الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفاضل:
أسرة صغيرة من أهل بريدة القدماء.
كان لأفرادها مكانة مشهورة معروفة في الشجاعة والإقدام، كان بعضهم في خب العريمضي.
وكان يقال لأوائلهم - العضيد - حدثني إبراهيم النصار من آل أبو عليان قال: كان ابن عضيد مقربًا عند حجيلان بن حمد أمير بريدة لشجاعته، ومن ذلك أنه بلغ حجيلان أن اثنين يترصدان قتله وأنهما أرسلا من قبل أحد رؤساء القبائل بعضهم يقول: إنه شيخ الظفير، وإنهما سيصلان لهذا الغرض إلى بريدة خفية فكلف ابن عضيد هذا بمراقبة البلد ومعرفة وصولهما، فقام بهذه المهمة حتى رآهما وهما مسلحان خارج السور فأصابهما برمية واحدة.
وبعد هذه الواقعة جاء إلى حجيلان من أهل بريدة منهم شخص يلقب بعصيل من إحدى الأسر الكبيرة المعروفة الآن في بريدة، وقال: يا حجيلان، هذا ابن عضيد شاعر ينظر إلى حريمنا وينظم الشعر نبيك تكفه أو تجليه عن ديرتنا، وكان ذلك مساء، فقال لهم: الأحسن إنكم في الصباح تأتون إليَّ لأجمعه معكم وانظر في الأمر، ثم أخبر ابن عضيد بذلك في الليل، ولما اصبحوا حضروا ومعهم ابن عضيد فتكلموا ثم سأل حجيلان ابن عضيد بقوله: ماذا تقول؟ فأجاب بالأبيات التالية:
لي ديرةٍ ما نيب فيها فداوي
…
ولا أتحرَّى مِنْ هَله لبسة العيد
يا كود خلَطْ الدرج هو والشفاوي
…
ولا طِعت عنده قول عمروٍ ولا زَيْد
أفعالهم صارت سوالف قهاوي
…
وأفعالنا شربوا عليها المقاصيد
مير أشهد أنهْ من كبار البلاوي
…
صيرة (عصيل) فوقنا مثل أبا زيد
فالتفت حجيلان إلى أولئك القوم وقال: اسمعوا، إن نساؤكم يجب أن تصونوهن في بيوتكم حتى لا يتطلع إليهن أحد، أما ابن عضيد فوالله لو أن الشرع يبيح لي إني أزوجه بعشر زوجات إني لأزوجه بهن حتى انهن يجيبن عيال يصيرون مثله بالشجاعة وينفعون بلدنا.
وشعر ابن عضيد يحتاج إلى توضيح لأنه نظم بلغة شعرية قديمة، فهو يقول: لي ديرة - يعني بريدة - مانيب فيها فداوي أي ليس عملي فيها (فداوي) والفداوي هو رجل الحاكم الذي يحصل على رزقه مما يكون من المتخاصمين مما يفرضه الأمير، وقد شرحت هذه اللفظة بأبسط من هذا في كتاب (كلمات قضت).
وقوله: ولا أتحرى من هله لبسة العيد، أي لا أتوقع من أهلها كسوة يعطونني إياها في يوم العيد.
وكسوة العامل أو نحوه يوم العيد عرف كان شائعًا عندهم ولكنها قليلة تتماشى مع الأحوال الاقتصادية في ذلك الزمان، ويقول ضمنا: إنه هو يكسو نفسه من كسب يده للعيد، وليس الناس هم الذين يكسونه.
وقوله: يا كود خلط الدرج الخ، هذا استثناء من قوله إنه ليس (فداويًا) ولا ينتظر لبسة العيد من أحد إلا أن عمله خلط الدرج وهو رصاص البندق، والشفاوي من ملح البارود - نسبة إلى الشفا بفتح الشين - في أعلى عالية نجد، أما قوله: أفعالهم صارت سوالف قهاوي، فهو ظاهر المعنى غير أن الذي يحتاج إلى إيضاح هو قوله: وأفعالنا شربوا عليها المقاصيد، فالمقاصيد: جمع مقصاد وهو إناء صغير يشرب فيه الماء ذكرته في المعجم الكبير: (معجم الألفاظ العامية).
والمعنى العام هو أنهم شربوا الماء عليها بمعنى نسوها ونسيها الناس كأنها لا أهمية لها.
وكان من (الفاضل) هؤلاء جماعة سكنوا في الخبوب مثل خب (العريمضي).
منهم عبد العزيز بن حمود الفاضل مهندس سيارات عند الملك عبد الله في القديم، وأخيرًا مدير الحركة في تعليم البنات في القصيم، توفي عام 1417 هـ.
ومنهم عكية وهذا لقب لمحمد بن صالح الفاضل أحد أسرة الفاضل اشتهر بلقب عكية، قاد ابنه عبد الله مظاهرة كبيرة من الشبان ومؤيديهم في زمن إمارة ابن بتال على بريدة عام 1376 هـ.
فكان الذين تجمهروا معه يحملونه على رؤوسهم وطافت المظاهرة في أنحاء مدينة بريدة، وكانت مظاهرة فريدة غريبة النظير في تاريخ بريدة، وهي أول مظاهرة في بريدة على الإطلاق.
ولذلك جاء في قصيدة لمحمد بن عبد العزيز الفهيد الشاعر الملقب البثرة:
سبب زمان دار من والي البيت
…
وشاخت به النسوان و (ابنا عكية)
وسوف تأتي القصيدة في ترجمة الشاعر.
وهذه المظاهرة هي أول مظاهرة في بريدة وآخر مظاهرة فيما عرفناه وعاصرناه، وقد سبق شيء من ذكرها في حرف العين على لفظ (عكية).
وجدت ورقة مداينة مؤرخة في سنة 1247 هـ بخط سليمان بن سيف فيها ذكر عبد العزيز الفاضل، وأنه أقر أن عنده وفي ذمته لعمر بن سليم مائة وعشرين صاع حنطة نقي منقول بصاعه عند باب داره يحل أجلهن بالفطر الأول من سنة 1247 هـ. وأيضًا خمسة أريل يحلن أجلهن بجمادى الثاني من سنة ثمان وأربعين بعد المائتين والألف.
والشاهد فيها هو فهد بن بطي.
قوله: بالفطر الأول يعني شهر شوال فهو الفطر الأول بلغتهم العامية القديمة.
وهذه صورتها:
ووثيقة أخرى تتضمن مبايعة بين عبد العزيز آل فاضل هذا وبين عمر بن سليم والبائع فيها هو عبد العزيز الفاضل والمشتري عمر بن سليم، والمبيع خُمُس دار في بريدة والثمن 17 ريالًا وأثناه عمر الخيار إلى طلوع عاشور أي المحرم من سنة 1247 هـ، إن جاب الدراهم إذا حل الأجل انفسخ البيع، وإلَّا فالبيع صحيح.
والشاهد هو عبد الله آل فاضل والكاتب هو سليمان بن سيف، أما الدار فإنها
وصفت بأنها دار رشْيد بن سفيِّر - والخمس هو نصيب زوجته هيا من تلك الدار.
وهذا نصها:
وهذه الوثيقة التي تدل على أن عبد العزيز الفاضل صاهر رشيد بن سفير مرتين: الأولى تزوج فيها ابنته هيا والثانية تزوج فيها أختها مزنة بعد وفاة هيا كما هو مفهوم، والسفيِّر أسرة معروفة من أهل بريدة، وقد باع عبد العزيز الفاضل نصيبه من دار رشيد السفيِّر وهو حصة زوجته هيا على عمر بن سليم في الوثيقة التي نقلناها ثم باع نصيب زوجته مزنة على عمر أيضًا بعد ذلك، والكاتب هو نفسه سليمان بن سيف، أما الشاهد هنا فإنه عثمان الفضيلي الآتي ذكره قريبًا.
وهذا نصها:
ووثيقة أخرى مؤرخة في شهر رجب من عام 1248 هـ بخط سليمان بن سيف، وتتضمن إقرار واعتراف عبد العزيز آل فاضل بأنه بلغه ثمن صيبة زوجته هيا من دار أبيها رشيد السفير خمسة عشر ريال، بلغنه بالتمام، ولم يذكر هنا اسم المشتري أو الشخص الذي دفع الثمن لابن فاضل، ولكنه ذكر في وثيقة أخرى نقلتها قبل هذه.
وتحتها وثيقة أخرى مختصرة تتضمن إقراره - أي عبد العزيز الفاضل - بأن عنده وفي ذمته لعمر بن سليم عشرة أريل يحل أجلهن طلوع جمادى الثاني من سنة تسع وأربعين بعد المائتين والألف شهد به كاتبه سليمان بن سيف.
وجاء ذكر شخص آخر منهم هو عبد الله آل فاضل شاهدًا على ورقة مداينة بين عبد الله آل حماد وبين عمر بن سليم مكتوبة في عام 1245 هـ لأن الدين المؤجل فيها يحل أجل وفائه في عام 1246 هـ. والعادة أن تأجيل الدين يكون السنة واحدة وهي بخط الكاتب الشهير سليمان بن سيف، والشاهد الوحيد فيها هو عبد الله بن فاضل.
أما المستدين وهو عبد الله آل حماد فإنه فيما يظهر لي من (الحماد) أهل خب (العريمضي) الذين هم أبناء عم للمهيلب.
وتحتها وثيقة مداينة بين عبد الله الفاضل نفسه وبين عمر بن سليم، الشاهد فيها عبد الله آل حماد فكان الرجلين تبادلا المواقف في الوثيقتين.
والدين الذي على عبد الله الفاضل يحل أيضًا في السنة نفسها وهي سنة 1246 هـ.
والكاتب هو نفسه سليمان بن سيف.
والوثيقة التالية وثيقة مداينة بين عبد الله الفاضل وبين عمر بن سليم.
والدين عشرة أريل عوض عيش، يحل أجلهن طلوع رجب أي انقضاء شهر رجب وانسلاخه من سنة خمسين بعد المائتين والألف.
والرهن تفق وهي البندق التي يرمي بها.
والكاتب سليمان بن سيف وهو الشاهد أيضًا.
والتاريخ: شهر ربيع أول سنة تسع وأربعين بعد المائتين والألف.