الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفَرَّاج:
أسرة أخرى من أهل بريدة جاءوا إليها من الطرفية، وهم متفرعون من أسرة (السواجي) أهل الطرفية.
منهم أحمد الفرَّاج كان من أهل الإبل الذين ينقلون عليها البضائع ما بين بريدة وموانئ الخليج.
ثم سكن في بيت في شمال بريدة إلى الغرب مباشرة من مسجد عبد الرحمن الشريدة يفصل بينهما شارع الصناعة قبل توسعته.
وكان ثقة معتبر الكلمة عند الناس.
وقد عرفته بذلك معرفة حقيقية.
ومنهم محمد الفراج والد عبد الله وأحمد الفراج، كان صاحب دكان في وسعة بريدة وجعل عليه ابن رشيد عبد العزيز ريالين جهاد، فطلب مواجهة الأمير، وقال الرجاله: أنا والله ما عندي ما أعشي به بناتي وأبي أواجه الأمير، فقابله وسأل الأمير قائلًا له: الريالين هذولي يا طويل العمر: من هي له؟ وش سنعهن؟ لأنه كان صاحب دكان في وسعة بريدة فقال ابن رشيد: هذا من حق الله.
فقال ابن فراج: والله ما اخبر عندي الله حق يدَّعي به أحد، فقال ابن رشيد: اتركوه أو قال: خلاه.
وقال إبراهيم أبو طامي:
من قصص النسا الحلوة:
روى أحمد الفراج عن أبيه وهو جمال كبير ينقل البضائع والمسافرين على جماله قبل ظهور وسائل المواصلات الحديثة بين بريدة وحائل والمدينة، وقد طلب شاب صحبته في إحدى سفراته، وكان الشاب فقيرًا فطلب من ابن
فراج أن يوصله المدينة لعله يستطيع الانخراط في سلك الحامية العثمانية الموجودة آنذاك في المدينة على أن يحمل زاده وماءه فقط، وهو يسير بمحاذاته على قدميه، وفي نفس الوقت يؤدي الخدمة للقافلة، فوافق صاحب القافلة وسافرت القافلة وصحبها الشاب وأوفى بعهده لصاحبه.
ولما وصل المدينة عمل جنديًا في الهجانة ومهمتهم العمل كحرس حدود في الصحراء لحفظ الأمن، وبعد وقت قصير حصل على مبلغ من المال، وكان قد أحب بنتًا من قبيلة حرب حبًّا شريفًا وقد بأدلته الحب، فتقدم لطلبها كزوجة له فتم له ذلك وكان محبوبًا عند القادة ورجال الحامية وسكن بيتًا في حوش خميس المعروف في المدينة، وكانت ظروف عمله تضطره إلى أن يكون بعيدًا عن المدينة وعن زوجته.
وفي أحد الأيام عاد إلى المدينة وكانت زوجته قد توفيت على أثر مولود تعسرت ولادته وتوفي المولود تبعًا لذلك، وكان وصوله بعد العصر فوجد بنات الحي مجتمعات في (الحوش) فسألهن عن زوجته ومفتاح البيت فأحجمن عن إخباره بموتها فظن أنها ذاهبة لبعض حاجتها فترددن بالإجابة على سؤاله لأنهن يعرفن حبه لها وحبها له، إلا أنهن قررن أن يضعنه أمام الأمر الواقع، وبعد إلحاح النساء قامت إليه شابة من شابات الحي وعزته في زوجته وأخبرته بأمرها، ولكن الشابة طلبته أن يكون ضيفًا على بيت أخيها حيث يقيم وإياه، وكان شقيقها يشتغل بتجارة الغنم، أما الشابة فهي بنت بكر لم تتزوج بعد إلا أنها تعيش حياة مليئة بالحب والغرام والعشق.
قام النسوة بعد ذلك وفتحن بيته وأدخلن رحله ونظفن بيته، ولما حضر أخو الشابة أخبرته بما فعلته مع الرجل فشكرها ورحب به، وتعشي وسهر ليلته معه، وبعد ذلك قام الرجل إلى بيته، واجتمعت الشابة بزميلاتها وقالت لهن إنه لن ينام ليلته وسيبوح بما يخالج صدره من حب لزوجته المتوفاة فهيا لنستمع
إليه، فوافقنها وصعدن دونما يشعر إلى سطح منزله المجاور لمنازلهن وبدأ يتوجد ويشكي حاله ثم خرج إلى خارج الغرفة ليتحسس هل حوله أحد أم لا حتى يبوح بما يكنه لزوجته وما أصابه بعد وفاتها، فأخذ ربابته ووضعها على النار (وأيبسها) وأخذ يجر عليها ويبكي ويتوجد ويصف مصيبته، وكيف أنه كان ينتظر اللقاء الذي طال، فإذا به يجد داره قد خلت من الأحبة، وأنصتت النسوة إليه وهو يقول:
البارحة نومي على راس كوعي
…
كني كسير مسيس الجباره
النوم عين يالفنه اعيوني
…
افرح إلى من النجوم استداره
عليك يا زاهي ثمان الردوع
…
ضيعت عقلي والهوى والبصاره
غديت ما بين السلف والنجوع
…
اعوي اعوا ذيب على راس قاره
وصار يردد الأبيات بصوت ساحر ملؤه الشجون والآلام على الحبيب مما هيض اشجان الشابة الولهانة، وتذكرت حبها وعشقها فلم تتمالك نفسها فنزلت إليه على حين غرة، ورجته أن يحقق لها مطلبها، ولكونها مضيفته ولها عليه حق طلب منها أن تخبره ما هو مطلبها، وحالت في خاطره عدة أشياء مثل هل تريده زوجًا لها؟ أو تريده أن يعيد ما قاله من أبيات؟ لكنها قالت: أريد أن أضع رأسي على فخذك وتضع ذيل الربابة على أذني وتقول أبياتًا أقولها لك، قال: لك ذلك، فقالت:
وأشيب عيني وقلة نصيبي
…
يا كيف انا اسهر والخلايق ينامون
والله لولا خوفتي من فريقي
…
لا علك يا علي لما يمدون
يا ما على صدرك تنثر دليقي
…
وانت شربته يا علي بغير ماعون
ليتك لصندوق الظماير تويق
…
ويا ما لعبنا والملا ما يراعون
فصار يردد الأبيات على رباته حتى حفظتها النساء وصرن يغنين بها
وكل من بالحي، لكن الخبر لم يصل إلى أخيها، وهو رجل محافظ شديد الغيرة، وكان قد سكن المدينة ليبعدها عن مضارب أهلها علها تنسى عشقها وحبها، إلا أن الحب لا ينسى ولا يغيب معشوق عن بال عاشقه، فطلب الاخ من شقيقته أن تستعد لزيارة أهلها في البادية، ولما كانا في الطريق انقض على أخته وقتلها وقضى على أملها في وصل حبيبها (1).
كتب إليَّ الأستاذ حمود بن عبد الله السواجي من أسرة (السواجي) التي تفرعت منها أسرة (الفَرَّاج) هؤلاء بأن عائلة (الفَرَّاج) في بريدة التي سميت باسم (الفَرَّاج) نسبة إلى جدهم فرَّاج بن موسى السواجي الذي نزح من بلدة الشماسية إلى بريدة.
وأصل هذه العائلة من عائلة (السواجي) التي من ذرية عبد الله الشمري.
ومحل الكلام على أسرة (السواجي) في كتاب (معجم أسر شرق القصيم).
ومن الوثائق المتعلقة بأسرة (الفَرَّاج) هذه المتفرعة من أسرة السواجي أهل الطرفية الوثيقة المتعلقة بوقفية بيت لفَرَّاج الموسى السواجي، واقع في جنوب بريدة يحده من قبله ربيشة وهي التي تسمى حيالة ربيشة، ومن جنوب حامي العقدة، والعقدة هي السور، والمراد به سور حسن المهنا أبا الخيل الذي أكمله ابنه صالح الحسن أمير بريدة بعد وقعة الطرفية ومن شرق السوق، بمعنى الزقاق، وليس سوق البيع والشراء، ومن شمال بيت زوجته، وذكر أنه يصرف ريع البيت قادم فيه أي يبدأ من ريعه بعشيات في جمع رمضان، وهي جمع عشاء الذي يصنع في ليالي الجمع من شهر رمضان، وأضحية دوام أي مستمرة له ولوالديه أي يجعل ثوابها له ولوالديه.
(1) نزهة النفس الأديبة، (الجزء الثاني).
واشترط النظر له على هذا الوقف مدة حياته، وبعده الصالح من ذريته إن احتاجوا - لسكنى البيت - يسكنون ولا حرج، ومع غنائهم يصرفون الريع بأعمال البر.
والشاهد على هذه الوثيقة عبد العزيز الإبراهيم الهزاع - من أسرة الهزاع المعروفة في بريدة.
أما الكاتب فإنه الشيخ العالم صالح بن ناصر السليمان بن سيف، والتاريخ في شهر شوال سنة 1339 هـ.
وهذه صورتها: