الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذلك بتفضلهم بجزء من الملك المورث لهم من المذكور، وإدخاله ضمن توسعة الشارع المجاور للملك من الجهة الجنوبية والجهة الغربية بمساحة عرضها تزيد عن مساحة الشارع القديم، والجاري توسعته من مبدئه من حي مسجد مصلى العيد حتى وصوله المسجد الجامع والحي المجاور له عن طريق التبرع والاحتساب، وابتغاء الأجر والثواب.
وتبرعهم بتلك المساحة له أهميته البالغة، حيث كان من جهتين للملك، وفيها منعطف يخشى من حصول حوادث اصطدام، وكان بجواره شجر الأثل بحيث يخفي الرؤية على بعد، فلما أزيل وأدخلت التوسعة ضمن الشارع زال ما كان يخشى من مفاجأة التقاء السيارات، وحصول حوادث اصطدام يكثر وقوعها في مثل هذا المنعطف الذي يجتمع فيه ضيق الشارع وتدلي أشجار الأثل عليه، وكونه غير معتدل، ولكن بهذا التبرع السخي زالت عن الشارع كل العوائق، وسلم سالكوه من حصول الحوادث التي يكون سببها ضيق الشوارع وتدلي أعواد الشجر عليها وانعطافها.
ولهذا فإن هذا التبرع وما يماثله يعظم فيه الأجر للمحتسبين به، لأنه من أهم ما يكون في التوسعة للشوارع لتفادي الأخطار التي قد تحدث من مفاجأة التقاء السيارات فيه من غير أخذ حساب لقرب الرؤية، ومباغتة الالتقاء بمسافات قليلة لا تتجاوز خمسة أمتار (1).
كما ذكر الشيخ صالح السعوي من شخصيات (الفيز) أهل المريدسية إبراهيم بن عبد العزيز الفيز، فقال.
إبراهيم الفيز:
وممن استفيد من حصيلته العلمية، ومعرفته لخط القلم من الأهالي الرجل
(1) المريدسية ماضٍ وحاضر، ص 492.
العارف المتواضع، الأخ في الله، والمحب فيه إبراهيم بن عبد العزيز الفيز رحمه الله تعالى.
فقد كان يعلم الأولاد القرآن الكريم، ويلزمهم قراءته بتجويد وإتقان وفهم المعانيه، وحفظ عن ظهر قلب لما تيسر من سوره وأجزائه، وقد فرَّغ نفسه التعليم كتاب الله وما أهم من أصول الدين والأحكام.
وقد اتخذ الوقت المناسب لرغبة المتعلمين، وحبس نفسه من أجل اكتساب الطلاب العلم في أوقات فراغهم، لأنهم كانوا آنذاك يشدون أزر أوليائهم في مزاولة الأعمال التي يكتسب منها الأقوات، إما في التجارة أو في الصناعة، أو في النجارة، أو في الزراعة، أو في سائر الحرف، فصار لابد من اختيار الوقت الذي تمكن منه الأولاد للحضور والتعلم.
وقد اكتسب الطلاب الذين كانوا يتعلمون عليه علم قراءة القرآن وحسن التلاوة وتجويدها، وحفظ بعض السور عن ظهر قلب مع مبادئ أصول الدين، وأحكام الطهارة والصلاة، وما أهم من العلوم الأخرى في العبادات.
ولهذا الرجل خدمة جليلة إضافة إلى التعليم وهي تسخير قلمه بالكتابة لما يلزم الناس، ويحتاجون إليه، ويرغبون فيه.
وله الذكر الحسن في المجتمع ولدى مجاوريه وأقاربه والعارفين به، والعاملين له، وذلك لما يتمتع به من مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، والتعفف عما في أيدي الناس، والتواضع وحسن المعاشرة، والأنس به في الاجتماعات العامة، والتباحث مع الآخرين لما فيه النفع والانتفاع، وهو مقبل على العبادة، ومتفرغ لها، ومواظب عليها، ومنهض همم غيره لها، وحاثَّ عليها.
وفي عمله المتقدم ذكره محتسب به، يرجو الثواب عليه من الله عز وجل.
توفي رحمه الله عام 1409 هـ وجهز وصلي عليه في المسجد الجامع
بهذه البلدة أي المريدسية ودفن في المقبرة الجنوبية منها (1).
ومنهم الأستاذ عبد الرحمن بن صالح الفيز المدير العام لشركة الاتصالات الدولية - 1428 هـ.
توفي والده صالح الفيز فنشر نعيه في صفحة كاملة من صحيفة الرياض في عددها الصادر يوم الثلاثاء 29 ربيع الأول من عام 1438 هـ
ووجهت فيها التعزية لأبناء الفقيد سليمان وعبد العزيز ومحمد وخالد وعبد الله وعموم الأسرة.
(1) المريدسية: ماض وحاضر، ص 132 - 133.