الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد العزيز الفهد الرشودي وشهد به وكتبه عن أمرهن عمهن فهد العلي الرشودي والله خير شاهد ووكيل، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حرر في 5 شوال 1352 هـ.
الفوزان:
على لفظ سابقه.
أسرة أخرى من أهل وهطان وخضيرا وهم من الأساعدة، جاءوا إلى بريدة من التنومة في آخر القرن الثاني عشر.
أول من جاء منهم إلى بريدة رجل واحد اسمه فوزان الضويحي، جاء من التنومة، وأسرة الضويحي معروفة في الأسياح حتى الآن.
وكنت أظن أن مجيئهم كان بسبب قتلة ثويني آل شبيب لأهل التنومة وغدره بهم في عام 1201 هـ.
ولكن تبين لي من سيرة حياة فوزان المذكور، وما علمناه من الأخبار من أسرته أنه جاء إلى بريدة بسبب مشاحنات ومنازعات مع بعض أبناء عمه الضويحي وذلك قبل هذا التاريخ فيما يظهر.
وعندما جاء إلى بريدة زرع في بئر واقعة الآن في محلة الفايزية في شرق بريدة وهي التي اشتراها الأمير سعود بن هذلول أمير منطقة القصيم بعد ذلك وكانت تعرف بأنها قليب للفوزان، فأسماها (الفايزية) وليس الفوزانية، كما ذكرت ذلك في (معجم بلاد القصيم).
ثم انتقل منها فوزان الضويحي إلى وهطان لأن الفايزية هذه ليس فيها نخل وإنما تزرع القمح والحبوب.
وولد لفوزان ابنه صالح في وهطان وهو صالح الأول بن فوزان الأول وقد تزوج صالح بن فوزان هذا بامرأتين إحداهما من المزعل والثانية من الجريدي أهل الصباخ ورزق من كل واحدة منهما بخمسة أبناء فكان أبناؤه عشرة وهذا هو السبب في نمو أسرة الفوزان بسرعة وكثرة أفرادها.
وكان وهطان في تلك الأزمان مزدهرًا فيه النخل والزرع وحتى الفواكه، ومن الأدلة على ذلك أنه في القرن الثالث عشر لم يكن يوجد في الخُبُوب الشرقية إلَّا جامع واحد موجود في وهطان، وليس في خضيرا ولا خب القبر آنذاك جامع أي لا تقام فيهما الجمعة لقلة سكانهما، وضعفهم فكان أهلها يصلون الجمعة في (وهطان).
هذه وثيقة ذكر فيها فوزان الأول الذي هو جد (الفوزان) هؤلاء كلهم، وذلك فيما يظهر لي، وإلا فإنه لا يوجد دليل مؤكد عليه، وتتضمن إقراره بأن عنده وفي ذمته لصالح وعمر وصالح هو بن حسين أبا الخيل والد الأمير مهنا الصالح أمير بريدة، وعمر هو ابن عبد العزيز بن سليم أول من سكن من آل سليم بريدة، جاء إليها من الدرعية، وكان يشارك صالح الحسين في المداينات وفي بعض أنواع التجارة.
والدين الذي للرجلين الثريين هو اثنا عشر ريالًا ثمن مائتي وزنة (تمر) وهذا يوضح أن هناك تمرًا مشتركًا بينهما، وليس اشتراكهما بالدراهم فقط.
وذكرت الوثيقة أنه أرهنهما بذلك غريسه أصله وعمارته، وهذا يدل على أنه فوزان جد الفوزان أهل خضيرا، فهو الذي له غريس يملكه، وليس هو مجرد فلاح في نخل لغيره.
ويحل أجل هذا الدين الذي هو اثنا عشر ريالًا في عيد الأضحى من عام 1238 هـ والوثيقة بخط الكاتب المعروف سليمان بن سيف، كتبها في 23 من صفر سنة 1237 هـ وليس معه شاهد.
وقد اشتهر صالح بن فوزان الثاني، وهو الأخير بمحبته للخير وإكرام الضيوف، ولا زلنا ونحن صغار نسمع ذلك من الناس، وقد توفي صالح الفوزان الثاني هذا في عام 1348 هـ، وله في ذلك أخبار عطرة، منها ما حدث به عبد الرحمن بن عبد الله الجمحان المعروف بمهلهل، قال: قبل سنة السبلة بقليل وهي عام 1347 هـ أناخ عند صالح الفوزان في خضيرا أهل ستين ذلول عليها 120 رجلا أي أنهم مردفين كما يقول العوام، وهو أن يركب على كل ذلول اثنان أي أن تخصص لهما وإن لم يركبا معا وهم من مطير على رأسهم أحد الدوشان - جمع دويش - من رؤساء القبيلة، وقال: الذي فهمناه أن فيصل الدويش هو الذي كان على رأسهم، ومعلوم أنهم قصدوه لأنهم يعرفون أنه قادر على أن يضيفهم.
قال: فأسرع صالح الفوزان يأمر بذبح الغنم التي عنده وهي ثمان ما بين معز وضأن، ولكنه قال: إنها غير كافية، ولابد من أن يذبح 12 ذبيحة لكل عشرة ذبيحة، وبالفعل ذبحها، ووضعها فوق الجريش ومعه القرصان على هيئة خبز كبير.