الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{قالُوا} أي الحاضرون {لَفِي ضَلالِكَ} خطئك، أو في إفراطك في حبه، وإكثار ذكره، وتوقع لقائه بعد طول العهد {فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ} يهوذا، روي أنه قال: كما أحزنته بحمل قميصه الملطخ بالدم إليه، فأفرحه بحمل هذا إليه، وأن: زائدة {أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ} طرح البشير القميص على وجه يعقوب عليه السلام. {فَارْتَدَّ} رجع بصيرا، لما انتعش فيه من القوة، بسبب الفرح والبهجة.
المناسبة:
عمت الفرحة أولاد يعقوب في أرجاء مصر، بعد تعارفهم، وانتقل أثر الفرح إلى أرض كنعان في أسعد عودة من رحلتهم الثالثة إلى مصر، وأظهر الله المعجزة على يد يعقوب عليه السلام بإحساسه برائحة يوسف، وأيّد الله ذلك الشعور ببشارة البشير ابنه الأكبر الذي اعتصم في مصر، حتى يأذن له أبوه بالرجوع بعد بقاء أخيه بنيامين.
روى الواحدي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أما قوله:
{اِذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي، يَأْتِ بَصِيراً} فإن نمروذ الجبار، لما ألقى إبراهيم في النار، نزل عليه جبريل عليه السلام بقميص من الجنة، وطنفسة من الجنة، فألبسه القميص، وأجلسه على الطنفسة، وقعد معه يحدثه، فكسا إبراهيم عليه السلام ذلك القميص إسحاق، وكساه إسحاق يعقوب، وكساه يعقوب يوسف، فجعله في قصبة من فضة، وعلقها في عنقه، فألقي في الجب، والقميص في عنقه.
التفسير والبيان:
ولما خرجت إبل أولاد يعقوب من حدود مصر عائدة إلى أرض كنعان (فلسطين) من بلاد الشام، قال يعقوب النبي عليه السلام لمن حضره من حفدته وقومه: إني لأشم رائحة يوسف وقميصه، لولا أن تنسبوني إلى الفند (الخرف وضعف العقل) والكبر.