الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهم محمد الحموه كان يعمل عند الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد عندما كان أميرًا في بريدة.
وقبله كان حمود الحموه من رجال أمير بريدة حسن بن مهنا المشهورين.
له قصص ونكت وطرائف كان يرويها الجيل الذي قبلنا، وله ابن أسماه بركات لأنه كان قد أعجب ببركات الشريف صاحب الشعر العامي المشهور.
وقد سبق ذكر الحموه في حرف الحاء.
الغْنيم:
بإسكان الغين وفتح النون فياء ساكنة وآخره ميم، على لفظ التصغير.
أسرة صغيرة من أهل بريدة.
جاءت إلى بريدة من جهة الشمال في منتصف القرن الثالث عشر أو قبل ذلك بقليل.
أول المعروفين منهم جاء إلى بريدة (غنيم .... ) ولا ندري ما إذا كان اسم أسرته قبل ذلك الغنيم فيصير اسمه (غنيم الغنيم) أم لهم اسم آخر.
وصار فيها شعراء ووجهاء.
منهم سليمان بن غنيم والد (طَمَّام) كان من الأغنياء المشهورين، مات في عام 1323 هـ.
كان سليمان بن غنيم يستشهد على التعاقدات من مبايعات وغيرها منها هذه المكتوبة في غرة صفر من عام 1267 بقلم حمد بن سويلم.
وهذه صورتها:
ووجدت أيضًا شهادة لسليمان بن غنيم هذا في وثيقة مبايعة بخط ناصر السليمان بن سيف مؤرخة في 25 رجب سنة 1289 هـ.
وتتضمن مبايعة بين محمد بن عبد الله الشدوخي ودخيِّل بن عبد الله وبين عمر بن جاسر والمبيع نخلة مشتركة بين المذكورين والثمن ثلاثة أريل فرانسه وقد شهد على الوثيقة رغم ضالة المبلغ بالنسبة إلينا ثلاثة شهود من الشخصيات المعروفة وهم سليمان الرشيد الحجيلاني وهو من مشاهير أسرة آل أبو عليان في وقته وعبد الله بن مفرح والمفرح هم أبناء عم للقوسي، بل (القوسي) متفرعون منهم، و (سليمان بن غنيم) هذا إلى جانب كاتب الوثيقة ناصر السليمان بن سيف.
والوثيقة مذكورة في رسم (المنَيِّع) في حرف الميم.
ومنهم عبد العزيز بن سليمان الغنيم الملقب (طمَّام) ومعنى طمَّام باللغة العامية الذي يطم على غيره أي يتغلب عليه.
وطمام هذا عرفته وجيهًا جميل الوجه والهيئة يعتني بنظافة ملابسه ونعليه، ويجالس الأمراء والوجهاء ويدعوهم لبيته، وهو شاعر عامي له شعر كثير.
مات في ربيع الأول عام 1391 هـ بعد أن تجاوز عمره المائة عام.
وقد ذكر (طَمَّام) لقبه هذا في شعره، وذلك في قوله:
يا شاربين التتن ما ابي لكم كيف
…
يا مدور الشكلات ما به شكايل
اللي يدور الكيف عندي لهم كيف
…
غرس ظليل فوق حدب ظلايل
واللي يدور الكيف عندي لهم كيف
…
اسعال نجر الماو بين الثمايل
واللي يدور الكيف عندي لهم كيف
…
حب اللقيمي فوق عضيان حايل
واللي يدور الكيف عندي لهم كيف
…
غطروف ظبي البيض شقر الجدايل
واللي يدور الكيف عندي لهم كيف
…
يردون حوض الموت صدْقٍ صمايل
اللي يريد المدح يقلط عن الحيف
…
لي صكن الجمعين والدم سايل
مع لابة بالكون تروي شبا السيف
…
يردون حوض الموت صِدْقٍ صمايل
واللي يريد المرجلة يكرم الضيف
…
والرزق عند اللي منشي المخايل
يقولها طمام من غير تكليف
…
يشهد عليها الله وكل القبايل
وقال عبد العزيز الغنيم في الغزل أيضًا:
جعل ناشي المزن وان رنت رعوده
…
يرتكب يمة خضيرا ووهطان
حيثه منصي اللي ينقض لي جعوده
…
مترف الساقين مجلي الثمان
يا فهد، والشوق لا يغريك زوده
…
والله اني لآصله باعلى مكان
صابني غطروفة زمة نهوده
…
كانها تفاح والَّا بردقان
يا فهد ما شفت انا لصفة خدوده
…
والثنايا بيض كأنه قحويان
مترف الذرعان له ردف يكوده
…
والجدايل ما شطينه زعفران
قالها (طَمَّام) لا شي يكوده
…
اسمعوا يا هل الهوى والعلم بان
وقال عبد العزيز الغنيم (طمام) يوصي ابنه صالحًا:
يا صالح افهم جواب زين
…
نصيحة للمطيعينا
انصحك تجنب دروب الشين
…
واتبع علوم المصلينا
واحرص على الكتب (1) واقر الدين
…
واترك دروب المولينا
واحرص لي إفوا عجلين
…
اذبح سمين الخرافينا
قلط قراهم من الزين
…
والرزق عند الله يغنينا
ثبت في ذمتك لي دين
…
ابغي عن العشر عشرينا
وقال عبد العزيز الغنيم (طمام) أيضًا في إحدى بناته:
يا لطيفة جَمَّلك والي القدر
…
بالعجب والزين والملح الكثير
يا خشيف الريم، يا بنت المطر
…
يا عنود البيض ملبوسك حرير
(1) الكتب من كتب يكتب فهي مصدر يريد بذلك له أن يتعلم الكتابة والقراءة.
يا شعاع الشمس يا نور القمر
…
يا الذي بالزين ما مثلك يصير
كل شيخ قال انا لي بَهْ نظر
…
والذي ما يدركهـ عمره خطير
ثم صلى الله على سيد البشر
…
النبي الهاشمي حيثه بصير
وقال عبد العزيز الغنيم في الغزل:
يا عشقتي قلبي خذيتيه بالسوق
…
والترف يا الغطروف ضافي الجديله
غديت كني بين زارق ومزروق
…
ما يندري عني من اية قبيله
صندوق قلبي صار به خمسة افتوق
…
لا لعن أبو ذا القلب ضيع دليله
زعجت صوت يسمعونه هل السوق
…
قالوا علامك؟ قلت: أنا شفت زيله
الشوف شفت صويحبي تقل غرنوق
…
نابي الردوف اللي عيونه صقيله
سمهوج عمهوج سبا العقل بدفوق
…
قايد خشوف الريم عِنْق وجديله
إلى لبس قردالته واتبعَهْ طوق
…
تلقي الذهب متخالف مع ثليله
اللي غدا بالزين عن كل مخلوق
…
ابدًا ولا نلقي حليلٍ مثيله
هذه القصيدة قالها طمام في صديقه (باني) عندما طلب طمام منه أن يؤخر سفره كي يحضر زواجه لكن بأني اعتذر:
مذكور بالخير يا (باني)
…
قفي وخلاني بديره
تريض اليوم من شاني
…
صبرت للقرب والجيره
قلبي تولع وفزاني
…
الحكم بيد الله وتدبيره
غرو سبي العقل واذاني
…
والرِّجل حفيت لتدويره
والعين يا عين شيهان
…
أصرم وغلَّى بشوابيره
وهذه القصيدة من تأليف طمام بأخيه عبد الرحمن حين أصيبت يده بمرض العنكبوت:
البارحه بايت سهران
…
ما هملج النوم بعيني
على الذي عندنا وجعان
…
قلبي تولع، ومقزيني
لي شفت انا الكف والعسبان
…
كبدي تبذح بسكين
حاربت انا مرقد النسوان
…
يا كود يمشي ويباريني
صندوق قلبي غدا ليحان
…
والنار بالكبد تشويني
علي عضيدي عبد الرحمن
…
مالي صديق يسليني
يا الله يا عالم ما كان
…
ترحم حال المسيكين
وأخوه عبد الرحمن هذا محب للشعر والأخبار كثير الدعوات لذوي الشأن على قهوة وأمثالها، مات في عام 1388 هـ عن تسعين سنة.
وهذه الأبيات أيضًا من شعر طمام:
الزين كله ببدريه
…
ما شفتها يا سليمان
عذروبها: توَّه بنيه
…
وعوده من الحال رويان
والعين يا عين ريميه
…
والخد برق إلى بان
و(طمام) مشهور بنجدة الناس وبتزعم جيرانه وأهل حارته، ذكر سليمان بن إبراهيم الطامي في كتابه (سواليف المجالس) سالفة ورد فيها ذكر عبد العزيز الغنيم (طمام) وأحببت إيرادها لا من أجل ما تدل عليه بالنسبة إلى ابن غنيم، ولكن لكونها - أيضًا - تصور حال الناس قبل أن تعم الكهرباء في البلاد.
قال سليمان بن إبراهيم أبو طامي:
يقول صاحب الموقف: خرجت من بيتي لأداء صلاة العشاء في الجامع الكبير - جامع خادم الحرمين الشريفين - والشوارع مظلمة.
سرت في طريقي في شارع الصناع (الصناعة) وكان اسمه قديمًا شارع الصناع، وعندما توسطت يقول راوي السالفة: من الشارع وبالتحديد من مكان الحدادين، تعثرت
بشخص مدعوس (مدهوس) وخضت في أمعائه، سميت الله، واقشعر جسدي نهضت عنه مسرعًا وجمعت أطراف ثوبي الملطخة بالدماء وتركت عصاي.
ذهبت إلى عبد العزيز الغنيم رحمه الله من أعيان بريدة المعروفين بالفزعة (1)، لأن بيته قريب من موقع الحادث، قرعت عليه بابه، خرج علي أبو صالح، وبعد السلام عليه، أخبرته أن هنا بالشارع شخصًا مدعوسًا وأنه الآن مضرج بدمائه.
وطلبت منه يقول راوي السالفة ماء لغسل ثوبي من الدم.
أحضر أبو صالح الماء وأحضر سراجا، (مصباح يستعمل بواسطة الجاز) لينير علي وأنا أغسل الدم من ثوبي.
نظرنا إلى ثوبي فلم نر دما، تعجبنا، وذهبنا مسرعين أنا وأبو صالح إلى مكان الحادث لم نر أحدا مدعوسا، ولا حتى أثرا لسيارة، قال لي أبو صالح: أنت متأكد من الشخص المدعوس؟ قلت نعم: متأكد مثلما أنت أمامي عبد العزيز الغنيم.
تعثرت به وسمعت أنينه من تحتي من شدة إصابته، وتركت عصاي فوقه وها هو عصاي.
قال أبو صالح: لعله زحف هنا أو هناك، درنا جميع جهات الشارع فلم نعثر على أي أثر له.
قال أبو صالح: لعله الجني الذي أشغل الناس بهذا المكان؟ قلت: يمكن يكون هو.
أما الذي تعثرت به فلا عندي أدنى شك إلا أنه إنسي مدعوس لمسته بيدي هاتين وسمعته وهو يئن من الوجع.
(1) عبد العزيز بن سليمان الغنيم توفي 24/ 3/ 1391 هـ رحمه الله.
حضر بعض الرجال الخارجين للصلاة وأخبرناهم الخبر، قالوا: هذا جني كل ليلة يتعرض للناس بأشكال مختلفة فقد رآه الليلة الفائتة فلان بشكل كذا، وآخر راه بشكل كذا.
يقول راوي السالفة: قلت لهم وأنا رأيته الليلة بشكل شخص مدعوس (مدهوس)(1).
ومنهم عبد الله بن سليمان الغنيم أخو طمَّام ويلقب الأسود لأنه كان أسمر اللون بالنسبة إلى بقية الأسرة الذين هم بيض الألوان، كان يداين أهل الأسياح وغيرهم، وعمر دهرًا حتى كاد يجمع الذين عرفوه أنه عمر مائة وعشر سنوات، ومع ذلك بقي عقله جيدًا وتفكيره سليمًا إلى ما قبل موته بساعة واحدة.
مات في عام 1407 هـ.
ومن الطرائف التي يحكيها عنه إخوانه وبعض أسرته: أنه كان يظن أنه عائن - أي يصيب الناس بعينه.
وأقول أنا كاتبه محمد العبودي: إن ذلك ناشيء عن سعة عينيه وحدَّة نظرهما، إذ عرفته واسع العينين، حاد النظرات، مع سمرة فيه بالنسبة إلى بقية أفراد أسرته الذين هم من البيض.
قالوا: وكان العوام يعتقدون أن (العائن) إذا صُلِّي عليه مثل صلاة الميت ذهب عنه ذلك فأصبح لا يصيب الناس بعينه.
ولكنه لا يعترف بأنه (عائن) ولذلك لا يرضى أن يصلوا عليه صلاة الجنازة وهو حي.
قالوا: فوجدناه مرة نائمًا فاجتمعنا وصلينا عليه صلاة الجنازة فذهب عنه
(1) سواليف المجالس، ج 2، ص 71 - 72.
كل ما كان معروفًا به من إصابته الناس بعينه بعد تلك الصلاة.
ولا شك أن هذه خرافة طريفة لذلك أوردناها هنا.
وجاء تلقيب عبد الله بن صالح الغنيم هذا بلقب الأسود في الوثائق المكتوبة كما هو في شهادته في نزاع بين عبد الكريم بن إبراهيم العبودي وعبد الله الصالح الخراز، وما أدى إليه ذلك من مخالصة على يد زعيم بريدة في وقته فهد بن علي الرشودي كما في الوثيقة التي كتبها عبد الله بن عبد الرحمن الحميضي.
وكان بعض الغنيم على غناهم يعملون زينة رحال الراكب على البعير من الجلد وهي أشياء دقيقة ومهمة.
وقد اشتهر عملهم في ذلك حتى ورد في ذكر النجائب من الإبل الغالية الثمن في الشعر أن دلَّها، أي: زينة رَحلها هي من ذلك.
وذلك قول سند بن قاعد الخمشي:
يا راكبٍ حِيلٍ زَهَنَّ السفايف
…
شِغل (الغنيم) من الميارك كلايف
من كل صِنْفٍ زيِّنوا به عنايف (1)
…
سَبْحات تضربهن غضُود المطيه
غَوْشٍ نشامى شِغْلهم للنِّشَامى
…
ما يشغلون إلَّا لناسٍ حَشامَى
متورثينه من خوال وعمامي
…
شِغْلٍ نظيف وشَرِّفه زين نّيه
قوله: غوش نشامي: الغوش هنا الشجعان ذووا الشهامة، ولذا وصفهم بالنشامي، وذكر أنهم لا يعملون تلك الزينة إلَّا لأناس حشامى، جمع حشيم بمعنى ذي القدر في النفوس، يريد أنهم لا يتكسبون بذلك عند سائر الناس.
أول من جاء من (الغنيم) هؤلاء إلى بريدة هو (غنيم) كما سبق، وقد جاء إلى بريدة في النصف الأول من القرن الثالث عشر وصاهر أسرة الهويش.
وولد له ابنه سليمان في بريدة فأثرى وكثر ماله وصار وجيهًا.
ومن أخبار غني سليمان بن غنيم أنه كان له صوبة وهي المخزن الكبير للتمر أكبر من الجصة كان يملأها تمرا للتجارة وأكثره مما كان يداين به الفلاحين.
فلما مات، وتقاسم أبناؤه ميراثه ضعفوا عن ذلك وبقيت الصوبة خالية من التمر فقال أحدهم مازحًا: أبونا كان يملأ الصوبة تمر، وحنا عسى الواحد منا يملأها جلة!
والجلة: هي بعر الإبل اليابس.
أقول كنا نعرف من كبار السن أن (الغنيم) هؤلاء جاءوا إلى بريدة من جهة الشمال بخلاف الغنيم: الأسرة الأخرى فإنها قدمت إلى بريدة من الزلفي إلَّا أن الأخ محمد بن سليمان الصالح الغنيم حدثني عن عمه عبد الكريم بن سليمان الغنيم الملقب (الخبي) نسبة إلى الخبِّ أو الخبوب أنه لقي رجلًا من أهل شقراء فقال له: أنتم يا الغنيم - من قراين الوشم، قرب (شقراء) وأملاككم لا
(1) عنايف: ألوان متعددة صارخة.
تزال موجودة وأبناء عمكم هناك.
وقد ذكر (الخبيَّ) ذلك وإن كان وهو حفيد أول من جاء منهم إلى بريدة لم يسمع بذلك من قبل.
ومن أخبار الغنيم) هؤلاء ما ذكره الأستاذ ناصر العمري بقوله:
قدم رجل من سكان عيون الجواء إلى بريدة في منتصف القرن الرابع عشر الهجري يريد الحج فسأل معارفه في بريدة عن أسماء الذين يريدون الحج ذلك العام ليرافقهم، ويأنس بصحبتهم ويأمن على نفسه، فقد كان الطريق بين بلدان نجد وغيرها إلى مكة المكرمة محفوفًا بالمخاطر من اللصوص وقطاع الطرق الذين يطمعون بالمال، وفي سبيل الحصول على المال يعتدون على حياة الحجاج وذكر لذلك الرجل حمد بن غنيم آل غنيم من أهل بريدة بأنه يريد الحج، ودُل على داره فاتجه إليه وقابله وأخبره أنه يريد الحج بصحبته، فرحب به ابن غنيم، وأكرمه.
وسار الرجلان على بعيريهما مع حجاج بريدة، وفي عالية نجد في ركبة كان صاحب حمد بن غنيم يحمل معه مزودة فيها شيء من المال، وكان أحد اللصوص قاطع الطريق يراقب حركة الحجاج نهارًا ليعرف طمعه وينقض عليه تحت ستار ظلام الليل، وقام ذلك الحاج صاحب المزودة يقضي حاجته فتبعه اللص واراد خطف المزودة منه لكن العيوني أمسك بالمزودة وأمسك باللص، وصاح يريد النجدة فقام اللص بنحره بسكين حادة كان يحملها بيده وأخذ المزودة وهرب، فتبعه حمد بن غنيم آل غنيم وأمسك به فأدرك اللص أنه في قبضة رجل شجاع قوي الجسم وصلب، فقال اللص: خذ المزودة ودعني ، فقال حمد بن غنيم آل غنيم: لا أدعك حتى أعرف مصير صاحبي وسماه باسمه، فإن كنت قد قتلته قتلتك به، فقال اللص: أنا عتيبي وتقتلك عتيبة، قال ابن غنيم: لو اجتمعت عتيبة حولي ما تركتك يا ظالم.
وجاء به ابن غنيم يجره ويتحسس صاحبه فوجده قد فارق الحياة، وكان
مع اللص خنجر وهي سكين حادة وقد استولى عليها حمد بن غنيم آل غنيم، ولما تأكد ابن غنيم من موت صاحبه بيد اللص قاطع الطريق، قام بقتل اللص بقطع رأسه وحمل رأسه على مخيم جماعته أهل بريدة وطرح الرأس بينهم وقال: هذا عذري من صاحبي في السفر فقد جئت برأس قاتله وأعدت ماله (1).
هكذا ذكر الأستاذ ناصر العمري هذه القصة.
ومن المعاصرين من الغنيم هؤلاء الأستاذ أحمد بن محمد بن سليمان الغنيم ترجم له الأستاذ عبد الله بن سليمان المرزوق، فقال:
ولد الأستاذ أحمد الغنيم في مدينة بريدة عام خمسة وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة الصفراء ببريدة (مدرسة عثمان بن عفان حاليًا)، وتخرج منها عام 1399 هـ، ثم درس بعدها في متوسطة الحرمين ببريدة، وحصل منها على شهادة الكفاءة المتوسطة عام 1402 هـ، وبعدها التحق بثانوية اليرموك ببريدة (ثانوية الملك سعود حاليًا)، وحصل منها على شهادة إتمام الدراسة الثانوية عام 1405 هـ.
وبعد ذلك درس في قسم الكيمياء في كلية التربية بجامعة الملك سعود في الرياض، وحصل على البكالوريوس في التربية والعلوم عام 1410 هـ.
وقد ابتدأ حياته العملية عام 1410 هـ. موظفا في شركة سابك للصناعات الأساسية، وفي عام 1411 هـ انتقل إلى وزارة المعارف حيث وجه للتدريس في منطقة القصيم، وقد كلف بالتدريس في ثانوية الأمير عبد الإله ببريدة، حيث بقي فيها من عام 1411 هـ حتى عام 1418 هـ، ثم درَّس في ثانوية مجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة من عام 1418 هـ حتى عام 1420 هـ، ودرّس أول عام 1420 هـ في ثانوية الأمير فيصل بن بندر ببريدة، ورشح في العام نفسه للإشراف
(1) ملامح عربية، ص 357.