)

"مضمومة فراء مفتوحة" ليست في "ع"، و"فراء مفتوحة" ليست في "ج".

(3)

في "ع" و"ج": "وحاء".

ص: 226

ساكنة فموحدة (1) مكسورة فياء تحتية فلام.

* * *

1928 -

(3598) - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبي سُفْيَانَ حَدَّثَتْهَا، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا" -وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ وَبِالَّتِي تَلِيهَا- فَقَالَتْ زَيْنَبُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ".

(قال: نعم إذا كثر الخبث): قال ابن عبد البر: أي: أولاد الزّنا (2).

وقال غيره (3): الزنا نفسه، وإسناد هذا الحديث من سباعيات البخاري (4).

* * *

1929 -

(3600) - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ابْنِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي: إِنَّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ، وَتَتَّخِذُهَا، فَأَصْلِحْهَا، وَأَصْلِحْ رُغَامَهَا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(1)"ساكنة فموحدة" ليست في "ع" و"ج".

(2)

انظر: "التمهيد"(9/ 106).

(3)

في "ع": "غير".

(4)

انظر: "التنقيح"(2/ 770).

ص: 227

"يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الْغَنَمُ فِيهِ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ -أَوْ سَعَفَ الْجِبَالِ- فِي مَوَاقِعِ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ".

(وأصلحْ رُغامَها): -براء مضمومة وغين معجمة-: ما يسيل من أُنوفها.

(شَعَف الجبال): -بشين معجمة وعين مهملة مفتوحتين-: أعالي الجبال.

(أو سعف الجبال): -بسين مهملة- والسَّعَف: جرائدُ النخل، ولا معنى له هنا (1).

* * *

1930 -

(3601) - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُويْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا، تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا، فَلْيَعُذْ بِهِ".

(من يُشرِف): -بضم الياء وكسر (2) الراء- فعل مضارع من الإشراف.

ويروى: "تَشَرَّفَ (3) " -بمثناة فوقية وتشديد الراء- فعلٌ ماض من التشرُّف (4).

(1) انظر: "التنقيح"(2/ 770).

(2)

في "ج": "وكسرها".

(3)

في "ع": "شرف"، وانظر:"التنقيح"(2/ 770).

(4)

في "ع": "التشوف".

ص: 228

(لها تستشرفْه): أي: من رفعَ لها (1) رأسَه، وتطلَّعَ إليها، طالعتْه بشرِّها.

* * *

1931 -

(3603) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"سَتَكُونُ أَثَرَةٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ".

(ستكون أُثْرَة): -بضم الهمزة وسكون الثاء المثلثة-؛ أي: شِدَّة.

* * *

1932 -

(3605) - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كنْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: "هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ". فَقَالَ مَرْوَانُ: غِلْمَةٌ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ: بَنِي فُلَانٍ، وَبَنِي فُلَانٍ.

(على يدي غِلْمة): -بكسر الغين المعجمة وسكون اللام-: جمعُ غلام.

* * *

1933 -

(3606) - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَليدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1)"لها" ليست في "ع" و"ج".

ص: 229

أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَن يُدْرِكَنِي. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شرٍّ؟ قَالَ:"نَعَمْ". قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ". قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ". قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا، قَذَفُوهُ فِيهَا". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ:"هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا". قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ".

(بُسر بن عبيد الله) بموحدة مضمومة وسين مهملة (1).

(وفيه دَخَن): -بفتحتين-؛ أي: كَدَر، فهو (2) غيرُ (3) صافٍ، ولا خالصٍ، وأصلُه من الدخان.

(من (4) جِلدتنا): -بكسر الجيم-: من أنفسنا، والجلد: غشاء البدن، وإنما أراد به العربَ.

(1)"مهملة" ليست في "ع".

(2)

"فهو" ليست في "ع".

(3)

"فهو غير" ليست في "ج".

(4)

"من" ليست في "ع" و"ج".

ص: 230

(إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام): أي: إن لم يكن لهم إمام يجتمعون على طاعته.

(فاعتزل تلك الفرق كلها): ولهذا (1) لم يبايع ابنُ عمر حين مات عثمان حتى سلم (2) الأمر إلى معاوية، ثم لما مات يزيد، تخلف عن البيعة حتى انفرد عبدُ الملك بالأمر.

(ولو أن تعَض): بفتح العين، وتضم في لغة.

* * *

1934 -

(3610) - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَقْسِمُ قَسْمًا، أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ -وَهْوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اعْدِلْ. فَقَالَ: "وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ". فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ائْذَنْ لِي فِيهِ، فَأَضْربَ عُنُقَهُ. فَقَالَ. "دَعْهُ؛ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدَّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ، فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ، فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نضِيَّهِ -وَهْوَ قِدْحُهُ-، فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ، فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ

(1) في "ج": "وهذا".

(2)

في "ج": "أسلم".

ص: 231

إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَني سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ، فَالْتُمِسَ، فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نَعَتَهُ.

(لا يجاوز تَراقيهم): أي: لا يُرفع إلى الله منه شيءٌ؛ لعلمه باعتقادهم، والتراقي: جمع تَرْقُوَة على زنة فَعْلُوَة، وهي عظمٌ واصل ما بين ثغرة النحر والعاتق.

(يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة): المروق: سرعةُ نفوذِ السهم من الرمية حتى تخرج من الطرف الآخر، والدِّين هنا: طاعةُ الأئمة، أو (1) الإيمان، والرميَّة: ما يُرمى من الصيد.

(ثم ينظر إلى رِصافه): -براء مكسورة-، حكى فيها السفاقسي: الضم وصاد مهملة: هي العقب التي (2) تكون فوق مدخل النصل في السهم (3)، واحدها رَصَفَة (4).

(ثم ينظر إلى نَضِيِّه): -بفتح النون-، وحكى السفاقسي أيضًا: الضم بعدها ضاد معجمة: عودُ السهم قبل أن يُرَيَّشَ ويُنَصَّل، سُمي به؛ لكثرة البَرْي والنحت، كأنه جُعل نِضْوًا؛ أي: هزيلًا (5).

(1) في "ع": "و".

(2)

في "م": "الذي".

(3)

في "ج": "مدخل السهم في النصل".

(4)

انظر: "التنقيح"(2/ 771).

(5)

المرجع السابق، (2/ 772).

ص: 232

(ثم ينظر إلى قُذَذِه): -بذالين معجمتين-: جمع قُذَّة، وهي الريش الذي على السهم.

(قد سبق الفرثَ والدمَ): الفرث: ما يجتمع في الكرش؛ أي: مر سريعًا في الرمية، وخرج منها، لم يتعلق منها بشيء من فرثها ودمها؛ لسرعته، شبه بذلك خروجهم من الدين، ولم يحصلوا منه على (1) شيء (2) أَلبتة (3).

(آيتهم رجل أسودُ إحدى عضديه مثلُ ثدي المرأة): اسمُ المخدَج (4) هذا: نافع، قاله النووي في "مبهماته" عن الخطيب في حديثٍ عن علي رضي الله عنه.

وفي "مرآة الزمان": اسمه: بُلْبُول، قال: وقال هشام (5): هو ذو الخُوَيْصِرَة.

(أو مثلُ البَضْعَة تَدَرْدَرُ): البَضعَة: -بفتح الباء (6) -: القطعة من اللحم، وتَدَرْدَرُ: -بفتح أوله وثانيه ودالاه مهملتان-: أصله تتدردر؛ أي: تتحرك وتجيء وتذهب، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا، والتَّدَرْدُرُ: حكاية صوتِ الماء في بطون الأودية إذا اندفع (7).

(1)"على" ليست في "ع".

(2)

في "ع": "بشيء".

(3)

المرجع السابق، الموضع نفسه.

(4)

في "ع" و"ج": "المخدع".

(5)

في "ج": "وقال ابن هشام".

(6)

في "ع": "الباء الموحدة".

(7)

انظر: "التنقيح"(2/ 772).

ص: 233

1935 -

(3611) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ، فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

(عن سُويد بن غَفَلَة، قال: قال عليٌّ): حكي عن (1) الدارقطني أنه قال: ليس لسويد بن غفلةَ عن علي صحيحٌ مرفوعٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم غيرُ هذا (2).

(يقولون من خير قول البرية): أي: يحسنون القول ويسيئون العمل.

(لا يجاوز إيمانهم حناجرَهم): دليل على أنهم غير مؤمنين؛ لأن الإيمان محلُّه القلب.

* * *

1936 -

(3612) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ

(1)"عن" ليست في "ع".

(2)

انظر: "التنقيح"(2/ 772).

ص: 234

فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ! لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعجِلُونَ".

(فيجاء بالمنشار): -بالنون وبالهمزة-، تقول: نَشَرْتُ الخشبة، وأَشَرْتُها.

* * *

1937 -

(3613) - حَدَّثَنَا عَلِي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ. فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وَهْوَ مِن أَهْلِ النَّارِ. فَأَتَى الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ مُوسىَ بْنُ أَنَسٍ: فَرَجَعَ الْمَرَّةَ الآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقَالَ:"اذْهَبْ إِلَيهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِن أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

(فقال رجل: يا رسول الله): الرجل هو سعدُ بنُ معاذ، ذكره القاضي إسماعيل في "أحكامه".

وقيل: عاصم بن عدي (1) العجلاني، ذكره الطبري.

(1) في "ج": "ابن علي".

ص: 235

وقيل: أبو مسعود البدري (1)، ذكره الواقدي، قال ذلك كلَّه ابنُ بشكوال (2).

وما حكاه عن القاضي إسماعيل هو في "صحيح مسلم" في أثناء كتاب: الإيمان، عن أنس بن مالك، ولفظه: لما نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]، جلس ثابتٌ في بيته، فقال: أنا من أهل النار، واحتبسَ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعدَ بنَ مُعاذ، فقال:"يا أبا عمر! ما شَأْنُ ثابِتٍ؟ أَشْتَكَى؟ "، قال سعدٌ: إنه لجاري، وما علمتُ له شكوى، الحديث (3).

واعتُرض على ذلك بأن في البخاري: عن ابن (4) أبي مليكة، عن الزبير: أن الآية نازلةٌ في وفد (5) تميم، لما اختلف أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في تأمير [الأقرع بنِ حابسٍ، أو القعقاعِ بنِ معبدٍ، وقدومُ وفدِ تميم](6) في سنة تسع، وموتُ سعدِ بنِ معاذ في سنة خمس بعدَ قريظةَ، وهذا موضع مشكل، ووجه الجمع أن يقال: تبين من رواية ابن جريج عن ابن أبي مليكة: أن النازل (7) في وفد بني تميم إنما هو أول السورة: [{يَاأَيُّهَا

(1) في "ج": "أبو مسعود الترمذي".

(2)

انظر: "غوامض الأسماء المبهمة"(2/ 669).

(3)

رواه مسلم (119).

(4)

"ابن" ليست في "م" و"ع".

(5)

"وفد" ليست في "ع" و"ج".

(6)

ما بين معكوفتين ليس في "ع".

(7)

في "ع": "النازلة".

ص: 236

الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1].

وأما آية: {لَا تَرْفَعُوا} [الحجرات: 2]، فنزلت مقدمًا على ذلك قبلَ موت سعدِ بنِ معاذ، وتؤوَّلُ رواية نافع بن عمر (1) الجمحي، عن ابن أبي مليكة (2) على معنى: نزل أولُ السورة التي فيها (3)]: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]، وفي هذه السورة ما نزل قبل إسلام عبد الله بن أُبي، وهو قوله (4) تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]؛ فإن الاقتتال كان بسبب تفضيل حمار النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أُبي، وقد ذكر البخاري ذلك فى الصلح، في ضمن حديث أنس، وفي آخره: فبلغنا (5) أنها أنزلت: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]، وهو في "مسلم"، في المغازي (6).

* * *

1938 -

(3614) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما: قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْفَ، وَفِي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ، فَإِذَا ضَبَابَةٌ -أَوْ سَحَابَةٌ- غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "اقْرَأْ فُلَانُ؛ فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ

(1) في "ع": "عن ابن عمر".

(2)

رواه البخاري (4564).

(3)

ما بين معكوفتين ليس في "ج".

(4)

في "ع": "وقوله".

(5)

في "ج": "بلغنا".

(6)

رواه مسلم (1799) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

ص: 237

نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ".

(قرأ رجل الكهف): هو أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ.

(فإذا ضبابة): هي قريب (1) من السحابة، وهو الغمام الذي لا مطر فيه.

(فإنها السكينة): قيل: هي ريح هَفَّافة، ولها وجه، وقيل: يريد الملائكةَ وعليهم السكينةُ (2).

* * *

1939 -

(3615) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه إِلَى أَبِي فِي مَنْزِلِهِ، فَاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلًا، فَقَالَ لِعَازِبٍ: ابْعَثِ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِي. قَالَ فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، وَخَرَجَ أَبِي يَنْتَقِدُ ثَمَنَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا بَكْرٍ! حَدِّثْنِي كَيْفَ صَنَعْتُمَا حِينَ سَرَيْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: نَعَمْ، أَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا، وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، وَخَلَا الطَّرِيقُ لَا يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ، فَرُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ طَوِيلَةٌ، لَهَا ظِلٌّ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، فَنَزَلْنَا عِنْدَهُ، وَسَوَّيْتُ لِلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَكَانًا بيَدِي يَنَامُ عَلَيْهِ، وَبَسَطْتُ فِيهِ فَرْوَةً، وَقُلْتُ: نَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا أَنْفُضُ لَكَ مَا حَوْلَكَ. فَنَامَ، وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ. قُلْتُ:

(1) في "ع": "قريبة".

(2)

انظر: "التنقيح"(2/ 773).

ص: 238

أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ؟ قَالَ: نَعَمُ. قُلْتُ: أَفَتَحْلُبُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَخَذَ شَاةً، فَقُلْتُ: انْفُضِ الضَّرْعَ مِنَ التُّرَابِ وَالشَّعَرِ وَالْقَذَى. قَالَ: فَرَأَيْتُ الْبَرَاءَ يَضْرِبُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى يَنْفُضُ، فَحَلَبَ فِي قَعْبٍ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ حَمَلْتُهَا لِلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرْتَوِي مِنْهَا، يَشْرَبُ وَيَتَوَضَّأُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ، فَوَافَقْتُهُ حِينَ اسْتَيْقَظَ، فَصَبَبْتُ مِنَ الْمَاءِ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَشَرِبَ، حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قَالَ:"أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ؟ "، قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَارْتَحَلْنَا بَعْدَ مَا مَالَتِ الشَّمْسُ، وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: أُتِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "لَا تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا". فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَارْتَطَمَتْ بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطنِهَا -أُرَى فِي جَلَدٍ مِنَ الأَرْضِ، شَكَّ زُهَيْرٌ- فَقَالَ: إِنِّي أُرَاكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ، فَادْعُوَا لِي، فَاللَّهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ. فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَجَا، فَجَعَلَ لَا يَلقَى أَحَدًا إِلَّا قَالَ: كَفَيْتُكمْ مَا هُنَا. فَلَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ. قَالَ: وَوَفَى لَنَا.

(كيف صنعتما حين سريت؟): يقال: سَرَيْتُ وأَسْرَيْتُ، وقد جمع (1) بين اللغتين في قول عازب: سَرَيْتُ، وقول الصدِّيق: أَسْرَيْنا.

(قائم الظهيرة): شدةُ حرِّها.

(فرُفعت لنا صخرةٌ): بانت وظهرت.

(وأنا أنفضُ لك ما حولك): أي: أحرسُ وأنظرُ هل أرى عدوًا، يقال: نَفَضْتُ المكان، واستَنْفَضْتُهُ: إذا نظرتُ جميعَ ما فيه.

(1) في "ع": "اجتمع".

ص: 239

(فقال رجل (1) من أهل المدينة أو مكة): قال الزركشي: هذا شك، وقد ثبت في موضع آخر: المدينة، والمراد بها: مكة، وكل بلد تسمى مدينةً، وحينئذ فالمراد: الشكُّ (2) في هذا اللفظ، والمراد: مكةُ على كل تقدير.

وفي "مسند أحمد": فسماه، فعرفته (3)، وهي زيادة حسنة توضح أنه كان صَدِيقًا أو قرابةً له، فلهذا أقدَما على شربِ لبنه، وفيه أقوالٌ أُخر (4).

قلت: لا يلزم من كونه سماه معرفةُ أن يكون صديقًا ولا قريبًا، فكم من شخصٍ يعرفه الإنسان ولا صداقةَ بينهما، ولا قرابةَ.

(والقذى): أصلُه ما يقع في العين.

قال الجوهري: أو في الشراب (5)، وكأنه شبه (6) ما يعلق بالضَّرع من الأوساخ بالقَذَى الذي يسقط في العين أو الشراب، وفي نسخة:"والقَذَر"(7)، والذال معجمة فيها.

(في قَعْب): هو القدحُ الضخمُ.

(كُثْبة): -بضم الكاف وبثاء مثلثة-: هي (8) الشيء القليل.

(1) نص البخاري: "لرجلٍ".

(2)

في "ع": "هنا الشك".

(3)

رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 2).

(4)

انظر: "التنقيح"(2/ 773).

(5)

انظر: "الصحاح"(6/ 2460)، (مادة: قذى).

(6)

"شبه" ليست في "ع".

(7)

انظر: "التنقيح"(2/ 774).

(8)

"هي" ليست في "ج".

ص: 240

(حتى رضيتُ): أي: طابت نفسي؛ لكثرة ما شربَ.

(فارتطمتْ): غاصتْ قوائمُها إلى بطنها.

(في جَلَد): -بفتح الجيم واللام-: هو الأرض الصلبةُ المستويةُ المتن، الغليظةُ.

(فاللهَ لكما): هو بالنصب، على إسقاط حرف القسم؛ أي: أقسم بالله لكما (1)، أو على معنى: فخذا عهدَ الله لكما، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.

* * *

1940 -

(3617) - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا، فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَادَ نصرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ، فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا. فَأَلْقَوهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ. فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ، وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ قَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ، فَأَلْقَوْهُ.

(كان رجل نصرانيًا): رواه مسلم في ذكر المنافقين بلفظ: "كَانَ مِنَّا رجلٌ قد قرأَ البقرةَ وآلَ عمرانَ، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم"(2).

(1)"لكما" ليست في "ع".

(2)

رواه مسلم (2781) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

ص: 241

[(وقد لفظته الأرض): قال السفاقسي: هو بكسر الفاء؛ أي: طَرَحَتْه ورَمَتْه.

وقيل: بفتحها] (1)، واختلفت (2) الرواية أيضًا في ضبطه هنا.

وإنما فعل به ذلك؛ لتقوم الحجة على من رآه، ويدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم (3).

* * *

1941 -

(3620) - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِن بَعْدِهِ، تَبِعْتُهُ. وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَة ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:"لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ، مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ، لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإِنَّي لأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيتُ".

(قدم مسيلمةُ الكذاب): هو صاحبُ اليمامة، قتله خالدُ بنُ الوليد في خلافة أبي بكر، وافتتحَ اليمامةَ بصلح، واستُشهد بها من المسلمين ألف ومئة، وقيل: ألف وأربع مئة.

(1) ما بين معكوفتين ليس في "ع".

(2)

في "ع" و"ج": "واختلف".

(3)

انظر: "التنقيح"(2/ 774).

ص: 242

(ابن شَمَّاس): بفتح الشين المعجمة وتشديد الميم.

(ليَعقِرنَّكَ اللهُ): بفتح الياء التحتية وكسر القاف؛ أي: ليهلكَنَّكَ، وأصلُه: عَقَرْتُ الفَرَسَ بالسيف: إذا ضربتُ قوائمَه فعرقَبْتُه، وكذلك عَقَرْتُ النخلةَ: إذا قطعتُ رأسَها فيبسَتْ (1).

* * *

1942 -

(3621) - فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَختُهُمَا، فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخرُجَانِ بَعْدِي". فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ.

(رأيت في يديَّ سِوارين من ذهب): -بكسر السين وضمها-، و"من ذهب" صفةٌ كاشفة؛ لأن السوار لا يكون إلا من ذهب، فإن كان من فضة، فهو قُلْبٌ.

(فنفختهما، فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي): وتأويلُ نفخِهما: أنهما قُتلا بريحه؛ لأنه لم يغزُهما بنفسه، والذهبُ زخرف يدل على زُخرفهما، وأن ما يقولانه لا أصلَ له، وإنما هو زخرفٌ من القول وغرور، والسواران دلَّا بلفظيهما (2) على مَلِكين؛ لأن الأساورةَ هم الملوكُ، وبمعناهما: على التضيق؛ لأن السوار مضيِّقٌ على الذراع.

(1) انظر: "التوضيح"(20/ 203).

(2)

في "ع": "بلفظهما".

ص: 243

(العَنْسي): -بعين مهملة فنون ساكنة فسين مهملة فياء نسب-، واسمه عَبْهَلَةُ بنُ كعبٍ، وكان يقال له: ذو الخمار، يزعم أن الذي يأتيه ذو خمار (1).

* * *

1943 -

(3622) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى -أُرَاهُ- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ، أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنَّي هَزَزْتُ سَيْفًا، فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ بِأُخْرَى، فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْح وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا، وَاللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ".

(فذهب وَهَلي إلى أنها اليمامةُ): -بفتح الهاء وسكونها- ، يقال: وَهَلْتُ إلى الشيء: ذَهَبَ وَهْمي إليه (2).

(أو هَجَرَ): -بفتح الهاء والجيم، غير منصرف-: اسم مدينة باليمن، وهي قاعدة البحر، وفي نسخة:"الهجر" بالألف واللام (3).

(1) انظر: "التنقيح"(2/ 775).

(2)

المرجع السابق، الموضع نفسه.

(3)

المرجع السابق، الموضع نفسه.

ص: 244

(فإذا هي المدينةُ يثربُ): يشبه أن يكون هذا قبل نهيه عن تسمية المدينة يثربَ.

(ورأيت فيها بقرًا، واللهُ خيرٌ): قال القاضي: رواية أكثرهم: برفع الهاء من اسم الله؛ قيل: وهو الصواب؛ أي: وثوابُ الله خيرٌ؛ وعندَ بعضهم: بالكسر على القسم؛ لتحقيق الرؤيا، ومعنى خير بعد ذلك؛ أي: أو ذلك خيرٌ (1) ، على التفاؤل في تأويل الرؤيا (2).

(فإذا هم المؤمنون يومَ أُحد): فيه أن البقر تُعَبَّر بالرجل، وعُبَّرَتْ في القرآن بالسنين، فهي تدل على أشياء تُعطى كلُّ نازلة عند وقوعها ما يليق بها من التعبير.

* * *

1944 -

(3623) - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَرْحَبًا بِابْنَتِي". ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ.

(كأن مِشيتها): -بكسر الميم (3) -؛ لأن المراد الهيئة.

(1)"خير" ليست في "ع" و"ج".

(2)

انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 356).

(3)

"بكسر الميم" ليست في "ع".

ص: 245

1945 -

(3624) - فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ: "إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي"، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ:"أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ -أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ؟ "، فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ.

(أما ترضين أن تكوني سيدةَ نساء أهل الجنة): فيه دلالة على تفضيل فاطمة رضي الله عنها، ودخل في هذا العموم أُمها وأخواتها.

قيل: وإنما سادَتْهُنَّ؛ لأنهن مُتْنَ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فكُنَّ في صحيفته، [ومات أبوها وهو سيد العالمين، فكان رُزْؤه في صحيفتها](1) وميزانها.

وقد روى البزار من طريق عائشة: أنه عليه السلام قال لفاطمة: "خَيْرُ بَنَاتي، إِنَّها (2) أُصِيبَتْ بي"، فحق لمن كانت (3) هذه (4) حالها أن تسودَ نساءَ أهل الجنة.

ويذكر عن أبي بكر بن داود: أنه سئل: مَنْ أفضلُ، أخديجةُ (5) أم

(1) ما بين معكوفتين ليس في "ع".

(2)

في "ج": "فإنها".

(3)

في "ع" و"ج": "كان".

(4)

في "ج": "هذا".

(5)

في "ع": "خديجة".

ص: 246

فاطمةُ؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنَّي"، فلا أعدلُ ببضعةٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا.

قال السهيلي: وهذا استقراء حسن، ويشهد لصحته: أن أبا لبابة حين ارتبطَ نفسَه، وحلف أن لا يحلَّه إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، [جاءت فاطمة لتحله، فأبى من أجل قَسَمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم](1): "إِنَّما فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنَّي"(2)، فحَلَّتْه (3).

* * *

1946 -

(3628) - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الْغَسِيلِ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِمِلْحَفَةٍ قَدْ عَصَّبَ بِعِصَابَةٍ دَسْمَاءَ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ: فَإِن النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّ الأَنْصَارُ، حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ شَيْئًا يَضُرُّ فِيهِ قَوْمًا، وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ". فَكَانَ آخِرَ مَجلِسٍ جَلَسَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(بمِلحَفة): بكسر الميم وفتح الحاء.

(قد عَصَبَ): بالبناء للفاعل، والصاد مخففة، وفي بعض النسخ: بالبناء

(1) ما بين معكوفتين ليس في "ع".

(2)

رواه البخاري (3714)، ومسلم (2449) عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه.

(3)

انظر: "الروض الأنف"(1/ 418).

ص: 247

للمفعول، وفي بعضها بتشديد الصاد.

(دَسْماء): أي: سوداء.

* * *

1947 -

(3631) - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ لَكُمْ مِنْ أَنْمَاطٍ؟ ". قُلْتُ: وَأَنَّى يَكُونُ لَنَا الأَنْمَاطُ؟! قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ لَكُمُ الأَنْمَاطُ". فَأَنَا أَقُولُ لَهَا -يَعْنِي: امْرَأَتَهُ- أَخِّرِي عَنِّي أَنْمَاطَكِ. فَتَقُولُ: أَلَمْ يَقُلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهَا سَتَكُونُ لَكُمُ الأَنْمَاطُ"؟ فَأَدَعُهَا.

(عمرو بن عباس): بباء موحدة (1) وسين مهملة.

(هل لكم من أنماط؟): ضَرْبٌ من البُسط له خَمَلٌ رقيق، واحدُه نَمَط.

أخبرهم أنها ستكون لهم، ودلهم على ترك السرف، وابتغاء القصد من الأنماط؛ لتظهر نعمةُ الله عليهم، لا ليفعلوا ذلك رياء وسمعة؛ كذا في السفاقسي (2).

ولا يظهر لي (3) تنزيلُه على ما في الحديث؛ فإنه ليس فيه أكثر من قوله: "أَما إِنَّها ستكونُ لكم (4) الأنماط".

(1)"موحدة" ليست في "ع".

(2)

انظر: "التنقيح"(2/ 776).

(3)

"لي" ليست في "ج".

(4)

في "ع": "لهم".

ص: 248

1948 -

(3632) - حدَّثني أَحْمَدُ بنُ إِسْحاقَ، حَدَّثَنا عبيدُ اللهِ بنُ موسَى، حَدَّثَنا إسْرَائيلُ، عَنْ أَبي إِسْحاقَ، عن عمروِ بنِ مَيمونٍ، عَنْ عبدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: انْطَلَقَ سعدُ بنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِرًا، قَال: فَنَزلَ عَلَى أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ أَبي صَفْوَانَ، وكانَ أُمَيَّةُ إِذا انْطَلَقَ إلى الشَّامِ فَمَرَّ بالمدينةِ نَزَلَ على سَعْدٍ. فَقَالَ أميةُ لِسَعْدٍ: أَلَا انْتَظَرَ حتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهارُ وغَفَلَ النَّاسُ انْطَلَقْتَ فطفت؟ فَبَيْنَا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذَا أَبو جَهْل، فَقَالَ: مَنْ هَذَا الذي يَطُوفُ بالكَعْبةِ؟ فَقَالَ سَعْدٌ: أَنَا سَعْد، فَقَالَ أبُو جَهْلٍ: تطوفُ بالكَعْبةِ آمِنًا وقَدْ آويتُم محمَّدًا وأصحابَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَتَلاحَيَا بينهما. فقال أميةُ لِسَعْدٍ: لا ترفعْ صوتَك عَلَى أبي الحَكَم، فإنَّه سيِّدُ أَهْلِ الوَادِي. ثمَّ قَالَ سعْد: واللهِ، لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بالبَيتِ، لأَقْطَعَنَّ مَتْجركَ بالشَّامِ. قال: فجعلَ أميةُ يقولُ لسعد: لا ترفعْ صوتَكَ -وجَعَلَ يُمْسِكُه-، فَغَضِبَ سَعْد فَقَالَ: دَعْنَا عَنْكَ، فإِنَّي سمعتُ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَزْعُم أَنَّه قَاتِلُكَ. قال: إيَّاي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: واللهِ مَا يَكْذِبُ محمَّدٌ إذَا حدَّثَ. فَرَجَعَ إلى امرأَتِهِ فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَالَ لي أَخِي اليَثْرَبيُّ؟ قَالَتْ: ومَا قَالَ؟ قَال: زَعَمَ أنَّه سَمِعَ محمَّدًا يزعُمُ أنَّهُ قاتِلي. قالَتْ: فواللهِ مَا يكْذِب محمَّدٌ قَالَ: فلمَّا خَرجُوا إِلَى بَدْرٍ وَجَاءَ الصَّريخُ، قَالَتْ لَهُ امرأَتُهُ: أَمَا ذَكَرتَ مَا قَالَ لَكَ أخُوكَ اليَثْرِبيُّ؟ قَالَ: فأرادَ أَنْ لا يَخْرجَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الوَادِي، فَسِرْ يَوْمًا أَوْ يومينِ، فَسَارَ مَعَهُمْ يَومينِ، فَقَتَلَهُ اللهُ.

(فلما خرجوا إلى بدر (1)، وجاءهم الصريخ).

(1)"إلى بدر" ليست في "ع" و"ج".

ص: 249

قال الزركشي تبعًا للسفاقسي: فيه تقديمٌ وتأخير؛ لأن الصَّريخ جاءهم، فخرجوا إلى بدر (1).

قلت: هذا بناء على أنَّ الواو للترتيب، وهو خلاف مذهب الجمهور، ولو سُلِّم (2)، فلا نسلِّمُ أنَّ الواو للعطف، وإنما هي للحال، و"قد" مقدّرة؛ أي: فلما خرجوا في (3) حال مجيء الصريخ لهم. فلا تقديم ولا تأخير.

* * *

1949 -

(3633) - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ، شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ فِي صَعِيدٍ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي بَعْضِ نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ، فَاسْتَحَالَتْ بِيَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا فِي النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ". وَقَالَ هَمَّامٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"فَنَزَعَ أَبُو بَكْرٍ ذَنُوبَيْنِ".

(رأيت النَّاس): أي: في النوم.

(فقام أبو بكرٍ): رضي الله عنه.

(فنزع ذَنوبًا أو ذنوبين): الذنوب -بفتح الذَّال المعجمة-: الدَّلْوُ العظيمةُ.

(1) انظر: "التنقيح"(2/ 776).

(2)

"ولو سلم" ليست في "ع".

(3)

"في" ليست في "ع".

ص: 250

(وفي نزعه ضَعفٌ): بفتح الضاد المعجمة وضمِّها.

قيل: يريد: ما ناله المسلمون في خلافة أبي بكر من أموال المشركين.

وقيل: إنما أراد: قِصَرَ مدته، كيف وقد قاتل أهل الرِّدَّة، فلم يتفرَّغْ لافتتاح الأمصار وجباية الأموال (1).

(فاستحالت بيده غَرْبًا): أي: انقلبت عن الصغر إلى الكبر، والغَرْب (2): -بسكون الرَّاء- الدَّلْو العظيمةُ، وهذا تمثيل أُشير به إلى عِظَم الفتوح التي كانت في زمن عمر رضي الله عنه، وكثرتها.

(فلم أر عبقريًا): أي: سيدًا كبيرًا.

قيل: وأصله: أنَّ عبقر قريةٌ يسكنها الجن، فكلما أرادوا شيئًا فاتنًا غريبًا مما يصعب عمله ويدقُّ، أو شيئًا عظيمًا في نفسه، نسبوه إليها، فقالوا: عبقريّ، ثم اتُّسِعَ فيه حتى سُمي به السيدُ الكبير (3).

(يفري فَرْيَهُ): بفتح الفاء وإسكان الراء وتخفيف الياء التحتيّة.

ويروى: بكسر الرَّاء وتشديد الياء؛ معناه: يعملُ عملَه، وَيقْوى قُوَّتَه.

(حتى ضرب النَّاس بعَطَن): "النَّاس" مرفوع (4) على أنه فاعل ضرب، والعَطَن (5): مُناخُ الإبل إذا صدرَتْ عن الماء.

قال السَّفاقسي: يقول: حتى رَوَّى الإبلَ الماءُ الذي تشربه في مَبارِكِها

(1) انظر: "التنقيح"(2/ 776).

(2)

"والغرب" ليست في "ع".

(3)

المرجع السابق، الموضع نفسه.

(4)

"مرفوع" ليست في "ع" و"ج".

(5)

في "ع": "والمعطن".

ص: 251