الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغَنَّام:
من أهل بريدة من الجري من شمر.
وكان الغنام هؤلاء يلقبون (الجروان) ورد ذلك في عدة وثائق سأوردها هنا، ومن الطريف أن المتأخرين منهم لا يعرفون هذا اللقب لأوائلهم، لأن لقبهم الذي عرفته الأجيال المعاصرة منهم هو (الغنام فقط، وليس الجروان.
مع أن الوثائق التي ذكرت لقبهم (الجروان) ليست قديمة العهد، بل هي من القرن الثالث عشر، كما كان لهم أو لبعضهم لقب آخر هو (سمير) جاء ذلك في وثائق أخرى سنوردها فيما بعد بإذن الله.
ومن الوثائق التي ورد فيها اسم (الغنام) الجروان هذه المؤرخة في عام 1287 هـ حيث ذكر فيها اسم (غنام بن محمد الجروان).
وهي وثيقة مبايعة بين عبد الكريم الخريف التويجري وأخيه محمد وبين المذكور والمبيع ربع قليب زراعية والثمن ستون ريالًا.
والشاهد: ناصر العثمان الصبيحي، والكاتب الشيخ الزاهد المعروف عبد الله بن محمد بن فدا.
وتحتها إلحاق لها بشهادة الثري المشهور محمد بن عبد الرحمن الربدي رأس أسرة (الربدي) في بريدة.
ووثيقة أخرى مؤرخة في عام 1280 هـ بخط عبد المحسن بن سيف الملقب (الملا) وفيها شهادة (غنام آل محمد الجرواني).
منهم صالح بن غنام بن محمد الغنام، ولد في بريدة سنة 1313 هـ ويعتبر كبير أسرة الغنام.
توفي في عام 1403 هـ بمدينة الرياض.
وصالح الغنام هذا هو الذي زوج أخته من الشيخ عبد القادر شيبة الحمد سنجر، وكان عبد القادر مدرسًا لدينا في المعهد العلمي في بريدة عندما كنت مديرًا له فنزل بيتًا في شرقي بريدة القديمة إلى الشمال الغربي من المعهد العلمي الآن.
وقد توفيت زوجته ومعها منه أطفال صغار أظنهم ستة، ولم يكن لهم أقارب في بريدة بل في المملكة كلها، وكانت زوجته قبل وفاتها لها صلة بنساء جيرانها الغنام الذي كبيرهم صالح فحاولت نساء الغنام أن تساعد هؤلاء الأطفال، كانت امرأة منهم أخت لصالح الغنام أكثر النساء عطفا على هؤلاء الأطفال الأيتام الذين ليس لهم إلَّا أبوهم الشيخ عبد القادر فزوجه صالح الغنام بها، وكانت في منتصف العمر، ولم يرزق منها بأولاد، إلَّا أن الشيخ عبد القادر شيبة الحمد تزوج بعد ذلك بنتا للشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع من أهل عنيزة.
جاء ذكر صالح الغنام هذا في وثيقة بخط عبد الرحمن الصالح الدخيل الذي هو ابن الشيخ الشهير صالح بن دخيل الجار الله وهو أي عبد الرحمن صهر الوجيه المعروف بل الشهير إبراهيم بن علي الرشودي.
ورد اسمه في الوثيقة (صالح الغنام السمير).
وقد تكرر اسم (صالح الغنام) في هذه الأسرة ومن ذلك (صالح الغنام) الذي ورد ذكره في وثيقة مؤرخة في 3 شوال سنة 1284 هـ بخط
ناصر السليمان بن سيف وهي وثيقة مبايعة البائع فيها أناس من السعود الطريماني، والمشتري هو عبد الكريم الجاسر، والمبيع قليل من ملك الكويك في الصباخ الذي كانوا يملكونه، والشاهد الوحيد على هذه المبايعة هو (صالح الغنام) ولم يذكر الكاتب اسم والده.
وقد نقلت الوثيقة المذكورة عند ذكر السعود (في باب السين).
كما ورد اسمه في وثيقة أخرى بخط الكاتب نفسه وهو ناصر بن سليمان السيف، والوثيقة مؤرخة في 17 محرم افتتاح سنة 1293 هـ.
وتتضمن مبايعة بين منيرة بنت عبد الله الكويك من أهل الصباخ وبين عمر بن جاسر.
والشاهدان على ذلك عبد الكريم بن جاسر من أسرة المشتري وصالح بن غنام وراشد آل علي المنيع وكلهم من أهل الصباخ عدا المشتري والشاهد الأول.
كما جاء اسم صالح الغنام المذكور أيضًا في وثيقة مؤرخة في 23 صفر سنة 1285 هـ بخط ناصر السليمان بن سيف، وهي ورقة مبايعة بين محمد الحميدي وعمر بن جاسر، والمبيع أربع النخلات السبل، والسبل: جمع سبيل، ومن العجيب أن تباع السبل التي تعني الوقف والوقف لا يباع، ولكن ربما بيعهن المصلحة راجحة كان يشتري بثمنها بيتًا أو تنتقل إلى نخل في مكان آخر.
والثمن ثلاثة ريالات فرانسة، والشاهد على ذلك صالح الغنام.
وفي أسفلها بيان وتبرير بيع النخل المذكورات من القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وذكر أنها متعطلة منافعها، وأن يصرف ثمنها فيما يصلح.
ومنهم عبد العزيز الغنام كان صاحب دكان في جنوب جردة بريدة يبيع الحبوب كالحنطة واللقيمي والتمن الذي هو الأرز العراقي، وكان بجانبه في السوق أيضًا ناصر بن محمد السلمي فاتفقا على أن يعقدا شركة بأن يجمع كل واحد منهما ما لديه من المال ويتجران فيه شراكة بينهما، وقد نجحت شركتهما فصارا يتاجران في الحبوب في استيرادها وفي إرسالها إلى أماكن أخرى فصارت شركتهما مثالًا يحتذى.
وبينما كانت هذه الشركة مزدهرة ناجحة بحيث كثر مالها توفي عبد العزيز الغنام، ولكن ورثته من أولاده وبناته وزوجته امتنعوا عن أن يصفوا الشركة، بل عن أن يمسوها بشيء قائلين: إن شركة عقدها والدنا في حياته مع ناصر السلمي لا يمكن أن نحلها أو أن نجعلها تضمحل، وإنما تستمر هذه الشركة بعد وفاة عبد العزيز الغنام كما كانت في حياته، وحلوا هم مع أنهم عدد ليس قليلًا محل والدهم عبد العزيز الغنام واستمرت هكذا سنين طويلة ولا أدري ماذا فعل الله بها بعد ذلك، ولكنها صارت مضرب المثل للناس الذين لم يكونوا يحافظون على الشركات بينهم حتى إن بعضهم ينقض شركته وهو في صحته وقوته، ولو كانت ناجحة، إذا كان بينه وبين شريكه خلاف على شيء من الأشياء.
وقد أدركت منهم حسن الغنام أدركته شيخا مسنًا كان يأتي إلى دكان ابنه فهد لتزجية الوقت ثم توفي.
وقد سمى عليه ابنه فهد ابنًا له هو حسن بن فهد الغنام، وله شيء ينبغي أن يذكر ولذلك أشرت إليه وهو أننا عندما فتحنا المعهد العلمي في بريدة كنت أسهل الدخول فيه وبخاصة لطلبة العلم الذين أعرف عنهم أنهم من المحصلين في العلوم الدينية التي يقوم عليها معهدنا، إلَّا أن الإقبال عليه زاد في عام 1374 هـ وكنا فتحناه في عام 1373 هـ وقد ذكرت بداية تعييني فيه والتحضيرات التي اتبعناها لفتحه في كتاب:(ستون عامًا في الوظيفة الحكومية)، وقد تقدم شبان يحملون الشهادة الابتدائية يبلغ عددهم 48 فأجرينا لهم اختبار قبول حيث اخترنا خمسة نجحوا في الاختبار كان منهم (حسن بن فهد الغنام) الذي يصح أن أسميه الحفيد بالنسبة إلى معرفتي بجده.
وكان معه الشيخ - بعد ذلك - عبد الرحمن بن عبد الله العجلان الذي شغل وظيفة رئيس محاكم القصيم بعد ذلك والدكتور - بعد ذلك - عبد الرحمن العثيم،
والأستاذ سليمان السعيد المنفوحي.
وبعد أن درسوا في المعهد سنة ونجحوا منها سرت في السنة التالية إشاعة أو قال: إنه إرجاف بين الطلبة بأن خريجي المعهد لن يكون لهم مكان في الدولة إلا أن يكونوا مطاوعة لأنهم كثير، فترك الدراسة بالمعهد منتقلين إلى المدرسة المتوسطة ثلاثة منهم أو أربعة منهم الدكتور الطبيب لاحقًا عبد الرحمن العثيم رحمه الله، وحسن بن فهد الغنام هذا الذي التحق بالمدرسة العسكرية ليتخرج ضابطًا في الجيش، وقد تخرج بالفعل ضابطا، وشغل عدة وظائف منها (الملحق العسكري السعودي في الأردن) فقابلته هناك عندما كنت في الأردن في مهمة رسمية.
وأخيرًا هذه الوثيقة لا أشك في أنها متعلقة بأناس من أسرة الغنام هذه، وإن كان الشخص المذكور فيها اسمه عبد الله الحسن بن سمير، وليس فيها ذكر للغنام، فالغنام كان أوائلهم يسمون الجروان والحرواني، كذلك السمير وتتعلق بشهادة محمد بن سويد بأن الذي بذمة رقية ولم يذكر اسمها الكامل لعبد الله الحسن بن سمير ثلاثة أريل وعشرين صاع منصوف، ومعنى المنصوف أن نصفه قمح ونصفه شعير.
وقد كتب الوثيقة ووثيقة تحتها عبد الله بن رشيد المزيني، ولم يؤرخها.