الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفوزان:
من أهل بريدة، جاءوا إليها من الشماس، وهم من أهله القدماء الذين هم من الوداعين من الدواسر.
وهم متفرعون من أسرة السابق الذين يكثر فيهم اسم فوزان، ولذلك عندما عقلت الأمور كان من أهل بريدة منهم اثنان هما فوزان العثمان وفوزان السابق، والأخير هو أول سفير المملكة العربية السعودية في مصر، وقد ذكرته في رسم (السابق).
وكانت الأسرة تسمى بهذا الاسم قبل أن تغادر الشماس فانقسمت إلى قسمين: قسم قصد الشماسية إلى أبناء عمهم وأقاربهم فيها وصاروا من أهلها حتى الآن، ولا يزال اسم السابق موجودًا فيها، وقسم دخل من الشماس إلى بريدة وذلك منذ أن أجبر حجيلان بن حمد أمير بريدة أهل بلدة الشماس على هجرها والخروج منها، وقد تقدم ذكر ذلك أو شيء منه في رسم (الشماسي).
ومنهم السفير صالح بن سليمان بن فوزان العثمان الفوزان، كان زميلًا لي في المدرسة عند المطوع محمد بن صالح الوهيبي، والتحق بالعمل في وزارة الخارجية فتقلب في عدة وظائف، منها وظائف سفير.
توفي السفير صالح السليمان الفوزان في لندن يوم السبت 28/ 5/ 1422 هـ وكان تقاعد قبل وفاته.
وأذكر فما يتعلق بصالح بن سليمان الفوزان هذا أنني كنت مسافرًا إلى العراق في عام 1380 هـ، وذلك إبان فورة الشيوعيين والشعوبيين في زمن عبد الكريم قاسم، ولكنني لم أزر العراق من قبل، ولدي رغبة عارمة أن أراه بعد أن كنت قرأت عنه كثيرا في كتب الأدب القديمة، وفي كتب التاريخ فسافرت إلى الكويت من الرياض بالطائرة، ثم سافرت رغم نصيحة بعض الناصحين من جماعتنا المقيمين في الكويت الذين ذكروا أن العراقيين الآن في ذروة بغضهم المسلمين، وأن الشعوبيين في ذروة بغضهم العرب.
غير أنني لم أبال بذلك وسافرت بالطائرة من الكويت إلى بغداد عن طريق البصرة.
ونزلت بإرشاد بعض الناس الذين كنت التقيت بهم في فندق (الجامعة العربية من شارع الرشيد في بغداد، ولكن الاضطرابات كانت على أشدها وخاصة أننا كنا في شهر تموز شهر الثورة لأنني كنت مدير المعهد العلمي في بريدة، ولا أستطيع السفر إلَّا في العطلة الصيفية للمعهد.
ووجدت نفسي كالمحاصر في الفندق فتذكرت أن القائم بالأعمال في السفارة وهو أكبر رجل فيها هو زميلي في الدراسة صالح بن سليمان الفوزان فاتصلت به هاتفيًا.
فرحب بي وقال: كنت أود أن أحضر إليك في الفندق ولكن الظرف وحالة الأمن وشدة المراقبة على الدبلوماسيين تحول دون ذلك، وسوف أرسل إليك سيارة السفارة وهي ذات لوحات (دبلوماسية) لا يتجرأ أحد أن يمسها بسوء.
ثم أرسل السيارة وبقيت عنده وقتًا طويلًا تغدينا في السفارة معه.
ومن وثائق الفوزان الدواسر هؤلاء هذه الوثيقة التي جمعت بين أخوين هما عثمان الفوزان وسابق الفوزان، وقد خلف كل واحد منهما ابنًا سماه (فوزان) فالأول ابنه فوزان العثمان، وهو معروف مشهور وأكثر شهرة من ابن عمه سابق وهو الشيخ فوزان السابق.
والطرف الثاني في المداينة هو الثري الشهير في وقته محمد بن عبد الرحمن الربدي.
والدين ألفان وأربعمائة صاع (قمح) عوض أي ثمنه مائتان من الريالات الفرانسة.
وهي مؤجلة الدفع إلى ربيع الآخر عام 1293 هـ.
وأيضًا ثمانون ريالًا سلف قرض أي ليس فيه ربح للربدي وأيضًا خمسة وسبعون ريالًا إلا قرشًا والقرش هنا هو ثلث الريال الفرانسة.
وهذا الدين كما ترى كثير جدا بالنسبة إلى ما كان يملك الناس من الثروات في ذلك العصر.
والشاهد: حمد الدخيل بن مغيص من أهل بريدة القدماء والكاتب إبراهيم العبادي.
والتاريخ 5 من ذي الحجة سنة 1292 هـ.
وتحتها وثيقة إلحاقية على عثمان وحده.
وقد يشتبه اسم (الفوزان) هؤلاء الذين هم من الدواسر باسم الفوزان الآخرين في بريدة وضاحيتها خضيرا الذين يقال لهم (الفوزان) وهم من عتيبة، وذلك لكون أهل بريدة لم يكونوا يبالون بمثل هذه الفروق القبلية، ولا يلقون لها بالًا في التعريف بالأسر، وإنما كانوا يفرقون بينهم بأن هؤلاء هم (الفوزان) أهل الشماس وأولئك هم (الفوزان) أهل خضيرا.
وقد وقفت على وثيقة فيها شهادة شاهدين أحدهما من الفوزان أهل خضيرا وهو فوزان العلي والثاني من الفوزان أهل الشماس وهو سابق الفوزان.
وتلك الوثيقة مؤرخة في 5 جمادي آخر عام 1296 هـ بخط ناصر السليمان بن سيف.
وتتضمن مداينة بين حمد الخلف الباحوث والشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم.
وهذه صورتها:
ومنهم فوزان بن عثمان الفوزان كان من عقيل الذين يتاجرون بالمواشي حتى ترك ذلك لكبر سنه.
وقد عرفته معرفة شخصية، كان بدينًا ضخم الجسم أبيض اللون مع حمرة، ولكن جسمه ثقيل فكان لا يسرع في المشي.
ولكن ذلك عندما كبر سنه.
ذكر الشيخ إبراهيم بن عبيد وفاة (فوزان العثمان) في تاريخه، فقال:
وممن توفي فيها من الأعيان فوزان العثمان من الشخصيات البارزة في مدينة بريدة، وهو فوزان بن عثمان بن فوزان بن صالح بن عبد العزيز بن سابق بن صالح بن فوزان من قبيلة الوداعين من الدواسر، كان عاقلًا ممتلئ الجسم أبيض اللون شهد الطرفية والبكيرية وجراب في صفوف المسلمين، وكان في تجارة عقيل إلى الشام والعراق ومصر، ومن رجالهم الذين يتقيدون بالصلوات الخمس، وكان صاحب الجلالة الملك عبد العزيز يقدر له مواقفه ويواسيه، ومن أنجال المترجم سليمان بن فوزان الذي سبق ذكره في المقاولات للمعهد العلمي ببريدة والمسجد الجامع الكبير والمستشفي المركزي فيها والمكتبة العلمية، وكانت وفاة المترجم في آخر ذي الحجة من هذه السنة رحمة الله عليه (1).
وابنه سليمان كان من عقيل، وقد استقر في بريدة بعد أن بطلت التجارة بالإبل من القصيم بسبب قيام دولة اليهود.
وقد صار مقاولًا لأول بنائين بالمسلح في بريدة وهما المكتبة العامة، ومبنى المعهد العلمي.
ومبنى المعهد العلمي مهم لي، لأنني كنت مديره عندما بدءوا ببنائه،
(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 5، ص 209.
وكان المطلوب مني أن أراقب عملهم، ولكنني في ذلك الوقت وهو عام 1376 هـ لم أكن أنا أفهم شيئًا من هذه الأمور، وإنما كانت رئاسة المعاهد العلمية والإفتاء ترسل مهندسًا من الرياض بين الفينة والأخرى لينظر فيه لأنه لم يكن يوجد في بريدة مهندسون يمكن أن يتابعوا البناء بأجر يدفع لهم.
وكان مبنى المعهد العلمي أول مبني متكامل من الأسمنت المسلح يبن في بريدة وقد صادف أن كان الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله في زيارة لشمال المملكة واخترقها بالسيارات قادمًا إلى الرياض، فطلبت منه ببرقية أرسلتها إلى صاحب السماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن يفتتح مبنى المعهد، وذلك في عام 1377 هـ كما اتفقت مع أمير بريدة آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد على ذلك.
وقد افتتح الملك سعود هذا المبنى وكان يرافقه قائد الحرسي الملكي آنذاك العقيد محمد بن علي الذيب وهو من أبناءٍ عمنا من أهل بريدة، فسهَّل لنا الإجراءات التي احتجناها لزيارة الملك للمعهد وافتتاح مبناه.
وسليمان هو والد السفير (صالح بن سليمان الفوزان) الذي تقدم ذكره.
ومن أغرب الوصايا وصية لامرأتين من (الفوزان) هؤلاء وليست لامرأة واحدة وهما لؤلؤة وهيلة بنتا فوزان العثمان (الفوزان).
وكاتب الوصية هو زعيم بريدة في وقته فهد بن علي الرشودي، وقد وصف نفسه بأنه عمهن ولا أدري أذلك لكونه أخًا لوالدهن من الأم أو من الرضاعة.
وهذه صورة الوصية وبعدها أنقل نصها بحروف الطباعة لصعوبة قراءة خط فهد الرشودي على من لم يتعود على قراءة الخطوط القديمة التي لا تتماشى مع قواعد الإملاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصت به الحرتان العاقلتان: لولوه وهيلة بنات فوزان العثمان بعدما شهدتا ألَّا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق والناس إذا ماتوا يبعثون وأوصن في ثلث ما خلفن في أعمال البر من كسوة عاري أو طعام جايع، مقدم بالوصية ثلاث أضاحي كل وحده لها ضحية ولوالديهن ووالدي والديهن ضحية، والوكيل على ذلك يخشر عمتهن طرفة في أضاحيهن والوكيل ولدهن فوزان، ومن بعده أخوهن عبد الله الفوزان، شهد بذلك على الفهد الرشودي وخالهن