الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جادة، ومراجعات متوالية، واتصالات متواصلة من غير أن يكل فيما لو لم تتحقق المطالب في وقتها، أو حصل الاعتذار أو التأجيل، حتى ولو أخذت بعض وقته، أو كلفته نفقات تتطلبها المراجعات والتنقلات، والكتابات من أجلها.
ولذلك فإن هذه البلدة - أي المريدسية استفادت من جهوده وقدراته ومبذولاته المالية مما يشكر عليه، ويذكر بخير ويتأسى به ويسلك نهجه لمن له همة في السعي في المصالح العامة (1).
ومنهم عبد الله بن غنَّام بن محمد الغدوني، تولى الأذان في مسجد (الزنقب) في المريدسية، وتواصل قيامه به، والمحافظة عليه، وقال الشيخ صالح السعوي لا يزال يؤديه، ويرفع صوته به في الأوقات الخمسة المشروع الأذان فيها لحين كتابة هذه المعلومات (2).
الغْدَيِّر:
بإسكان الغين وفتح الدال ثم ياء مكسورة مشددة فراء في آخره، على لفظ تصغير (غدير) الماء.
أسرة متفرعة من أسرة (التويجري) الكبيرة.
وتلقيبهم بالغدير قديم بدليل أنه وردت شهادة الغدير بن محمد الغدير التويجري، وذلك في وثيقة مؤرخة في 29 محرم سنة 1336 هـ بخط الشيخ القاضي الشهير إبراهيم بن حمد الجاسر.
فإذا كان جد الشاهد اسمه غدير فمن الجائز أنه ليس أول من سمي بـ (غدير) منهم.
(1) المريدسية ماض وحاضر، ص 513.
(2)
المريدسية ماض وحاضر، ص 223.
وقد نقلت صورة تلك الوثيقة في رسم (الدبيخي) في حرف الدال.
ويدل على قدم تسميتهم بالغدير هذه الوثيقة المؤرخة في غرة محرم مبتدأ سنة 1265 هـ وهي بخط عبد الرحمن بن حنيشل.
وتشتمل على مداينة بين صالح الغدير وبين علي الناصر، وهو علي بن ناصر السالم الوجيه الثري المشهور في وقته حتى إن ابن بشر ذكره في تاريخه وأنه هو وسعد التويجري أقوى شخصين في بريدة، والشاهد في الوثيقة هو غنام آل محمد من أسرة (الغنام) المعروفة.
ونص الوثيقة بحروف الطباعة:
"الحمد لله وحده
أقر صالح الغديِّر بأن عنده وفي ذمته لعلي الناصر مئتين وتسعين صاع شعير صاعه عند باب داره واثني عشر ريال إلا قرش الجميع مؤجل يحل طلوع جماد آخر من سنة 1265 هـ ومرهنه في ذلك سديس القليب المسماة المطوية وجملين أملح وأشقح وثلث زرع القليب المطوية وجريرته شهد بذلك غنام آل محمد وكتبه وشهد به عبد الرحمن بن حنيشل وقع تحريره في غرة عاشورا مبتدأ سنة 1265 هـ.
وتحتها بخط عبد المحسن بن سيف وهو الشهير بالملا دين آخر على المذكور.
وهذه صورة الوثيقة:
والتعليق عليها يتناول قولها: صاعه عند باب داره وتعني أن المدين يحضر ذلك الشعير إلى باب دار الدائن، فلا يطالب الدائن بتسلمه من المزرعة أو من مكان بعيد.
وقولها: في الآخر من غرة عاشورا الذي نعرفه أنه عاشور بدون ألف
في آخره وهو شهر محرم، أما عاشورا فإنه العاشر منه الذي يصومه بعض الناس تطوعًا.
وهذه وثيقة مبايعة مؤرخة في 3 ذي القعدة من عام 1289 هـ بخط ناصر السليمان بن سيف.
والمبايعة بين عبد الله بن محمد التويجري أصيلا عن نفسه ووكيلًا عن أخيه عبد المحسن لغيبته أي غيبة عبد المحسن وعلى نصيب محمد بن أخيه (غدير).
والمبيع دكان وَكَّل متولي قضاء القصيم في ذلك الوقت الشيخ سليمان بن علي المقبل عبد الله بن محمد التويجري على البيع في قضاء ما في ذمتهم من الدين.
والمشتري عبد الله بن عبد الكريم بن جاسر.
والثمن ستة وثلاثون ريالًا فرانسه.
وهذه ورقة مداينة بين محمد الغديِّر وبين عبد الله الخضير التويجري، فكلاهما من أسرة التويجري.
والدين ثمانية أريل ونصف مؤجلات يحلن طلوع العمر، أي أن أجل وفائها يحل في انقضاء شهر (العمَر) بإسكان العين وفتح الميم وهو شهر محرم أول شهور السنة، والشاهد: حمود بن عبد الله الحمود التويجري، والكاتب يوسف العبد الله المزيني، والتاريخ 6 جمادى 1296 هـ.
وهذه وثيقة توكيل بخط (غدير بن محمد التويجري) كتبها في غرة ذي القعدة من عام 1338 هـ، وتتضمن توكيلًا صادرًا من إبراهيم المحمد المحسن التويجري لعلي بن عبد الله الزميع على جميع صيبته أي نصيبه من الشيحية
والضلفعة، والمراد ما يملكه فيها سواء ما ورثه إبراهيم المذكور، وما له دين أو نحوه، فهو (ماين مفتصل) أي يملك مطلق الصلاحية في ذلك.
الشاهد: سليمان الفهد التويجري، فجميع المذكورين في هذه الوثيقة هم من أسرة التويجري ما عدا الوكيل.
ومنهم امرأة ذات ثراء وشخصية مستقلة في شئون مالها اسمها (رقية الغديرية) من أهل الغاف كان لها نخل مهم في الغاف، تستدين على ثمرته بمبالغ من التمر كثيرة، وكان يداينها بالدرجة الأولى سليمان بن صالح السالم.
وتبين الوثيقتان اللتان سنذكرهما بعد هذا أن المذكورة محل ثقة الدائن لأنه وافق على أن تستدين منه بما يعادل ألف وزنة تمر، والوزنة كما هو معروف هي كيلو ونصف، فالألف وزنة تساوي ألفًا وخمسمائة كيلو أو طنًا ونصفًا من التمر، على شح النقود عند الناس في عصرها ونفاسة التمر عندهم.
وفي الوثيقة الأخرى استدانت من سليمان الصالح بن سالم تسعمائة وأربعين وزنة تمر، وزادت على ذلك مبالغ من التمر.
والوثيقة الأولى هي بخط علي العبد العزيز بن سالم من أسرة السالم نفسها التي منها الدائن وخطه واضح إلَّا أن الضرب الذي على الوثيقة ومعناه أنها ملغاة وأنه لا مفعول لها أو بمعنى آخر أن الدين قد سدد لصاحبه، فهذه هي طريقة ذلك الضرب وهو الخطوط عليها قد أثر فيها بعض الغموض، ونحن هنا نكتب من أجل التاريخ لا من أجل الدين، ولا من أجل الدائن أو المدين، لذلك تستوي عندنا أهمية الوثيقة التي تكون ملغاة أو لا يكون الدين فيها قد سدد مع خلافها من الوثائق.
وقد رأيت أن أكتب نص الوثيقة الأولى بحروف الطباعة مع عرض صورتها هنا.
ونصها:
"الحمد لله وحده
حضرت عندي رقية الغديرية وأقرت بأن عندها في ذمتها لسليمان الصالح ألف وزنة تمر إلَّا عشرين وزنة مؤجلات يحل منها مائتين في شهر ذي الحجة سنة 1270 هـ وأيضًا يحل منها ثلاثة مائة وعشرين وزنة تمر في المحرم مبتدأ سنة 12730 هـ وريالين يحلن في شهر ذي الحجة سنة 1270 هـ وأرهنت سليمان في ذلك الدين المذكور ملكها بالغاف جذعه وفرعه، وذلك رهن سابق بيد سليمان حرر في شهر ربيع الأول سنة 1270 هـ شهد على ذلك منصور العمران وشهد به كاتبه علي العبد العزيز بن سالم.
وهذه صورتها وصورة الوثيقة الثانية التي هي بخط سليمان بن سيف.
والوثيقة التالية التي هي من عدة وثائق مداينات بين رقية الغديرية وبين سليمان الصالح بن سالم، وتتميز هذه بأنها ذكرت الشاهد بأنه ابنها عبد الله العودة، وكذلك رشيد العبد المحسن راع المريدسية.
وكاتبها علي العبد العزيز بن سالم من أسرة الدائن الذي هو سليمان بن صالح السالم.
على أنني لم أتأكد مما إذا كانت (الغديرية) هذه من أسرة (الغديِّر) التواجر، أم من أسرة أخرى، فربما كانت من أسرة (الغديري) بالياء أهل المريدسية، والله أعلم.
وهذه الوثيقة التي لم أتحقق مما إذا كان صالح الغدير المذكور فيها هو من أسرة الغدير التي ترجع إلى التويجري أم أنه من الغدير أهل النبقية، غير أن العادة أن المستدين إذا كان من أهل القرى فإن الكاتب قد يشير إلى ذلك وبخاصة إذا كان له أو لأسرته سمي من أهل بريدة أو ما قرب منها فهذا قد يرجح أنه من الغدير - التويجري - غير أن كونه أرهن على الدين ثلاثة أباعر وليس نخلًا أو مزرعة قد يرجح أنه من الغدير أهل النبقية، والدائن هو علي الناصر (ابن سالم) الثري المعروف بل المشهور في وقته.
والجزء الأول بخط عبد الله بن عمرو مكتوب في عام 1264 هـ لأن الدين المذكور فيها يحل في عام 1265 هـ.
ومن غرائب الأقدار أن الدائن وهو علي الناصر (السالم) قتل في ذلك العام 1265 هـ في وقعة اليتيِّمة.
وفيها كتابة إلحاقية بخط علي العبد العزيز بن سالم وشهادة عبد الله العمري.